السبت، 1 أكتوبر 2016

التبرّك





 معنى التبرك:
 طلب حصول الخير و كثرته ونمائه وثباته واستقراره.

 البركة تنقسم إلى قسمين:
١- بركة شرعية:
وهي البركة التي تحصل من جهة الشرع، وتتعلق بالشرع كبركة الأعمال الصالحة.
مثاله:
بركة الصلاة.
بركة المدينة بركة شرعية كالصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة.
وهي أيضا: بركة دنيوية؛ فالكيل فيها مبارك، والأصل أنها بركة شرعية.

١- وهي البركة [ التي تحصل من جهة الشرع،] وتتعلق بأمور الدنيا.
مثاله: بركة المطر فهو ماء مبارك لنبات الزرع، وإن كان فيه بركة شرعية من جهة الوضوء ونحوه؛ لكن الأصل أنها دنيوية.

 وتنقسم البركة إلى :
١- بركة ذاتية:
وهي التي تكون الذات فيها مباركة؛ كذات النبي ، وبركة الكعبة، والمسجد الحرام، والمسجد النبوي.
٢- بركة العمل:
التي تكون حاصلة بسبب الأعمال الصالحة؛ كبركة المسلم بتوحيده و عمله بالسنة وصلاته
المُبارِك هو الله وحده لا شريك له؛ فلا مخلوق يبارِك؛ وإنما الله يُبارِك والمخلوق يُبَارَك.

وعليه فإذا كانت البركة من الله، فيترتب على هذا أمران عظيمان في باب التبرك:
١- البركة لا تثبت إلا لمن أثبت الله له البركة، فلا تثبت بالرأي والهوى.
٢- البركة لا تُطلب إلا من الله.
فمن طلب البركة من غير الله = فقد أشرك.
ومن اتخذ سببا لحصول البركة لم يجعله الله سببا لحصولها = فقد أشرك.

وهذا فيه تفصيل يتبين بالتقسيم الآتي : 
التبرك من جهة حكمه نوعان:
مشروع و ممنوع  : 
 أقسام التبرك الممنوع :
١- إن اعتقد أن المخلوق يهب البركة بذاته = فهذا شرك أكبر؛ لأنه جعل ما لله لغير الله.
٢- إن اعتقد أن المخلوق واسطة بينه وبين الله يتقرب به إلى الله = فهذا شرك أكبر، وهو شرك المشركين المتقدمين، الذين قالوا ﴿ما نَعبُدُهُم إِلّا لِيُقَرِّبونا إِلَى اللَّهِ زُلفى﴾
٣- إن اعتقد أن المخلوق سبب لحصول البركة من الله، (فهو يعتقد أن البركة من الله، وأن المخلوق مجرد سبب) = فهذا شرك أصغر؛ لأنه جعل سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا.

ضابط التبرك المشروع:
[يجمع ثلاثة قيود]
هو اتخاذ سبب لحصول البركة من الله
لأنّ الدليل دلّ على أن هذا السبب مبارك وتلتمس فيه البركة
بشرط أن يكون هذا الاتخاذ على الوجه المشروع

 فالتبرك المشروع لابدّ فيه من صفات: 
١- أن يثبت  أنّ الشيء مبارك زمانا، أو مكانا، أو ذاتا.
٢- أن يدلّ الدليل على أن هذه البركة تُطلب و تُلتمس.
٣- أن يكون الالتماس على الوجه المشروع.
٤- أن يكون ذلك على سبيل السبيبة بمعنى أن تعتقد أن البركة من الله، وأن هذا سبب

وكل هذا مبني على أصل عظيم، وهو:
أن الخير من الله، لا يُعرف إلا عن طريق رسول الله .
فمن جاء بشيء يزعم أن فيه بركة قلنا له: أين الطريق الصحيح؟
  
 مثال على تبرك مشروع:
أن تتخذ سكناك المدينة سببا لحصول البركة؛ لأن الله جعل في المدينة ضِعفيْ ما في مكة من البركة؛ فتسكن فيها وتصلي في مسجد النبي .
فأنت جعلت المدينة سببا، ولم تعتقد أنها هي تباركك

 مثال على تبرك ممنوع :
لو سكن في المدينة وأصبح يأكل من ترابها لأنها مباركة = هذا تبرك ممنوع؛ لأنه تبرك بالمدينة على غير الوجه المشروع

[ثبت أنَّ رسولَ اللهِ كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح. قال النبيُّ بإصبعِه هكذا. ووضع سفيانُ سبَّابتَه بالأرضِ ثم رفعها " باسمِ اللهِ . تربةُ أرضنا . بريقِةِ بعضِنا . ليُشفَى بهِ سقيمُنا . بإذنِ ربِّنا " رواه مسلم ]


وهذا ليس تبركا بالأرض، وإنما هو علاج، وهذا في أي مكان وليس خاصا بالمدينة .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق