الثلاثاء، 22 مارس 2016

مدة بقاء الميت في قبره


قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
 اعلم أن الزمن بالنسبة للميت يذهب سريعاً كأنه ليس بشيء. وقد أمات الله رجلاً مائة عام فلما ﴿بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ﴾، فماذا قال؟!﴿ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ﴾[البقرة:259]، وهي مائة سنة! يوماً أو بعض اليوم؛ لأن الله قال: إن الله أماته في أول النهار وأحياه في آخر النهار.

وأهل الكهف ﴿لبثوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَمِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً﴾، وهو نوم، والنوم ليس كالموت، بل الموت أسرع في ذهاب الوقت فيه، وهؤلاء الذين ماتوا ولهم ملايين السنين تجدهم كأنهم ما مرَّ عليهم شيء، كأنهم ماتوا الآن؛ فمن كان في نعيم تجده يمضي عليه الوقت سريعاً وأسرع بكثير؛ لكن الذي في جحيم يتباطأ الوقت عنده، ويكون الوقت عليه طويلاً، نسأل الله العافية، وهذا شيء مُشاهَد،

 حتى إن ابن خلدون وهو يعتبر من حكماء أهل الأخبار يقول: إن أيام الأمن وأيام الرغد تمضي سريعاً، وأيام الجوع وأيام الحروب والفتن تكون طويلة. وهذا صحيح.

فأقول يا أخي: كل المدفونين إذا جاء يوم القيامة فكأنهم:﴿ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ﴾[النازعات:46]؛ ولهذا يقول المجرمون:﴿ يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا﴾ [يس:52]، كأنه مرقد .
إن المدة تزول سريعاً، أسرع من لمح البصر، والله أعلم.

المصدر: سلسلة لقاءات الباب المفتوح > لقاء الباب المفتوح [68]
العقيدة > اليوم الآخر وأشراط الساعة


 رابط المقطع الصوتي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق