قال ابن القيم رحمه الله:
♦️من الْآفَات الْخفية الْعَامَّة أَن يكون
العَبْد فِي نعْمَة أنعم الله بهَا عَلَيْهِ واختارها لَهُ..
فيملُّها العَبْد وَيطْلب الِانْتِقَال
مِنْهَا إِلَى مَا يزْعم لجهله أَنه خير لَهُ مِنْهَا
وربه برحمته لَا يُخرجهُ من تِلْكَ النِّعْمَة
وبعذره بجهله وَسُوء اخْتِيَاره لنَفسِهِ..
حَتَّى إِذا ضَاقَ ذرعا بِتِلْكَ النِّعْمَة
وسخطها وتبرّم بهَا واستحكم ملكُه لَهَا.. سلبه الله إِيَّاهَا..
فَإِذا انْتقل إِلَى مَا طلبه وَرَأى التَّفَاوُت
بَين مَا كَانَ فِيهِ وَمَا صَار إِلَيْه!ِ
اشْتَدَّ قلقه وندمه وَطلب العودة إِلَى
مَا كَانَ فِيهِ..



هَذَا وَهِي من أعظم نعم الله عَلَيْهِ..
فَأكْثر النَّاس أَعدَاء نِعَم الله عَلَيْهِم
وَلَا يَشْعُرُونَ بِفَتْح الله عَلَيْهِم نعمه..وهم مجتهدون فِي دَفعهَا وردِّهَا
جهلا وظلما..

قالَ تَعَالَى :{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ
لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}
وقَالَ تَعَالَى :{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ
مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم}

فعدوّه يطْرَح النَّار فِي نعمه وَهُوَ
ينْفخ فِيهَا فَهُوَ الَّذِي مكّنه من طرح النَّار ثمَّ أَعَانَهُ بالنفخ.. فَإِذا
اشتدّ ضرامها اسْتَغَاثَ من الْحَرِيق وَكأنَّ غَايَته معاتبة الأقدار!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق