1- ماذا تعلم طفلك
عن الله تعالى ؟
عليك أن تخبري
الولد أن الله موجود، وبيني له دلائل وجوده من خلال تحديثه عن الآيات الكونية، فهو
الذي خلقنا وأعطانا السمع والبصر، وخلق السماء والشمس والأرض والجبال وأنبت الثمار،
وذكريه بما عنده هو من النعم، واجلسي معه جلسات تأمل في هذا الكون الفسيح، وبيني له
أنه من المستحيل أن توجد هذه المخلوقات بغير مؤجدٍ ، ولا يستطيع إيجادها إلا الله تعالى
فالله إذاً موجود.
فإذا أصر على رؤية
الله فأخبريه أن الله لا يرى في الدنيا، وإنما يرى في الجنة، واصرفي ذهنه عن التفكير
في ذات الله، وحضيه على التفكر في آياته الكونية، وفي نعمه التي أسبغها علينا ظاهرة
وباطنة، ففي الحديث: تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله. أخرجهأبو الشيخ والطبراني
وحسنه الألباني. وفي رواية لأبي نعيم حسنها الألباني: تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا
في الله.
وأما عن زمان وجوده
فأخبريه أن الله هو الأول وليس قبله شيء كما في حديث مسلم،وليس لأوليته ابتداء. كما
قال ابن أبي زيد القيرواني، فهو خالق الزمان والمكان
2- ماذا تعلم طفلك
عن الله تعالى ؟
لا يجوز للمسلم
أن يتخيل شكلاً لذات الله سبحانه وتعالى، لأن كل شكل يتخيله العقل أو يخطر بالبال،
فإن الله تعالى بخلافه.
قال الله عز وجل:
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11].
وعقل الإنسان المحدود
لا يمكن عقلا ولا يجوز شرعا أن يدرك ذات الله عز وجل أو يتصورها، وكل من يتوهم شيئا
في مخيلته أو يرسم شكلا يتوهمه لله عز وجل،
فإنه مشبه، والمشبه
يعبد صنما، كما أن المعطل يعبد عدما، كما قال أهل العلم.
ولهذا، نهى النبي
صلى الله عليه وسلم عن التفكر في ذات الله تعالى، وأمر بالتفكر في آياته، كما في معجم
الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في الله.
وقد تتابعت نصوص
أهل العلم في النهي عن التفكر في ذات الله عز وجل، والحث على التفكر في آياته الكونية
المرئية، وآياته الشرعية المقروءة، ونعمه التي تغمر الإنسان وتحيط به.
قال ابن أبي زيد
القيرواني المالكي في "الرسالة":
لا يبلغ كنه صفته الواصفون، ولا يحيط بأمره المتفكرون.. يعتبر المتفكرون بآياته،
ولا يتفكرون في ماهية ذاته..
- قال أبو جعفر الطحاوي: لا تبلغه الأوهام، ولا
تدركه الأفهام، ولا يشبه الأنام..
وذلك لأن طرق معرفة
الشيء والحكم عليه، تكون بثلاثة أمور:
الأول: معاينته
ومشاهدته، وهذه مستحيلة في حق الله عز وجل، حيث يقول: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ
يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الأنعام:103].
الثاني: قياسه
على شيء مثله قد رآه الشخص، فيحكم من خلال المرئي على مماثله الذي لم يره.. وهذه أيضا
مستحيلة في حق الله عز وجل، لأن الله تعالى يقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11].
الثالث: الحكم
على الشيء ومعرفته من خلال آثاره المرئية المحسوسة بأنه قادر -مثلا- إذا لاحظ آثار
قدرته، أو أنه حكيم إذا لاحظ آثار حكمته.. وهكذا.
وهذه هي الوسلية
الوحيدة التي يمكن للإنسان من خلالها أن يدرك ويتيقن أن الله تعالى واحد لا شريك له
في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته، وأنه متصف بكل كمال يليق به جل وعلا، منزه عن
كل نقص.
ولهذا جاء الحث
في القرآن الكريم على التفكر في النفس والكون والآفاق حتى يدرك الإنسان عظمة الله عز
وجل.
قال تعالى: أَوَلَمْ
يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ [الروم: 8].
وقال تعالى: أَوَلَمْ
يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ
[الأعراف: 185].
4- ماذا تعلمين طفلك عن الله ؟
كيف نرد على الأطفال عندما يسألوننا أين ربي ولماذا لا نراه؟
تجيب الدكتورة وفاء العساف:أقول ربي في السماء لا نراه لأنه لا أحد يستطيع أن يراه.. ولكن إن عبدنا الله وأطعناه وفعلنا الخير واجتنبنا الشر فإننا سنراه إن شاء الله في الجنة، ولا بد هنا أن نقص عليهم قصة موسى عليه السلام وماذا حدث له عندما طلب أن يرى الله، يفهم من ذلك الطفل أن يتوقف عند حد معين ويتوجه عقله لما هو أولى.. ونفهمه أننا في مرحلة عمل وإعداد للوصول إلى رؤية الله نقول له كل ما على الأرض لله ، نعلمه أركان الإيمان الستة والأهم من ذلك أن يكون كل ذلك موجود في قرارة المربي نفسه، كما أن المربي عندما يعلم طفله يتعلم معه إذا تثار المسألة لديه من جديد كما أن على المربي أن يكون قدوة في أقواله وأفعاله لذا يجب أن نربي أنفسنا أولاً وخاصة أن الأخلاق كلها قابلة للاكتساب .
5- ماذا تعلمين طفلك عن الله ؟
برأيك ما هو الأسلوب المناسب لتعليم الأطفال العقيدة الصحيحة ؟
أرى أن نقتدي بمنهج النبي – صلى الله عليه وسلم – في تعليم الصحابة، تعليمهم الحب والرفق كخطوة أولى نوصل لهم المعلومة ونحببها إلى نفوسهم ونكافئ مطبقيها ونعطيهم حوافز ومرغبات، إذا أن الأطفال ملوا طريقة العرض التلقيني المباشر، لماذا لا نجلس مع أطفالنا جلسة قرآنية نقرأ فيها خمسة آيات نسألهم بعدها ماذا فهموا منها نحاول أن نشغلهم ثم نقدم مكافأة لمن يجيب الإجابة الصحيحة، بذلك سنولد لديهم روح التنافس وهي طريقة جيدة وغير مملة للتعليم و جربتها بعض الأسر ونجحت معهم على أن يتم كل ذلك برفق ولين.
6- ماذا تعلمين طفلك عن الله ؟
ومتى يبدأ استخدام العقاب معهم؟
يبدأ بعد أن نقدم لهم المعلومات و يباشرونها ويعرفونها جيداً وتكون قد أخذت وقتها الكافي وصارت سلوك لهم،فإذا لم يطبقوها يمكن استخدام العقاب وأعتقد أن الحرمان أسلوب جيد . لكن للأسف كثير من المربين في غالب العقوبات التي تسري على الأطفال تكون ردود أفعال أو حالة غضب فإذا فعل الطفل أمراً وكان المربي غاضباً ضربه وإذا فعل الأمر نفسه وكان المربي في حالة نفسية جيدة لم يعلق عليه!. هذه ليست تربية إنما تفريغ شحنة، وأنا أعرف أن هناك من الآباء من يصلي ركعتين قبل أن يعاقب أولاده. وعلينا أن نعلم الطفل العطاء وعدم انتظار رد هذا العطاء إلا من الله، يجب أن يكون كل ذلك حاضر في ذهن المربي كأن تطلب من الطفل أن يعطي أخيه أو صديقه حلوى وتقول له إن أعطيته مما معك سيعطيك مما معه وهذا خطأ بل علينا أن نقول أعطيه ليرضى عنك الله ويكتبه في ميزان حسناتك ويرزقك غيرها .
7- ماذا تعلمين طفلك عن الله ؟
بعض المدرسين يستخدمون أسلوب الترهيب والتركيز عليه مع الأطفال في هذه السن الصغيرة فما رأيكم؟
القرآن كله ترغيب وترهيب ولا تخلو سورة من الترهيب والترغيب والمهم كيف نرغبه وكيف نرهبه وأنا لا أحبذ ذكر سيرة النار للطفل ولا أضع النار رقم واحد وإن أردنا ذكرها للطفل علينا أن نعرضها له كما عرضها القرآن . مثلاً هذه النار لمن؟ .... لمن كفر والله وعدنا في الجنة والذي يعصي الله يغضب عليه.نضع الترهيب ضمن الترغيب وألا يكون هو الهدف بحيث لا يؤثر على نفسية الطفل..فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – عندما كان يعلم الصحابة يسألونه أن يدلهم على الأشياء التي تدخلهم الجنة وتبعدهم عن النار فهم بذلك يعرفون أن هناك جنة وهناك نار والناس يعبدون الله بالحب والخوف حيث تأتينا لحظات نقبل على الطاعة حباً ولحظات نقبل خوفاً.
8-ماذا تعلمين طفلك عن الله ؟
ما الحدود المتاحة للمعلم لاختيار الوسيلة التعليمية الحسية لتبسيط وتقديم المفاهيم الدينية الأساسية للأطفال؟
كل شيء ممكن فكل شيء يتطور حولنا، وكل وسيلة توصل للهدف من حق المعلم أن يستخدمها.
أجيال اليوم متطورون يعيشون في عالم الكمبيوتر والإنترنت وما يشد انتباه طفل الأمس لا يعبأ به طفل اليوم، حيث كأن الطفل يحتاج لأحد يصف له الصلاة ويعلمها له أما الآن فإن الطفل يتعلمها عن طريق برامج الكمبيوتر التي تقدمها بأسلوب شيق جميل .هما من يجعلان الفطرة تستقيم أو تنحرف
وعن مسؤولية الوالدين في غرس العقيدة الصحيحة عند أطفالهم تقول الأستاذة وفاء طيبة _
محاضرة بقسم علم النفس كلية التربية جامعة الملك سعود
إن في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم:(ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) ما يبين أن الفطرة سوية وأن الوالدين هما من يجعلان هذه الفطرة تستقيم أو تنحرف. من هذا الحديث ألمس سهولة غرس العقيدة الصحيحة في البيئة الإسلامية الصحيحة،
أولها: الوعي بهذه القيمة والتعرف عليها، والعقيدة أهم قيمة(وإن كانت قيمة معقدة مؤلفة من قيم كثيرة مرتبطة ببعضها) في حياة المسلم، لذلك لا بد من أن أبدأ بتوعية الطفل بهذه القيمة،أي أن أجعل الطفل يحس ويشعر بوجود الله سبحانه وتعالى، والمنهج الإسلامي يسعى لتوفير الأمن والطمأنينة في نفوس الأطفال ومن ذلك تهيئة نفسية الأطفال وتوعيتها وإعدادهم لما أريد غرسه من سلوك .
1) تكرار الحديث معه أننا نعبد الله وحده، نصلي لله، نصوم لله، نتصدق لله، نكرم الجار لله، بر الوالدين لله، الله وحده هو الذي نعبده (توحيد الألوهية) .
2) الحديث معه عن علم الله الواسع، عن نعمته الكبيرة علينا، عن فضله علينا،ورزقه لنا، وتذكير الطفل بذلك كلما جاءت مناسبة، خاصة إذا كان في موقف سعيد (توحيد الربوبية) .
3) توحيد الأسماء والصفات ممكن تبسيطه وعرض ما يمكن الطفل أن يفهم منه كمناقشة بعض أسماء الله وصفاته ببساطة، أي الأسماء والصفات الواضحةالتي يمكن أن يفهمها الطفل، كأن نقول إن الله عليم، وهذا يعني أنه يعلم كل شيء
مثلاً: يعلم ما نفعل في كل لحظة، يعلم ما نقول، يعلم ما نفكــــــر به، ....)، وبالتالي فإن كذب فالله يراه، إن أخذ شيئاً ليس له فالله يراه، إن بر أمه أو ساعدها، إن أعطى فقيراً فالله يراه ويحبه وهكذا. ونتابع مثل ذلك في الأسماء والصفات السهلة مثل: إن الله بصير، إن الله رزاق ...
11- ماذا تعلمين طفلك عن الله ؟
4) نحببه في الجنة، وحب الله له، ورأيي أن لا نذكر النار والعقاب في هذا السن الصغير، حيث أن فيها تخويف من الله تعالى ونحن نريد الأطفال أن يحبوا الله أولاً، وأرى أن نذكر النار أو العقاب بعد سن سبع سنوات، أو حينما نشعر أن الطفل ممكن أن يتقبل ذلك ولا أعتقد أن نخبره بذلك قبل سن6 إلى 7 سنوات وهي المرحلة التي يؤدب فيها المربي ابنه أو بنته، وتزداد قدرته على إدراك المعاني المجردة،وتتمايز الانفعالات عنده ففي هذه السن الحب والسعادة والأمن متشابهان وكذلك الخوف والكره والنار .
5) القدوة الحسنة.
6) الإجابة على أسئلة الطفل ببساطة بطريقة سهلة يفهمها، ولا نتوقع من الطفل التعقيد في الأسئلة، فهو غالباً ما يتقبل الإجابات البسيطة الصحيحة لقلة خبرته ومستوى نموه العقلي. وهذا ما يخيف الوالدين أحياناً أي تتالي الأسئلة إلى درجة قد يصعب الإجابة عليها وكأن هذا الطفل يعي ما يعون هم، وهذا غير صحيح .المهم أن نكون قاعدة عريضة من حب الله وحده والارتباط به، فكل ما نفعله نفعله لله، وكل ما يأتينا من خير فهو من الله . وسوف نشاهد تدريجياً الانتقال إلى المستوى الثاني من تعلم القيمة وهو الاستجابة أو الممارسة، ويجب أن نتوقع أن تكون الاستجابة
أولاً ظاهرية ثم عن اقتناع (أو تصديق باطني)، ثم في أعلى مستويات الاستجابة وهو مراقبة المتعلم لذاته وقد تتأخر هذه المرحلة قليلاً، إلا أنني أعتقد أن بعض الأطفال يصل إليها في بعض السلوكيات قبل سن الثامنة. فمثلاً الطفل في تعامله مع سلوك الكذب إن هو تعلم أن الكذب لا يجوز والصدق هو سلوك المؤمن الحق، فإنه في البداية قد يكذب ولكن لا يكذب أمام أبيه (الاستجابة ظاهرية)، ثم بعد ذلك يكون مقتنعاً أن الكذب لا يجوز ولكنه قد لا يستطيع مقاومة إغراء الكذب أحياناً (التصديق الباطني)، ثم بعد ذلك يستقر المعنى في نفسه ويصبح يراقبه من داخله (مرحلة المراقبة).
وأحب أن أضيف أنه من المهم جداً أن يعيش الطفل في بيئة أسرية آمنة مستقرة مريحة يشعر فيها بالحب، فهذا العامل مهم جداً لتسهيل امتصاص القيم من البيئة المحيطة.
كيف نرد على الأطفال عندما يسألوننا أين ربي ولماذا لا نراه؟
تجيب الدكتورة وفاء العساف:أقول ربي في السماء لا نراه لأنه لا أحد يستطيع أن يراه.. ولكن إن عبدنا الله وأطعناه وفعلنا الخير واجتنبنا الشر فإننا سنراه إن شاء الله في الجنة، ولا بد هنا أن نقص عليهم قصة موسى عليه السلام وماذا حدث له عندما طلب أن يرى الله، يفهم من ذلك الطفل أن يتوقف عند حد معين ويتوجه عقله لما هو أولى.. ونفهمه أننا في مرحلة عمل وإعداد للوصول إلى رؤية الله نقول له كل ما على الأرض لله ، نعلمه أركان الإيمان الستة والأهم من ذلك أن يكون كل ذلك موجود في قرارة المربي نفسه، كما أن المربي عندما يعلم طفله يتعلم معه إذا تثار المسألة لديه من جديد كما أن على المربي أن يكون قدوة في أقواله وأفعاله لذا يجب أن نربي أنفسنا أولاً وخاصة أن الأخلاق كلها قابلة للاكتساب .
برأيك ما هو الأسلوب المناسب لتعليم الأطفال العقيدة الصحيحة ؟
أرى أن نقتدي بمنهج النبي – صلى الله عليه وسلم – في تعليم الصحابة، تعليمهم الحب والرفق كخطوة أولى نوصل لهم المعلومة ونحببها إلى نفوسهم ونكافئ مطبقيها ونعطيهم حوافز ومرغبات، إذا أن الأطفال ملوا طريقة العرض التلقيني المباشر، لماذا لا نجلس مع أطفالنا جلسة قرآنية نقرأ فيها خمسة آيات نسألهم بعدها ماذا فهموا منها نحاول أن نشغلهم ثم نقدم مكافأة لمن يجيب الإجابة الصحيحة، بذلك سنولد لديهم روح التنافس وهي طريقة جيدة وغير مملة للتعليم و جربتها بعض الأسر ونجحت معهم على أن يتم كل ذلك برفق ولين.
ومتى يبدأ استخدام العقاب معهم؟
يبدأ بعد أن نقدم لهم المعلومات و يباشرونها ويعرفونها جيداً وتكون قد أخذت وقتها الكافي وصارت سلوك لهم،فإذا لم يطبقوها يمكن استخدام العقاب وأعتقد أن الحرمان أسلوب جيد . لكن للأسف كثير من المربين في غالب العقوبات التي تسري على الأطفال تكون ردود أفعال أو حالة غضب فإذا فعل الطفل أمراً وكان المربي غاضباً ضربه وإذا فعل الأمر نفسه وكان المربي في حالة نفسية جيدة لم يعلق عليه!. هذه ليست تربية إنما تفريغ شحنة، وأنا أعرف أن هناك من الآباء من يصلي ركعتين قبل أن يعاقب أولاده. وعلينا أن نعلم الطفل العطاء وعدم انتظار رد هذا العطاء إلا من الله، يجب أن يكون كل ذلك حاضر في ذهن المربي كأن تطلب من الطفل أن يعطي أخيه أو صديقه حلوى وتقول له إن أعطيته مما معك سيعطيك مما معه وهذا خطأ بل علينا أن نقول أعطيه ليرضى عنك الله ويكتبه في ميزان حسناتك ويرزقك غيرها .
7- ماذا تعلمين طفلك عن الله ؟
بعض المدرسين يستخدمون أسلوب الترهيب والتركيز عليه مع الأطفال في هذه السن الصغيرة فما رأيكم؟
القرآن كله ترغيب وترهيب ولا تخلو سورة من الترهيب والترغيب والمهم كيف نرغبه وكيف نرهبه وأنا لا أحبذ ذكر سيرة النار للطفل ولا أضع النار رقم واحد وإن أردنا ذكرها للطفل علينا أن نعرضها له كما عرضها القرآن . مثلاً هذه النار لمن؟ .... لمن كفر والله وعدنا في الجنة والذي يعصي الله يغضب عليه.نضع الترهيب ضمن الترغيب وألا يكون هو الهدف بحيث لا يؤثر على نفسية الطفل..فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – عندما كان يعلم الصحابة يسألونه أن يدلهم على الأشياء التي تدخلهم الجنة وتبعدهم عن النار فهم بذلك يعرفون أن هناك جنة وهناك نار والناس يعبدون الله بالحب والخوف حيث تأتينا لحظات نقبل على الطاعة حباً ولحظات نقبل خوفاً.
8-ماذا تعلمين طفلك عن الله ؟
ما الحدود المتاحة للمعلم لاختيار الوسيلة التعليمية الحسية لتبسيط وتقديم المفاهيم الدينية الأساسية للأطفال؟
كل شيء ممكن فكل شيء يتطور حولنا، وكل وسيلة توصل للهدف من حق المعلم أن يستخدمها.
أجيال اليوم متطورون يعيشون في عالم الكمبيوتر والإنترنت وما يشد انتباه طفل الأمس لا يعبأ به طفل اليوم، حيث كأن الطفل يحتاج لأحد يصف له الصلاة ويعلمها له أما الآن فإن الطفل يتعلمها عن طريق برامج الكمبيوتر التي تقدمها بأسلوب شيق جميل .هما من يجعلان الفطرة تستقيم أو تنحرف
وعن مسؤولية الوالدين في غرس العقيدة الصحيحة عند أطفالهم تقول الأستاذة وفاء طيبة _
محاضرة بقسم علم النفس كلية التربية جامعة الملك سعود
إن في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم:(ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) ما يبين أن الفطرة سوية وأن الوالدين هما من يجعلان هذه الفطرة تستقيم أو تنحرف. من هذا الحديث ألمس سهولة غرس العقيدة الصحيحة في البيئة الإسلامية الصحيحة،
9- ماذا تعلمين طفلك عن الله ؟
فمتى كان الوالدان على استقامة، ومن الاستقامة رغبتهما في تنشئة أطفالهما على العقيدة السليمة التي فطره الله عليها، سهل ذلك عليهما لأن الأساس متوفر وهو الفطرة السليمة .وتبين الأستاذة وفاء طيبة أن لغرس أي قيمة في نفوس الأفراد عدة مستويات،أولها: الوعي بهذه القيمة والتعرف عليها، والعقيدة أهم قيمة(وإن كانت قيمة معقدة مؤلفة من قيم كثيرة مرتبطة ببعضها) في حياة المسلم، لذلك لا بد من أن أبدأ بتوعية الطفل بهذه القيمة،أي أن أجعل الطفل يحس ويشعر بوجود الله سبحانه وتعالى، والمنهج الإسلامي يسعى لتوفير الأمن والطمأنينة في نفوس الأطفال ومن ذلك تهيئة نفسية الأطفال وتوعيتها وإعدادهم لما أريد غرسه من سلوك .
10- ماذا تعلمين طفلك عن الله ؟
فإذا كان التوحيد هو: توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات،فيمكننا توعية الطفل بذلك بعدة طرق:1) تكرار الحديث معه أننا نعبد الله وحده، نصلي لله، نصوم لله، نتصدق لله، نكرم الجار لله، بر الوالدين لله، الله وحده هو الذي نعبده (توحيد الألوهية) .
2) الحديث معه عن علم الله الواسع، عن نعمته الكبيرة علينا، عن فضله علينا،ورزقه لنا، وتذكير الطفل بذلك كلما جاءت مناسبة، خاصة إذا كان في موقف سعيد (توحيد الربوبية) .
3) توحيد الأسماء والصفات ممكن تبسيطه وعرض ما يمكن الطفل أن يفهم منه كمناقشة بعض أسماء الله وصفاته ببساطة، أي الأسماء والصفات الواضحةالتي يمكن أن يفهمها الطفل، كأن نقول إن الله عليم، وهذا يعني أنه يعلم كل شيء
مثلاً: يعلم ما نفعل في كل لحظة، يعلم ما نقول، يعلم ما نفكــــــر به، ....)، وبالتالي فإن كذب فالله يراه، إن أخذ شيئاً ليس له فالله يراه، إن بر أمه أو ساعدها، إن أعطى فقيراً فالله يراه ويحبه وهكذا. ونتابع مثل ذلك في الأسماء والصفات السهلة مثل: إن الله بصير، إن الله رزاق ...
11- ماذا تعلمين طفلك عن الله ؟
4) نحببه في الجنة، وحب الله له، ورأيي أن لا نذكر النار والعقاب في هذا السن الصغير، حيث أن فيها تخويف من الله تعالى ونحن نريد الأطفال أن يحبوا الله أولاً، وأرى أن نذكر النار أو العقاب بعد سن سبع سنوات، أو حينما نشعر أن الطفل ممكن أن يتقبل ذلك ولا أعتقد أن نخبره بذلك قبل سن6 إلى 7 سنوات وهي المرحلة التي يؤدب فيها المربي ابنه أو بنته، وتزداد قدرته على إدراك المعاني المجردة،وتتمايز الانفعالات عنده ففي هذه السن الحب والسعادة والأمن متشابهان وكذلك الخوف والكره والنار .
5) القدوة الحسنة.
6) الإجابة على أسئلة الطفل ببساطة بطريقة سهلة يفهمها، ولا نتوقع من الطفل التعقيد في الأسئلة، فهو غالباً ما يتقبل الإجابات البسيطة الصحيحة لقلة خبرته ومستوى نموه العقلي. وهذا ما يخيف الوالدين أحياناً أي تتالي الأسئلة إلى درجة قد يصعب الإجابة عليها وكأن هذا الطفل يعي ما يعون هم، وهذا غير صحيح .المهم أن نكون قاعدة عريضة من حب الله وحده والارتباط به، فكل ما نفعله نفعله لله، وكل ما يأتينا من خير فهو من الله . وسوف نشاهد تدريجياً الانتقال إلى المستوى الثاني من تعلم القيمة وهو الاستجابة أو الممارسة، ويجب أن نتوقع أن تكون الاستجابة
أولاً ظاهرية ثم عن اقتناع (أو تصديق باطني)، ثم في أعلى مستويات الاستجابة وهو مراقبة المتعلم لذاته وقد تتأخر هذه المرحلة قليلاً، إلا أنني أعتقد أن بعض الأطفال يصل إليها في بعض السلوكيات قبل سن الثامنة. فمثلاً الطفل في تعامله مع سلوك الكذب إن هو تعلم أن الكذب لا يجوز والصدق هو سلوك المؤمن الحق، فإنه في البداية قد يكذب ولكن لا يكذب أمام أبيه (الاستجابة ظاهرية)، ثم بعد ذلك يكون مقتنعاً أن الكذب لا يجوز ولكنه قد لا يستطيع مقاومة إغراء الكذب أحياناً (التصديق الباطني)، ثم بعد ذلك يستقر المعنى في نفسه ويصبح يراقبه من داخله (مرحلة المراقبة).
وأحب أن أضيف أنه من المهم جداً أن يعيش الطفل في بيئة أسرية آمنة مستقرة مريحة يشعر فيها بالحب، فهذا العامل مهم جداً لتسهيل امتصاص القيم من البيئة المحيطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق