لو اعطى الله للعبد كل حاجاته يصيبه الغرور
ولا يلجأ لله ولهذا يبتليه كل لحظة ليطلب من الله في
كل دقيقة ويعطيه أجر على الدعاء
الدنيا تضيق لتقول يارب فتأخذ الحل وتأخذ
الأجر يجب أن نعرف ان الضيق والصعوبات لكي تنشأ
العبادات المؤمن لاتأتي الأحداث على نفسه فتكسرها
بل تأتي على ايمانه ولهذا يجب أن يقوي إيمانه .
الطمأنينة بمناجاة الله عند كل مخوف كلما طرأ عليك طارئ تطمئن بالركون الى الله
في كل شر تخافه وفي كل خير تطلبه ناجي الله
فالله قريب يسمع عباده فالنفس الصحيحة ليست
تائهة بل تعرف ان لها ركن شديد تركن اليه وهو كامل الصفات وهو معكم اينما كنتم
المريض اول مايذكر ربه يكون قلبه واثقا
بالله وكذلك المحتاج بهذا تصبح النفس صحيحة لاتخاف
نستفيد من التجارب السابقة لايمكن ان يتخلف وعد الله فإن لجأت له لايمكن
أن يخذلك
من رحمة الله بالعبد انه لايصيبه بالمصيبة
التي سيرفعه بها مرة واحدة بل يذيقه قليلا قليلا حتى تستسيغ نفسه المصاب ويقبله ثم
يعطيه الاجور ويرفعه يعني الله يدفعك الى بابه دفعا
الذي حماك ورزقك امس واول امس سيطعمك ويسقيك
لاخرعمرك المهم لاتظن به ظن السوء بانه سيجعلك تحتاج
ابناءك ويخذلك فحينها تستحق ان يحصل لك ذلك أحسن الظن بالله
تذكر كم نجاك وكم رزقك وكم سترك هذا مايجب ان يبقى في ذاكرتك وليس المآسي والمصائب
البلاء الذي ينزل عليك يناسب قوتك تماما
فلاتضعف نفسك بوساوس الشيطان لاينزل عليك الا وعندك اسباب تسهل الصبر
ويجهزك لذلك ويذكرك وينبهك قبل نزوله فلا تسمح
للشيطان ان يضعفك فلايكلف الله نفسا الا ماآتاها
القاعدة السادسة:
كل ماتضيق به نفسك فوراءه أحسن منه وقتما
يأذن الله فلاتنظر للمضائق على أنها ستدوم
اقبل من الله ماقسم لك واعلم ان وراءه الخيرعينك لن ترى الخير الا لما ترضى عن الله
لاتطيب نفسك الا لما تبدأ بالرضا لما ترى الخير وراء كل مفقود فهذه بصيرة
يعطيها الله لمن يشاء
أنت قائد لنفسك وليست هي من يقود
وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى
: النفس اذا رأت ماتهواه تريد فعله فإذا تركت نفسك كلما اضطربت هاجت وتكلمت فأثرت على
لسانك وعلى بصرك وسمعك فستطيش بك نفسك وليعلم أن هذه النفس ان تركتها لن تقف عند حد
ابدا ولهذا عليك ان تعلم انه مطلوب منك ان تحكمها
انت ولاتتركها تحكمك
مثال:
شهر رمضان نفوس الصائمين لاتقل لهم كلوا
ابدا لماذا ؟
لأنك قدتها فانقادت لهذا تخيلها حين تتمرد وقدها هناك من يحكم نفسه ويضبطها وهناك من يتركها
على هواها من يكون قلبه قويا لايتركها وقتما تريد
الكلام تتكلم او تفعل ماتشاء بل يحكمها ويجعل قلبه هو الملك عليها
قال تعالى:
(ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه
)
مثال :
حين تغتاب احدا تظن أنك قللت قيمته عند
الناس والحقيقة انت ستذوق طعم هذا وهو ستكون له الرفعة .
كلما انتقدت احدا ستدور الايام ويقال عليك
نفس ماقلته فلا تترك نفسك تقول على الناس ماتشاء .المقصد اننا كل مرة نهذب نفوسنا ونبين لها
بيانا .
انظر الى النفس ماذا يمكن ان تفعل بالانسان:
(فطوعت له نفسه قتل أخيه )
طوعت: نفسه طوعته حتى استطاع ان يتخطى
الفطرة السوية والعقل الصحيح والقرابة والمحبة حتى استطاع فعل الشيئ القبيح فتصبح طائعا
للنفس كأنك عبد لها والشيطان والنفس يتعاونان عليك:
الشيطان يوسوس والنفس تطوع له حتى تتمكن
منه ولما يفعل يجلس يبكي ماجنته نفسه عليه .
النفس تزن والشيطان يزن والقلب ضعيف لايمنعها
ان تفتح تماما الامر السيئ ولو منعها لأصبح مثل الصيام لاتجرؤ النفس ان تزن عليه في
الصيام .
لهذا ان طلبت الصحة لنفسك يجب ان تكون اميرها
وان تمنعها عن المهالك فلاتسكت لها فتطوع لك المعاصي وتبدأ بالصغير الى ان تصل للأمر
الكبير ان تركتها حتى تطوع لك يعني أنها ماتت
.
في سورة الانعام:
(قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي
فعليها )
فالله يبين لك:
يأتيك واعظ من داخلك يقول لك لاتفعل او يسمعك الأذان وقت المعصية او..او
..
مثال:
السهر على الجوال ومصاحبته ورؤية المقاطع
الى ان يذهب الزمن ولاتقوم الليل ولاتوتر
هكذا أصبحت النفس مريضة ولن تسكت فماذا
ستفعل ؟
لاتنتظرها حتى تمل وتشبع لأنها لن تمل ولن
تشبع بل كن حازما ولاتجعلها تفعل بك هذا في اليوم الثاني لأنها ستأخذك في كل وادي
وهكذا من يذهب للأسواق : كل مرة تطوع لهم
انفسهم الذهاب للسوق والله يريهم بصائر ولاينتفعون وان لم تلحق نفسك سيصعب عليك بعد ان تشب
على شيئ ان تغيره وستلحق ربك دون أن تصلحها.
اية: (فمن اهتدى فإنما يهتدي
لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها )
مثال: ينصحك احد فترى نفسك فوق النصيحة
وترى أنك لاتستحق هذا اللوم وكثير من الأشخاص
يرفضون الحق لأنه جاءهم عن طريق فلان وعلان الصحيح نفسيا يبحث عن الهداية بغض النظر
عمن قال لك الحق بل فكر بالكلام وجرد المسألة
من أثر الأسلوب الذي نصحوك به فانت عرض عليك الحق فسكت نفسك عن النقاش بالأسلوب ولاتحكي
لفلان وفلان عن الأسلوب حتى تنسى اساس النصيحة هذا معناه أن نفسك تحكمك بالعناد لما آتاك الحق من شخص لايناسبك رفضته وهذا
مثل فعل قريش لما جاءهم الحق من النبي فلم يقبلوا ان آذاك الأسلوب فلا تضخم المسألة بل برد
المسألة حتى تهدأ نفسك ثم فكر بالكلام لأنك ان اهتديت فستهتدي لنفسك وان ضليت فستضل
عليها
اية: (فمن شكر فإنما يشكر لنفسه
)
النفس المريضة لاتأتي عينها على النعم بل
هي عمياء عن النعم والنفس الصحيحة ترى النعم وتشكر عليها من اعماق القلب
.
مثال:
المرأة لو قلت لها ماهي حسنات زوجك فلا تعرف
وان قلت لها ماسيئات زوجك ينطلق لسانها
المفروض ان تقولي: هذا الطبع لا يلائمني
ولكن الله أعطاني من ورائه فوائد كثير ة
النفوس التي لاترى في قرنائها وفي حياتها
نعمة فهذه نفوس مريضة صحيح النفس يقلب الأمور فيرى النعماء عينه بصيرة بالنعم وهذا يصحح له نفسه وعينه لاترى ماعند غيره بل يكف عينه عما
عند غيره.
شذرات من درس أستاذة أناهيد السميري(حفظها الله)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق