صفات تفسد طلب العلم (1)
لابد أن يجتمع لطالب العلم أمران حتى يكون
نافعا لنفسه نافعا لغيره :
1- قلب سليم .
2- مهارات .
أولا:
القلب السليم،
والمقصود السلامة من صفات معينة، وليس السلامة
من كل شيء ؛ فالسلامة من كل شيء غاية ربما كان مكانها آخر العمر
!
ماهي الصفات التي يجب عليك الحذر منها لتنتفع
بالعلم ؟
- العناية الشديدة بالمكانة عند الناس وتزيين النفس
لهم بالعلم الذي تعلمته :
إن رأيت نفسك مشغولا بهذا؛ فاعلم أن هذا
سيشغلك عن تزيين قلبك لله؛ لأنك مشغول والمشغول
لايشغل .
- لتقيس نفسك في هذا
:
انظر كم يؤثر عليك كلام الناس سلبا أو إيجابا
؟
كم يثبطك ، وكم يدفعك ؟
العلاج :
1- حول حاجتك الطبيعية للمكانة إلى ربك ، واطلب المكانة
هناك، و إن لم يغير العلم تفكيرك فاعلم أنه
يصب في غير مكانه الصحيح !
2- طالما هناك من يسد مكانك في حاجة الناس للكلام والفتوى
فابق صامتا.
صفات تفسد طلب العلم (2)
(العناد): وهو أن يأتيك الخير فلا تعطي نفسك فرصة لفحصه
!
وضابطه : أن تعاند وتذهب مصلحتك فقط لكي لا يمشي
كلامهم عليك! .
ومن خطورة هذا أنه يوصل لرد الحق حين يكون
العناد في الأمور الدينية .
إن رأيت فيك هذه الصفة؛ فاعلم أن غيث العلم
لن يدخل قلبك ؛ لأن غيث العلم لايدخل على قلب متكبر،وحتى لو حفظت العلم فستستخدمه لنفسك وهواك،
وليس للحق دائرا معه أينما دار .
لتقيس نفسك :
لاحظ نفسك في الأمور الدنيوية- لأنه من
السهل أن تنخدع بنفسك في الأمور الدينية- ؛ فإن عاندت بالشيء البسيط؛ فاعلم أن فيك
هذه الصفة المانعة من الانتفاع بالعلم .
العلاج :
1- ملاحظة النفس وهي أهم خطوة.
2- عدم العجلة في التفكير أو في التصرف ؛ فالعجلة من
علامات العناد، وهي أيضا تسببه ؛ حيث تجعلك
تحكم على الأشخاص بسرعة، أو على الكلام بسرعة، ثم تعاند كي لاتتراجع
!.
لهذا:أعط نفسك فرصة لفحص كل شيء ، وإن
تعجلت في بعض المرات لم نفسك وعنفها لترتدع في المرات القادمة
.
3- التمرين على التمييز بين أهل الحق والباطل،
وهذا أمر من المهم لطالب العلم أن يعرف
كيف يتعامل معه :
انظر إلى الكلام:
إن أتاك من أهل الباطل فهذا لاتستقبل كلامه
من الأساس، ولاتجعله موضوعا للنقاش،
وإن أتاك من أهل الحق فهنا يقال لك : لاتتعجل
في رد كلامه؛ بل خذه ،واعرضه على ميزان الحق
- مشكلة أن نفحص الحق على حسب قائله !
المتعجل لاينظر للرأي ؛ بل ينظر للقائل؛
ثم يرد الرأي قبل فحصه !
ملاحظة :
العجلة مضرة جدا لطالب العلم وغيره؛ فهي
تفسد الحياة كلها ، وتفقد المرء حتى التمتع
بالتفكير !
ملاحظة هامة :
ليس شرطا أن يكون المعاند متكلما فقد يكون
ساكتا لاينطق ومع هذا لايقبل ؛ فلا تتعجل بإعطاء نفسك صفة المرونة فقد تكون مرنا مع
أشخاص يوافقون هواك، أو أمور توافق هواك فقط !
صفات تفسد طلب العلم (3)
(اليأس):
يفسد على طالب العلم الطلب أن يكون يائسا
:
- من نفسه .
- من المجتمع .
- من روح الله .
اليائس لاينفع نفسه ولاغيره؛ لأن أي معلومة
ستشله .
اليائس لاتقع عينه إلا على نصوص الخوف؛
فيخرج بهذا من (التوازن ) الذي يجب أن يكون عليه طالب العلم ، وكثير من هؤلاء يستجيب
لدواعي التكفير ؛لأنهم يرون أن لافائدة من أحد !
وعكس هذا:
(الاستهتار ):
فهذا لاتقع عينه إلا على نصوص الرجاء فيستهتر
بالدين .
العلاج:
اعلم أن العلم كالسلاح إن لم يكن حامله
أهلا له فسد وأفسد ، وليس العلم والمعلم هو من يعطيك مايناسبك؛ بل العلم كالصيدلية
وأنت تأخذ منها الدواء الذي يناسبك، وتنزله على نفسك، وتسايسها:
فإن وجدت نفسك وصلت لليأس ؛ترغبها ،وإن وجدتها وصلت للاستهتار تخوفها ،حتى
تبقى متوازنا سائرا بجناحي الخوف والرجاء كحال أهل السنة الذين أعملوا كل النصوص في
تفكيرهم وحياتهم، ولم يهملوا جانبا منها على حساب جانب .
الحسد والغيرة :
ويدخل في هذا عنصر التنافس والتقليل من
قيمة الآخرين ،وهذا المرض من أسهل الأمراض اكتشافا من قبل طالب العلم، وبعد تلقيه القليل
من العلم يبدأ بعلاجه ، بخلاف العناد فقليل
من يكتشفه ،وكذلك الرياء فهو خفي، وقد خاف منه النبي
صلى الله عليه وسلم على أصحابه ،
وكذلك اليأس والرجاء يحتاج لملاحظة جيدة
وإلا خرج من جرائهما التكفير والإرجاء .
انتهى.
اللهم إنا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا
وعملاً متقبلا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق