الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

تربى بأسماء الله الحسنى



تربى بأسماء  الله الحسنى 
اسم الله " الديـــــــــــــــــان "
 المعنى اللغــــــــــــــوي 
الدين: الجزاء والمكافأة.
يقال: دانه دينا أي : جازاه ، والقهار
 معنى الاسم في حق اللـه تعالى
قال الخطابي: " الديان ": هو المجازي .
قال ابن الأثير: هو القهار.

 وروده في الحديــــث الشريـــف 
عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ يقول :{ يحشر الناس يوم القيامة_ أو قال العباد _ عراة غرلآ بهمآ } قال : قلنا : وما بهما ؟ قال : { ليس معهم شيء ، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب : أنا الملك ، أنا الديان ، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار ،وله عند أحد من أهل الجنة حق ، حتى أقصه منه ، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق ، حتى أقصه منه حتى اللطمة } قلنا : كيف ! وإنا إنما نأتي الله عز وجل عراة غرلآ بهمآ؟ قال :{بالحسنات والسيئات}
الإنسان حينما يتوَهَّم أنَّهُ طليق وأنَّهُ يفْعل ما يريد، ففي ثانِيَةٍ واحدة تجده في قبْضَة الله.

الدَّيان صيغَة مُبالَغَة على وزْن فَعَّال وصيغة المُبالَغَة إذا اقْتَرَنَت باسمٍ من أسْماء الله الحُسنى لها معنى خاص
فالدِّيان على وزْن فعَّال شدَّاد قهَّار وغفَّار ومعْنى الدَّيان الدقيق الذي لا يُضَيِّعُ عمَلاً بل يجْزي عليه بِالخير أو الشَّر

فَأَيُّ عمَلٍ له جزاء ولو كان ابْتِغاء الدنيا فلَهُ جزاء في الدنيا ؛ أيُّ عمَلٍ على الإطْلاقٍ صالِحاً كان أم طالِحاً صغيراً أو كبيراً لو أنَّ الإنسان ترفَّق بِنَمْلةٍ وهو يتوَضَّأ فَنَجاها من الغرق فهذا العمل له جزاؤُهُ





ولو رأى قَشَّةً في المسْجد فَحَمَلها ووضَعَها في جَيْبِهِ هذا العَمَل له جزاؤُهُ ولو أنَّهُ قبّل ابْنه فهذا العمل له جزاؤه ولو أنه ذلَّل مُسْتذِلّ فهذا العمل له جزاؤُه ؛ الدَّيان هو الذي لا يُضَيِّعُ عمَلاً قال تعالى:
﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35)

البِرّ لا يبْلى والذَّنْب لا يُنسى والدَّيان لا يموت اِعمْل ما شِئت كما تدين تُدان،
وما أكْرَمَ شابٌ شَيْخاً لِسِنِّهِ إلا سَخَّر الله له من يُكْرِمُهُ عند سِنِّه فهذا شابٌ وقف بِمَرْكَبَةٍ عامة لِشَيْخٍ كبير قد تدور الأيام وتَمْضي على هذا الحادِث خَمْسون عاماً ولا بد من أنْ يَقِفَ شابٌ بِغايَة الأدب لِهذا الشَّيْخ الذي كان شاباً ويُقَدِّم له آيات التَّبْجيل والاحترام

بل إنَّ القَرْض يُؤَدى وما قَوْلُكم أنَّ الله سُبْحانه وتعالى وَصَف كلَّ عَمَلٍ صالِحٍ على الإطْلاق تِّجاه أيّ مَخْلوقٍ كائِناً مَن كان بِأنَّهُ إقْراضٌ لله عز وجل قال تعالى:
﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(245)

{ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(40)}

﴿ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ﴾
 هو فعل أمرٌ يُفيد التَّهْديد فَكُلُّ شيءٍ له ثَّمَن وكُلُّ عمَلٍ له جزاء إنَّ لِكُلِّ حَسَنَةٍ ثواباً ولِكُلِّ سيِّئةٍ عِقاباً وما من عَثَرَةٍ ولا اخْتِلاجِ عِرْقٍ ولا خدْشِ عودٍ إلا بِما قدَّمت أيْديكم وما يَعْفو الله عنه أكثر قال تعالى:
( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ )
لكن نحن نرى حوادِث كثيرة مُتَفَرِّقة لا نعْلم خلْفِياتِها ومُقَدِّماتِها ولا نعْلم الفُصول الأولى من هذه القِصَّة وقد تنْتهي هذه القِصَّة بِحادِث مُؤْلم وبِمُصابٍ كبير أو بِإتْلاف مالٍ وقد تنْتَهي بِتَدْمير إنسان ولكن لو أنَّ لك نَفَساً طويلاً ومُتابَعَةً دقيقةً وتَقَصَّيْتَ أحْوال ما يُصيب الناس لَوَجَدْت العجب العُجاب وَلَوَجَدْتَ يد الله تعْمل في الخَفاء وَلَوَجَدْت يد الله فوق أيْديهم

 الدَّيان في صِفَة الله عز وجل هو المُجازي والذي لا يُضَيِّع عمَلاً بل يَجْزي بالخير والشرّ "، وقيل: " هو فَعَّال من الفعل دانَ الناس يدينهم أيْ قَهَرَهم على الطاعة " وهنا القَهْر قَهْرٌ تَرْبَوي،

فَرَضْنا: ابن مُشاكِس وأبٌ حازِم وهذا الأب حمَلَ ابْنه على الدِّراسة إلى أنْ صار إنْساناً ذا مَكَانة مَرْموقَة في المُجْتَمَع وهو من رحمة أبيه الشديدة حمل ابنه على طاعته فهذا الحَمْل مُؤَداهُ إلى الخير عِنْدَئذٍ ينْقلب الشعور بِالقهْر إلى شُعورٍ بِالرِّضى والامْتِنان.

دِنْتُهُم فَدانوا ؛ أخْضَعْتُهم فَخَضَعوا وقد جاء في الحديث الشريف وهو من أدق الأحاديث :
(( عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا ثُمَّ تَمَنَّى عَلَى اللَّهِ ))المصدر:سنن الترمذي الجزء أو الصفحة:2459 حكم المحدث:حسن
دان نفْسَهُ أيْ ضَبَطَها وأخْضَعَها وأَلْزَمَها كلمة التقْوى وحمَلَها على طاعة الله وجعلها مُسْتَقيمَةً

العاجِز يقول لك: نسْأل الله تعالى أنْ يرْحَمَنا وأنْ يَغْفِر لنا ونحن مُقصِّرون ونحن عبيد إحْسان ولسْنا عبيد امْتِحان ولا تَسَعُنا إلا رحْمة الله عز وجل ؛ يقول هذا وهو كلامٌ حق لكن يُراد به الباطِل
فهو لا يخاف الله ولا يَنْزَجر ولا يأْتَمر بِما أمر الله ولا يحْمِل نفْسَه على طاعة الله ولا يَحْرِص على رِضْوانِه وهو يُطْلق لشهواتِهِ العِنان ويُرْخي لِنَفْسِه الحَبْل ويقول: نحن عبيد إحْسان ولسْنا عبيد امْتِحان
وهذا هو العاجِز الذي أتْبَعَ نفْسَه هواها وتمنى على الله الأماني، الكَيِّس من دان نفْسَه

أكثر الناس الآن يعيشون وقْتَهُم ولحْظَتَهم ويوْمَهُم وساعَتَهم ويُعْطون أنفْسَهُم ما تشْتَهي أما الغد فلا يُفَكِّرون فيه إطْلاقاً ؛ فمِن علامات العاقل الفذ أنَّهُ يعيش الغد ومِن علامات الأقلّ عَقْلاً أنَّهُ يعيش الحاضِر ومن علامات الجاهِل أنَّهُ يتغَنى بِالماضي لذلك هناك من يُخَطِّط لِمُسْتَقْبَلِهِ وهناك من تكون حياتُهُ رُدود فِعْلٍ دائِماً، يكون الفِعْل من خَصْمِهِ ويُفْرض عليه مكان وزمان الفِعْل ومُهِمَّتُهُ ردّ الفِعل ؛ فهو إنسانٌ ضعيف لا يُخَطِّط للمُسْتَقْبل
أما المؤمن فإنه يعيش المُسْتَقْبل وساعة فِراق الدنيا وهذه الساعة التي يغْفَل عنها الناس قال تعالى:( لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )

فالمؤمن يعيش المُسْتَقْبل والمصير وهذه الساعة التي لابد منها ما نجا منها أحدٌ لا نبِيّ ولا ملِك ولا غنيّ ولا قويّ ولا ضعيف ولا صحيح ولا مريض ولا عاجِز ولا وسيم ولا دميم... ساعة المَوْت المؤمن يسْتَعِدّ لها بِالعَمَل الصالح بِإنفاق عِلْمِه ومالِهِ ووقْتِهِ وعضلاتِهِ وخِبْراتِه وطاقاتِهِ وبِكُل ما يمْلك ؛يسْتَعِدّ لِهذه اللحْظة كي يكون القبر رَوْضَةٌ من رِياض الجنّة فإن لم يسْتَعِدّ للقبر أصْبح القبر حُفْرَةً من حُفر النار، قال تعالى:﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


 تربى بأسماء  الله الحسنى 
 شرح اسم الله الستير جل جلاله(1)
اسم الستير، وهذا الأسم كما تعلمون ثابت لله عز وجل بالحديث المروي في السنة يعني هذا الأسم لم يرد في القرآن إنما ورد في السنة المطهره ورد اسماً وورد فعلا.
((عَنْ عَطَاءٍ عَنْ يَعْلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلا يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ))المصدر:صحيح النسائي الجزء أو الصفحة:404 حكم المحدث:صحيح
كم اسم كرر في هذا الحديث؟ اسمين حيي وستير ، وهي من الأسماء التي اقترنت ومعناها متكامل يعني حيي وستيرمعنين متقاربين سنشير إشارة فقط الى اسم الحيي لكن سيكون كلامنا حول الستير،
ايضاً ورد حديث اخر يقرر هذا الاسم (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ ، فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ فَلْيَتَوَارَى بِشَيْءٍ(رواه النسائي وصححه الألباني.

ايضاً ورد فعلاً ( قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ يَسْتُرُهُ - يوم القيامة هذا - مِنَ النَّاسِ ، فَيَقُولُ : أَيْ عَبْدِي ! تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا ؟ - المقصود هذا الحدث اين ؟ يوم القيامة.
-فَيَقُولُ : نَعَمْ أَيْ رَبِّ ! حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ ، قَالَ : إِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا ، وَقَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ الْيَوْمَ ..)المصدر:صحيح مسلم الجزء أو الصفحة:2768 حكم المحدث:صحيح

قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ))رواه البخاري.

قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)المصدر:صحيح مسلم الجزء أو الصفحة:2590 حكم المحدث:صحيح

 الستار ليس اسماً من اسماء الله يعني من جهة المعنى معنى صحيح لكن كما نعلم ان اسماء الله عز وجل توقيفية لا مجال للعقل فيها ،فما ثبت لله عز وجل من أسماء يثبت معنىً وصيغة ، صيغة بمعنى ان الستار معناه صحيح لكن لابد ان نثبت الصيغة والوزن الذى اتى عليه الأسم في الحديث.

اسم الستير من الأسماء التي نحن في تمام الحاجة لها من اجل ان نصل الى عبودية صحيحة فلنؤمن ان الله من اسمائه الستير ومن افعاله انه يستر على الخلق،

اسم الستير لنا معه علاقة قوية ، الله عزوجل لما اهبط آدم كما في سورة الأعراف ناداه اربع ندائات ، واول نداء في الندائات الأربعة كان يدور حول آثار هذه الصفة ، هل تذكرون أول نداء ؟
(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ)

 انظري بعدما انزل ادم عليه السلام بعدما اهبطه الى الأرض ناداه أربع ندائات لبني آدم أول نداء يظهر فيه آثار هذا الاسم العظيم ، ان الله يحب الستر ، فمن حبه للستر لما أنزل آدم نبهه أنه أنزل عليه ماذا؟ لباسا،فلم يكن آدم لحاجة الى ان يفكر كيف يستر نفسه ولا إلى ان يخترع هذا الستر اللباس أنزله الله عز وجل وأول ما انزله اخبره انه انزل عليه من المواهب انزل عليه ماذا ؟ لباسا ، يواري ماذا؟سؤته
معناه انه سبحانه وتعالى من أعظم صفاته التي يعامل بها عباده أنه يحب سترهم فأنزل لهم دون أن يجتهدوا هم أنزل لهم ماذا ؟ انزل لهم لباسا بل وجعل هذا اللباس فيه من التنعيم ما يجعلهم ينجذبون إليه وريش فلم يكن مجرد لباس إنما كان لباس وزيادة يعني ماذا؟ يعني كان التنعيم باللباس ، الريش هذا يعني ليس من اللباس المقصود الأصلي انما زيادة النعيم ، ثم ثنى سبحانه وتعالى (وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ)

نخرج بنتيجتين الأولى ان العبد خلقه الله له عورات بدنية يحب الله من عباده ان يستروها، وخلق لهم عورات قلبية ابتلاهم بعورات قلبية يحب الله منهم ان يستروها .

فأنزل عليهم اللباس والريش من أجل ان يقوم بما يحب فماذا يفعلون ؟ يسترون عورات أبدانهم.
وأنزل عليهم القرآن والذكر ليقوموا بما يحب فيسترون عورات قلوبهم بماذا؟ بالتقوى.

فأنظر الى علاقتك القوية بأسم الله الستير، كلما مارست التقوى فانت تتعبد الله بأسمه الستير،

اما الجزء الأول فواضح : كلما زدت تغطية لبدنك كلما دل هذا على أنك تتعبد الله بأسمه الستير
لأن اول خطاب خوطب به آدم ان الله عز وجل انزل عليه لباساً وريشا ، وهو يحب الستر ولذلك أول ما أنزل انزل عليه اللباس ،لأنه يحب الستر وايضاً يحب ستر عيوب القلب فأنزل عليك القرآن وأنزل عليك الذكر من أجل ان تستر عورات قلبك .

 القلب وعوراته وكيف نعامل اسم الله الستير هنا
اتدري ما عورات القلب؟
انظري عورات القلب مثل عورات البدن لازم تكون موجوده ، موجودة ولها مصلحة إذا حُدت.
مثلاً الآن من عورات القلوب الغضب الغضب من عورات القلوب ، الإنسان لما يغضب ينكشف ستر نفسه ، ويقول كلام ليس له أول ولا أخر ويخرج امراض من قلبه ويخرج ما في قلبه من ضغن ، ولو ما كان يغضب ابداً

كان ماذا؟ كان ديوثاً ، يعني لو كان رجلاً كان ديوثاً ، ولو كانت امرأة كانت لا تغضب لمحارم الله ولا لدينه ،هو نفسه الغضب لكن عورات القلب معناها أشياء أنت تحتاجها لكن بقدر محدود

 كما ان عورات بدنك تحتاجها تحتاجها انت ، وتحتاج سترها ، لو ما كانت موجودة او معطلة ستكون مشكلة لكن في نفس الوقت ليس الحل كشفها انما استخدامها فيما ينفعك .

إذا الغضب الآن من عورات القلب مثلاً لماذا من عوراته؟ لأن لو وقع بدون ضابط يكشف الإنسان شىء عظيم ،يخرجه عن إنسانيته ما قتل قاتل الا بالغضب، ولا وقعت الجرائم العظيمة البشعة إلا بالغضب.

 لكن نحن لا نحتاج ان يكون الغضب كله غير موجود لو ما وجد غضب ما في غضب على أهل الكفر ما في غضب على المحارم غضب على دين الله ، نحتاجه ماذا؟ بضابط بمقدار .
انت كلما زدت ستراً لعيوب قلبك كلما كان موقفك اقوى.
انظري الى يزيد نفسه لما خرج الى القسطنطينيه الروم ، يزيد خرج بجيش وكان معه الصحابي ابو ايوب الأنصاري رضي الله عنه وصل الى هناك وكان ابو ايوب رضى الله عنه مريض لم يحصل بينهم حرب كانوايرون الروم ويرونهم لم يحصل حرب كان ابو ايوب مريض ،فقال ليزيد يوصيه قال له لو مت ادفني هنا في أرض الروم قال له يزيد ابشر بعد ايام مات واجتمعوا الجيش في جنازته ودفنوه فأرسل ملك الروم ان ما هذا قال هذا صحابي من صحابة رد عليه يزيد ان هذا صحابي من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم مات وأوصانا ان ندفنه..فدفناه ، قال له ويقولون ان ابوك داهية العرب.

 ليزيد يعني ، قال تخرجون يعني ستذهبون فنخرجه ونرميه للكلاب ! يهدده ،قال يزيد له والله لو فعلتم ما ترك نصرانياً في جزيرة العرب إلا قتلته ليس فيه حلم؛الآن ماذا فعل الآن ؟

 غضب،غضب في موقف غضب ماذا اقول لكِ؟ فيه موقف لازم تغضب حصل اعتداء على الدين حصل تعدي على الرسول حصل اعتداء على الصحابة حصل اعتداء على حرمة البيت اذا اعتداء على شخصك.

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب اليك. .




تربى بأسماء  الله الحسنى 
 شرح اسم الله الستير جل جلاله(2)
انت كلما زدت إيماناً كلما زاد حلمك وارشدت الى التصرف السليم.
نعامل نحن اسم الستير معاملة دائمة فالله عز وجل لما أنزل آدم خاطبه وناداه هو وذريته انه امتن عليه بأن أنزل لباسا يواري سؤاتهم لأنه سبحانه وتعالى ستير يحب الستر فما ترك آدم لم يترك امر ستر العورة البدنية لآدم إنما انزله من السماء هذا الإنزال يدلك على ماذا ؟.
على اهميته ، وعلى ان الله يحب الستر، يحب ان تستر الأبدان ، وكما انه يحب ستر الأبدان فهو يحب أكثر ستر القلوب ، كما أن الأبدان لها عورات كذلك القلوب لها عورات 

 كيف نعامل الله عز وجل بأسم الستير في تقوانا ، كنا نريد ان نعد شىء من عورات القلوب
من عورات القلوب؟ الكبر والحسد أمراض، يعني هذه عارفة الأمراض تخرج بسبب ماذا؟ بسبب اني انا لم استر العورة ،

 لكن الحسد أصله ماذا ؟
حب النفس ، فالعورة هي حب النفس، اخرجت لي مرض الحسد ، لكن العورة حب النفس، طب تصوري لو ليس فيه حب للنفس ماذا يحدث؟
أشياء انت تحتاج لها بمقدار عشان تعيش حياة طبيعية ، استعمل التقوى عشان تمنعها من ان تزيد فتنتشر ويصبح هناك ضرر

 هاتوا مثال آخر؟ الغيرة هذه مع الحسد ، وكلاهما مرضين ينتجان من عدم تقوى الإنسان حب نفسه ،الآن يعني ماذا الغيرة ؟ يعني ان اغير من هذا يعني لا اريد الخير له اريده لنفسي ،
حب النفس هذا ينفعك ويضرك ، يضرك فين يذهب بك ؟ يجيب لك الحسد، ينفعك فين يذهب بك ؟ يدفعك ان تستقيم على دين الله ،  الخوف من عورات القلوب.
 الخوف الآن هذا من عورات القلوب ممكن يزيد الخوف فيصبح الإنسان جباناً ، يزيد الخوف لا يستقيم على شرع الله ، طب ليس فيه الخوف؟ تخيلي لو ما فيه خوف؟
فيه من الأمراض الذي هو :عدم معرفة حد الخطر مرض هذا ، ليس تهور الذى يأتي من الشباب لكن نقص في عقله انسان طبيعي سوي لكن لا يعرف الأخطار لا يميزها لا يدرك الأخطار ليس صحيح هذا مقصود انت بحاجة الى الخوف لكن لازال هو عورة ممكن تخاف من الناس الى درجة ان تعمل الآثام فتكون عورة عليك او تستعمله في صالحك فيكون خوفك من الله .

 الظن من عورات القلب ، الرياء مرض أصله عورة من عورات القلب وهو حب الثناء، حب الثناء على النفس.
اولاً لابد ان تعرف عورات قلبك ، لأن حتى الناس في العورات وقوتها وشدتها وضعفها ليسوا سواءً،بمعنى أن فيه أشخاص ظنهم ظنونهم يعني عورات قلبهم ظنونهم اشد من غيرهم يعني بسرعه يظنوا ، وهذا الظن عورة من عورات القلب ، يحتاجوا ان يكونوا اشد على انفسهم في سترها ، وفيه ناس حبهم لنفسهم شديد فترى الحسد منهم شديد فيحتاجون التقوى من أجل ان يسترون..

 أولاً اعرف نفسي انا مين ما هي عورتي العظيمة ، او ما هي عوراتي على الأصح ، ما هي عوراتي ما الأمراض التي عندي عشان اتلمس الأمراض لكي تجيب العورات شوفي هل تسىء الظن هل تحسدين هل تحبين الناس حبا جما وهكذا أبحث عن امراضك لكي ترد امراضك إلى أصل العورات ،الآن عرفت ما امراضي ماذا افعل؟

2- اسأل الله بأسمه الستير ان يستر علي عورات قلبي وان لا تظهر مني في المواقف بل اسأله ان يسددني الى ما يحب ويرضى.

متخيلين كيف نعامل الله بأسمه الستير ؟ يعني انت الآن تعرض عليكِ الفتن كعرض الحصير عودا عودا فنحن نرجو جميعاً من الله ان نكون من المستورين من الموفقين ان نتصرف كما يحب ويرضى في الموقف

 لما تعرض عليك الفتنة وتعصر عصراً في وقت الفتنة ماذا سيخرج منك ؟ سيخرج منك ما في فؤادك فأنت ماذا تطلب من الله ؟ يارب استرني ، طب استرني هنا ما معناه ؟ يعني استرني ما معناه؟ يعني وفقني ان اتصرف تصرف تحبه انت استرني استر عورة قلبي
انت تكوني عارفة نفسك ان احد لو جاء نازعك شيئا حتى لو كان يمازحك ممكن ماذا تفعلين ؟ تغضبي عليه ، تخرجي من لسانك كلام لا يصلح ، هذا لماذا؟ لأن هذه العورة شديدة القوة فيكِ .

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب اليك. .


تربى بأسماء  الله الحسنى 
 شرح اسم الله الستير جل جلاله(3)
كيف اعامل الله باسمه الستير في عورات القلب
1-الاحظ عورات قلبي ، الاحظها لأني سأدخل في قضية الآن
2- استغيث بالله ان يستر عوراتي
3-افهم جيداً ان المجاهدة الحاصلة مع هذه العورة موطن من مواطن الأجر.

 المجاهدة مع هذه العورة في سترها وإخفائها جهاد موطن من مواطن الأجر تؤجر عليه
الدنيا ابتلاء واختبار اتفقنا على هذا الاتفاق واحد يقال له اختبر من اجل ان تنجح فتترقى تقول يارب لا ادخل الأختبار كأنك هكذا تقول ، لأن انت تقول انت مؤمن تماماً والأمر واضح جيداً في ذهنك أنك في اختبار

وانك مثل باقي الخلق ابتليت بنفس فيها طمع ابتليت بنفس فيها غضب، ابتليت بنفس فيها حب النفس ، خلاص هذه كلها بلايا ابتليت بها ليس انت وحدك كل الخلق ابتلوا بهذا مع التفاوت في انواعها ، ابتليت انك جزوع ، ابتليت انك اذا اتاك الله خيراً منوع ، ابتليت انك اذا ابتلاك الله بشر ما حالك ؟

 ابتليت بأنك عجول ، هذه كلها بلايا كلها عورات قلب كلها تنتج امراضاً لو لم اعاملها بالستر فأنا الآن بين العورة وبين الموقف الذي أعيشه

 كلنا فينا طمع عرضت عليك الدنيا عرضت جائت الى عندك ولما عرضت عليك لازم تدخل في معركة مع احد من اجل ان تدفعه وتأخذ انت الدنيا ونفسك تخطط لك وانت ماذا؟ تجاهد ان لا تعتدي على احد ولا تأخذ حق احد النفس فيها عورات لكن الله عز وجل فتح لك باب الجهاد ، يعني هذه العورات ورائها الجهاد.
 إذا نحن الآن نعامل الله باسمه الستير ليلاً ونهاراً ، بعدد أنفاسنا ، كيف نعامله بهذا الأسم ؟

 علمنا ان الله عز وجل جعل التقوى لباساً للقلب فما التقوى؟
التقوى معناها المجاهدة الحاصلة في القلب على ما يحب الله ويرضى .
تجاهد قلبك الملىء بالرغبات والشهوات والمحبوبات التي ابتلي بها، جُبل عليها وهي عوراته ابتلي بهذه العورات وعرضت عليك الفتن ماذا يفعل طول الليل والنهار القلب؟ يجاهد يجاهد.

 إذن لا تتصور ان ليس مطلوب منك ان لا يخطر في بالك السىء من القول او الفعل انما المطلوب منك انك اذا خطرت تستره ، تستره بأي شىء؟ بالمجاهده بالتقوى، تمنعه من ان يخرج .

 لا يأتي أحدكم يقول لي انا طيب الذي في قلبي على لساني، ليس هذا ، هذا ليس قانون، انت الآن مبتلى بعورات في القلب وتعرض عليك الفتن ليلاًَ ونهارا ماهو المطلوب منك ؟

 ان تجاهدها بالتقوى لا تظن ان المطلوب منك ان لا يمر عليك خاطرة سوء انما المطلوب منك ان لا تدع خاطرة السوء تستقر جاهدها ، ما ان تنتج اسكتها ،اقلعها ما ان تنبت ، داخل القلب المعركة واعلم ان ادوات هذا الجهاد...

أمرين : الأمر الأول زيادة العلم كلما زدت علماً كلما اصبح عندك الصوت الصحيح الصوت القوي الذي يقول لك لا تفعل هذا الأمر الأول زيادة العلم مع زيادة التفكر والتأمل

 لازم تتفكر لازم تفكر في حالك ولهذا نصف الدين من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه ،  لما تترك ما لا يعنيك ماذا يصبح ؟ طول الوقت ستفكر فيما يعنيك طول الفكر ستفكر في قلبك وفيما عرض عليك هيأتينا كلام تفصيلي عن المجاهدة لكن اريدكم تتعاملوا تمام مع الاسم ، نحن نعامل اسم الستير ليلاً ونهارا فين معاملتنا باسمه الستير؟

🏼 كلما زاد الإيمان زاد الحياء
وكان من صفة موسى عليه السلام انه شديد الحياء لم يكن يظهر شىء من جلده من شدة حيائه من شدة إيمانه هذا بالنسبة للأبدان وكلما زاد الإيمان زاد الحياء وزاد الستر بالنسبة للبدن ومثله للقلب الإنسان ابتلي بعورات في قلبه ما هو المطلوب منك ؟

 ان تلاحظ عوراتك من أجل لما تدخل الإختبارات ماذا يحصل؟
لا تنفتن فيها تنتبه فيها لا تعرض نفسك لشىء يفتنك لا تذهب بقدمك الى شىء يفتني لكن ستأتيني الفتن ما ان تأتيني الا استغيث فأطلب من الله عز وجل ان يسترني يستر عيوب قلبي

وطلبنا لستر عيوب قلوبنا معناه ان نطلب منه ان يوفقنا ان نتصرف كما يحب ويرضى ، وإلا ننكشف وإلا تنكشف هذه العورات

الأمر الثالث لا بس نستغيث به ونترك الأمر ، الأمر الثالث لابد ان تعلم ان الجهاد هو وسيلتك العملية في طلب الستر، يعني سيستر الله عليك مادام انك تجاهد وتقي (وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ)

الأمراض فهي ناتج ترك العورات بدون ستر بدون ضابط ، لا نستفيد منها ، انت لابد ان تستفيد منها، الآن العجلة من صفات الإنسان لكن (وعجلت إليك رب لترضى) فأصبحت الصفة حميدة لكن من اجل استخدام العجلة في رضا الله لكن هذه العجلة ممكن تستخدمها في الدنيا فتهلك

 معنى ستر الله عليك ،الآن سننتقل الى نقطة متصلة بهذه النقطة الأولى الله يحب الستر لذلك اول ما نادى آدم بعد إهباطة اخبره انه انزل اليه لباساً يواري سؤتة بدنه وانزل اليه ديناً وهدى يواري سؤة قلبه ، والعبد يتعبد الله بالإنكباب على هذا الهدى من اجل ان يصل الى التقوى التي هي لباس القلب، التي يحبها الله

 التقوى هو ناتج النجاح في المجاهدة ، الإنسان اما يكون تقى وأما يكون صاحب هوى
التقي من هو ؟ الذى نجح في المجاهدة

 صاحب الهوى ؟ الذي فشل في المجاهدة، ما هي عملية المجاهدة ؟ عملية المجاهدة هو معناه أن تعرض على القلوب الفتن التي تظهر اي شىء؟ التي تظهر عوراتها ، فماذا يفعل الإنسان؟ على حسب ما عنده من علم وقوة تفكر وتذكر سيسمع صوت الحق،

هو في الأصل يسمع صوتان، صوت يرشدة الى الحق وصوت يرشدة الى الباطل.
انت في موقف الآن احد اعتدى عليك والمطلوب إما تعامله بالحلم اما تعامله بالغضب، تسمع صوتً يرشدك الى الحلم والى العفو وتسمع صوتً يرشدك الى الغضب وحق نفسك،

 كلما زاد امرين فيك كلما زاد سماعك لصوت الحق، يعني انت يا تسمع صوت الحق او تسمع صوت الباطل اذا سمعت صوت الباطل ستكون من اهل الباطل اذا سمعت صوت الحق ستكون من اهل التقوى الذي سترت عيب قلبك بأن لا تجعله مسيطراً عليك ماذا يزيد في قلبك عشان تصل الى ان تكون تقياً ساتراً لعيباً موجود في قلبك ؟
🏼كيف يميل قلبي الى صوت الحق ؟ بالعلم والتفكر

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب اليك.


تربى بأسماء  الله الحسنى 
 شرح اسم الله الستير جل جلاله(4)
 كيف يميل قلبي الى صوت الحق بالعلم والتفكر🏻
أما العلم فطريقه واضح أتعلم عن الله عن أسمائه وصفاته عن أفعاله أتعلم عن يوم القيامة، دائماً يقال لك من كان يؤمن بالله واليوم الأخر، من كان يؤمن بالله واليوم الأخر، فهذان الأمران متصلان معاً.

 ولهذا تصور جاءك ضيف أو أحد إتصل عليك وقال لك أن أتي الآن.
 داخل النفس فيه عورة حب الناس ويدخلوا علي ويمللوني، هذه العورة موجودة في النفوس وبعدين أنت من أجل أن تطلع من الأرض إعتذار كاذب ليس له قيمة أو تستقبلهم على هواك،وفيه إستقبال على الهوى للضيوف، ماذا يجب عليك ؟ من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه، يعني تشعر أنك تحتاج أن تجاهد الشىء الذى داخل في نفسك فتحتاج من الجهة الأخرى لكي تسمع صوت الحق أن تكون مؤمناً بالله واليوم الأخر،
 ماذا ستفعل؟ لابد أن تزيد علماً عن الله عن معاملته لخلقه عن اليوم الأخر والجزاءات المترتبة على هذا الفعل وأن تفكر فيها، طول الوقت تفكر ماذا سيكون شأني لو أني أكرمته، ماذا سيكون شأني لو أني إحتسبت ساعات الأنس عليه ؟ أدخل له الأنس، ماذا سيكون شأني لو أني تصدقت ؟ ماذا سيكون شأني لو أني عاملت بإحسان من عاملني بجفاء؟ فكر لكن ليس تفكر في حقك هنا،فكر في ماذا سيكون 🏻شأني عند الله 

 وهذا هو التوحيد بعينه، لأن الموحد هو من يعيش في الأرض واحد ويفكر في واحد في رضاه  يفكر في لقاءه يفكر فيما أعده له، يفكر كيف سيكون ميزانه يوم أن يلقاه،تفكيره كله في لقاء هذا الواحد فإذا كان الإنسان يفكر بهذة الصورة
يعني يفكر تفكير الموحد كلما زاد علماً لازم يزيد تفكيراً، كلما زاد علماً وتفكيراً زاد اتخاذ القرار أسرع يأخذ قرار ويتصرف.

 كلما قل علمه أو كان عنده علم لكن ليس عنده تفكير العلم ماذا يفعل؟ 
يذوب الحاجز ،العلم يكشف الحقائق والتفكير يذوب حاجز تجميد المعلومة نحن عندنا المعلومات كثيرة بس ماذا بها؟🏻 جامدة.
اضرب لكِ مثال: الآن الخلوات مشكلة كبيرة نعيشها في حياتنا،الخلوات مشكلة لكثير من المستقيمين لما يخلو بأنفسهم يدخلوا في شىء من الأفكار الرديئة، أفكار رديئة في تفكيرهم، أفكار رديئة حول حق نفسهم أفكار رديئة حول شهوات يريدون أن يمارسوها أفكار رديئة أنواع وأشكال ولكنهم عندما يفهمون فقط معنى كلمة 🏻سكرة الموت ويفكروا فيها ستسبب لهم أن يغطوا هذه العورة من قلوبهم .

 أتكلم مثلاً في كلام يسير عن سكرة الموت، ما هي سكرة الموت؟هي غياب العقل الواع وبقاء الفؤاد اللام، الفؤاد ماذا يفعل ؟ قلبك هذا ماذا يفعل؟ يلم، الذي تسمعه الذي تفكر فيه يلمه يجمعه، فلو كنت مدمن على الأفكار الرديئة كلما خلوت أول ما يسكر عقلك في سكرة الموت يعني يغيب من الذي سينطق؟ فؤادك ، ينطق فؤادك.
فلو أن الواحد منا يفكر في المسألة بهذه الصورة دائماً يكفر دائماً يفكر يكون ماذا؟ حريص على خلواته، حريص ألا يمارس شىء لا يرضي الله، يفهم أن قلبه يلم، هل تعلم يعني ماذا يلم؟ يعني 🏻مثل الوعاء يلمه، لحظة ما يسكر عقله يخرج ما في فؤاده.

 والذي يريد أن يعرف هذه المسألة يرى الناس الذين أصابهم الزهايمر مثلاً، عندنا حالات في الزهايمر المرأة تكون كبيرة في السن وبعدين تأتي تقول والعياذ بالله فلان يزني بفلانه، فلان يفعل بفلانه، هذا من أين من أين هذه الأخبار ؟ من اللمم، ليس اللمم اللمم المصطلح الشرعي، يعني مما كان يلمه من تفكير يعني كانت هذه ظنون تمر وأفكار تقع وخواطر رديئة تمارس، فلما تأتي السكرة يغيب العقل الواعي ويبقى ما في الفؤاد من ما يلمه.

 فأنت مستور لا أحد يدري عنك فأطلب الله عز وجل أن تبقى مستوراً في حياتك وفي مماتك ، ومن طلب الستر هنا أن تفعل ما يسبب أن يعاملك الله بستره، ومما يسبب أن يعاملك الله بستره أن تكون لست من أهل الخواطر الرديئة والخلوات الفاسقة لأن الله عز وجل يسترك فيها فأنت تترك نفسك تسبح، لأن لا أحد يدري عنك لكن تأتي اللحظة التي تنكشف فيها هذه المصيبة .
نسأل الله عز وجل ان يستر علينا جميعاً.

 المقصود الآن ما هو الجهاد ؟
الجهاد عمل تفعله لما تتعرض للفتن
والمواقف لما تثير في قلبك من طباع وما في قلبك من عورات، تسمع صوت للباطل، يرشدك إليه الشيطان وهو النفس .تسمع صوت الحق يرشدك إليه القرآن والسنة وما تعلمه عن ما يرضي الله، كلما زدت علماً وتفكيراً كلما قويت مجاهدتك بل وأصبحت سريعة، أصبحت المجاهدة سريعة وأصبحت بسرعة تخرج نفسك من ردود الفعل الغير مناسبة وهكذا :
كلما زاد جهادك كلما زادت تقواك وكلما زادت تقواك كلما زاد ستر الله عليك
تستر فلا تفضح على قدر ماذا؟ على قدر🏻تقواك.

يعني نحن نعامل اسم الله الستير ليل نهار، ليل نهار نعامل اسم الله الستير، كل موقف تقوى تبتهل إلى الله أن يحفظ قلبك وأن يسددك وأن تفعل ما يحب الله ويرضى ولو أنك استسلمت لما في القلب من عورات ..تتحول إلى 🏻أمراض فتبقى رهين أمراضك ثم تنكشف الحقائق قبل أن يموت الإنسان فيفضح في الدنيا ويفضح ...يوم القيامة والعياذ بالله. 

 هذا كل الكلام لنقول لماذا مثل هذا اﻹسم من الضروري جداً أن نفهمه ونفهمه ﻷولادنا ولابد أن يفهم أن الله عزوجل مطلع على ما قام في القلوب فإذا زاد الإنسان جهادا زاد ستر الله له ، وكما تعلمون أن من آثار اسمه الستير سبحانه وتعالى ألا يفضح العبد أول ما يرتكب المنكر أبدا ، بل يستره ويستره ويستره حتى إذا أصر فضحة فهذا الكلام لازم يفهم من قبل الجميع، لا تغتر بحلمه وستره فإذا  أصريت على المعصية  ماذا يفعل لك ؟ 🏻يكشف سترك.

 وأعظم أنواع كشف الستر كشف الستر الذى يكون فيه خداع من الله لمن يخادعه (يخادعون الله وهو خادعهم ) يعني ماذا هذا النوع ؟ يعني كثير ممن يمارس الذنب يرتب لنفسه حالات من أجل أن لا ينكشف، ويظن أن الناس الذين حوله لا يعلمون لا يشكفونه وهم في الحقيقه كاشفيه.
فتصوري أحدهم يقوم بأعمال ويكذب كذب ويغطي نفسه بستر شفاف ويظن نفسه أنه مستور ومن حوله كاشفيه، يظن أنه خدعهم وهم واضح لهم خداعه، ماذا يحصل؟ ماذا يكون حال الإنسان؟ يعني تصوري أحدهم خائف أن يفتضح أمره وواحد مطمن أنه لن ينفضح أمره لأنه مطمن أنه خادع الناس حوله؛

 ما الفرق بين الشخصين ؟ الذي خائف أن ينفضح ما حاله ؟ لازال في حال من الجهاد لازال في حال من الهرب لازال في حال بحث عن الستر ، لكن الذي مطمن أن هو غير مفضوح وهو مفضوح يزيد في الممارسة حتى أنها تظهر فضائح لم تكن متوقعه.

يعني تصوري أحدهم غطى نفسه بستار شفاف يظنه غليظاً لا يراه أحد ، ثم بدأ يمارس عوراته 
ونضرب مثال ليتضح الأمر تصوري أحدهم يفكر مثلاً في النساء، رجل يفكر في النساء ويفكر في كذا وكذا بالتفصيل، تصوري لو أن إنساناً رجل مثلاً يفكر في المحرمات ، يفكر في النساء ، وهو يظن أن أفكاره هذه مستورة في رأسه ويخادع الناس بسترها كأنهم لا يرونها ، ثم ستخرج هذه من رأسه لابد أن تخرج الى حيز التنفيذ ، هذا حيز التنفيذ كيف يكون ؟

 هذا طبعاً على المرأه والرجل وعلى الشاب وعلى الشابه كلام عام ، يبقى يفكر ويفكر كأنه يخطط لوقوع شىء ؛
تأتي الفتنة تتهيأ ظروف له أن يفعل هذا الفعل فيفعله سيصل إلى حد أنه يفعله على وجه التنفيذ يعني ماذا؟ يعني كل تلك الأيام كانت بالنسبة له تخطيطاً في رأسه ولم يفكر أنه سيأتي اليوم الذي ينفذ فيه،ولم يفكر في اليوم الذي ينفذ فيه ، كل القصة أنه يقول أفكار في عقلي ليس فيها شىء ويبقى في عقله مثل هذا هو والشيطان يجتمعون فيخططون ، فيبتليه الله بتيسير هذا الأمر ، لما يبتلى بتيسيره ماذا يفعل؟ سينفذة بالضبط مثل ما كان في عقله وهذا من آثار ذنوب الخلوات من آثار الفكر الرديء ، هو وقت الفكر ما كان عازما ، إنما كان فقط مجرد أنه يسترسل مع أفكاره الرديئه فيبتلى أنه تتوفر له الفرصة فينفذ كما خطط تماماً يقوده الشيطان.

 ولذلك فرق شاسع بين العفيفات الشريفات اللاتي لا يمر على خاطرهم هذا الأمر وبين من يمر على خاطره هذا الأمر بتكرار وقت الحدث .
المقصود إتركي الكلام هذا التفصيلي
 المقصود 🏻أن الإنسان لو علم أن الله مطلع عليه لاستحى من خواطره الرديئة وﻻستحى من ستره وعلم أنه لو استمر في معاملة الله الستير بعدم الحياء آتاه اليوم الذي 🏻يكشف فيه.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إلهَ إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك. 



تربى بأسماء  الله الحسنى 
 شرح اسم الله الستير جل جلاله(5)
العلم والتفكر ما علاقتهم بالايمان بالغيب؟
هو إيمان بالغيب ما معناه ؟ ان نتعلم عن الله العلم، ونؤمن أنه سبحانه وتعالى له كمال الصفات ونؤمن أننا سنلقاه هذه أمور كلها نوعها غيبية ونتفكر في هذا كله، نتفكر في الغيب الذي تعلمناه .

الإيمان بالغيب ضعيف، الإيمان بما سنلقاه، الإيمان بالغيب ليس الإيمان بالقضاء والقدر فقط، الإيمان بالغيب هذه ستة أركان، اليس في اول سورة البقرة (الم (1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ( 2 ) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) في اخر سورة البقرة ( آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)

 كله يعتبر إيمان بالغيب، لماذا الآن التقوى ضعيفة؟ لأن الإيمان بالغيب ضعيف لا في علم عن الغيب ولا فيه تفكر في الغيب، حتى من يعرف ماذا سيلقى لما يلقى الله أو ماذا سيحدث له لحظة الموت او الذي يعلم ماذا سيكون في قبور الخلق

حتى من يعرف هذه المعلومات لا يفكر فيها، لا يفكر فيها لا يدورها في عقله، لا يستعملها في المواقف لا يحمل همها🏻 لا يتصرف على أساسها، على أساس أنه سيلقى الله وانه سيعامل الله لا يفكر بهذه الصورة تصوراته كلها دائرة ومحبوسة حول الدنيا وكل الذي يهمه أن يصل الى محابه في الدنيا كأن هذا الذي سيلقاه لم يكون

اذا تضعف التقوى لما يضعف الإيمان بالغيب ، والإيمان بالغيب عبارة عن عاملين لكي لا تتوه ، ما معنى ان تتعلم عن الغيب ؟ تتعلم عن الغيب وتفكر فيه حتى تصل الى درجة علم اليقين ليس اخبار لا يكفيني ان نكون متعلمين لازم يصير هذا العلم يقيني🏼

 عندنا معلومات كثيرة نعم لكن لا نفكر بها، لا نفكر عن طريقها ما هي مصدرنا في التفكير ، ولذلك تجد الإنسان ممكن ان يخطب خطبة في مسألة من مسائل الغيب لكن لا يعيشها، ولا يفكر فيها ، لماذا على اللسان دون ان يحي به الفؤاد وبناء على هذا لا نشعر بحاجتنا للعلم عن الله ولا نشعر بحاجتنا بمعاملة الله بأسمائه وصفاته، ولا نشعر يعني ماذا اللهم استر عوراتي ولا نشعر بهذه الكلمات السبب إن فيه علم لكن المشكلة في نقص التفكير، اليقين كلمتين علم وتفكير هذا هو اليقين

 الى اي درجة تحتاج ان تعرف الله هذا يجعلك شديد العناية بأسمائه ، ثم كونك تعرف ان المعرفة وحدها لا تكفي لابد كل معلومة تتعلمها تقابلها بالتفكير، معلومة خطيرة تقول لك الناس يوم القيامة ستقترب منهم الشمس اقترابً لا يطيقونه ثم ستكون لهم كذا وكذا من الأحوال ثم تأتيك مقابل هذه المعلومة معلومة تقول والناس سيكونوا تحت ظل صدقتهم يوم القيامة، وحدها معلومة، كلما رأيت الشمس تقول اذا اقتربتي ماذا سأفعل؟ مالي إلا ان اتصدق هنا من اجل ان استظل منكِ يوم لا ظل إلا ما يجعله الله ظلاً، يوم يخلق الله لبعض الخلق خاصة ظلاً يحميه من الشمس.

 المعلومة هذه كلها نعرفها نعرف ان الصدقة ظل، لكن لا نفكر بها لا هتنفعني لابد ان يكون هناك أمرين علم وتفكير، وبذلك يتحول الإنسان من عقل ادراك الى عقل رشد،يشترك في عقل الإدراك الإنسان مع الحيوان هكذا اتفقنا يدرك الإنسان حاجاته الرئيسه جعان عطشان بحاجة الى التناسل بحاجة الى النوم يدرك هذا كله، والحيوان مثله يدرك هذه الأشياء كلها بعقل الإدراك بل الحيوان قد يفوق الانسان في عقل ادراكه في مواطن

 يعني مثلاً عند الزلزال نسأل الله ان يحفظ الجميع يدرك الحيوان قبل الإنسان الزلازال، عند السيول يدرك الحيوان قبل الإنسان، معناها لم تميز بعقل الإدراك، ميزت بماذا؟ بعقل الرشد، من اين لك عقل الرشد ؟ عقل الرشد يتكون بأمرين بالعلم والتفكير

وفي ذلك نكرر حديث النبي نكرره ولا ننساه شوفي ماذ يكون عقل الرشد يقول النبي صلى الله عليه وسلم (حجبت النار بالشهوات) يعني عقل الإدراك يقول شهوة عقل الرشد يقول النار من ورائها.

 وفي المقابل يقول النبي صلى الله عليه وسلم (حجبت الجنة بالمكاره) عقل الإدراك يقول مكاره تصلي الآن قيام مكاره تصوم النهار مكاره وعقل الرشد يقول الجنة ورائها.
ولهذا يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضى الله عنها عن شاة لهم ذبحوها ، شوفي حوار عقل إدراك مع عقل رشد، ماذا بقي منها يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها تقول لم يبقى الا كتفها هذا عقل الإدراك يقول كذا، عقل الرشد يقول ماذا

يعني عائشة رضي الله عنها تقول ذهبت كلها ولم يبقى الا كتفها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول بل بقيت كلها الا كتفها هذا الفارق، هكذا تستنير .

يصبح امر اخر تفكيرك فأنظر انت محتاج الى العلم يدخل اليك وتحتاج ايضاً الى التفكير ،لا تتجمد المعلومات ،يجب ان لا تتجمد يجب ان تفكر وتفكر وتفكر حتى تنفعل ، حتى تذوب مشاعرك ، تذوبها من الحوادث القائمة عليها

 العلم مبدأه ورأسه القرآن وتدبره والسنة والإدمان على قرائتها ، لازم يصير انت في اختبار ، واي واحد داخل الأختبار لازم يدرس المنهج

يقال لك في هذا المنهج (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى)(سورة طه 123) الله عز وجل لما اهبط ادم انت نزلت الى الأرض مختبرا ، ما هو المنهج الذي تدرسه ؟ (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى) بالنسبة لنا نحن ما هو ؟

القرآن (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى)الثاني اعرض له ما له كما في طه ، هكذا تدرس في الأختبار وهكذا تنجح في الأختبار في الصلاة تقول (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6))

 فطول الوقت انت بين الدارس وبين انك داعي ان يوفقك من سؤالك لربك ان يوفقك ان تسأله ان يستر عليك عورات قلبك يسترك لا ترسب يستر عليك فلا ترسب في الأختبار ، تسأله ان يجوزك الأزمات يعني يجتاز بك فيخرجك من الأزمات

نأتي للكلام حول هذا المعنى الاسم العظيم وهو اسم الستير : قال ابن منظور في اللسان ستر الشىء يستره ستراً يعني أخفاه ، يعني الستر من الخفاء ، اخفاه ، والسَتر بمعنى التغطية ، فأستتر وتَستر أي تغطى ، وجارية مُسترة أي مخضرة يعني في خضرها مستورة

يعني الستر دائر حول ماذا؟ حول الخفاء حول التغطية شىء موجود لكنه مغطى مستور يخفى ، وفي الحديث (ان الله حيي ستير)

سِتيّر تقرأ بالكسر والتشديد ومعناها انه سبحانه وتعالى من شأنه انه يحب الستر والصون،يحب هذه الحالة يحب ان يستر ويحب ان يصون عباده لا يحب لهم الفضح ولا منهم الفضح

 نأتي الى معنى الأسم في حق الله يقول ابن القيم رحمه الله في نونيته :"وهو الحيي فليس يفضح عبده عند التجاهر منه بالعصيان ، لكنه يلقى عليه ستره فهو الستير وصاحب الغفران.

هذه علاقة الحيي بالستير، حيي فليس يفضح عبده لا يفضح العبد متى؟ لما العبد يجاهر ربه بالمعاصي، والسر عند الله علانية ، لكن كيف يعامله الله؟

يلقي عليه ستره ، فهو الستير وصاحب الغفران ، لكن الستر يختلف عن الغفران ، الستر إخفاء الذنب ، لكن ليس معناه مغفرته ، إخفاءه وليس معناه المغفرة ، والمغفرة معناه الستر مع إزالته .

 يقول البيهقي في الأسمى وقوله ستير انه ساتر يستر على عباده كثيرا ولا يفضحهم في المشاهد
ماذا استفدنا من كلامه؟ معناه ان هذا الفعل من الله يحصل للعباد كثيرا ، كثيراً ما يستر الله عبادهُ ولا يفضحهم في الملأ أمام الخلق بما يدور في بواطنهم

يعني الآن الإنسان اتفقنا ان لقلبه عورات وله ذنوب في الخلوات ، هناك ذنوب في الخلوات يسترها الله وهناك ما يدور في خلد الإنسان وهو جالس في المجلس واحد يكلمة وهو في قلبه تجاه هذا الشخص سوء ظن في قلبه تجاه هذا الشخص تكذيب احتقار الا يحصل منا هذا ؟

فلو خرج منا ما يدور في أذهاننا كان ماذا حصل؟ انقطعت علائقنا بالخلق كلهم ،لأن اكيد مع هذا فيه موقف ومع هذا فيه موقف مع هذا فيه سوء ظن ومع هذا فيه شك وكثير من الناس يكونوا بريئين من هذه الأشياء

 اليس احياناً تفقد الستر لا يسترك الله فماذا يكون ؟ يخرج من لسانك زلة تبين ما قام في القلب أو تعصر بموقف عصرة بسيطة فيخرج ما في حقيقته وجدانك.
إذا من آثار اسمه الستير إن بناء هذا الأسم على المبالغة

ومعناه انه سبحانه وتعالى يستر كثيراً على الخلق ولا يفضحهم في المواقف لا يظهر ما أخفوه في خلواتهم ولا يظهر ما أخفوه في جنباتهم ، في اوقات لقاء الخلق أو معاملتهم وهذا من تمام رحمة الله عز وجل بخلقه.

الإنسان الله عز وجل خلقه مليء بالعورات ووصف النبي صلى الله عليه وسلم كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين ، إذن من أين ستأتي التوبة اذ لم تقع في الخطأ

 يأتي الخطأ من دخولك في أشياء تتصل بقلبك ثم الشهوات يجب ان تمر عليك أذن لا يستعمل عليك الشيطان حيلته ويقول يجب أن تكون منزه لا يقع منك خطأ ولا تجلد ذاتك أو تقول يجب أن لا يمر على خاطرك هذا الأمر إذا ابتليت فمر على خاطرك ما لا يرضى الله عليك بسرعة المجاهدة ،
الشيطان يلعب علينا هذه اللعبة المفروض لا تكون ولا تكون ثم كلما زادت مجاهدتك كلما نطقت بالحق

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب اليك.


تربى بأسماء  الله الحسنى 
 شرح اسم الله الستير جل جلاله(6)
الله عز وجل ستير ومعنى الستر الإخفاء والتغطية ، وهو سبحانه وتعالى ستير يعني كثير الستر لا يفضح عباده انما يعاملهم بستره

 في حال الإنسان يكشف ستره ، إذا أمن مكر الله ، يعني انت ليس بالإستمرار على المعصية إنما وقت الأمن من مكر الله يعني لما تثبت الخواطر في قلبه ماذا سيحصل لي او من يكشفني ،ما معنى الأمن من مكر الله ؟

 يعني واحد يقول انا مأمن تمام ،من ممكن يفضحني فهذا عرض نفسه للفضح لماذا؟ لأنه امن من مكر الله ، والأمن من مكر الله احد كبائر الذنوب التي اذا وقع فيها الإنسان قل ما يعود الا اذا تغمده الله برحمته ، كذلك من آثار اسم الستير انه يحب من عباده الستر على انفسهم ، وان يجتنبون ما يشينهم .

ما معنى ان الله ستير؟ معنيين ، هو يستر كثيراً على عباده هذا أولاً ، ثانياً يحب من عباده ان يسترون على أنفسهم وأيضاً يجتنبون ما يشينهم.
ما يشينهم ما معناه؟ ما يسوئهم عند الناس ،ما يشينهم ما يجعل سمعتهم سيئة عند الناس؛

 سنقرر أمر جديد انتهينا من الأمر الأول هو كثير الستر على عباده سواء كان ما يفعلونه في خلواتهم او سواء ان كان ما يدور في صدورهم فيما يحيكوه ، يأتي الأمر الأخر ان الله من معاني اسمه الستير انه يحب من العبد ان يستر على نفسه بمعنى يقع العبد في الذنب ويحيد عن الطريق يخرج يفعل ذنباً ويخرج عن الطريق المستقيم مع ان هذا الذنب لا يحبه الله لكن يحب من العبد الا يفضح نفسه عند الخلق ؛

من اجل ماذا؟ لماذا يحب الله من عباده ألا يفضحوا انفسهم؟ يعني المصلحة عائدة لمن؟ للعبد نفسه وللدين الاسلامي

العبد فضح نفسه عند الخلق خرج بمصيبتين المصيبة الأولى شوه سمعة نفسه عند الخلق الأمر الثاني العظيم انه هون على الناس الذنوب وكأنه مرغب للخلق فيها وكأنه داع للخلق الى الذنب؛

 نحن نرجو من الله ان يجعلنا للذين آمنوا إماما والإمامة هذه لا تكون إلا بالتقوى والصبر ، لا تكون إماما للدين إلا لما تتقى وتصبر{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}(سورة يوسف:90

 والشيطان يحتال على ابن ادم فيدفعه الى فضح نفسه ، ما هي الحيلة التي يحتال بها؟ تكون انت انسان محترم عند الخلق وتراهم يعاملونك بأحترام فيقع في قلبك انك لا تستحق هذا الإحترام لأنهم لا يعلمون ما في داخلك فتقول تعالوا اخبركم بما يشينني من أجل ان لا يقع في قلوبكم هذا الأحترام لي ، شايفين هذه الحيلة ؟ هذه حيلة شيطانية.

لا تعرض احوالك على الخلق ابدا ابدا لكن قل كلام عام قول مثلما قال ابو بكر رضى الله عنه (اللهم اجعلني خير مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون)

 يأتي امر اخر من الفضح فضح لكن بطريقة المجاهرة والفخر وهذا الفضح نهى النبي صلى الله عليه وسلم نصاًَ عنه ، وحال المجاهر معناه انه يذنب ذنباً فيستره الله لا يفضحه فيرى نفسه قد انجز وقد وصل الى مايحب فهو يحب ما يبغض الله

فهذا بارز الله بالمعصية في الخفاء وبارزة بالفخر بها في العلانية وهذا حاله حال من ابغضه الله ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال (كل امتي معافى إلا المجاهرون).

 انتبهي عليك بالتوبة
كيف تحصل التوبة اصلاً؟ ثلاثة مراحل :
1- يتوب الله على العبد يعني يلقي في قلبه حب التوبة ، هذه توبة الله عليه
2- فيتوب العبد يعني يندم ويعد الله عزوجل ان لا يعود مرة اخرى ويرد الحقوق لأهلها ان كان فيه حق
3-فيتوب الله عليه يعني يقبل توبه (ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِن اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}

 ما معنى اسم الستير الى هنا؟ أمرين ان الله عز وجل يستر على عباده كثيرا ويحب من عباده ان يستروا على انفسهم ويتركوا ما يشينهم ، أمرين : استر على نفسك واترك كل شىء يسبب لك نقص لأنه يحبك ويحب ان تبقى ذا سيط في الأرض كما ان لك سيط في السماء.

 نأتي الى الحالات الإستثنائيه التي لا يكون فيها ستر أو يصح لك ان تتكلم بما عندك:
نأتي في حالة الإستشارة وهذه الحالة فيها شروط ، يعني انسان دخل في معاصي وغرق فيها والشيطان يزيده ، ولا يستطيع أن يخرج منها بمفرده.. الشيطان هيأ له حال انه لن يخرج لن يخرج وانه إنسان ذا قبائح وان الله عز وجل يبغضه مثل هذا يصبح يائساً؛

 كلما زاد هذ االشعور عند الإنسان كلما زاد في الذنوب فيقع في اليأس من رحمة الله ، هذا الأمر لابد ان يمد يده من اجل ان ينقذه فتجلسي معه تريدي ان ترجيه في الله فيبقى يقول لك انت لا تعرفي ماذا فعلت لو قتلت مائة نفس لو احرقت المؤمنين في النار لو كنت نصرانياً ثم عدت الى الله تائبا كان قبلك الله

 وتعيدي عليه تقولي انت ماذا اذنبت من اجل ان اساعدك وابين لك حجم هذ الذنب في دين الله؛
لو بقي لا يقبل يمكن ان يقول لك من اجل ان تعينيه ، يجوز انا اتكلم عن الحكم الشرعي ، هل يجوز لي ان اطلب منه ان اعينه ان يقول لي

الجواب نعم لأن هناك من الحيل الشيطانية على بني ادم ما يجعله يغلق عليه باب التوبة وخصوصاً الآن ما يسمى الإكتئاب ما هو موجود الآن الاكتئاب لما يشخص هذا الإنسان عنده اكتئاب فيذهب الى هذا الإتجاه ، ما هو هذا الاتجاه 

يكون غير مستقيم بعيد تماماً صاحب ذنوب كثيرة ثم بدأ يشعر انه يريد ان يستقيم اول ما يشعر بأنه يريد ان يستقيم ماذا يفعل له الشيطان؟ يخبطه في الاكتئاب

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب اليك.



تربى بأسماء  الله الحسنى 
 شرح اسم الله الستير جل جلاله(7)
قال ابن حجر: وَأَيْضًا فَإِنَّ سِتْر اللَّه مُسْتَلْزِم لِسِتْرِ الْمُؤْمِن عَلَى نَفْسه ، فَمَنْ قَصَدَ إِظْهَار الْمَعْصِيَة وَالْمُجَاهَرَة بِهَا، أَغْضَبَ رَبّه فَلَمْ يَسْتُرهُ،

 اذا كل من جاهر كان جزائه ان لا يعامله الله بأسمه الستيروَمَنْ قَصَدَ التَّسَتُّر بِهَا حَيَاء مِنْ رَبّه وَمِنْ النَّاس، مَنَّ اللَّه عَلَيْهِ بِسِتْرِهِ إِيَّاهُ.

يعني غلبته نفسه فوقع في الذنب لكنه باقي معظم لله مستحي من ربه ومن الناس كان من فضل الله عليه ان يستره وهذا من تمام فضل الله عز وجل على خلقه

 قال السعدي في تفسير أسماء الله الحسنى: في تفسير هذا الأسم العظيم
وهذا من رحمته، وكرمه، وكماله، وحلمه أن العبد يجاهر بالمعاصي مع فقره الشديد إليه، حتى أنه لا يمكنه أن يعصى إلا أن يتقوى عليها بنعم ربه، والرب مع كمال غناه عن الخلق كلهم من كرمه

 والرب مع كمال غناه عن الخلق كلهم من كرمه يستحي من هتكه، وفضيحته، وإحلال العقوبة به، فيستره بما يفيض له من أسباب الستر، ويعفو عنه، ويغفر له

 فإذا اصّر العبد وبارز ربه بالمعصية جهاراً وافتخر بها بينه وبين نفسه او بينه وبين الخلق وأمن عقوبة الله أمن مكر الله كان أهلاً لأن يفضح .

فهو يتحبب إلى عباده بالنعم وهم يتبغضون إليه بالمعاصي، خيره إليهم بعدد اللحظات، وشرهم إليه صاعد.

 من آثار ايماننا بأسم الستير، ومن ستر مسلما ستر الله عليه في الدنيا، والآخرة؛
ولهذا يكره من عبده إذا فعل معصية أن يذيعها، بل يتوب إليه فيما بينه وبينه ولا يظهرها للناس، وإن من أمقت الناس إليه من بات عاصياً، والله يستره فيصبح يكشف ستر الله عليه.

الفرق بين الستر والغفران :
قال الكفوي في الكليات:
الغفران يقتضي إسقاط العقاب،وقيل الثواب، ولا يستحقه إلا المؤمن.

 ولا يستعمل إلا من الباري -عزّ وجلّ-أما الستر فهو أخصّ من ذلك، إذ يجوز أن يستر ولا يغفر
يعني تستر ذنوبه ولا يفضح لكنه ليس بمغفور الذنب والغفران لا يكون إلا في الآخرة أما الستر فيكون في الدنيا أيضًا.

من آثار الايمان بهذا الاسم :
1- إن الله تعالى ستير يحب الستر والصون، فيستر على عباده الكثير من الذنوب والعيوب، ويكره القبائح والفضائح والمجاهرة بها.

معنى ان يكره القبائح والفضائح؟ ما معنى ان يكره القبائح؟ يعني لا يحب من عبادة ان يتكلمون بالكلام السىء،
{{ لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم }} فالكلام السىء والقبائح والقصص التي تحكي فضائح الخلق

 وتداولها وارسالها في الشبكات واستعمال الآلات الحديثة في فضح الخلق هذا كله مما يكرهه الله .
يعني الآن يوجد في بلاد المسلمين كلهم من فضائح الخلق وتجد من التعدي على حرماتهم وأمس كان كذا واول امس ففي ذاك المكان واول الاسبوع فعلوا كذا وكذا هذا كله يكرهه الله؛

 ما الفائدة ان اقول في البحر حصل كذا وكذا ،وفي البر حصل كذا وكذا وفي السوق الفلاني وجدت كذا وكذا ، ما الفائدة من هذا الكلام ؟ هذا الكلام فيه ترويج للذنوب والمعاصي وهذا ليس بأمر بالمعروف ولا نهي عن منكر ابدا

 فليقرأ ضوابط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو ليس 🏻متروك لك كما تريد تنكر له ضوابط في الشريعة ومن ضوابطه لا تنقل المنكر لأحد هذا من ضوابط الامر بالمعروف
عند ابي داوود والنسائي (ان الله حيي ستير يحب الحياء والستر) اذا كان يحب سبحانه وتعالى الحياء والستر فهذا على الأبدان و على عورات القلوب وعلى اللسان حتى على اللسان يحب الحياء والستر

 جاءت البشارة بذلك للمؤمنين: أن من ستر الله عيبه في الدنيا، فإنه سيستره في الآخرة.
ومن آثار الإيمان بهذا الاسم ان الله تبارك وتعالى امر بالستر وكره المفاخرة بالمعصية او مجرد محبة ذكرها وان يشيعها بين المؤمنين
قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} النور: 19.
يقول الحسنُ - رحمه الله -: "من سمِعَ بفاحشةٍ فأفشاها فكأنَّما أتاها".

 لأن حب الكلام عنها دليل على مرض في القلب فلا يتخبطك الشيطان.
قال تعالى : {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 169].
كما حثّ صلى الله عليه وسلم على الستر على عباد الله، ورغّب في ذلك لموافقته رضى مولاه، وصفة خالقه
عن أبي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) رواه مسلم.



تربى بأسماء  الله الحسنى 
 شرح اسم الله الستير جل جلاله(8)
وانظر الى هدى الخلق وارحم الخلق بالخلق كان إذا رأى شيئًا في أصحابه أو سمِع شيئًا عرَّضَ بالتلميح فقال: «ما بالُ أقوامٍ يقولون كذاوكذا» و«ما بالُ أقوامٍ يفعلون كذا وكذا».

 وانظر إلى صديق الأمة رضي الله عنه وأرضاه ماذا يقول "لو لم أجِد للسارقِ والزاني وشاربِ الخمرِ إلا ثوبي لأحببتُ أن أستُرَه به"

 لماذا ستر عورات الاخوان لماذا هذه عباده تتقرب بها الى الله ؟لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية رضي الله عنه : « إنك إن اتبعتَ عوراتِ الناسِ أفسدتَهم أو كِدتَ أن تُفسِدهم ».

 ويقول الحليميُّ رحمه الله : "في هتكِ سرِّ أصحاب الآثام تهوينُ أمر الفواحِشِ على قلوبِ من يُشاعُ عنهم، وقطعٌ للتوبةِ عن أصحابها، فلا تكونوا عونًا للشياطين على إخوانكم".

 كيف يكون الستر؟ إخفاءُ ما يظهرُ من زلاَّت الناسِ وعيوبهم وعوراتهم، وتجنُّبُ فضحِهم قولاً وعملاً، همزًا وغمزًا، إشارةً وإيماءً
ما هي العورات ؟ هي كلُّ ما يُستقبَحُ ظُهورُه للناسِ حِسِّيًّا كان أو معنويًّا من الأفعال والأقوال والأبدان والهيئات والأحوال.

 من آثار الإيمان بهذا الاسم :
4- وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ماحفظه ابن عمر رضي الله عنهما قال: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي))رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

 كلها تعتبر عورات فنسأل الله ان يستر عوراتنا واذا سالناه ان يستر عوراتنا لا نسأله بلساننا ثم نجد نفضح مشاكلنا او ما يحصل بيننا وبين الزوج او نفعل ونفعل بالنسبة لما  باللسان
على كل حال هذا ما تيسر ذكره في هذا الاسم العظيم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.


تربى بأسماء  الله الحسنى
 شرح اسم الله المنان(1) 
إعلم أنه ليس لك حول ولا قوة معناه تفويضك الأمر لله أمر لابد أن يكون وليس اختياري ولكن منّة ِمنَ الله أن تفوض الأمر له وحده ،ومسألةالتفويض من تمام التوكل ،،فما يتم التفويض إلا بعد مشاعر البراءة من الحول والقوة،،لاتتصور أنك قادر على إصلاح نفسك ،، بل أنت لاحول ولاقوة لك على إصلاح نفسك.

ورود الاسم في السنة : 
دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو وهو يقول في دعائه اللهم لا إله إلا الله أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتدرون بم دعا الله دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى

 فهذا وروده على صيغة الاسم ، أسماء الله تعالى ممكن أن تكون متعدية وممكن أن تكون لازمة: 
المتعدية : اسم وصفة وفعل
اللآزمة : اسم وصفة.
اسم المنان من الأسماء المتعدية لأنه من الاسم يشتق فعل.

اسم الله المنان فى الكتاب :
قال تعالى : (( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا من ًأَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)) آل عمران : 164
1-أول فائدة : أن هذا الاسم ورد بصيغة الفعل من الآية ( لقد مَنَّ) .
2-الفائدة الثانية : بماذا يمنُّ الله على عباده؟بالمنن الشرعية – الدينية -
نقرر الفائدة من الآيات ونشرحها ، يمنُّ الله على عباده بالمنن الدينية، تعداد سريع للمنن الدينية : 
بعثة الرسول،، إنزال الكتاب ،،التزكية ،،وتعليمهم الكتاب والحكمة

قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَاضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً )) النساء 94

 تأملوا الآية .. فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ بالإيمان لكن في سياق ماذا؟؟الشاهد : (كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ) هنا في سياق ماذا؟
الله يخبرهم ،، لما تنظروا إلى غيركم الذين لم يهتدوا ،،اذكروا أنكم كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ َّاللّهُ عَلَيْكُمْ،،فأنت عندما تنظر إلى أحد بعيد عن الهداية لاتنظر إليه أنه مقطوع سبيله ،، بل اذكر أنك كذلك كنت من قبل ،، ومَّن الله عليكم ، هذا موجود في المجتمع ويحتاج إلى توضيح .

 مرعلينا سابقا حديث الرجل الذي من بني إسرائيل : الذي قال والله لايغفرالله لفلان،،هذه مشاعر واحد قطع من قلبه الأمل في صلاح الآخرين ،، فعقوبته أن الله أحبط عمله هو وأصلح عمل العاصي، لماذا أحبط الله عمله؟
تألَّى على الله،أنه نسي أن الله هو الذي منَّ عليه فهل نحن بعيدين عن هذا الشخص وصفا؟ لما تشاهدى أهل المعاصي يقع في قلوبنا استبعاد الهداية وحسن الخاتمة والصلاح،

 يقع في القلب مشاعر أن هؤلاء ما لهم طريق ، هذه المشاعر معناها أن العبد لم يفهم اسم الله تعالى المنان، وإنه كما امتنَّ الله عليك ،، يمتنّ عليه،،فأنت لايعينك متى يصلح هذا ويدخل فيه من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ، وحتى لو مات على المعصية ،، فيكون في قلبي أنه تحت المشيئة

 وأهل السنة والجماعة يرجون للمحسن الثواب ويخافون على المسيئ العقاب،فممكن يكون في قلب من نراهم فاسقين ، يكون في قلوبهم من الصلاح ما لا نعلمه وإن كان ظاهرهم غيرذلك،
مثل هذا الاعتقاد أن القلوب بيد الله والمنة أولا وآخرا لله يغيب عن أهل السنة وعن أهل الصلاح ، كنتم من قبل في ضلال مبين ، إذاشاهدت أحد على باطل ،، لا تحكم عليه أنه سيبقى على الباطل ،فالبغض شيئ ،، والحكم شيئ آخر،،فأنت تبغض المعصية ،لكن لا تحكم عليه،فأنت لاتعرف مدى صلاح ولامدى ماقام في قلوبهم .

 كيف تربي أولادك؟؟ أنا جالس للترجمة ،خصوصا لما يكبروا،،أنت ما حصل كذا وكذا لأنه ما قام في قلبك، فأنت واحد تربي في البيت،،وامتلأت علم عن الله،، فجالس تفسر تربية الله لكن لو سألنا أنفسنا هل عندما كنا في عمرأبنائنا ،،هل كنا أهل صلاح؟؟أنت يختلف دورك على حسب خصائص التلقي عندهم،اصبر على فعل الله، في النهاية أنا شعوري تجاه أبنائي،،أنني لا آتي أحكم عليهم ..لأنه في كثير من الأمهات يائسات،، لا تعلم مافي قلوبهم من بذرة صلاح ستنبت في يوم ما .

التسرع هذا إن كان على أنفسنا أو على أولادنا وأقول عن تجربة أنه كثيرمن الناس الذين في ظاهرهم بعد ،، يكون في قلوبهم


تربى بأسماء  الله الحسنى
 شرح اسم الله المنان(2) 
هل من الممكن أن تزدري أحد لأجل أن الله منّ عليك بمنّة
الإزدراء الحاصل هذا وصف من من أوصاف الجاهلية وهذا حاصل منا في العائلات ومع بعض، أنا أتكلم عن الصالحين ، ما دام من أمر الجاهلية ،(،دعوها فإنها منتنة)

 عندي أربعة محاور،، الذي في خارج البيئة،، والذي في نفس البيئة،،فالذي في نفس البيئة مثلا : القبيلية : مع الحضر،، فالقبليين يرون الحضر بصفات معينة تنقص .. والحضر أيضا ينظرون للقبيل بصفات نقص وهذه كلها مشاعر جاهلية ،،وكذلك ،،لو أتى ضيوف على البلد ينظر إليهم أيضا نفس الشيء ينظر إليهم بفوارق التعليم والنواحي المادية ............الخ

هذا الإزدراء ضد إعتقاد أن الله هو المنّان ، صلاح القلوب أمر يتسرب إلى القلب،القلوب،هي المغراف الذي تغرف به العلم

 يحصل فيه إصلاح ويحصل فيه إفساد،أحيانا أحد يحكم علي بالفساد وأكون لست كذلك، ليس من حقك الحكم على أحد لا بصلاحه ولا فساده هذا أمر بينه وبين الله
قال تعالى : (( قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ ُمَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ)) 

 ما وجه المنة هنا ؟ من الله على يوسف بماذا ؟ من عليه بالتقوى والصبر ،،فالصبر والتقوى من منة الله،الصبر الجميل أن تتعلق بالله أن يرزقك الصبر فهناك فرق بين الصبر والصبر الجميل
فالصبر الجميل يكون صاحبه متعلق بالله أن يرزقه الصبر،، فتنزل عليه الحوادث أبرد ما يكون ،،لأن الله منَّ عليه بالصبر ، والصبر من المنن العظيمة التي تطفئ حرارة مافي القلوب.

 كيف تكون التقوى منة؟؟ التقوى بمعنى الحجز عما يضر دينك والصبر والتقوى متلازمان، كل من رزق صبرا رزق تقوى وكل من رزق تقوى رزق صبرا،لو هناك أشخاص فيهم طبع الصبر غير عجولين كيف يتعامل مع الله وفيه هذه السجية ؟؟؟ بالإخلاص

 القلوب فيها طباع حسنة وطباع سيئة جبلية وكله ابتلاء ،الطباع الحسنة فبلاء من جهة الإخلاص وأما الطباع السيئة فبلاء من جهة الصبر على تغييرها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي: إن فيك خصلتان يحبهما الله،،وسأله هل جبل عليها،، وهل ممكن أن أؤجر عليها وهي طبع عندي ،،نعم

 الصبر يكون ممدوح وممكن يكون غير ممدوح ...كل الطباع الحسنة احتسبها وأنت تتعامل ،فيك خصلتان الحلم والاناة الله أعانك ورزقك الصبر كل الطباع الحسنة احتسبها وأنت تتعامل والطباع السيئة اصبر وأنت تدفعها.

 في موقف قارون ،من عليهم بماذا؟؟ أي الذين خرجوا من فتنة قارون منّ الله عليهم بأن منعهم من الدنيا ، لما خسف بقارون تبين لهم أن منع الدنيا عنهم منة من الله إذن حبس الدنيا عن الناس من المنن ،، لا يعرفها إلا من ذاقها ،فالذي ما عنده شيء من الدنيا ماعنده هموم
قال تعالى : (( قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ . فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ)) الطور 26 و 27 واضح من منن الله تعالى الوقاية من العذاب في الآخرة ، فافهم أن الله لما ينقذك من النار هذه منته وحده

 لم تقدم من العمل ماينجيك لكن شكر لك إشفاقك ،أي أنت واحد في الحياة حامل هم لقاء الله ورضاه هذه كله همومك , فاعلم إن كنت مشفقا..من عليك بالوقاية من عذاب السموم منة محضة أتيت أنت بسببها وهو الإشفاق من لقائه أنت آتي بالسبب وتوسل بالمنان ..من أجل ذلك ممدوح أن يبقى العبد خائفا ،المنّة هذه من لوازم اسم الأول .
قال تعالى : (( وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْك مَرَّةً أُخْرَى )) طه 37
وصفه سبحانه وتعالى أنه متتابع المنن لا تنقطع مننه هذه ما نستفيده من الآية ، الصافات مثل طه
قال تعالى : (( قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُم ْوَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)) إبراهيم 11
قال تعالى : ((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ )) القصص5

 مما نعتقده يقينا أن الله يريد بنا الخير ويمن به علينا ، الله تعالى يسبب الأسباب لنصل إلى تابع المنن ، الله يريد أن يمنّ عليهم ولكن من هم المستضعفين؟؟ المستضعف الذي يكون موحد، لا بد أن يكون موحد

 الله عزوجل المنّان يمنّ على من يشاء من عباده بنعمة النّبوة والرسالة بنعمة العلم ، النعم الشرعية ، لابد نفهم لذلك أن العلم نفسه نوع منّة يصطفي الله من يشاء من عباده
فمن منّ الله عليه بالعلم لابد له من مزيد شكر ، هذه الآية ،، الآية تدل على أن بني اسرائيل رفعهم الله لما دخل قلوبهم التوحيد
قال تعالى : (( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )) الحجرات 17
إفراد الله بالمنّة على من اهتدى ، الآن انتهينا من تتبع الآيات

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك 





تربى بأسماء  الله الحسنى
 شرح اسم الله المنان(3) 
حديث أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع داعيا يدعو: «اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى 

 اسم المنان فى الحديث :
الاسم جاء في الحديث الذي صححه الألباني : اسم الحنّان == متفق على عدم تصحيحه ، لأن هناك من لا يصحح حديث المنان فلا يعتبره اسم أما الحنان فمتفق على عدم تصحيحه ،الحنان ليس اسم،المنّان اسم بدليل الحديث الحنان ليس اسما لله؟.

 ورود المنّ في كتاب الله كلها بصيغة الفعل،ومعلوم لا يمكن اعتباره اسم إلا إذا ورد بصيغة الاسم، لم يرد المنان في كتاب الله إلا فعلا ،يعني تأتي أفعال لله لا نسمي الله بها لأنه ماورد منها اسما، لكن الظاهر أن الحديث ثابت إذن المنّان اسم من أسماء الله - صححه الألباني رحمه الله تعالى تسمية الله بغير اسمه نوع من أنواع الإلحاد

مثال : يقول يارحمة الله هذا نداء للصفة ، من المنادى؟ الرحمة .. كأنها مخلوق منفصل فهذا من الإلحاد عندما أقول يا رحمة الله يا فرج الله ، هنا إلحاد النداء واضح ،أنت لما تنادي أصبح هذا استدعاء للصفة وليس للخالق - رحمتك يارب غير لما تقولي يا رحمة الله - من باب إضافة المخلوق إلى خالقه كأنني أعتقد أن الرحمة مخلوقة وأضفتها لله رحمتك يارب صحيحة

المعنى اللغوى :
المنّة : وهي العطية ،والمنّ : العطاء ،منّ عليه يمنّ أحسن وأنعم

والاسم المنّة وهي العطية ومنّ عليه وامتن : أي قرعه بمنّه ، يقال : المنّة تهدم الصنيعة أي من الناس - هذه من منّة الناس على بعض - والمنّ القطع ويقال النقص ، ومنه
قوله تعالى " لهم أجر غير ممنون

والمنّة بالضم : القوة ، قال الزجاجي ( مننت على فلان إذا اصطنعت عنده صنيعه وأحسنت إليه وفلان يمن على فلان إذا كان يعطيه ويحسن إليه ) كل هذا من المعنى اللغوي 

 الاسم في حق الله تعالى : 
قال ابن تيمية: وَ(الْمَنَّانَ) الَّذِي يَبْدَأُ بِالنَّوَالِ قَبْلَ السُّؤَالِ، وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ.هذا هو ضابطه الذي يفرق بينه وبين الأسماء التي معناها العطاء مثل الرحمة والرزاق

المنّان أي قبل أن تسأله يعطيك، قال: فالله - عزّ وجلّ - منّان على عباده بإحسانه وإنعامه ورزقه إياهم . بهذا المعنى اسم المنّان أوسع من اسم الله الرزاق ، فالفرق أن الله منّان يعطيك قبل أن تسأله .

قال الخطابي : المنان كثيرالعطاء ، فيصبح المعنى أعطاك قبل أن تسأل وعطاؤه كثير . 
لما تسمعي الاسم وفي عقلك مفاهيم تسبح الله حتى تطرد الوساوس التي أتتك من الجهل ،ننزه،،أي تنزهيه عن عكس هذا المعنى أي ينزه الله عن اعتقاد النقص في صفاته ، كل ما تكلمتي عن صفة كمال يصح التسبيح, من وجه تنزيهه عن النقص،

الإنسان يقع في قلبه تنقيص لصفات الرب لأسباب : 
1- من الشيطان
2- الوساوس
3- الجهل

التسبيح بعد الصلاة معناه أنّي أبعد عن ذهني أي وصف نقص للرب , سواء من الشيطان أوالوساوس أومن الجهل, لذلك قال فسبحان ربك رب العزة عما يصفون , فهو منزه, وسلام  على المرسلين لأن ما وصف به المرسلين هو السالم عن كل نقص فلما تكون جاهل ويأتيك وصف الله , تنزه الله عما قام في قلبك من نقص لكي يدخل الكمال .

وقال الحليمي: ومنها (المنّان) وهو العظيم المواهب، فإنه أعطى الحياة   والعقل والمنطق، وصور فأحسن الصور، وأنعم فأجزل وأسنى النعم، وأكثر العطايا والمنح 
قال: وقوله الحق: (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَاللَّهِ لَا تُحْصُوهَا )) قال أبو سليمان: والمنّ العطاء لمن لا يستثيبه أي لمن لا يطلب ثوابا أي لا ينتظر منك مقابل ، فالله يعطيك ولاينتظر منك عطاء
قال: وقوله الحق: (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةََاللَّهِ لَا تُحْصُوهَا )) قال أبو سليمان: والمنّ العطاء لمن لا يستثيبه أي لمن لا يطلب ثوابا أي لا ينتظر منك مقابل ، فالله يعطيك ولاينتظر منك عطاء 

 عن ابن الأعرابي في قوله عز وجل : (( لَقَدْ مَنَّ اللهُ)) أي تفضّل الله (( عَلَى المُؤْمِنِينَ )) المصدّقين،و(المنّان) المتفضّل
معاني اسم الله المنان : 
1- النوال قبل السؤال
2- و كثير العطايا
3- ويعطي ولا ينتظر الثواب
4- المنّان المتفضل

إذن اسم الله المنّان :
- اعطاء العبد نواله بدون سؤال يوصله إلى حال عجز عن الشكر ، هذاالمعنى يحتاج من العبد التأمل في حاله يوصله إلى العجز عن الشكر ، أحواله من جهة صلاح بدنه ,وتربية الله له , وأرزاقه الدينية و الدنيوية - لتعرف أن الله أعطاك من غير سؤال فكر في حالك - أيضا كيف
 رباك من حال إلى حال 🏻لتقترب منه ،كيف شرح صدره🏻 للعلم عنه لمعرفته للدين ،كل هذه أتت بمنّة من غير سؤال منه نحن ما كنا نعرف حلاوة العلم وماكنا نعرف الدين لنسأله ، هو وحده الممتن أن حبب إلينا الإيمان وشرح صدورنا لقبوله

 هناك مجتمعات كثير عندها تفكير بأنني لو أصبحت متدينة سأصبح ممتنعة لكثير من الشهوات فسبحان من هدى قلبها وحبب إليها الإيمان وأعظم ما يقال في منّة الله ،أنه يذيقك طعم القرب منه
ومن منّته سبحانه وتعالى أن شرع لنا التوبة فلما تحجبنا ذنوبنا يفتح لنا بابه،فتاب عليهم ليتوبوا ليس فقط فتح باب التوبة بل من منّته أن هيأ الأسباب للتوبة 

 وهذا معنى فتاب عليهم ليتوبوا كل هذه منن من غير ابتداء منا ، إذا فتح لك باب التوبة وتبت عن هذا الذنب وقلبك فيه رقة فيذكرك بذنوب لم تحدث لها توبة حتى تتوب منها
فمثلا هو تاب توبة صادقة ويذكره الله وقتها بذنوب أخرى غير هذالذنب, لكي يتوب منها وهذا منّة من الله .خصوصا لو بدأت تأتينا الرياح التي تذكرنا بما فعلناه

 وحديث أن صحابي مات في الجهاد وهو يعذب في قبره لشملة غلها من الغنيمة , وهو شهيد الآن مات في ساحة القتال , ماذا نفعل؟
مافي باب إلا باب التوبة تجريه على ما مضى ومن منّته أنك لما يرق قلبك يذكرك بما مضى حتى تتوب منها , سيحاسبك على الصغير والكبير

 ولكن السؤال لما تأتي هذه المنن كيف نعاملها؟؟ المشكلة هذه المنن تأتي بمقدار ثواني في الذهن تتذكر فيها مثلا الذنب , هذه الثواني اغتنمها بالفزع , لابد من تدريب النفس على عمل القلب ، التوبة عمل قلبي افزع إلى باب الله أن يغفر لك

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك



تربى بأسماء  الله الحسنى
 شرح اسم الله المنان(4) 
نوع العطية: من الله عز و جل .. إذا كان في الدنيا أو في الآخرة... العطايا التي تتصل بالدنيا ليست مثل التي تتصل بالآخرة أن الله تعالى يعطي الناس مالاً .. مكانة اجتماعية .. علم بظاهر الحياة الدنيا .. كل هذه أنواع من العطايا ، هذه الأنواع .. هل هي نعمة أم نقمة.

 هذا هو السؤال؟؟ عندما نقارن عطايا الدنيا بعطايا الآخرة .. من المعلوم لو فتح الله تعالى للعبد باب للآخرة .. هذه نعمة ،في الدنيا قد تكون في أصلها نعمة لكن تتحول لنقمة إذن .. العطية إذا كان أمرا يتصل بالآخرة .. فهو نعمة .

مثلا .. أن يفتح له باب في العلم .. أن يشرح صدره للطاعة .. أن يكون موهوبا رقة في قلبه .. أن يكون موهوبا بيئة جيدة .. أن يكون في قلبه حب لأهل العلم.

أهل يحبون الدين .. حفظه للقرآن في الصغر ، كل هذه عطايا توهب للعبد تقربه من شأن الآخرة ... عد ذلك .. حال الإنسان ممكن أن يحولها نعمة أو نقمة

 كل ما يتصل بالدنيا من جهة كونه عطية .. ماذا ينظر له ؟؟؟ كلشيء يتصل بالدنيا ما يعتبر عطية ... ليس عطاءا .. ما هو الدليل ؟؟ أن الدنيا لوكانت تساوى عند الله جناح بعوضة ماسقى منها كافر ، هل شرط أن تكون بلية ؟؟؟ الجواب .. لا .. قد تصبح نعمة .. ولكن محضا هي ليست نعمة .. هذا الأمر.. يظهر بوضوح فى سورة الفجرقال تعالى : ((فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَامَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ[الفجر : 15])) يرد الله تعالى .. بـ ... كلا 

فعل الإنسان تجاه العطية :
1- سيحدد إذا كونها عليه نعمة .. أو نقمة ، فلنتصور العطايا المتصلة بالآخرة .. التي هي أصلا محض نعمة ، أن يكون الإنسان مثلا في بيئة محافظة .. فيهادين .. هذه محض نعمة .. هل كل الناس يشعرون تجاه هذا .. أنها نعمة؟؟
بالنسبة للدنيا .. الله تعالى يعطيك مال يعطيك بنين .. هؤلاء ليسوا محض نعمة .. لكن ممكن بأفعالك تحولهم إما لنعمة أونقمة

كيف نحول العطايا التي أعطانا الله عزوجل أياها إلى نعم؟؟ :
1) أولاً: الإعتراف أن الله عزوجل هوالمنان معنى هذا: يبتدئ بالنوال قبل السؤال ،يعني ماذا سنقول ..؟؟؟ أعترف بأنني كشخص لا أستحق هذه المنة .. و ليست في أي ميزة تجعلنى أهلا لهذه المنّة .. إنما ابتدأني بها قبل السؤال - محض نعمة من الله هذه الخطوة الأولى .. و هذه تحتاج 
يعني اسم المنان لاينفع معه الكلام الإجمالي.. أن أقول الله من علي بالعطايا .. لا ... لابد من الكلام التفصيلي، يعني أقول .. دون أن أسأله .. جعلني من أهل الإسلام و شرح صدري للإيمان .. و جعلني في ديار أهل الإسلام .. كل هذا بلا سؤال لابد من جمع القلب على التفتيش و إن كانت ظاهرة .. عن عطاياه التي جاءت بلاسؤال.

 المنان .. اسم .. يخص العطايا التي أتت بلا سؤال - بالذات وهو من أسماء الربوبية - الآن نريد أن نربط الاسم جيدا 🏻بمعناه، فمن أسمائه .. أنه رحمن رحيم .. مجيب .. كل هذا غير المنان ،المنان يجب أن تتفكري في عطاياه التي ابتدأك بها من غير سؤال منك .. وأعظمها على الإطلاق أن جعلك من أهل الإسلام و في ديار الإسلام و يسر لك البقاء فيها وما اضطررت للخروج منها

شرح الصدر للدين .. و للعلم .. هذا من المنن أيضا . 
أيضا من المنن .. أنه سبحانه و تعالى .. لما يعطي العبد العلم يجعل هذا العلم كشفا لنفسه لما قام في قلبه 

 آية الرعد ؟؟؟ شبه الله ماذا بماذا ؟؟؟
قال تعالى :{ أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَت أَودِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحتَمَلَ السَّيلُ زَبَدًا رابِيًا وَمِمّا يوقِدونَ عَلَيهِ فِي النّارِ ابتِغاءَ حِليَةٍ أَو مَتاعٍ زَبَدٌ مِثلُهُ كَذلِكَ يَضرِبُ اللَّهُ الحَقَّ وَالباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً وَأَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ كَذلِكَ يَضرِبُ اللَّهُ الأَمثال }

من جهة السعة .. أن القلوب تتسع .. في قلوب تحتمل علم قليل و قلوب تحتمل علم كثير .. السيل ماذا يفعل في الأودية؟؟

الوسخ الموجود في الأودية يظهر ثم يضم حل ، كذلك العلم .. ماذايفعل بالشهوات و الشبهات .. تظهر ثم تضمحل فمن منّة الله على عباده .. يعطيهم العلم

فالعلم يظهر لهم ما قام في قلوبهم من الشبهات و الشهوات ، والله عز و جل يمتن بهذا العلم فظهور أمراض القلوب للعبد منة ...

2 ثانياً :أن تتعامل معها كما شرع الله.
أكثر مشكلة نواجهها في باب الصفات .. إجمال الصفات ، تفاصيل تفاصيل العطايا منة الآن .. كيف تحول العطية إلى نعمة .. أن تتعامل معها كما شرع الله ، لما نقول منة ... أقرب شرع لها ... الشكر، إذن نتعامل معها . .. شكرا لمنته، ما هو الشكر ؟؟؟ الشكر حقيقة .. هو الإخلاص .

الشاكر هو الموحد ، من آثار اسم المنان عليك أن يقع في قلبك التوحيد،ما دام .. لامنة إلا من الله .. إذن لا يتعلق إلا به سبحانه وتعالى - وهنا موطن واضح الكلام حول الربوبية...

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك



تربى بأسماء  الله الحسنى
 شرح اسم الله المنان(5) 
وقد ثبت هذا الاسم في سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، روى الإمام أحمد وغيره عن أنس بن مالك-رضي الله عنه- ،أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ،لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ،المنان بديع السماوات والأرض،ذو الجلال والإكرام ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب ،وإذا سُئل به أعطى ).

والمنّان : هو كثير العطاء ،عظيم المواهب ،واسع الإحسان ،الذي يدرّ العطاء على عباده ،ويوالي النعماء عليهم تفضّلا منه و إكراما ،ولا منّان على الإطلاق إلا الله وحده ،الذي يبدأ بالنّوال قبل السؤال ، له المنّة على عباده ،ولا منَّة لأحد منهم عليه ،تعالى الله علوًا كبيرا ، وهو أمر مشهود للخليقة كلِّها بَرِّها وفاجرها من جزيل مواهبه ، وسعة عطاياه ،وكريم أياديه ،وجميل صنائعه ،و سعة رحمته ،وبّره ولطفه ،و إجابته لدعوات المضطرين ، وكشف كربات المكروبين ،و إغاثة الملهوفين ،ودفع المحن البلايا بعد انعقاد أسبابها ، وصرفها بعد وقوعها ، ولطفه تعالى في ذلك إلى مالا تبلغه الآمال.

 ومن عظيم منِّه –سبحانه – هدايته خاصته وعباده إلى سبيل دار السلام ،ومدافعته عنهم أحسن الدفاع ،وحمايتهم من الوقوع في الآثام،وحبب إليهم الإيمان وزيّنه في قلوبهم ،وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان ، وجعلهم من الراشدين ...إلى غير ذلك من أنواع نعمه و صنوف مننه ،القائل سبحانه :{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا}،والقائل جلّ شأنه :{ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ }.

ومن أراد مطالعة أصول المنن فليدم سرح النظر في رياض القرآن الكريم ،وليتأمل ما عدد الله فيه نعمه العظيمة وعطاياه الكريمة ومننه الجزيلة .

 ومن عرف ربه سبحانه بهذا الاسم العظيم و أنه وحده سبحانه ولي المنِّ والعطاء ،صاحب الهبة والنعماء ؛ أوجب له ذلك أن يحمد ربه على نعمائه ،وأن يشكره على فضله وعطائه { قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ }.
فاللهم لك الحمد على ذلك حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه ،اللهم لك الحمد حتى ترضى ،ولك الحمد ربنا إذا رضيت .

تربى بأسماء  الله الحسنى
 شرح اسم الله المنان(6) 
سنشرح معنى واسع .. ثم نفهم كيف يظهر التوحيد ،الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الأصول الثلاثة قال :
ربي الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه وهو معبودي ليس لي معبود سواه والدليل :
(( الحمدلله رب العالمين )) كيف هذا دليل على هذا؟؟
رب العالمين واضح دليلها ،بقي كيف وهو معبودي ليس لي معبود سواه .. دليلها الحمد لله ، من حيث التقسيم واضح يقول الشيخ
لما تقول الحمد لله .. كأنك تقول ..ما عندي معبود أتعلق به و أعظمه إلا الله ، حينما تقول الحمد لله تعترف بالتوحيد.

 تفسير ( الْحَمْدُللّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) :
ال : اسمها ألف لام الإستغراق ،ما معنى الحمد؟؟؟الثناء، نثني على من؟؟؟ماذا تعتقد في الذي تثني عليه؟؟ أمران :
1- اعتقاد كمال صفاته .
2- اعتقاد جميل إنعامه .
أى .. كلمة الحمد معناها : الثناء على من تعتقد كمال صفاته و جميل إنعامه ، ألف لام .. للاستغراق .. يصير معناها : أي كل الثناء لله ، اللام .. فيلله .. لام الإستحقاق ، وكل : معناها الجميع

كل الثناء يستحقه الله،لماذا كل الثناء يستحقه الله؟؟ أنت لا تقولين لأحد لك الحمد .. إلا و أنت تعتقدين أنه كامل الصفات و جميل الإنعام ، ولكن تقولين كل الثناء يستحقه الله .. لأنه كامل الصفات

 الموحد يقول لما تمر المنن على خاطره يقول الحمدلله وهو جامع قلبه على الاعتقاد أن كل الثناء لا يستحقه إلا الله لأنه وحده كامل الصفات جميل الإنعام بذلك

أحق المواطن لجمع القلب في الفاتحة ونحن في الصلاة ، ماذا يأتي جمع القلب هنا .. أنك يا عبد .. تبقى مذكر نفسك بمنة الله

 كيف نحول العطايا إلى نعم ؟
الشاكر يعلم أن النعمة جاءت من عند الله فيثني على الله وحده ، هذا هو الشكر في الإخلاص
اعلم أن الدنيا جبلت على النقيصة ،كل شيء فيها ناقص .. ليظهر كمال الآخرة ولا تتعلق النفوس بها ليظهر الابتلاء ، كل شيء فيها ناقص لا علم تام لا صحة تامة ، وهذه جبلة الدنيا جبلها الله ابتلاء للعباد .

قــاعــــــــــد ة: 
الدنيا جبلت على النقيصة .
ماعلاقة هذه المعلومة باسم المنّان؟
كل شخص يتصور أنه لما يعطى عطية يجب أن تكون كاملة .. انظري مثلا لشابة مقبلة على الزواج .. ماتتصور عن الزواج؟؟ تتصور أن الحياة ما فيها مشاكل ،لما تنصدم بالواقع ماذا يحدث؟؟
تفقد التوازن ، فجأة .. الذي كان في نظري عطية.. يتحول في نظري إلى نقمة . أنت لما تستقبل العطية تثني على الله خيرا مع علمك أن الله جعل الدنيا مجبولة على النقيصة ،

 هناك فرق بين استقبالك عطية و أنت تعتقد كمالها .. و بين استقبالها و أنت تعتقد نقصها :
إعتقاد كمالها .. أي نقص سيحدث نتيجة عكسية ، أى أنه يكتشف النقص و يضعف 🏻الحمد عنده بعد أن كان شاكرا.

 لما تعتقد أنها ناقصة .. يبقى شكرك حارا ..ماذا يحدث في النقائص في العادة .. تكبر ... وتتحول العطية من نعمة إلى نقمة ، أول ما تأتى العطية يكون الحمد لها قوي وبعدها يضعف ولما يظهر النقص تتحول المشاعر .

 متى تتحول العطايا إلى نقم ؟
لما الإنسان يفقد فهمه أن الدنيا جبلت على النقص الذي يبرد الشكر النظر إلى النقائص يشعر أنه خدع بالمنة ، الشكر يجب أن يظل حارا .. ما الذي يبرد الشكر ؟

النظر إلى النقائص ... و كأنه خدع بالمنة .. و لم تكن في الحقيقة منة لكن لو مبنية على اعتقاد نقص العطية لايبرد شكره ، إذن لابد أن تعلم أن الدنيا جبلت على النقيصة.
مثال: شخص قال له أحد .. ما في إلا هذا البيت .. و قال له العيوب .. مثلا .. بيت أرضي .. فقال .. ليس هناك إشكال .. المهم بيت ... فرضي .. لما يسكن ويرتاح و يتعود على النعمة.
يبدأ يخرج النقائص الموجودة فيه .. هذا الأمر .. يبرد الشكر ، هذا شخص دخل على النعمة و هو يعرف أنها ناقصة .

 المشكلة فيمن يدخل على النعمة و هو لا يعتقد نقصها .. مثل الأشياء الغيبية ... مثل الحياة الزوجية .. أو الأطفال
يعني امرأة تتصور أنه إذا جاءها أطفال تتم السعادة .. فلما يأتيها الأطفال .. يكون شكرها حارا .. ثم تبدأ مشاكلهم .. بعد أن كانت حامدة شاكرة .. تزول مشاعرها و تتحول للعكس ، لابد أن يفهم أن هذه حال الدنيا .. النعمة تأتي ناقصة، ولما تصطدم بالنقائص لاتحول العطاء إلى نقمة على نفسك

أن النقائص أمر مجبوله الدنيا عليه فماذا تفهم لما تجيك المنّة قادر الله عزوجل على إتمامها ودفع السوء عنك.

سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


تربى بأسماء  الله الحسنى
 شرح اسم الله المنان(7) 
جبله ركزي على طباعه ..إذا ماتدخلتِ وماقدرتِ تغالبيه ستظهر جبلته الطبيعية - ما تستطيعين تغييره هذا طبعه - أنت أمه التي تربيه ماقدرت تسوي شيء فاقبلي طبيعة الزوجه

 هناك عقائد + طباع= الشخصية.. العقائد تُغذى 
الطباع هي بلايا الأشخاص بالإضافة إلى المكتسبات الشخصية ، كل واحد طباعه هي بليته والعقائد يكتسبها مع الوقت ،الطباع تهذب والعقائد تغرس وتكتسب، أى غذي بعقائد تهذب طباعه

 مشكلتنا لسنا فاهمين ، نقول له أنت بخيل وأخوك كريم...طيب هوابتلي من الله - هي ابتلاءات تلك الطباع - أنت غذيه بصفة الكرم على الأقل يعلم أن البخل نقص المقصود أن الأمهات عليهم مسئولية اكتشاف شخصية الأبناء ، في ناس أصلا فيهم طبع الكذب والتهويل للأمور ، أنت فهميه لا تهول فهذا تغذية للتهذيب أما التغيير فليس سهلا، التغيير صعب سيجاهد نفسه طول حياته والله يأجره على اجتهاده

 في أشياء لايمكن تغييرها لكن جاهد وتؤجر على جهادك - لا أحد يتصور أن المقصود التغيير ( الدعاء والتوسل إلى الله تعالى )

 الحزن ينافي الرضا ،الحزن الذي يأتي بتعنيفهم وضربهم مرفوض. كل ما جاء ألم للبلية .. تذكري أنها ستكون إن شاء الله سببا لرفعتك عند الله لكن لما يأتي بالدعاء لهم والتوسل والتعلق بالله في صلاح حالهم ممكن . الآن .. هناك نقائص .. هل أدعو الله تعالى كمالها؟؟هل أدعو للنقائص أن تكمل؟؟ لا تنسوا أن المسائل درجات .. والإيمان يحكم هذه المسائل ،

 فلننظر لنبينا أيوب عليه السلام .. أتاه من النقائص ما هو معلوم .. اسمعي ماذا قال : (وَأَيُّوب َإِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ[الأنبياء : 83])ما قال اشفيني .. و ما طلب إكمال النقيصة بعينها - ذلاً و انكساراً 

 أنا معرض عن باب كل أحد واقف عند بابك،مسني الضر: ذل وانكسار هذه قمة المسألة الآن دعا بوصف حاله من الضر والانكسار والسؤال بكمال صفات الرب، أن تفوض أمر إصلاح نفسك إلى الله .. لا تقول له كمل لي النقيصة قمة المسألة أن تفوض أمرك إلى الله- لم يطلب كشف البلاء

 أنت لا تدري ما يصلحك .. كيف تطلب من الله ما تريد أنت ، لا تقول يارب كمل لي النقيصة – اشفيني - ولا يمر على خاطركم أنه لاينبغي أن تقول يا رب اشفيني ... لكن هذا ليس الكمال- لكن لا يعني هذا ألا اطلب من الله كشف الضر

 الكمال أن اقول رب أنى مسني الضر، هذا بلسانك لكن ما الذي عقد في قلبك؟ لا تكذب على نفسك تدعي شيء وقلبك معلق بشىء يعني قلبي فيه نقص .. ثم أقول رَبِّ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَم ُالرَّاحِمِينَ[الأنبياء : 83
الدرجة الكاملة من الاعتقاد أن تفوض الأمر لله لا اصف للرب ما أريد .

 هذا الكمال -صف حالك فقط- لكن لو ما كان القلب بهذه الصورة لا بأس أن أقول .. اشفني اهدني .. اهد أولادي . لكن لو قلت ربنا هب لنا من أولادنا قرة أعين لنا و اجعلنا للمتقين إماما .. أنت بهذا أتيت بكل المرادات، لكن كيف؟ لاتحدد

 لذلك الفتاوى في مسألة الدعاء .. فتاوى خطيرة .. أحيانا تخرج من الكمال إلى النقص موسى عليه السلام ماذا قال : رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير .. ما قال تفاصيل .. سكني و آويني .. ،من زيادة الإيمان .. الدعاء بوصف الحال

 انظري لفعل الله أن الله حكيم الفعل الواحد متعدد الحكم لك ولغيرك أول ما ينزل عليكى تصوري أنه عقوبه .. توبي و استغفري تعاملي مع النقص أنه عقوبة... ثم .. يتحول هذا النقص في حقك إلى سبب في الكمال 

الآن نتكلم عن المنن التي من جهة الآخرة : 
العطية الآن في الآخرة .. محض نعمة .. ما فعل الإنسان تجاه العطية و ما حاله بعد العطية ؟؟ لنعدد بعض العطايا :
أولها وأهمها .. انشراح الصدر للعلم و الإيمان ... حبب إليكم الإيمان و زينه في قلوبكم ،أتى هذا على باب المنّة ..فهل تبقى محض نعمة ؟
قلنا .. البيئة نعمة / انشراح الصدر للإيمان نعمة / ... مافيه اختلاط .. هي محض نعمة - ما فيهااختلاط : نعمة ونقمة ، نعمة فقط ) ،

 الآن الشخص لما تأتيه هذه النعم الأخروية .. هل شرط أن تبقى في حقه محض نعمة .. أو ممكن أن تتحول في حقه إلى نقمة ؟

الناس يحولون العطايا إلى نقم في حقهم ، في الدنيا عطايا أخروية هي نعم لا شك فيها ولكن برد فعله تجاهها ممكن يقلبها إلى نقمة ،

مثل غطاء الوجه الآن كراهية غطاء الوجه أظهرت نفاقهم🏻، وكراهية دين الله وانتشاره دليل على النفاق

ومثل أن يقول : هذا تشدد ، عندما يكون جالس في البلد وباغض للنعمة ،،هذا يكشف عن نفاقه فهذا الرجل في حقه يعتبر نعمة غطاء الوجه : لأنه لاتوجد فتنة على الرجل أضر من النساء ،، فهذا تحولت النعمة بعد أن كانت نعمة في حقه


تربى بأسماء  الله الحسنى
 شرح اسم الله المنان(8) 
وسببا لغض بصره ،،تحولت إلى ورقة كشفت عن نفاقه النعم الشرعية .. تتحول في حق أشخاص إلى نقمة .. كيف ؟؟ كراهيتهم لظهور دين النبي صلى الله عليه وسلم / بغضهم للآوامر التي جاء بها .. حتى مع تنفيذها - لايغرك هذا  

 الربا .. معلوم أنه حرب لله و للرسول .. الآن شخص في بيته لا يرابي .. فيقول .. الاقتصاد العالمي لا يقوم إلا بالربا .. و نطالبكم بفتح باب الربا وآخر يرابي و لكنه يعلم أنه يرتكب كبيرة من الكبائر.

 الأول.. المستحل كافر و هو لم يقم بشيء ، والثاني .. مرتكب للذنب .. مرتكب كبيرة تحت المشيئة المشكلة صارت في الاعتقاد ومثل ذلك تدريس التوحيد ،، من أعظم النعم ،،التي لاتتصور بركاتها ..والآن قائمة علينا حملة ،،لماذا ندرس كتاب التوحيد ،؟؟،أقل وصف لهم إنهم أغبياء ،، يناقشون عن التوحيد وهم لايعرفون به هؤلاء حولوا النعمة التي عليك إلى نقمة ..المشكلة أنهم أثروا على أنفسهم و على من حولهم .

 مثل مسألة الزواج المبكر .. التي هي نعمة من النعم . و هي مسألة شرعية ... يحولونها بعض الناس إلى نقم . 
وأيضاً تحويل نعمة الأبناء إلى نقمة : إنت كم عمرك ،، 60 أو 70 ،، فأنت لما تأتي بأولاد تدعي لهم أن يكونوا صالحين ويطلعوا صالحين ويكون دعائهم سبب لإنارة قبرك ،، وهناك من النساء من يتواصى بتحديد النسل ،،ومثله الزواج المبكر ،، بدل أن يكون نعمة .. يحولوها إلى نقمة (خذوهم فقراء يغنهم الله ) ،، الله هو من يأتي بالرزق .

 صور المسائل الشرعية التي هي منن.وتتحول إلى نقم المجتمع مليئ بها ..المطلوب منا أمرين: 
اعلم أن المنن لا تتحول إلى نقم إلا بذنوب الخاصة
فأنت لك علم بالله و بكمال صفاته .. لما تذنب. ذنبك أنت يسبب الهلاك للعامة ، فذنوب الخواص سبب لهلاك العوام .. الخواص .::. كل من فيه سمت الصلاح ، وهذا ليس أخذ أحد بجريرة أحد 

 العقيدة تحتاج إلى تكرار واستمرار الطرق على قلوبهم لأن هناك قضية مهمة في الشباب ،،يريد أن يقول أنا موجود وهو الحقيقة لا شئ

لما تأتي ذنوب الخاصة .. هذا إشارة أن العامة أضعف منهم - كأننا نقول أنها إشارة ذنوب الخاصة إشارة لحال العامة - ومن ضعفهم تركهم الأمر بالمعروف وذنوب الخلوات ، إذا من يعرف الله لا يستطيع ترك المعصية فكيف بمن لا يعرفه - لا نقصد العلماء ولكن أهل الصلاح ............انتهى

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب اليك



يتبع بإذن الله.....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق