الأحد، 24 يوليو 2016

" أصول الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة "






 الدرس الأول:
أصول الفرق ومنهج أهل السنة والجماعة في معاملتهم
1- الخوارج
هم أول الفرق خروجاً عن السنة والجماعة، وقد ناظرهم الصحابة رضي الله عنهم وأقاموا عليهم الحجة، فتاب بعضهم، ومن لم يتب قاتلوه، وقتلوا منهم الآلاف.

2- لم تكد تخرج الخوارج حتى ظهرت الشيعة،
مع أن مؤسس التشيع الغالي عبد الله بن سبأ اليهودي هو رأس الفتنة، وزعيم الحاقدين الهدامين من قبل.
وقد حكم عليهم الصحابة -رضوان الله عليهم- بحسب درجاتهم من الغلو، ومنهم من حكموا عليه بالحرق والنفي. .

3- في أواخر عصر الصحابة -رضي الله عنهم- ظهرت القدرية (المنكرون للقدر).
وقد أنكر عليهم الصحابة إنكاراً شديداً، وأعلنوا براءتهم منهم، وأمروا الأمة بالبراءة منهم، وعدم السلام عليهم، أو الصلاة على جنائزهم، أو عيادة مرضاهم.
وقد لقي غيلان الدمشقي -أحد مؤسسي بدعتهم- مصرعه، على يد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، بناءً على فتوى بعض التابعين.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 



أصول الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة : 
 الدرس الثاني:
4- وبعد انقراض عصر الصحابة رضي الله عنهم، ظهرت بدعة إنكار الصفات، على يدي الجعد بن درهم، وتلميذه الجهم بن صفوان الذين ينسبون إليه يقال لهم: الجهمية. 

وهذه البدعة قاومتها الأمة أشد المقاومة، ولقي الجعد والجهم مصرعهما، جزاءً لإلحادهما. 
5- في الوقت نفسه ظهرت المعتزلة على يد واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد، اللذين كانا تلميذين في حلقة الحسن البصري، وكانت بدعتهم أول الأمر في الإيمان، ثم زادوا عليها إنكار القدر والصفات. . 
وقد طرد الحسن البصري واصلاً وعمراً من حلقته، واتفق علماء الأمة على نبذ المعتزلة وهجرهم، 
اتباعاً لما فعله الصحابة -رضوان الله عليهم- بأسلافهم القدرية. 

6- في مقابل الخوارج والمعتزلة، ظهرت المرجئة، وكان منهم الغلاة وهم الجهمية، وقد حكم عليهم أهل السنة والجماعة بالكفر والخروج من الملة.



أصول الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة : 
 الدرس الثالث:
نتيجة الفُرقة
أ- وهكذا ظهرت أصول الفرق، وهي: ( الخوارج، الشيعة، المرجئة، القدرية، الجهمية ). 
ولم نذكر المعتزلة؛ لأن مذهبهم مركب من هذه الأصول، ولأن اسم القدرية يطلق -أخص ما يطلق- عليهم. 
وقد تفرع عن هذه الأصول فرق كثيرة، وسوف ندرس أهم هذه الفرق، وبعض ما تفرع عنها بإذن الله. 

ب- تبين لنا أن لـأهل السنة والجماعة موقفاً واضحاً في معاملة أهل البدع، وهذا الموقف هو أصول منهج أهل السنة والجماعة . 
وقد ظلت الأمة ملتزمة بهذا الموقف، وظل أهل البدع بين مقتول ومرذول، إلى زمان المأمون بن هارون الرشيد، الذي تولى الخلافة بين سنتي (198-218)هـ. 
ففي عهده ارتفع شأن البدعة وأهلها، وفتح الباب على مصراعيه للفلسفة وعلم الكلام على النحو الآتي بيانه عند الحديث عن علم الكلام.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 



أصول الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة : 
 الدرس الرابع:
أهم الأصول التي وقع فيها الافتراق
أولاً: الإيمان
دلت النصوص من الكتاب والسنة على أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، وعلى ذلك أجمع الصحابة والسلف الصالحون أجمعون، وهو مذهب أهل السنة والجماعة . 

وفارق الجماعة فيه طائفتان: 
أ- الخوارج والمعتزلة : 
مذهبهم أن الإيمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص، وهو فعل جميع الطاعات وترك جميع المحرمات، ومن ترك واجباً أو فعل محرماً، فهو كافر عند الخوارج، وفي منزلة بين الإيمان والكفر عند المعتزلة، وهو مخلد أبداً في النار عند الطرفين. 

ب- المرجئة: 
مذهبهم أن الإيمان شيء واحد، لا يزيد ولا ينقص، وهو التصديق أو المعرفة بالقلب وحده، دون إقرار اللسان وعمل الجوارح، كما يقول الغلاة منهم، أو التصديق بالقلب والإقرار باللسان دون عمل الجوارح، كما يقول بقيتهم. 
وعندهم أن من ترك واجباً أو فعل محرماً، فهو كامل الإيمان ما دام عنده تصديق أو تصديق وإقرار. 
هذا وأهل السنة والجماعة عقيدتهم: أن من ترك واجباً أو فعل محرماً من غير جحود للواجب أو استحلال للمحرم، فإنه ناقص الإيمان، وأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


أصول الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة : 
 الدرس الخامس:
ثانياً: القدر
دلت النصوص من الكتاب والسنة، على أن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، وأصل من أصول الدين، وعلى ذلك مذهب أهل السنة والجماعة. 

وفارق الجماعة فيه فرقتان: 
أ‌- القدرية: نفاة القدر، وعلى ذلك المعتزلة وعامة الشيعة. 
ب- الجبرية: الذين نفوا مشيئة العبد وإرادته -كما سبق- وهم الجهمية، وقريب منهم في ذلك الأشعرية. 


أصول الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة : 
 الدرس السادس:
 الأسماء والصفات
معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته هي أشرف أنواع العلوم والمعارف، ولا تطمئن القلوب وتأنس إلا بمعرفة معبودها سبحانه، وكذلك لا تصلح 
ولا تستقيم على الحق إلا إذا آمنت بأسمائه وصفاته، 
والسلف الصالح عليهم رضوان الله تعالى آمنوا بكل ما ورد في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته، وحققوا مقتضياتها، 
ولوازم الإيمان بها، فكانوا أكثر الناس علماً بالله ،وأكثر الناس خشية له، وانقياداً لأمره، 

وهم مع إثباتهم لكل أسمائه تعالى وصفاته، يؤمنون إيماناً جازماً بأنه تعالى لا مثل له ولا شبيه، ولا ند ولا شريك: 
((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ))[الشورى:11]. 

فهم يثبتون الصفات، وينفون التشبيه، ويعتقدون أنه -كما أنه تعالى- لا يماثله شيء من خلقه في ذاته، ولا يماثله شيء في صفاته. 
وكما أن وجوده تعالى لا يشبه وجود المخلوقات، فكذلك سائر الصفات. 

وفارق الجماعة في ذلك فريقان: 
أ- فريق يثبت لله تعالى صفات كصفات المخلوقين، فيقولون: علمه كعلمنا، ويده كيدنا، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، وهم يسمون المشبهة وعلى هذا المذهب قدماء الشيعة والروافض. 
ب- فريق ينفي صفات الله تعالى، زاعماً أن إثباتها يلزم منه التشبيه، فيقولون: ليس له وجه ولا يد. ولا قدرة ولا علم، وهؤلاء يسمون (أصحاب التعطيل) أو ( المعطلة )



أصول الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة : 
 الدرس السابع:
رابعاً: الإمامة
من عقيدة السلف الصالح: أن أولى الناس بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم، وأن الأئمة من قريش، لا تخرج الإمامة عنهم كما صحت بذلك السنة، وأن الإمامة منصب شرعي، غرضه إقامة الدين، وسياسة الدنيا به، وطريقتها الشورى واختيار أهل الحل والعقد من العلماء وذوي الشأن. 

وفارق الجماعة في ذلك فرقتان: 
1- الشيعة: ومذهبهم أن أولى الناس بالخلافة هو علي، واختلفوا في خلافة الثلاثة، فقالت الزيدية : هي صحيحة، ولكن علياً أولى منهم. 

وقال بقية الشيعة: خلافتهم باطلة، ويسبونهم ويلعنوهم، والإمامة عند الشيعة، ليست مجرد منصب شرعي، بل هي ركن من أركان الدين، وأصل من أصوله. 
وطريقتها الوراثة والتعيين في ذرية الحسين فقط، لا تخرج عنهم. 

2- الخوارج : وهم يقرون بخلافة الشيخين: -أبي بكر وعمر - 
ويطعنون في عثمان وعلي، وقد يكفرونهما، ويقولون: الإمامة جائزة في كل الناس قريش وغيرها. 


أصول الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة : 
 الدرس الثامن:
صفات الفرقة الناجية ومميزاتها : 
للفرقة الناجية صفات، ترجع جميعاً إلى قوله صلى الله عليه وسلم: {من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي} . 

ونتيجة لذلك امتازت عن غيرها من الفرق في جميع العصور بمميزات كثيرة. 
أولاً: صفات الفرقة الناجية
1- اتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يقدمون عليهما شيئاً، لا العقل ولا الرأي، ولا الكشف ولا المذهب، ولا الطريقة ولا قول أحد من البشر، أو حكمه وشرعه، ولهذا يهتمون بكتاب الله حفظاً وتلاوةً وتفسيراً، كما يهتمون بمعرفة الحديث الصحيح، وتمييزه عن الضعيف والموضوع، ويبذلون في ذلك جهوداً عظيمة. 

2- ترك الابتداع في الدين، ومحاربة البدع، واتباع منهج الكتاب والسنة في الرد على الشبهات والضلالات، فلا يردون بدعة ببدعة، ولا يردون بعض الدين من أجل إثبات البعض الآخر. 
3- الدخول في الدين كله، والإيمان بالكتاب كله: فيؤمنون بنصوص الوعد ونصوص الوعيد، كما يؤمنون بنصوص الإثبات ونصوص التنزيه، ويجمعون بين الإيمان بالقدر، وبين إثبات إرادة العبد ومشيئته، كما دلت على ذلك النصوص... وهكذا. 
كما يجمعون بين العلم والعبادة، وبين القوة والرحمة، وبين العمل والزهد، فمنهجهم هو المنهج الوحيد، الذي يتحقق فيه تكامل الإسلام، وشموله وتوازنه. 

4- الحرص على جمع كلمة المسلمين على الحق، وتوحيد صفوفهم على التوحيد والاتباع. 
ولهذا، لم يتميزوا عن الأمة باسم سوى السنة والجماعة، ولا يوالون ولا يعادون على رابطة سوى السنة والجماعة. 

5- إحياء السنة والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، والعمل لإقامة شرعه وحكمه في كل صغيرة وكبيرة، لا تأخذهم في الله لومة لائم.

أصول الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة : 
 الدرس التاسع:
 مميزات الفرقة الناجية
إن المتتبع لتاريخ الفرق وأحوالها يجد أن الفرقة الناجية تتميز عن غيرها بمميزات واضحة، منها: 
1- الاتفاق وعدم الافتراق: فهم متفقون في أصول العقيدة على الرغم من تباعد الأقطار، واختلاف الأعصار، 
وما ذلك إلا لأن مصدرهم الذي يتلقون عنه واحد، ومنهجهم في تلقيه واحد. أما غيرهم من الفرق، 
فإنه لا تكاد تخرج الفرقة حتى تنشق منها فرق مختلفة، يكفر بعضها بعضاً، ولا تزال تنشق باستمرار. 

2- التوسط وعدم الغلو أو التفريط: فهم وسط في (الإيمان) بين الخوارج والمرجئة، 
ووسط في (الصفات) بين المشبهة والمعطلة، ووسط في (القدر) بين القدرية والجبرية، ووسط في (الصحابة) بين الشيعة والخوارج . 

3- مراعاة حق الله تعالى في الأحكام: فلا ينظرون إلى حق النفس أو الفرقة، 
ويحكمون من خلاله، بل هم ملتزمون بالإنصاف والقسط للموالين والمعادين سواء، فلا يكفرون إلا من كفره الله ورسوله، ولا يخطئون إلا من خطأه الله ورسوله، ولا يغمطون أحداً حقاً أو فضلاً. وهذا بخلاف غيرهم من الفرق، فهي تطلب حظ النفس، وتحكم بالهوى، وتتعصب للطائفة. 

4- الربانية في الانتماء والانتساب: كما أنها فرقة ربانية في مصدرها ومنهجها، هي كذلك ربانية في انتمائها وانتسابها، 

فهي لا تنتسب إلى رجل ولا طريقة ولا مذهب (اعتقادي)، وإنما ينتسب أصحابها إلى الإسلام والسنة، فيقال لهم: ( أهل السنة ) و( أهل الحديث أو أهل الأثر ) أو أتباع السلف، ونحو ذلك. 
وهذا بخلاف غيرها من الفرق التي تنتسب إما إلى رجل، وإما إلى رأي محدث، أو طريقة مبتدعة
 


أصول الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة : 
 الدرس العاشر:
رابعاً: الفرق وأهم آرائها
الخوارج : 
الخوارج عَلم الفرقة التي تكفر المسلمين، وتستحل دماءهم بمجرد المعاصي، وهي فرق منها الغالي وغيره. 

وكان يطلق عليهم قبل خروجهم عن الجماعة (القُرَّاء) لكثرة تلاوتهم وتعبدهم، 

ثم سموا خوارج وحرورية -نسبة إلى بلدة بـالعراق، يقال لها حروراء - وهم يسمون أنفسهم الشُراة، أي الذين شروا أنفسهم لله بزعمهم. 
ويتميز الخوارج عن سائر الفرق المخالفة للجماعة بالثورة والاندفاع والتهور، 

كما يتميزون بالشجاعة والصدق والتعبد، ولكن على ضلالة وجهل. 
وقد ثبت خبرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه بعض صفاتهم، والترغيب البالغ في قتالهم، والتحذير الشديد من بدعتهم. 

 أصول الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة : 
 الدرس الحادي عشر:
حكم أمير المؤمنين علي في الشيعة
1- المفضِّلة : كان علي رضي الله عنه ينكر عليهم ويعلن أن أفضل الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر، كما ثبت ذلك عنه في صحيح البخاري . 
وصح عنه أنه قال:[لا أوتى برجل فضلني على أبي بكر وعمر، إلا جلدته حد المفتري، ثمانين جلدة]].

2- السبَّابة : كان حكمه فيهم القتل، فقد بلغه ذلك عن بعض شيعته، فطلبهم ليقتلهم، ولكنهم هربوا. 

3- الغلاة الزنادقة : كان حكمه فيهم الحرق بالنار، وقد فعل ذلك كما ثبت في صحيح البخاري . 
ولهذا اعترض ابن عباس على حرقهم، بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التعذيب بالنار، وبيَّن أنهم يقتلون بالسيف.

أصول الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة : 
 الدرس الثاني عشر:
عبد الله بن سبأ , من هو ,  وتأسيس التشيع الغالي ؟ 
عبد الله بن سبأ رجل يهودي ماكر، أظهر الإسلام ليفسده ويهدمه، وكان هو رأس الفتنة التي ثارت على عثمان رضي الله عنه ،
و كان هو وأتباعه مثيري الحرب يوم الجمل، بعد الاتفاق على الصلح. 

أظهر عبد الله بن سبأ الغلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه مثلما أعلن بولس اليهودي الغلو في عيسى عليه السلام  ومن ذلك: 
1- ادعى ابن سبأ أن القرآن جزء من تسعة أجزاء، وأنه لم يجمعه كله إلا علي، وأن النبي صلى الله عليه وسلم اختص علياً وآل بيته بالعلم الباطن. 
وقد نفى علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خصه بشيء من العلم، وأعلن ذلك على المنبر، كما رواه الإمام أحمد، والبخاري في صحيحه . 
واستدعى عبد الله بن سبأ، وقال له: (والله ما أفضى -يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم- إليَّ بشيء كتمه أحد من الناس، ولقد سمعته يقول: إن بين يدي الساعة ثلاثين كذاباً، وإنك لأحدهم). 

2- أظهر القول بألوهية علي رضي الله عنه: 
افترى ابن سبأ هذا الكفر، ونشره في أتباعه، فجاءت طائفة منهم إلى باب أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وقالوا له: 
أنت هو؟ قال: من هو؟ قالوا: أنت الله. فأمهلهم ثلاثة أيام، ثم حرقهم بالنار. 

3- أظهر ابن سبأ سب الشيخين: أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وزعم أن علياً يضمر لهما العداوة، فلما بلغ ذلك علياً، قال:[ما لي ولهذا الخبيث الأسود؟ معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل]] ثم أرسل إلى عبد الله بن سبأ، فأمر بنفيه إلى المدائن، وقال: [[لا يساكنني في بلدة أبداً]] ثم نهض إلى المنبر حتى اجتمع الناس، فأثنى على الشيخين ثناءً عظيماً، وختم خطبته بتهديد الرعية، قائلاً: [[ألا ولا يبلغني عن أحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري]]. 
هذا وقد كان علي رضي الله عنه يريد قتل ابن سبأ، ولكنه خشي الفتنة في جيشه؛ لأن أتباع ابن سبأ مندسون في صفوفه، فاكتفى بنفيه وإبعاده إلى المدائن.
أصول الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة : 
 الدرس الثالث العاشر:
أهم عقائد الشيعة
افترقت الشيعة طوائف وفرقاً كثيرة، وأكبر هذه الفرق هي الشيعة الإمامية الإثنا عشرية، وإليها ينصرف الاسم عند الإطلاق، إذا قيل: (الشيعة) أو (الرافضة). 

وهذه أهم عقائدها: 
1- أن الإمامة (الخلافة) ركن من أركان الدين، ويجب على النبي أن يعين الخليفة من بعده. 

2- أن الأئمة معصومون عن السهو والغفلة، والخطأ والنسيان، ويتلقون العلم من الله مباشرة، ويعلمون الغيب . 
3- أن الأئمة اثنا عشر إماماً، 

4- اعتقاد أن القرآن مخلوق. 
5- إنكار صفات الله تعالى، وإنكار القدر. 
وبالجملة هم معتزلة في العقيدة، وينفردون بالقول بالبداء. 
6- السنة عندهم: 
لا يعترف الشيعة بكتب السنة المعروفة، مثل: صحيح البخاري وصحيح مسلم، ومسند الإمام أحمد وكتب السنن الأخرى، 

وكما يخالفون أهل السنة في الأصول، يخالفونهم في معظم الأحكام الفقهية. 
ومن ذلك: أن الجهاد والجمعة غير واجبة عندهم، إلا إذا ظهر الإمام الذي في السرداب،


أصول الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة : 
 الدرس الرابع العاشر:
 2 /المعتزلة
 أول من أسس الاعتزال، هو واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد، اللذان طردهما الحسن البصري من حلقته بمسجد البصرة، وأن أول بدعة المعتزلة كانت في الإيمان، وذلك أنهم قالوا: إن مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن ولا كافر، ولكنه في منزلة بين المنزلتين. 
وأنهم أيضاً وافقوا معبد الجهني وغيلان في نفي القدر، ثم أضافوا إلى ذلك إنكار صفات الله تعالى، والطعن في الصحابة رضوان الله عليهم. 

تطور مذهب المعتزلة :
أصبح مذهب المعتزلة في -نهاية القرن الثاني الهجري- يمثل منهجاً فكرياً مستقلاً، 
وذلك لسببين: 
1- ترجمة كتب الفلسفة اليونانية، فقد أقبل عليها المعتزلة، واهتموا بدراستها، وأسسوا علم الكلام مستوحى من قواعدها.

2- نبوغ طائفة من المعتزلة تتلمذوا على تلاميذ واصل، وعمرو بن عبيد، وأشهرهم: أبو الهذيل العلاف، وإبراهيم النظام. 
وقد ابتدع كل منهما آراء كفرية خارجة عن إجماع المسلمين، وفي الوقت نفسه كان كل منهما يرد على الآخر ويكفره، 

وهذا هو حال أهل البدع دائماً، والحق أن من يتتبع حياة الرجلين، يجد فيهما من قبح السيرة، وسوء الاعتقاد، والجرأة على الله، ما يجعله يصدق ما نسبه إليهما المؤرخون، من الإلحاد والزندقة. 


أصول الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة : 
 الدرس الخامس العاشر:
ما حكم علم الكلام وأهله عند علماء السلف ؟
حكم الكلام وأهله عند علماء السلف : 
علم الكلام عند السلف علم بدعي، لا يجوز الخوض فيه إلا بغرض إبطاله، وليس لمجرد أنه علم جديد واصطلاح حادث، 

ولكن لمخالفته الصريحة لمنهج الكتاب والسنة في عرض العقيدة والدفاع عنها . 
ولهذا اتفق أئمة الإسلام، مثل: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وابن المبارك، 

والبخاري وغيرهم كثير؛ على هجر أهل الكلام ومقاطعتهم وتحذير الناس منهم. كما حكموا على أهل الكلام بحسب درجتهم منه، 

وهم قسمان: 
1- الجهمية والمتفلسفون الذين ينكرون جميع الأسماء والصفات وكثيراً من العقائد القطعية حكم عليهم السلف بالكفر والخروج من الملة. 

2- سائر المتكلمين دون ذلك حكم عليهم السلف بالضلال والابتداع والخروج عن السنة والصراط المستقيم.


 أصول الفرق التي خالفت أهل السنة والجماعة . 
الدرس السادس عشر
أسباب إنكار السلف على أهل الكلام ومنهجهم:
1- أن العقيدة إنما تثبت بالوحي (الكتاب والسنة) لا بعقول المخلوقين وآرائهم، ودين الإسلام إنما يقوم على الاتباع والاستسلام. فالمسلم يصدق ويوقن بخبر بمجرد أن يثبت لديه أن هذا من عند الله دون حاجة إلى جدل واقتناع عقلي. 

والكافر -غالباً- هو جاحد معاند مهما جودل ورأى من البراهين. ((وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ))[الحجر:14-15]. 
ولهذا لم يكن الجدل هو وسيلة الدعوة -كما يظن المتكلمون- وإنما هو وسيلة لإقامة الحجة على المعاند. 

2- إن الوحي مصدر معلوم معصوم، أما العقول فهي مع جهلها وقصورها عن معرفة حقائق الغيب مختلفة متناقضة، ولهذا لا يكاد الفلاسفة والمتكلمون يتفقون على شيء إلا ما هو متفق عليه بين جميع بني آدم الذين لا يعرفون فلسفة ولا كلاماً.

3- أن الكتاب والسنة يشتملان على الحجج والبراهين التي ليس بعدها حجة ولا برهان، وأكثر العقول قوة وكمالاً هي أكثرها فهماً لتلك الحجج والبراهين، واستنباطاً منها، وليس دين الإسلام مجرد أخبار مروية لا برهان فيها يتناقلها الناس على سبيل التقليد كما يظن المتكلمون! 
وقد ناظر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصناف الكفار -من يهود ونصارى ومشركين- بالقرآن والسنة، فقهروهم وأفحموهم، وسار على ذلك علماء أهل السنة في سائر العصور، فأقاموا الحجة وقطعوا الخصم دون استعانة بمصدر آخر غير الكتاب والسنة وأقوال السلف .


 أصول الفرق التي خالفت أهل السنة والجماعة . 
الدرس السابع عشر
الصوفية:
كلمة الصوفية مأخوذة من كلمة (سوفيا) ومعناها في اللغتين اليونانية والهندية القديمة (الحكمة)، ومنها اشتقت كلمة (فيلاسوفيا) (فيلسوف) ومعناها (محب الحكمة)، كما أن كلمة (ثير صوفية) معناها الحكمة المتعلقة بالإله، وهي مذهب معروف قديماً وحديثاً. 

والهندوس يطلقون كلمة الصوفية على رهبان البراهمة، وحكمائهم الروحانيين الذين يهيمون في الغابات عراة، باحثين عن الحكمة والمعرفة -بزعمهم- والغاية عندهم الاتحاد بالله والفناء في ذاته، تعالى الله عما يصفون.  

وفي الإسلام لم يسمع هذا المصطلح -أي: مصطلح الصوفية - إلا في نهاية القرن الثاني للهجرة، وكان يطلق حينئذٍ على أفراد شاذين اعتزلوا الناس منقطعين في رهبانية مخالفة لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في التعبد. 

وكان علماء الجرح والتعديل والمؤلفون الأوائل في الفرق يطلقون عليهم وصف (الزنادقة) وكان بعضهم لا صلة له بالإسلام أصلاً، وإنما هم رهبان غامضون يسيحون في الأرض ويعيشون في المغارات والأودية المقفرة. 
يتبع بإذن الله....




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق