مستوحى من لقاء الاستبشار بالقرآن
!
الحلقة الاولى
من أعظم مايدعو للاستبشار بالقرآن (وضوح
المنهج ) في الصغيرة والكبيرة ؛ فإنك:
إن أصبحت حكم لك! وإن أمسيت حكم لك! وإن تزوجت حكم لك ! وإن طلقت حكم لك!
وإن عاملت والديك حكم لك! وإن عاملت عدوك حكم لك! وإن دخلت حكم لك!
وإن خرجت حكم لك! وإن وإن وإن وإن ....حكم لك!
بل بلغ من وضوح هذا المنهج؛ أنك إن استلقيت على فراشك، وسرحت بأفكارك في
وديان وسهول وجبال النفس؛ ميز لك ماتفكر فيه تمييزا، وبين لك كيف سيعاملك عليه:
فإن تمنيت الخير لفلان؛ عرفت أنك الآن مأجور،وأنت على فراشك!
وإن غلى قلبك على فلان؛ عرفت أنك قد اقتربت
من دائرة الشيطان، وأنت على فراشك!
وإن تفكرت في ملكوت الله؛ عرفت أن لطفا
نزل عليك الآن، وأنت على فراشك!
وإن استحيت من فعل ماض لك عظمت فيه مخلوقا
لايستحق التعظيم؛ فعصيت إلهك لأجله؛ عرفت أنك في دائرة الخير تجول،وأنت على فراشك!
وإن تذكرت القبر وما فيه؛ فطلبت اللجوء
والحسب ورحمة الوافد؛ عرفت أن فضلا من ربك قد خصصت به الآن، وأنت على فراشك!
وإن وإن وإن وإن ...؛عرفت أين أنت!
كل ما أمامك: واضح طريقه،واضح جزاؤه،واضح مقصوده.
كل هذا التفصيل وكل هذا التفسير لك يدلك
على أن لك شأن عند من خلقك فسواك فعدلك!
لاترخص نفسك فأنت: مهم في فكرك ؛ فانظر إليه فيم يجول؟!
مهم في قلبك؛ فانظر إليه إلام ينصرف؟!
مهم في جوارحك؛ فانظر إليها تحت إمرة من تسير؟!
لا يعرف قيمة هذا الوضوح،إلا من كان فاقدا
له تائها عنه ثم وجده؛ كافرا كان أو مسلما.
ومن أعظم مايدعو للاستبشار بالقرآن (معاملة
الله لك على تطبيق هذا المنهج ):
فمع أنه منهج لصالح روحك، ولصالح نفسك، ولصالح بدنك، وجميع أحوالك؛إلا أنه يشكر
لك ويعطيك، ويفصل لك مايعطيك:
إن أزحت غصن شوك عن طريق عبادنا شكرنا لك، ولك من الأجر كذا وكذا!
وإن علمت جاهلا من عبادنا شكرنا لك، ولك
من الأجر كذا وكذا!
وإن أحسنت إلى والديك - الذين هما والداك؛ ولكنهما من عبادنا - شكرنا لك، ولك من الأجر
كذا وكذا!
بل وإن أحسنت إلى نفسك التي نحن أولى بها
منك شكرنا لك، ولك من الأجر كذا وكذا!
وإن مننت على عبادنا بما مننا نحن عليك: من مال وعلم ووجاهة؛ ثم حبست نفسك عن أن تمن عليهم - فلا نحب أن يمن أحد عليهم ،ولا
نحب أن يذل أحد ضعفهم ،ونحن قادرون على الإحسان إليهم من غير معونتك- شكرنا
لك ولك من الأجر كذا وكذا!!
وإن وإن وإن وإن ...شكرنا لك، وأعطيناك
، ولك من الأجر كذا وكذا!!
لا يعرف قيمة هذه المعاملة؛ إلا من كان
فاقدا لها، تائها عنها ثم وجدها؛ كافرا كان
أو مسلما!!
مستوحى من لقاء الاستبشار بالقرآن !
الحلقة الثانية
الشروط الواجبة عند تلقي وسماع أخبار الله
في القرآن الكريم:
1- التصديق
اليقيني بالأخبار الغيبية.
2- تصديقه
هذا لايدخله شك أبدً.
3- يعبّر
عن هذا الخبر الغيبي كما ورد في الكتاب والسنّة.
مثال:الخبر عن خلق السموات والأرض
المطلوب: أن تتيقن حقيقة أنه وقع، ولا
تعبّر عنه إلا كما ورد في القرآن والسنّة.
حقيقة إيمان المؤمن:
أن كل خبر غيبي يعرفه، يتيقن به، لا يعبّر
عنه إلا بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
نحن مكتفين بالمعارف الغيبية من الحقائق
الإيمانية.
أنواع الغيب في كتاب الله:
1- العلوم
التي سبقت في علم الله.
2- من هو
الله؟
3- كيف
يعامل الله خلقه ( أولياؤه، أعداؤه ).
4- مصير
الإنسان يوم القيامة ( ابتداء من موته إلى أن يلقى ربه .. إلى أن يتفرقون فريق في الجنّة
وفريق في السعير.
أن نعبد الله بالاستبشار بما في الأخبار
الغيبية في القرآن هذه عبادة يجب أن نمتّع أنفسنا بها ، يجب
أن نفهمها ونقوم بها ونعلمها أبناءنا
مستوحى من لقاء الاستبشار بالقرآن !
الحلقة الثالثة
عينك ترى الناس يسيرون إلى المسجد لصلاة
الفجر، تعرف أن خطاهم إلى الخير.. وأنت ليس لك مصلحة،ولكنك تحب خطى الناس إلى الخير.
وترى موقفًا آخر ،شخصًا ما عائد من مكان
وهو في حالة سكر.. وأنت لست متضرر، ولكن يحصل في نفسك من المدر مايحصل.
فهذه النفس تحب الخير بطبيعتها وتستبشر
به!
وهذه النفس تكره الشر بطبيعتها وتنقبض منه
!
فالنزاهة والطهارة التي عشناها في شهر رمضان، أمر تحبه النفس ذات الفطرة السوية.
-أصحاب الفطرة السوية يحبون الخير لأنفسهم ويحبون
أن ينتشر، ويستبشرون بذلك !
وهذا من أعظم ميزات أهل السنة (يستبشرون
بمظاهر الإيمان في المجتمع).
وهو دلالة على صدق الإيمان.
وكراهية انتصار وانتشار دين النبي صلى الله
عليه وسلم، والفرح بذلك هو علامة النفاق.
الاستبشار بالإيمان ومحبة ذلك والرغبة فيه..هذا بشارة حسن الخلتمة.
وهذا هو زمن الاستبشار.. كلما زاد الأمر
ضيقًا وكلما زادت الظلمة حلكة كلما تيقّن الفجر!
التوحيد منّة ونعمة لا يستطيع الإنسان وصفها!
السؤال: هل نحن مستبشرون بها ؟؟؟؟!!!!
كل مرة نقرأ فيها آيات تخبر عما يكون في
الآخرة لأهل النعيم،وكيف لما يدخلون الجنّة يقولون:
{ الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شكورٌ } [فاطر
: ٣٤ ]
سيذهب عنهم الحزن وكأنه ماكان!
وستأتي اللحظة -إذا وفقت وثبت على الطريق
- التي تقول فيها{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ
}فتفرح بها وتفرح بأنك ستقولها تستبشر!
هي ستكون حقيقة!
بقي...أن نسأل الله وندعوه أن نكون منهم!
معنى يستبشرون : يستدعون لأنفسهم البشرى
بتجدد النعمة!
قال أبو حيان -رحمه الله {وهم يستبشرون
:
( بما تضمنته من رحمة الله ورضوانه، لأنّك تجد في
القرآن أسبابًا لرحمة الله ورضوانه ).
فالطريق إلى رحمة الله واضح. فيبقى الباب
مفتوح لكل مقبل، وهذا بنفسه يجلب مشاعر الطمأنينة والفرح للقلب!
مستوحى من لقاء الاستبشار بالقرآن !
الحلقة الرابعة
تأملات سورة الإخلا
لا تقف عند أبواب الخلق .. يمارسون عليك
أمراضهم!!
وإنما .. افزع إلى واحد، والواحد سيّد
قد كمل في سؤدده، كل الخلائق بلا استثناء تصمد إليه في حوائجها!
كامل في رحمته، كامل في علمه، كامل في
غناه، كامل في قدرته، كامل في حلمه، كامل في كل صفاته!
أليست هذه بشرى .. فتفزع إليه!
واحدٌ قريب، مجيب، واحدٌ لا يحوجك لغيره، ولا يجعلك ذليلًا عند باب أحد من خلقه.
يحفظك، ويحفظ ماء وجهك، ولا يجعلك ذليلًا!
الذل له شرف ورفعة
!
كلما ازددت ذلًا له زادك شرفًا ورفعًة عند الخلق.
انتهى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق