الثلاثاء، 31 مايو 2016

قسوة القلب وأسبابها



العين تتبع القلب، فإذا رق القلب دمعت العين، وإذا قسى قحطت
 قال ابن القيّم - رحمه الله – في كتاب " بدائع الفوائد " ( 3 / 743 ) -: " ومتى أقحطت العين من البكاء من خشية الله تعالى فاعلم أن قحطها من قسوة القلب"

أبعد القلوب من الله:
القلب القاسي " وكان كثير من السلف يحب أن يكون من البكائين ، ويفضلونه على بعض من الطاعات، 
كما قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: " لأن أدمع من خشية الله أحب إليَّ من أن أتصدق بألف دينار "

 ولقسوة القلوب أسبابها، ولرقتها أسبابها - كذلك - فمن أسباب قسوة القلوب:
1. كثرة الكلام 
2. نقض العهد مع الله تعالى بفعل المعاصي وترك الواجبات 

 كثرة الضحك 
" كثرة الضحك تميت القلب "
 مرَّ الحسن البصري بشاب وهو مستغرق في ضحكه، وهو جالس مع قوم في مجلس .
فقال له الحسن: يا فتى هل مررت بالصراط ؟!
قال: لا !
قال: فهل تدري إلى الجنة تصير أم إلا النار ؟!
قال: لا !
قال: فما هذا الضحك ؟!
فما رؤُي الفتى بعدها ضاحكاً 

وكان الحسن يقول: يحق لمن يعلم: أن الموتَ موردُه، وأن الساعةَ موعدُه، والقيام بين يدي الله تعالى مشهدُه: يحق له أن يطول حزنُه 

 كثرة الأكل 
قال بشر بن الحارث: خصلتان تقسيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل 

 كثرة الذنوب 
قال تعالى:{ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } [ المطففين / 14 ]  
وقال صلى الله عليه وسلم: " إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صُقل قلبه، وإن زاد زادت حتى يعلو قلبه، فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه:{ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون }[ المطففين / 14 ] رواه أحمد ( 7892 ) والترمذي ( 3334 ) وابن ماجه( 4244 ) وحسنه الشيخ الألباني في" صحيح ابن ماجه "

وقال بعض السلف: البدن إذا عُرِّي رقَّ، وكذلك القلب إذا قلت خطاياه أسرعت دمعته .
عن عقبة بن عامر قال: قلت يا رسول الله : ما النجاة ؟ ما النجاة ؟ قال: " أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك " أخرجه الترمذي (2406)، وقال: حديث حسن، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 2741

صحبة السوء 
وقد شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بنافخ الكير
بل حتى كثرة المخالطة تقسِّي القلب، قال بعض السلف: وقسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة: الأكل، والنوم، والكلام، والمخالط .

وقد قيل " الصاحب ساحب "،و " الطبع يسرق من الطبع "، فمن جالس أهل الغفلة والجرأة على المعاصي سرى إلى نفسه هذا الداء: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً . لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً }

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل

قال ابن حبان - رحمه الله -:
العاقل لا يصاحب الأشرار لأن صحبة السوء قطعة من النار، تُعقب الضغائن، لا يستقيم ودُّه، ولا يفي بعهدِه.

 وقال ابن القيم:
ومتى رأيت نفسك تهرب من الأنس به إلى الأنس بالخلق ومن الخلوة مع الله إلى الخلوة مع الأغيار فاعلم أنك لا تصلح له.

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله :
وبالجملة: فمصاحبة الأشرار مُضرة من جميع الوجوه على مَن صاحبهم وشرٌّ على من خالطهم، فكم هلك بسببهم أقوام ، وكم أقادوا أصحابهم إلى المهالك من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون "

وقال أبو الأسود الدؤلي - رحمه الله -: " ما خلق الله خلقاً أضر من الصاحب السوء "


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله الا أنت أستغفرك وأتوب إليك


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق