بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على
رسول الله أما بعد..
فمن الأمور المنتشرة في هذا الزمان والتي
تقدح بعقيدة المسلم الأبراج المنتشرة في المجلات والجرائد وحتى في خدمات الاتصالات
ومن المعلوم أنها أبراج شركية لا يجب على المسلم أن يقرأها وجمعنا هنا بعض الفتاوى
لعلمائنا الأجلاء في بيان تحريم هذا الأمر المنكر والشنيع الذي صار يهدد حياة عقيدة
المسلين وانتشر انتشاراً حتى بين المثقفين منهم.
سئل الشيخ العلامة بن باز رحمه الله تعالى:عن
حكم الابراج؟
فأجاب رحمه الله: الحمد لله، والصلاة والسلام
على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد :
إن ما يسمى بعلم الابراج وعلم النجوم والحظ
والطالع من أعمال الجاهلية التي جاء الإسلام بإبطالها وبيان أنها من الشرك لما فيها
من التعلق بغير الله تعالى واعتقاد الضر والنفع في غيره، وتصديق العرافين والكهنة الذين
يدعون علم الغيب زورا وبهتانا، ويعبثون بعقول السذج والأغرار من الناس ليبتزوا أموالهم
ويغيروا عقائدهم، قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه عبد الله بن عباس رضي الله
عنهما ((من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد)) رواه أبو داود
وإسناده صحيح، وللنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه ((من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر
ومن سحر فقد أشرك ومن تعلق شيئا وكل إليه)) وهذا يدل على أن السحر شرك بالله تعالى
وأن من تعلق بشيء من أقوال الكهان أو العرافين وكل إليهم وحرم من عون الله ومدده.
وقد ذكر مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي
صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أتى عرافا فسأله عن
شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما)) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: (( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه
وسلم)) أخرجه أهل السنن الأربع .
وعن عمران بن حصين مرفوعا: (( ليس منا من تطير أو تطير
له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما
أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))رواه البزار بإسناد جيد
قال ابن القيم رحمه الله:
من اشتهر بإحسان
الزجر عندهم سموه عائفا وعرافا، والمقصود من هذا: معرفة أن من يدعي معرفة علم شيء من
المغيبات فهو إما داخل في اسم الكاهن وإما مشارك له في المعنى فيلحق به، وذلك أن إصابة
المخبر ببعض الأمور الغائبة في بعض الأحيان يكون بالكشف ومنه ما هو من الشياطين. ويكون
بالفال والزجر والطيرة والضرب بالحصى والخط في الأرض والتنجيم والكهانة والسحر ونحو
هذا من علوم الجاهلية، ونعني بالجاهلية كل ما ليس من أتباع الرسل عليهم السلام كالفلاسفة
والكهان والمنجمين ودهرية العرب الذين كانوا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فإن
هذه علوم لقوم ليس لهم علم بما جاءت به الرسل صلى الله عليهم وسلم، وكل هذه الأمور
يسمى صاحبها كاهنا وعرافا وما في معناهما فمن أتاهم أو صدقهم بما يقولون لحقه الوعيد.
وقد ورث هذه العلوم عنهم أقوام، فادعوا بها علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه، وادعوا
أنهم أولياء لله وأن ذلك كرامة) انتهى المقصود نقله من كلام ابن القيم رحمه الله.وقد
ظهر من أقواله صلى الله عليه وسلم ومن تقريرات الأئمة من العلماء وفقهاء هذه الأمة،
أن علم النجوم وما يسمى بالطالع وقراءة الكف وقراءة الفنجان ومعرفة الحظ كلها من علوم
الجاهلية، ومن المنكرات التي حرمها الله ورسوله، وأنها من أعمال الجاهلية وعلومهم الباطلة
التي جاء الإسلام بإبطالها والتحذير من فعلها، أو إتيان من يتعاطاها وسؤاله عن شيء
منها، أو تصديقه فيما يخبر به من ذلك لأنه من علم الغيب الذي استأثر الله به، قال تعالى:
{قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ}
ونصيحتي لكل من يتعلق بهذه الأمور أن يتوب
إلى الله ويستغفره، وأن يعتمد على الله وحده ويتوكل عليه في كل الأمور، مع أخذه بالأسباب
الشرعية والحسية المباحة وأن يدع هذه الأمور الجاهلية ويبتعد عنها، ويحذر سؤال أهلها
أو تصديقهم طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وحفاظا على دينه وعقيدته، والله المسئول
أن يرزقنا والمسلمين الفقه في دينه والعمل بشريعته، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا،
وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وخاتم رسله محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين.اهـ
وسئل الشيخ:عبد العزيز الراجحي حفظه الله
تعالى..
هل من قرأ في باب الأبراج والحظ في الصحف
والمجلات لا تقبل له صلاة أربعين يوما، وهل إذا صدقها يكفر؟
فأجاب رحمه الله:
إذا صدقهم في دعوى علم الغيب يكفر، وأن
هذه الأبراج سبب في الحظ، وسبب في السعادة، أو التعاسة، أو سبب في طول العمر، أو في
كثرة المال، أو أن هذا البرج الفلاني إذا طلع يكون الإنسان حظه سعيد، أو تعيس، من ادعى
ذلك أو صدق من يقول ذلك كفر؛ لأن هذا دعوى علم الغيب، وتصديق في دعوى علم الغيب.
هذا تنجيم، من قال: إذا طلع النجم الفلاني،
أو كذا حصل لفلان حظ، حصل له سعادة، أو طال عمره، أو كثر رزقه، أو حصل له مال، هذا
منجم كافر، ومن صدقه في دعوى علم الغيب كفر.
أما من قرأه للرد عليها، أو للعبرة، أو
لتبليغها للعلماء حتى يردوا على القائل، أو للتعرف على خرافاتهم، لا لتصديقها، فهذا
لا بأس به. ومن ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل ابن صياد وكان دجالا من دجاجلة
اليهود قال: ما يأتيك، – يتعرف على حاله – قال: صادق وكاذب، قال له: لقد خبأت لك خبأ،
قال:هو الدخ، قال:اخسأ عدو الله، فلن تعدو قدرك، فإنما أنت من إخوان الكهان.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء يختل
ابن الصياد وكان له زمزمة، أو رمرمة يختله تحت جذوع النخل، فرأت أمه النبي صلى الله
عليه وسلم مقبلا فقالت: أي صافي هذا؟ محمد فثار، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
لو تركته بين فهذا سأله -صلى الله عليه وسلم- للتعرف على حاله، وللتحذير منه، ولهذا
سأله ما يأتيك؟ قال: صادق وكاذب، وقال له
في النهاية: اخسأ عدو الله، فلن تعدو قدرك،
فإنما أنت من إخوان الكهان.ا.هـ
وسأل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى..
يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله: انتشر هذه
الأيام توزيع إحدى الجرائد اليومية ، ويوجد داخل هذه الجريدة الأبراج التي تخبر عن
السعادة والفرح والسرور مستقبلا وفيها كهانة ، فما حكم قراءتها ومشاهدتها، وما حكم
كذلك مشاهدة السحر في التلفاز؟
فأجاب حفظه الله تعالى:
لا يجوز كل هذا ويجب الإنكار على من وجد
شيئاً في بعض الجرائد أو في بعض الصحف أو في التلفاز أنه يكتب عنه للإفتاء أو يكتب
عنه لرئيس الهيئات هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل أن يسعى لإزالته ولا
يجوز السكوت على هذا…..ا.هـ
وأخيراً هذا تعليق للشيخ صالح آل الشيخ
حفظه الله تعالى:
يقول الشيخ صالح آل الشيخ من قرأ الصفحة
التي فيها الأبراج وهو يعلم برجه الذي ولد فيه،أو يعلم البرج الذي يناسبه،وقرأ مافيه
فكأنه سأل كاهنا،فلا تقبل صلاته أربعين يوماً،فإن كان صدق بما في تلك البروج فقد كفر
بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم…إلى أن قال:وإدخال شي من الجرائد التي فيها ذلك
في البيوت معناه إدخال للكهنة إلى البيوت) التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص349
المناهي اللفظية
منتقاة من مجموع الفتاوى للشيخ محمد بن
صالح العثيمين رحمه الله
1- يقول بعض الناس من أن تصحيح الألفاظ غير مهم مع
سلامة القلب ؟
إن أراد بتصحيح الألفاظ إجراءها على اللغة
العربية فهذا صحيح فإنه لا يهم – من جهة سلامة العقيدة – أن تكون الألفاظ غير جارية
على اللغة العربية ما دام المعنى مفهوما وسليما .
أما إذا أراد بتصحيح الألفاظ ترك الألفاظ
التي تدل على الكفر والشرك فكلامه غير صحيح بل تصحيحها مهم، ولا يمكن أن نقول للإنسان
أطلق لسانك في قول كل شيء ما دامت النية صحيحة بل نقول الكلمات مقيدة بما جاءت به الشريعة
الإسلامية .
2- (أدام الله أيامك) ؟
فأجاب بقوله : قول (أدام الله أيامك ) من
الاعتداء في الدعاء لأن دوام الأيام محال مناف لقوله تعالى : ( كل من عليها فان ويبقى
وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وقوله تعالى ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ
الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ )
يحتج بعض الناس إذا نهي عن أمر مخالف للشريعة
أو للآداب الإسلامية (الناس يفعلون كذا ) ؟
هذا ليس بحجة لقوله تعالى( وإن تطع أكثر
من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) ولقوله ( ما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) والحجة
فيما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أو كان عليه السلف الصالح
.
3- (مساك الله بالخير) و(الله بالخير) و(صبحك الله بالخير
)
السلام الوارد هو أن يقول الإنسان : ( السلام
عليك ) أو ( سلام عليك) ثم يقول بعد ذلك ما شاء الله من أنواع التحيات ، وأما ( مساك
الله بالخير ) و ( صبحك الله بالخير ) أو ( الله بالخير ) وما أشبه ذلك فهذه تقال بعد
السلام المشروع بهذا فهو خطأ .
أما البدء بالسلام بلفظ ( عليك السلام
) فهو خلاف المشروع لأن هذا اللفظ للرد لا للبداءة .
4- ( الله ما يضرب بعصا ) ؟
لا يجوز أن يقول الإنسان مثل هذا التعبير
بالنسبة لله عز وجل ولكن له أن يقول : إن الله سبحان وتعالى حكم لا يظلم أحد ، فإنه
ينتقم من الظالم وما أشبه هذه الكلمات التي جاءت بها النصوص الشرعية ، أما الكلمة التي
أشار إليها السائل فلا أرى إنها جائزة .
5- (أنا حر في تصرفاتي) ؟
هذا خطأ ، نقول : لست حراً في معصية الله
بل إنك إذا عصيت ربك فقد خرجت من الرق الذي تدعيه في عبودية الله إلى رق الشيطان والهوي.
6- ( فلان المرحوم ) . و( تغمده الله برحمته ) و( انتقل
إلى رحمه الله ) ؟
قول (فلان المرحوم ) أو ( تغمده الله برحمته
) لا بأس بها ، لأن قولهم ( المرحوم ) من باب التفاؤل والرجاء ، وليس من باب الخبر
، وإذا كان من باب التفاؤل والرجاء فلا بأس به .
وأما ( أنتقل إلى رحمه الله ) فهو كذلك
فيما يظهر لي إنه من باب التفاؤل، وليس من باب الخبر ، لأن مثل من أمور الغيب ولا يمكن
الجزم به ، وكذلك لا يقال ( انتقل إلى الرفيق الأعلى )
7- ( باسم الوطن ، باسم الشعب ، باسم العروبة ) ؟
هذه العبارات إذا كان الإنسان يقصد بذلك
أنه يعبر عن العرب أو يعبر عن أهل البلد فهذا لا بأس به ، وأن قصد التبرك والاستعانة
فهو نوع من الشرك ، وقد يكون شركا أكبر بحسب ما يقوم في قلب صاحبه من التعظيم بمن استعان
به .
8- ( فلان بعيد عن الهداية ، أو عن الجنة ، أو عن مغفرة
الله )
هذا لا يجوز لانه من باب التألي على الله
– عز وجل – وقد ثبت في الصحيح أن رجلا كان مسرفا على نفسه ، وكان يمر به رجل آخر فيقول
: والله لا يغفر الله لفلان ، فقال الله – عز وجل – ” من ذا الذي يتألي على أن لا أغفر
لفلان قد غفرت له ، وأحبطت عملك ” . ولا يجوز للإنسان أن يستبعد رحمه الله – عز وجل
-،كم من إنسان قد بلغ من الكفر مبلغا عظيما ، ثم هداه الله فصار من الأئمة الذين يهدون
بأمر الله – عز وجل – ، والواجب على من قال ذلك أن يتوب إلى الله ، حيث يندم على ما
فعل ويعزم على أن لا يعود في المستقبل
9- ( فلان ربنا افتكره )
إذا كان مراده بذلك أن الله تذكر ثم أماته
فهذه كلمة كفر ، لأنه يقتضي أن الله – عز وجل – ينسى ، والله – سبحانه وتعالى – لا
ينسى ، كما قال موسى ، عليه الصلاة والسلام ، لما سأله فرعون: ( فما بال القرون الأولى
. قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ) . فإذا كان هذا هو قصد المجيب وكان
يعلم ويدري معنى ما يقول فهذا كفر.
أما إذا كان جاهلا ولا يدري ويريد بقوله:(أن
الله افتكره ) يعني أخذه فقط فهذا لا يكفر ، لكن يجب أن يظهر لسانه عن هذا الكلام ،
لأنه كلام موهم لنقص رب العالمين – عز وجل – ويجيب بقوله : ( توفاه الله أو نحو ذلك
).
10- حكم لعن الشيطان؟
الإنسان لم يؤمر بلعن الشيطان، وإنما أمر
بالاستعاذة منه كما قال الله تعالى ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله أنه
سميع عليم ).
11- قول بعض الناس إذا مات شخص ( يا أيتها النفس المطمئنة
أرجعي إلى ربك راضية مرضية ) ؟
هذا لا يجوز أن يطلق على شخص بعينه لأن
هذه شهادة بأنه من هذا الصنف.
وآخر دعونا أن الحمدلله رب العالمين، وصلى
الله على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق