الأربعاء، 8 يونيو 2016

وقفات رمضانية للأخت المسلمة




الوقفة الأولى
من نعم الله عليكِ أن مدَّ في عمركِِ وجعلكِ تُدركين هذا الشهر العظيم فكم غيَّب الموت من صاحب ووارى الثرى من حبيب . .

فإن طول العمر والبقاء على قيد الحياة فرصة للتزود من الطاعات والتقرب إلى الله عز وجل بالعمل الصالح.

فرأس مال المسلم هو عمره لذا احرصي على أوقاتك وساعاتكِ حتى لا تضيع سدى وتذكري مَنْ صامت معكِ العام الماضي وصلت العيد !! ثم أين هي الآن بعد أن غيبها الموت ؟ !

وتخيلي أنها خرجت إلى الدنيا اليوم فماذا تصنع ؟! هل ستسارع إلى النزهة والرحلة ؟ أم إلى السوق والفسحة.. أم إلى الصاحبات والرفيقات ؟! كلا ! بل - والله - ستبحث عن حسنة واحدة

فإن الميزان شديد ومحصي فيه مثقال الذر من الأعمال( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ) [الزلزلة:8،7]

واجعلي لكِ نصيباً من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ اغتنم شبابك قبل هرمك وصحتك قبل موتك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك}. .

 واحرصي أن تكوني من خيار الناس كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم :  فعن أبي بكرة رضي الله عنه:  أن رجلاً 
قال: يا رسول الله أي الناس خير ؟ قال صلى الله عليه وسلم:{ من طال عمره وحسن عمله }. . 
قال: فأي الناس شر؟. . 
قال : { من طال عمره وساء عمله } [رواه الترمذي].


الوقفة الثانية 
يجب الإخلاص في النية وصدق التوجه إلى الله عز وجل، واحذري وأنت تعملين الطاعات مداخل الرياء والسمعة فإنها داء خطير قد تحبط العمل، واكتمي حسناتك واخفيها كما تكتمين وتخفين سيئاتك وعيوبك.

 اجعلي لك خبيئة من عمل صالح لا يعلم به إلا الله عز وجل . . من صلاة نافلة، أو دمعة في ظلمة الليل، أو صدقة سر، واعلمي أن الله عز وجل لا يتقبل إلا من المتقين، فاحرصي على التقوى . .
( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) [المائدة:27].

 ولا تكوني ممن يأبون دخول الجنة . . كما ذكر ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم:{ كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى } . قالوا ومن يأبى يا رسول الله ؟ . . قال:{ من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى }[رواه البخاري].

الوقفة الثالثة 
عوَّدي نفسكِ على ذكر الله في كل في كل حين وعلى كل حال، وليكن لسانكِ رطباً من ذكر الله عز وجل وحافظي على الأدعية المعروفة والأوراد الشرعية.

 قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) [الأحزاب:42،41] وقال تعالى:( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [الأحزاب:35].

قالت عائشة رضي الله عنها:{ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  يذكر الله في كل أحيانه }[ رواه مسلم] . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { سبق المفرّدون } . . قالوا وما المفردون يا رسول الله ؟ قال: { الذاكرون الله كثيراً والذاكرات } [رواه مسلم].

قال ابن القيم رحمه الله: وبالجملة فإن العبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد غَبّ إضاعتها يوم يقول:( يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )[الفجر:24].

واعلمي أختي المسلمة أنه لن يعمل أحد لكِ بعد موتكِ من صلاة وصيام وغيرها فهُبِّي إلى الإكثار من ذكر الله عز وجل والتزود من الطاعات والقُربات.

الوقفة الرابعة 
احرصي على قراءة القرآن الكريم كل يوم، ولو رتبت لنفسكِ جدولاً تقرأين فيه بعد كل صلاة جزءاً من القرآن لأتممت في اليوم الواحد خمسة أجزاء وهذا فضل من الله عظيم.

 والبعض يظهر عليه الجد والحماس في أول الشهر ثم يفتر، وربما يمر عليه اليوم واليومين بعد ذلك وهو لم يقرأ من القرآن شيئاً .

وقد ورد في فضل القرآن ما تقر به النفوس وتهنأ به القلوب فعن ابن مسعود رضي عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن أقول ألف حرف، ولام حرف ، وميم حرف }[رواه الترمذي].

 وعن ابن عباس رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب }[رواه الترمذي].

وعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم -  يقول:{ اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه }[رواه مسلم].

فعليكِ أختي المباركة بالحرص على قراءة القرآن، بل وحفظ ما تيسر منه ومراجعة ما قد تفلت منك، فإن كلام الله فيه العظة والعبرة، والتشريع والتوجيه والأجر والمثوبة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق