الاثنين، 9 يناير 2017

صحابة لا نعرف عنهم الكثير



صحابة لا نعرف عنهم الكثير 
عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه
 عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص.
 وأمه تميمة بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة.
 وهو أخو خنيس بن حذافة زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم .

وشهد خنيس بدرا ولم يشهد عبد الله بدرا ولكنه قديم الإسلام بمكة وكان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية.
وهو رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم بكتابه الى كسرى.

 عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث بكتابه الى كسرى مع عبد الله بن حذافة السهمي فأمره أن يدفعه الى عظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين الى كسرى فلما قرأه خرقه .

 عن المسيب قال: فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يمزقوا كل ممزق.

عن أبي سلمة أن عبد الله بن حذافة قام يصلي فجهر بالقراءة فقال له النبي صلى الله عليه و سلم لا يا أبا حذافة لا تسمعني وسمع الله .

عن أبي سعيد الخدري أن عبد الله بن حذافة كان من أصحاب بدر وكانت فيه دعابة قال محمد بن عمر لم يشهد عبد الله بن حذافة بدرا.

 وعن ابي سعيد قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، عليهم علقمة بن مجزز، وأنا فيهم، فخرجنا.

 حتى إذا كنا ببعض الطريق، استأذنه طائفة.
فأذن لهم، وأمر عليهم عبد الله بن حذافة، وكان من أهل بدر، وكانت فيه دعابة.

فبينا نحن في الطريق، فأوقد القوم نارا يصطلون بها، ويصنعون عليها صنيعا لهم، إذ قال: أليس لي عليكم السمع والطاعة ؟ قالوا: بلى.
قال: فإني أعزم عليكم بحقي وطاعتي إلا تواثبتم في هذه النار.

 فقام ناس، فتحجزوا إذا ظن أنهم واقعون فيها قال: أمسكوا، إنما كنت أضحك معكم.

فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكروا ذلك له.
فقال:  من أمركم بمعصية فلا تطيعوه .

 خرج إلى الشام مجاهدا، فأسر على قيسارية، وحملوه إلى طاغيتهم ، فراوده عن دينه، فلم يفتتن.

فكتب فيه عمر بن الخطاب الى قسطنطين فخلى عنه .
ومات عبد الله بن حذافة في خلافة عثمان بن عفان .
انتهى.
 الطبقات الكبرى [٤ / ١٨٩ ، ١٩٠ ] ـ سير اعلام النبلاء [٢ / ١١ ، ١٢].




صحابة لا نعرف عنهم الكثير 
 خنيس بن حذافة السهمي رضي الله عنه
 خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم .
 وأمه ضعيفة بنت حذيم بن سعيد بن رئاب بن سهم ويكنى خنيس أبا حذافة .
أسلم خنيس بن حذافة قبل دخول رسول الله صلى الله عليه و سلم دار الأرقم .
 وهاجر خنيس إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية .
 وكان خنيس بن حذافة زوج حفصة بنت عمر بن الخطاب قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم.

 لما هاجر خنيس بن حذافة من مكة إلى المدينة نزل على رفاعة بن عبد المنذر .

 وآخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بين خنيس بن حذافة وأبي عبس بن جبر.

 وشهد خنيس بدرا ومات على رأس خمسة وعشرين شهرا من مهاجر النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة .

 وصلى عليه رسول الله ودفنه بالبقيع إلى جانب قبر عثمان بن مظعون وليس لخنيس عقب رجل واحد.

 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحدث أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي- وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفي بالمدينة- .

فقال عمر بن الخطاب: أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقال سأنظر في أمري. فلبثت ليالي ثم لقيني فقال قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا. 

قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق فقلت إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر. فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، وكنت أوجد عليه مني على عثمان .

فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا. قال عمر قلت نعم. 

قال أبو بكر فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلتها.
 الطبقات الكبرى [3 / 392 ] ، صحيح البخاري ، كتاب النكاح.

صحابة لا نعرف عنهم الكثير 
 سعيد بن زيد رضي الله عنه     
 سعيد بن زيد ابن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، أبو الأعور القرشي العدوي.

أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، ومن السابقين الاولين البدريين، ومن الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه. 

  شهد المشاهد مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وشهد حصار دمشق وفتحها، فولاه عليها أبو عبيدة بن الجراح، فهو أول من عمل نيابة دمشق من هذه الامة .

 وامرأته هي ابنة عمه فاطمة، أخت عمر بن الخطاب.
أسلم سعيد قبل دخول النبي، صلى الله عليه وسلم، دار الارقم.

  عن قيس بن أبي حازم قال: قال سعيد بن زيد: لقد رأيتني، وإن عمر لموثقي على الاسلام وأخته، ولو أن أحدا انقض بما صنعتم بعثمان لكان حقيقا.

 كان والده زيد بن عمرو ممن فر إلى الله من عبادة الاصنام، وساح في أرض الشام يتطلب الدين القيم، فرأى النصارى واليهود، فكره دينهم ، وقال: اللهم إني على دين إبراهيم  ولكن لم يظفر بشريعة إبراهيم عليه السلام كما ينبغي، ولا رأى من يوقفه عليها. 
  وهو ابن عم الامام عمر بن الخطاب. 

 وعد سعيد بن زيد في البدريين. 
وذكر ابن سعد في " طبقاته " عن الواقدي، عن رجاله قالوا: لما تحين رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصول عير قريش من الشام، بعث طلحة وسعيد بن زيد قبل خروجه من المدينة بعشر، يتحسسان خبر العير، فبلغا الحوراء، فلم يزالا مقيمين هناك، حتى مرت بهم العير، فتساحلت، فبلغ نبي الله الخبر قبل مجيئهما، فندب أصحابه، وخرج يطلب العير، فتساحلت وساروا الليل والنهار، ورجع طلحة وسعيد ليخبرا، فوصلا المدينة يوم الوقعة، فخرجا يؤمانه، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمهما وأجور هما.

 وشهد سعيد أحدا والخندق والحديبية، والمشاهد. 

وقد تقدمت عدة أحاديث في أنه من أهل الجنة، وأنه من الشهداء.

لم يكن سعيد متأخرا عن رتبة أهل الشورى في السابقة والجلالة، وإنما تركه عمر، رضي الله عنه، لئلا يبقى له فيه شائبة حظ، لانه ختنه وابن عمه، ولو ذكره في أهل الشورى لقال الرافضي: حابى  ابن عمه.
فأخرج منها ولده وعصبته.

 عن ابن عمر أنه استصرخ على سعيد بن زيد يوم الجمعة بعد ما ارتفع النهار، فأتاه ابن عمر بالعقيق، وترك الجمعة 

 وقال إسماعيل بن أمية: عن نافع قال: مات سعيد بن زيد وكان يذرب.
فقالت أم سعيد لعبد الله بن عمر: أتحنطه بالمسك ؟ فقال: وأي طيب أطيب من المسك ! فناولته مسكا. 
وعن عائشة بنت سعد قالت: مات سعيد بن زيد بالعقيق، فغسله سعد بن أبي وقاص، وكفنه، وخرج معه. 

 قال الواقدي: توفي سعيد بن زيد سنة إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وقبر بالمدينة، ونزل في قبره سعد، وابن عمر.

قال الواقدي: كان سعيد رجلا، آدم، طويلا، أشعر.

 لسعيد بن زيد ثمانية وأربعون حديثا، اتفقا ـ الشيخان ـ له على حديثين.
وانفرد البخاري بثالث.
 السير للذهبي [1 / 123 ـ  142 ]

صحابة لا نعرف عنهم الكثير 
 ‍الأرقم بن أبي الأرقم  رضي الله عنه 
الأرقم بن أبي الأرقم ابن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة المخزومي . صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم- من السابقين الأولين .

 وأمه أميمة بنت الحارث بن حبالة بن عمير بن غبشان من خزاعة، وخاله نافع بن عبد الحارث الخزاعي عامل عمر بن الخطاب على مكة ويكنى الأرقم أبا عبد الله، واسم أبي الأرقم عبد مناف.

 كان الأرقم أحد من شهد بدرا ، وقد أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم- الأرقم يوم بدر سيفا ، واستعمله على الصدقة .

 وكانت داره بمكة على الصفا وهي الدار التي كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يكون فيها أول الإسلام، وفيها دعا الناس إلى الإسلام وأسلم فيها قوم كثير، وقال ليلة الإثنين فيها: اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام. فجاء عمر بن الخطاب من الغد بكرة فأسلم في دار الأرقم، وخرجوا منها فكبروا وطافوا البيت ظاهرين، ودعيت دار الأرقم دار الإسلام.

وكان من عقلاء قريش ، عاش إلى دولة معاوية .

 عن الأرقم : أنه تجهز يريد بيت المقدس ; فلما فرغ من جهازه ، جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- يودعه ، فقال : ما يخرجك ؟ حاجة أو تجارة ؟ قال : لا والله يا نبي الله ، ولكن أردت الصلاة في بيت المقدس . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة في مسجدي خير من ألف صلاة  فيما سواه ، إلا المسجد الحرام فجلس الأرقم ، ولم يخرج . 

 قيل : الأرقم عاش بضعا وثمانين سنة . 

توفي بالمدينة . وصلى عليه سعد بن أبي وقاص بوصيته إليه . 

وقال عثمان بن الأرقم : توفي أبي سنة ثلاث وخمسين وله ثلاث وثمانون سنة . 

له رواية في " مسند " أحمد بن حنبل.
 السير للذهبي [2 \ 479 ، 480 ].
 الطبقات لابن سعد [3/ 242 ، 243 ]
صحابة لا نعرف عنهم الكثير 
 أبو سلمة بن عبد الأسد رضي الله عنه   
 أبو سلمة عبد الله ابن عبد الاسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب.
السيد الكبير أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، وابن عمته برة بنت عبد المطلب، وأحد السابقين الاولين.

 وكان لأبي سلمة من الولد سلمة وعمر وزينب ودرة وأمهم أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وولدت زينب بأرض الحبشة في الهجرة إليها.

 أسلم أبو سلمة بن عبد الأسد قبل أن يدخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، دار أرقم بن أبي الأرقم وقبل أن يدعو فيها.

قالوا وكان أبو سلمة من مهاجرة الحبشة في الهجرتين جميعا ومعه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية.

قال ابن إسحاق: هو أول من هاجر إلى الحبشة، ثم قدم مع عثمان بن مظعون حين قدم من الحبشة، فأجاره أبو طالب.
قال الذهبي : رجعوا حين سمعوا بإسلام أهل مكة عند نزول سورة والنجم.

 عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: أول من قدم عليها من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة للهجرة أبو سلمة بن عبد الأسد. 

وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن خيثمة. 
 عن عمر بن أبي سلمة أن أبا سلمة شهد بدرا وأحدا وكان الذي جرحه بأحد أبو أسامة الجشمي رماه بمعبلة في عضده فمكث شهرا يداويه فبرأ فيما يرى، وقد اندمل الجرح على بغي لا يعرفه، فبعثه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة سرية إلى نبي أسد بقطن، فغاب بضع عشرة ليلة ثم قدم المدينة فانتقض به الجرح فاشتكى، ثم مات لثلاث ليال مضين من جمادى الآخرة. سنة اربع وقيل ثلاث من الهجرة. 

فغسل من اليسيرة بئر بني أمية بن زيد بالعالية، ودفن في المدينة. 

 عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أصابت أحدكم مصيبة، فليقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها، وأبدلني خيرا منها ".

 فلما احتضر أبو سلمة، قلت ذلك، وأردت أن أقول: وأبدلني خيرا منها، فقلت: ومن خير من أبي سلمة ؟ فلم أزل حتى قلتها، فلما انقضت عدتها، خطبها أبو بكر، فردته، وخطبها عمر، فردته، فبعث إليها النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: مرحبا برسول الله صلى الله عليه وسلم  وبرسوله.

عن أبي قلابة قال: أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، أبا سلمة بن عبد الأسد يعوده فوافق دخوله عليه خروج نفسه، قال فقلن النساء عند ذلك فقال: مه لا تدعون على أنفسكن إلا بخير فإن الملائكة تحضر الميت، أو قال أهل الميت، فيؤمنون على دعائهم، فلا تدعون على أنفسكن إلا بخير، ثم قال: اللهم افسح له في قبره وأضىء له فيه، وعظم نوره واغفر ذنبه، اللهم ارفع درجته في المهديين واخلفه في تركته في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين.
 السير [1 / 150 ـ 152 ].
الطبقات [3 / 239 ـ 242 ].

صحابة لا نعرف عنهم الكثير 
 خالد بن سعيد الأموي رضي الله عنه    
 خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. 

وأمه أم خالد بنت خباب بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. 

 كان إسلام خالد بن سعيد بن العاص ثالثا أو رابعا وكان ذلك ورسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو سرا وكان يلزم رسول الله صلى الله عليه و سلم ويصلي في نواحي مكة خاليا. 

فبلغ ذلك أباه ـ أبا أحيحة ـ فدعاه كلمه أن يدع ما هو عليه فقال خالد لا أدع دين محمد حتى أموت عليه فضربه أبو أحيحة بقراعة في يده حتى كسرها على رأسه ثم أمر به الى الحبس وضيق عليه وأجاعه وأعطشه حتى لقد مكث في حر مكة ثلاثا ما يذوق ماء. 

فرأى خالد فرجة فخرج فتغيب عن أبيه في نواحي مكة حتى حضر خروج أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الى الحبشة في الهجرة الثانية فلهو أول من خرج إليها. 

 عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت كان أبي خامسا في الإسلام قلت فمن تقدمه قالت بن أبي طالب وابن أبي قحافة وزيد بن حارثة وسعد بن أبي وقاص. 

 وأسلم أبي قبل الهجرة الأولى الى أرض الحبشة وهاجر في المرة الثانية وأقام بها بضع عشرة سنة ولدت أنا بها. 

 وقدم على النبي صلى الله عليه و سلم بخيبر سنة سبع فكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين فأسهموا لنا ثم رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الى المدينة وأقمنا. 

 وخرج أبي مع رسول الله في عمرة القضية وغزا معه الى الفتح هو وعمي يعني عمرا وخرجا معه الى تبوك. 

 وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أبي عاملا على صدقات اليمن فتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي باليمن .


 أقام خالد بعد أن قدم من أرض الحبشة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة وكان يكتب له وهو الذي كتب كتاب أهل الطائف لوفد ثقيف وهو الذي مشى في الصلح بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم 

وعن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت قدم أبي من اليمن الى المدينة بعد أن بويع لأبي بكر. 

 وكان قد خطب ام حكيم بنت الحارث بن هشام وتزوجها بأربعمائة دينار. 

 وفي يوم صبح يوم مدخله ، صفت الروم صفوفها صفوفا خلف صفوف وبرز رجل منهم معلم يدعو الى البراز فبرز إليه أبو جندل بن سهيل بن عمرو العامري فنهاه أبو عبيدة فبرز حبيب بن مسلمة فقتله حبيب ورجع الى موضعه وبرز خالد بن سعيد فقاتل فقتل. 

 وكانت وقعة مرج الصفر في المحرم سنة أربع عشرة في خلافة عمر بن الخطاب .
 الطبقات الكبرى [4 / 94 ـ 99 ].

صحابة لا نعرف عنهم الكثير 
 خباب بن الأرت رضي الله عنه     
 خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب، من بني سعد بن زيد مناة بن تميم.

 كان أصابه سبا فبيع بمكة فاشترته أم أنمار وهي أم سباع الخزاعية حلف عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة.

 وكان خباب يكنى أبا عبد الله.

 عن مسروق عن خباب قال: كنت رجلا قينا وكان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه فقال لي: لن أقضيك حتى تكفر بمحمد.
 قال فقلت له: لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث .
قال: إني لمبعوث من بعد الموت فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد.
قال: فنزل فيه أفرأيتم الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا، إلى قوله فردا.

 أسلم خباب بن الأرت قبل أن يدخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها.

 كان خباب بن الأرت من المستضعفين الذين يعذبون بمكة ليرجع عن دينه.

  عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي قال: جاء خباب بن الأرت إلى عمر فقال أدنه فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار بن ياسر، فجعل خباب يريه آثارا في ظهره مما عذبه المشركون.

 وقال خباب: إن بلالا كان له في المشركين من يمنعه الله به ولم يكن لي أحد يمنعني، فلقد رأيتني يوما أخذوني وأوقدوا لي نارا ثم سلقوني فيها ثم وضع رجل رجله على صدري فما اتقيت الأرض، أو قال برد الأرض، إلا بظهري، قال ثم كشف عن ظهره فإذا هو قد برص.

 عن خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا قال:
 كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه .

 هاجر خباب بن الأرت من مكة إلى المدينة ونزل على كلثوم بن الهدم.

 وآخى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين خباب بن الأرت وجبر بن عتيك.

 وشهد خباب بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

 وعن ابن أبي خالد عن قيس قال أتينا خباب بن الأرت نعوده وقد اكتوى سبعا فقال لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به.

 وعن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: سألت عبد الله بن خباب: متى مات أبوك؟ قال: سنة سبع وثلاثين وهو يومئذ بن ثلاث وسبعين سنة.

 قال محمد بن عمر انه هو أول من قبره علي بالكوفة وصلى عليه منصرفه من صفين.

 الطبقات الكبرى [3 / 164 ـ 167 ] ـ صحيح البخاري ، كتاب الاكراه.

صحابة لا نعرف عنهم الكثير        
 عبد الله بن جحش رضي الله عنه 
 عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، ويكنى أبا محمد.

 وأمه أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، عمة النبي صلى الله عليه وسلم.

 أسلم عبد الله وعبيد الله وأبو أحمد بنو جحش قبل دخول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، دار الأرقم.

 وهاجر عبد الله وعبيد الله ابنا جحش إلى أرض الحبشة في المرة الثانية، وكانت مع عبيد الله زوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان فمات عبيد الله في الحبشة ورجع عبد الله الى مكة.

 عن جبير بن مطعم قال: كان ممن خرج في الهجرة إلى المدينة فأوعبوا، رجالهم ونساؤهم، وغلقوا دورهم فلم يبق منهم أحد إلا خرج مهاجرا، دار بني غنم بن دودان ودار أبي البكير ودار بني مظعون.

 آخى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين عبد الله بن جحش وعاصم بن ثابت بن أبي الأفلح.

 وعن نافع بن جبير قال: بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن جحش في رجب على رأس سبعة عشر شهرا سرية إلى نخلة وخرج معه نفر من المهاجرين ليس فيهم أنصاري، وأمره عليهم وكتب له كتابا وقال: إذا سرت يومين فانشره فانظر فيه ثم امض لأمري الذي أمرتك به.


 عن سعد بن أبي وقاص قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية وقال لأبعثن عليكم رجلا أصبركم على الجوع والعطش فبعث علينا عبد الله بن جحش فكان أول أمير في الإسلام.

 وقال الزبير كان يقال له المجدع في الله وكان سيفه انقطع يوم أحد فأعطاه النبي صلى الله عليه و سلم عرجونا فصار في يده سيفا فكان يسمى العرجون.

 عن سعيد بن المسيب أن رجلا سمع عبد الله بن جحش يقول قبل يوم أحد بيوم: اللهم إذا لاقوا هؤلاء غدا أقسم عليك لما يقتلوني ويبقروا بطني ويجدعوني، فإذا قلت لي لم فعل بك هذا؟ فأقول اللهم فيك، فلما التقوا فعلوا ذلك به، وقال الرجل الذي سمعه: أما هذا فقد استجيب له وأعطاه الله ما سأل في جسده في الدنيا، وأنا أرجو أن يعطى ما سأل في الآخرة.

 فقتل عبد الله بن جحش يوم أحد شهيدا، قتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريف الثقفي.

 ودفن عبد الله بن جحش وحمزة بن عبد المطلب، وهو خاله، في قبر واحد .

 وكان عبد الله يوم قتل بن بضع وأربعين سنة.

 وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير، كثير الشعر.

  وولي تركته رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فاشترى لابنه مالا بخيبر.


صحابة لا نعرف عنهم الكثير    
 زيد بن الخطاب رضي الله عنه 
 زيد بن الخطاب ابن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي ، ويكنى أبا عبد الرحمن .

 وأمه أسماء بنت وهب بن حبيب بن الحارث بن عبس بن قعين من بني أسد. 

 وكان زيد أسن من أخيه عمر بن الخطاب وأسلم قبله.

 وكان لزيد من الولد عبد الرحمن وأمه لبابة بنت أبي لبابة بن عبد المنذر بن رفاعة .

 وأسماء بنت زيد وأمها جميلة بنت أبي عامر بن صيفي.

 وكان زيد رجلا طويلا بائن الطول أسمر.

 وآخى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين زيد بن الخطاب ومعن بن عدي بن العجلان، وقتلا جميعا باليمامة شهيدين.

  وشهد زيد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

 ولقد قال له عمر يوم بدر : البس درعي . قال : إني أريد من الشهادة ما تريد ، فتركاها جميعا . 

 كان زيد بن الخطاب يحمل راية المسلمين يوم اليمامة ولقد انكشف المسلمون حتى غلبت حنيفة على الرحال، فجعل زيد يقول: أما الرحال فلا رحال وأما الرجال فلا رجال.

 ثم جعل يصيح بأعلى صوته: اللهم إني أعتذر إليك من فرار أصحابي وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة ومحكم بن الطفيل. 

 وجعل يشتد بالراية يتقدم بها في نحر العدو ثم ضارب بسيفه حتى قتل ووقعت الراية، فأخذها سالم مولى أبي حذيفة .

 عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي مريم الحنفي: أقتلت زيد بن الخطاب؟ 
فقال: أكرمه الله بيدي ولم يهني بيده، فقال عمر: كم ترى المسلمين قتلوا منكم يومئذ؟ قال: ألفا وأربعمائة يزيدون قليلا، فقال عمر: بئس القتلى! قال أبو مريم: الحمد لله وكان أبقاني حتى رجعت إلى الدين الذي رضي لنبيه، عليه السلام، وللمسلمين.

 وحزن عليه عمر ، وكان يقول : أسلم قبلي ، واستشهد قبلي . وكان يقول : ما هبت الصبا إلا وأنا أجد ريح زيد . 

 حدث عنه ابن أخيه عبد الله بن عمر خبر النهي عن قتل عوامر البيوت . وروى عنه ولده عبد الرحمن بن زيد حديثين .
  سير اعلام النبلاء [1 / 298 ] ـ  الطبقات [3 / 376 ـ 378 ].

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
 أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة  رضي الله عنه          
 أبو حذيفة ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، واسمه هشيم.

  وأمه أم صفوان، واسمها فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث الكناني.

 وكان لأبي حذيفة من الولد محمد وأمه سهلة بنت سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤي، وهو الذي وثب بعثمان بن عفان وأعان عليه وحرض أهل مصر حتى ساروا إليه.

 وعاصم بن أبي حذيفة وأمه آمنة بنت عمرو بن حرب بن أمية .

 وقد انقرض ولد أبي حذيفة فلم يبق منهم أحد، وانقرض ولد أبيه عتبة بن ربيعة جميعا إلا ولد المغيرة بن عمران بن عاصم بن الوليد بن عتبة بن ربيعة فإنهم بالشام.

 أسلم أبو حذيفة قبل دخول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، دار الأرقم يدعو فيها.

  وكان أبو حذيفة من مهاجرة الحبشة في الهجرتين جميعا ومعه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو، وولدت له هناك بأرض الحبشة محمد بن أبي حذيفة.

 لما هاجر أبو حذيفة بن عتبة وسالم مولى أبي حذيفة من مكة إلى المدينة نزلا على عباد بن بشر وقتلا جميعا باليمامة.

 وآخى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين أبي حذيفة وعباد بن بشر.

 شهد أبو حذيفة بدرا ودعا أباه عتبة بن ربيعة إلى البراز فقالت أخته هند بنت عتبة لما دعا أباه إلى البراز:

الأحول الأثعل المشؤوم طائره ... أبو حذيفة شر الناس في الدين
أما شكرت أبا رباك من صغر ... حتى شببت شبابا غير محجون؟ 

وكان أبو حذيفة رجلا طوالا حسن الوجه مرادف الأسنان وهو الأثعل .

 وشهد أيضا أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم .

 وقتل يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة وهو بن ثلاث أو أربع وخمسين سنة، وذلك في خلافة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه.
 الطبقات الكبرى [3 / 84 ، 85 ].

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
 سالم مولى أبي حذيفة  رضي الله عنهما          ‍
 سالم مولى أبي حذيفة ابن عتبة بن ربيعة.

 في رواية موسى بن عقبة سالم بن معقل، من أهل إصطخر.

 وهو مولى ثبيتة بنت يعار الأنصارية .

 فسالم يذكر في الأنصار في بني عبيد لعتق ثبيتة بنت يعار إياه، ويذكر في المهاجرين لموالاته لأبي حذيفة.

 كان سالم لثبيتة بنت يعار الأنصارية، وكانت ترحت أبي حذيفة فأعتقته سائبة فتولى أبا حذيفة، وتبناه أبو حذيفة، فكان يقال سالم بن أبي حذيفة.

 عن القاسم بن محمد أن سهلة بنت سهيل بن عمرو أتت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهي امرأة أبي حذيفة فقالت: يا رسول الله سالم مولى أبي حذيفة معي وقد أدرك ما يدرك الرجال، فقال: أرضعيه فإذا أرضعته فقد حرم عليك ما يحرم من ذي المحرم.

 عن أم سلمة أنها قالت: أبى سائر أزواج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يدخل عليهن أحد بهذا الرضاع وقلن إنما هذا رخصة من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لسالم خاصة.

 وزوجه أبو حذيفة بنت أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة.

 فلما قتل يوم اليمامة أرسل أبو بكر بميراثه إلى مولاته فأبت أن تقبله، ثم إن عمر أرسل به فأبت وقالت: سيبته لله، فجعله عمر في بيت المال.

 عن نافع عن بن عمر أن المهاجرين الأولين لما قدموا من مكة إلى المدينة نزلوا بالعصبة إلى جنب قباء فأمهم سالم مولى أبي حذيفة لأنه كان أكثرهم قرآنا.

 عن عائشة قالت : استبطأني رسول الله ذات ليلة ، فقال : " ما حبسك ؟ قلت : إن في المسجد لأحسن من سمعت صوتا بالقرآن ، فأخذ رداءه ، وخرج يسمعه ، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة ، فقال : الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك. 

 لما انكشف المسلمون يوم اليمامة قال سالم مولى أبي حذيفة: ما كهذا كنا نفعل مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فحفر لنفسه حفرة وقام فيها ومعه راية المهاجرين يومئذ فقاتل حتى قتل، رحمه الله، يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة، وذلك في خلافة أبي بكر الصديق.

  وروى بن المبارك أيضا فيه أن لواء المهاجرين كان مع سالم فقيل له في ذلك فقال بئس حامل القرآن أنا يعني أن فررت فقطعت يمينه فأخذ بيساره فقطعت فاعتنقه إلى أن صرع. 

 وقيل : إن سالما وجد هو ومولاه أبو حذيفة ، رأس أحدهما عند رجلي الآخر صريعين رضي الله عنهما . 
 الطبقات الكبرى [٣/ ٨٥ ـ ٨٨] ـ الاصابة [٣/ ١٥ ] ـ سير اعلام النبلاء [١/ ١٦٨ ، ١٦٩ ].



صحابة لا نعرف عنهم الكثير
 عكاشة بن محصن رضي الله عنه        
عكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ويكنى أبا محصن. 

 شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وبعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الغمر سرية في أربعين رجلا فانصرفوا ولم يلقوا كيدا. 

 قال ابن إسحاق وقاتل عكاشة بن محصن بن حرثان الاسدي حليف بني عبد شمس يوم بدر بسيفه حتى انقطع في يده، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه جذلا من حطب فقال: " قاتل بهذا يا عكاشة " فلما أخذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم هزه فعاد سيفا في يده طويل القامة شديد المتن أبيض الحديدة، فقاتل به حتى فتح الله على المسلمين وكان ذلك السيف يسمى: العون.ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتله طليحة الاسدي أيام الردة. 

 عن أم قيس بنت محصن قالت توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وعكاشة بن أربع وأربعين سنة وقتل بعد ذلك بسنة ببزاخة في خلافة أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة وكان عكاشة من أجمل الرجال. 

 عن عيسى بن عميلة الفزاري عن أبيه قال: خرج خالد بن الوليد على الناس يعترضهم في الردة فكلما سمع أذانا للوقت كف وإذا لم يسمع أذانا أغار فلما دنا خالد من طليحة وأصحابه بعث عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم طليعة أمامه يأتيانه بالخبر وكانا فارسين عكاشة على فرس له يقال له الرزام وثابت على فرس له يقال له المحبر.

 فلقيا طليحة وأخاه سلمة بن خويلد طليعة لمن وراءهما من الناس فانفرد طليحة بعكاشة وسلمة بثابت فلم يلبث أن قتل ثابت بن أقرم فصرخ طليحة لسلمة أعني على الرجل فإنه قاتلي فكر سلمة على عكاشة فقتلاه جميعا ثم كرا راجعين إلى من وراءهما من الناس فأخبراهم فسر عيينة بن حصن وكان مع طليحة وكان قد خلفه على عسكره وقال هذا الظفر.

 وأقبل خالد بن الوليد ومعه المسلمون فلم يرعهم إلا ثابت بن أقرم قتيلا تطؤه المطي فعظم ذلك على المسلمين ثم لم يسيروا إلا يسيرا حتى وطئوا عكاشة قتيلا فثقل القوم على المطي كما وصف واصفهم حتى ما تكاد المطي ترفع أخفافها. 

 عن أبي واقد الليثي قال كنا نحن المقدمة مائتي فارس وعلينا زيد بن الخطاب وكان ثابت بن أقرم وعكاشة بن محصن أمامنا فلما مررنا بهما سيء بنا وخالد والمسلمون وراءنا بعد فوقفنا عليهما حتى طلع خالد يسيرا فأمرنا فحفرنا لهما ودفناهما بدمائهما وثيابهما ولقد وجدنا بعكاشة جراحات منكرة. 

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا، تضيء وجوههم إضاءة القمر.

 فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه قال ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني منهم. فقال: اللهم اجعله منهم ، وفي رواية:  أنت منهم .

 ثم قام رجل من الأنصار فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم. فقال رسول الله: سبقك عكاشة 

 الطبقات [3 / 92 ] ـ البداية والنهاية [3 / 354 ، 355 ] ـ صحيح البخاري كتاب اللباس ، كتاب الرقاق ـ صحيح مسلم كتاب الإيمان.

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
 عبيدة بن الحارث رضي الله عنه       
 عبيدة بن الحارث ابن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي المطلبي القرشي ، وكان رأس بني عبد مناف حينئذ .

 وأمه سخيلة بنت خزاعي بن الحويرث بن حبيب بن مالك بن الحارث بن حطيط بن جشم بن قسي 

 وكان لعبيدة من الولد معاوية وعون ومنقذ والحارث ومحمد وإبراهيم وريطة وخديجة وسخيلة وصفية لأمهات أولاد شتى.

 وكان عبيدة أسن من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعشر سنين.

 وكان يكنى أبا الحارث، أيضا وكان مربوعا أسمر حسن الوجه.

 أسلم عبيدة بن الحارث قبل دخول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، دار الأرقم بن أبي الأرقم وقبل أن يدعو فيها.

 خرج عبيدة والطفيل والحصين بنو الحارث بن المطلب ومسطح بن أثاثة بن المطلب من مكة للهجرة فاتعدوا بطن ناجح، فتخلف مسطح لأنه لدغ، فلما أصبحوا جاءهم الخبر فانطلقوا إليه فوجدوه بالحصاص فحملوه فقدموا المدينة فنزلوا على عبد الرحمن بن سلمة العجلاني.

 ذكر بن إسحاق وغيره أن النبي صلى الله عليه و سلم عقد لعبيدة بن الحارث راية وأرسله في سرية قبل وقعة بدر فكانت أول راية عقدت في الإسلام وأما الواقدي فذكر أن أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لحمزة .

 قال ابن حجر: ويمكن الجمع على رأي من يغاير بين الراية واللواء والله أعلم.

 عن أبي ذر رضي الله عنه قال نزلت: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} في ستة من قريش علي وحمزة وعبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.

 روى بن إسحاق عن عبيد الله بن عباس في قصة المبارزة فقتل علي الوليد وقتل حمزة عتبة وضرب شيبة عبيدة على ساقه فحمل حمزة وعلي على شيبة فقتلاه واحتملا عبيدة فمات بعد ذلك بالصفراء.

 وكان عبيدة قتل بن ثلاث وستين سنة.
 الطبقات [3 / 50 ـ 52] ـ الاصابة [4 / 424 ] ـ صحيح البخاري ، كتاب المغازي ـ صحيح مسلم ، كتاب التفسير.

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
عامر بن فهيرة رضي الله عنه      
 عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق ويكنى أبا عمرو. 

 وكان عامر بن فهيرة للطفيل بن الحارث أخي عائشة لأمها أم رومان فأسلم عامر فاشتراه أبو بكر فأعتقه وكان يرعى عليه منيحة من غنم له.

 أسلم عامر بن فهيرة قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها. 

 كان عامر بن فهيرة من المستضعفين من المؤمنين فكان ممن يعذب بمكة ليرجع عن دينه. 

 عن عائشة رضي الله عنها قالت:  ثم لحق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل يقال له ثور، فمكث فيه ثلاث ليال.... 

.... ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم، فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رسلها حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس، يفعل ذلك كل ليلة من تلك الليالي الثلاث.

 فلما خرجا أي النبي صلى الله عليه و سلم وأبو بكر خرج معهم أي إلى المدينة يعقبانه  أي يركبانه عقبة وهو أن ينزل الراكب ويركب رفيقه ثم ينزل الآخر ويركب الماشي.

 لما هاجر عامر بن فهيرة إلى المدينة نزل على سعد ابن خيثمة. 

 آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بين عامر بن فهيرة والحارث بن أوس بن معاذ. 

 وشهد عامر بن فهيرة بدرا وأحدا وقتل يوم بئر معونة سنة أربع من الهجرة وكان يوم قتل بن أربعين سنة.

 زعم عروة بن الزبير أنه قتل يومئذ فلم يوجد جسده حين دفن قال عروة وكانوا يرون أن الملائكة هي دفنته.

 قال هشام بن عروة أخبرني أبي قال لما قتل الذين ببئر معونة وأسر عمرو بن أمية الضمري قال له عامر بن الطفيل من هذا فأشار إلى قتيل، فقال له عمرو بن أمية هذا عامر بن فهيرة. فقال: لقد رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين  الأرض، ثم وضع.

 الطبقات [3 / 230 ،  231 ] ـ فتح الباري [ 7\ 390 ] ـ صحيح البخاري ، كتاب المغازي ،  كتاب اللباس.

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
 مرثد بن أبي مرثد رضي الله عنهما          
  مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب، واسم أبي مرثد كناز بن الحصين بن يربوع بن طريف بن خرشة بن عبيد بن سعد بن عوف بن كعب بن جلان بن غنم بن يحيى بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر.

 آخى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بينه وبين أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت.

 وكان ـ مرثد ـ  يحمل الأسرى من مكة حتى يأتي بهم المدينة قال وكانت امرأة بغي بمكة يقال لها عناق وكانت صديقة له وإنه كان وعد رجلا من أسارى مكة يحمله قال فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة.

 قال فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلي بجنب الحائط فلما انتهت إلي عرفته فقالت مرثد فقلت مرثد. فقالت مرحبا وأهلا هلم فبت عندنا الليلة. قال قلت يا عناق حرم الله الزنا. 

 قالت يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم. قال فتبعني ثمانية وسلكت الخندمة فانتهيت إلى كهف أو غار فدخلت فجاءوا حتى قاموا على رأسي فبالوا فطل بولهم على رأسي وأعماهم الله عني. 

 قال ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي فحملته وكان رجلا ثقيلا حتى انتهيت إلى الإذخر ففككت عنه كبله فجعلت أحمله ويعينني حتى قدمت المدينة. 

 فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أنكح عناقا مرتين فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد علي شيئا حتى نزلت: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين}. 

 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا مرثد الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك فلا تنكحها)).

 شهد مرثد بن أبي مرثد الغنوي يوم بدر على فرس يقال له السبل.

 وشهد أحدا وقتل يوم الرجيع شهيدا، وكان أميرا في هذه السرية وذلك في صفر، على رأس ستة وثلاثين شهرا من مهاجر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة.

 عن محمد بن إسحاق : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد رهط من عضل والقارة، فقالوا: يا رسول الله إن فينا
إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الاسلام.

 فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم نفرا ستة من أصحابه، فيهم مرثد بن أبى مرثد الغنوى 
قال ابن إسحاق: وهو أمير القوم.
وعند البخاري: أنهم كانوا عشرة، وعنده أن كبيرهم عاصم بن ثابت بن أبى الاقلح.
فالله أعلم.
 الطبقات [3 / 47 ،48 ] ـ السيرة النبوية لابن كثير [3 / 125 ، 126 ] سنن الترمذي ، كتاب تفسير القرآن.

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
عبد الله بن سهيل بن عمرو رضي الله عنهما 
 عبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ويكنى أبا سهيل .

 وأمه فاختة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي.

 وهاجر عبد الله بن سهيل إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية 

 ثم رجع إلى مكة فأخذه أبوه فأوثقه عنده وفتنه في دينه .

 وخرج عبد الله بن سهيل إلى نفير بدر مع المشركين وهو مع أبيه سهيل بن عمرو في نفقته وحملاته ولا يشك أبوه أنه قد رجع إلى دينه.

 فلما التقى المسلمون والمشركون ببدر وتراءى الجمعان انحاز عبد الله بن سهيل إلى المسلمين حتى جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل القتال .

 فشهد بدرا مسلما وهو بن سبع وعشرين سنة فغاظ ذلك أباه سهيل بن عمرو غيظا شديدا قال عبد الله فجعل الله عز و جل لي وله في ذلك خيرا كثيرا .

 وشهد عبد الله بن سهيل أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم.

 وشهد اليمامة وقتل بها شهيدا يوم جواثا في خلافة أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة وهو بن ثمان وثلاثين سنة وليس له عقب .

 فلما حج أبو بكر الصديق في خلافته أتاه سهيل بن عمرو بمكة فعزاه أبو بكر بعبد الله فقال سهيل لقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يشفع الشهيد لسبعين من أهله فأنا أرجو ألا يبدأ أبني بأحد قبلي.
 الطبقات الكبرى [٣ / ٤٠٦].
صحابة لا نعرف عنهم الكثير
عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه 
 عياش بن أبي ربيعة
واسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: يكنى أبا عبد الله.

 هو أخو أبي جهل بن هشام لأمه .
 أمهما أم الجلاس واسمها أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم. 

 هو أخو عبد الله بن أبي ربيعة لأبيه وأمه.

 كان إسلامه قديماً قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم. 

 وهاجر عياش رضي الله عنه إلى أرض الحبشة مع امرأته أسماء بنت سلمة بن مخربة وولد له بها ابنه عبد الله.

 ثم قدم عياش بن أبي ربيعة من أرض الحبشة الى مكة فلم يزل بها حتى خرج أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الى الهجرة الى المدينة فخرج معهم.

 وصاحب عمر بن الخطاب فلما نزل قباء قدم عليه أخواه لأمه أبو جهل والحارث بنا هشام فذكرا له أن أمه حلفت ألا يدخل رأسها دهن ولا تستظل حتى تراه.

 فرجع معهما فأوثقاه رباطاً وحبساه بمكة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له.

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 
اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف .

 ثم أفلت بعد ذلك فقدم الشام مجاهدا ثم رجع الى مكة فأقام بها حتى مات ولم يبرح ابنه عبد الله من المدينة.

عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش قال قال لي القاسم بن محمد نزلت هذه الآية { وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ } في جدك عياش بن أبي ربيعة والحارث بن زيد أخي بني معيص بن عامر وكان يؤذيهم بمكة وهو كافر.

 فلما هاجر الصحابة أسلم الحارث ولم يعلموا بإسلامه وأقبل مهاجرا حتى إذا كان بظاهر الحرة لقيه عياش بن أبي ربيعة وظنه على شركه فعلاه بالسيف حتى قتله فنزلت هذه الآية.

 فعن حبيب بن أبي ثابت أن عياش بن أبي ربيعة، والحارث بن هشام، وعكرمة بن أبي جهل قتلوا يوم اليرموك في حديث ذكره. 
 وقال أبو جعفر الطبري: مات عياش بن أبي ربيعة بمكة.

 الطبقات [٤ / ١٢٩] ـ الاستيعاب [١ / ٣٨١ ] ـ الاصابة [ ١/ ٦٠٩ ، ٦١٠ ] ـ صحيح البخاري ، كتاب احاديث الانبياء .

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
سليط بن عمرو رضي الله عنه    
 سليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.

 وأمه خولة بنت عمرو بن الحارث بن عمرو من عبس من اليمن .

 وكان لسليط بن عمرو من الولد سليط بن سليط وأمه قهطم بنت علقمة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك .

 أخو سهيل والسكران ابني عمرو. 

 وكان سليط من المهاجرين الأولين قديم الإسلام بمكة وهاجر الى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته فاطمة بنت علقمة في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر في الهجرة الى أرض الحبشة .

 وشهد سليط أحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم .

 وذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرًا، ولم يذكره غيره فيهم .

 وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم وجهه بكتابه الى هوذة بن علي الحنفي وذلك في محرم سنة سبع من الهجرة.

 كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هوذة بن على صاحب اليمامة‏:‏ ‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ من محمد رسول الله إلى هوذة بن علي، سلام على من اتبع الهدى، واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر، فأسلم تسلم، وأجعل لك ما تحت يديك‏)‏‏.‏ 

 واختار لحمل هذا الكتاب سَلِيط بن عمرو العامري، فلما قدم سليط على هوذة بهذا الكتاب مختوماً أنزله وحياه، وقرأ عليه الكتاب، فرد عليه رداً دون رد.

 وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله، والعرب تهاب مكاني، فاجعل لي بعض الأمر أتبعك‏ .

 وأجاز سليطاً بجائزة، وكساه أثواباً من نسج هجر‏.‏ 

 فقدم بذلك كله على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم كتابه فقال‏:‏ ‏‏لو سألني قطعة من الأرض ما فعلت، باد، وباد ما في يديه‏ .‏

 وقتل سليط بن عمرو يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق .

 الطبقات [٤/ ٢٠٣] ـ اسد الغابة [٢/ ٢٨٨ ] ـ 

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
عتبة بن غزوان رضي الله عنه   
  عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب بن نسيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر .

 ويكنى أبا عبد الله وبعضهم يكنيه أبا غزوان .

 وكان رجلا طويلا جميلا قديم الإسلام وهاجر إلى أرض الحبشة وشهد بدرا والمشاهد ، وكان أحد الرماة المذكورين.

 استعمل عمر بن الخطاب عتبة بن غزوان على البصرة فهو الذي فتحها ومصّر البصرة واختطها.

 وكان عتبة بن غزوان قد حضر مع سعد بن أبي وقاص حين هزم الأعاجم فكتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص أن يضرب قيروانه بالكوفة وأن ابعث عتبة بن غزوان إلى أرض الهند فان له من الإسلام مكانا وقد شهد بدرا وقد رجوت جزءه عن المسلمين والبصرة تسمى يومئذ أرض الهند فينزلها ويتخذ بها للمسلمين قيروانا ولا يجعل بيني وبينهم بحرا .

 ثم إن عتبة سار إلى ميسان وأبزقباذ فافتتحها وقد خرج إليه المرزبان صاحب المذار في جمع كثير فقاتلهم فهزم الله المرزبان .

 عن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه الى ان قال: 
 ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت حتى يكون آخر عاقبتها ملكا فستخبرون وتجربون الأمراء بعدنا.

 وكان سعد يكتب إلى عتبة وهو عامله فوجد من ذلك عتبة فأستأذن عمر أن يقدم عليه فأذن له واستخلف على البصرة المغيرة بن شعبة .
فقدم عتبة على عمر فشكا إليه تسلط سعد عليه فقال عمر : وما عليك ياعتبة أن تقر بالإمرة لرجل من قريش له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وشرف.

 فقال له عتبة: ألست من قريش قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حليف القوم منهم ولي صحبة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قديمة لاتنكر ولا تدفع .
فقال عمر: لا ينكر ذلك من فضلك .
قال عتبة أما إذ صار الأمر إلى هذا فوالله لا أرجع إليها أبدا فأبى عمر إلا أن يرده إليها .

 فرده فمات بالطريق وكان عمله على البصرة ستة أشهر أصابه بطن فمات ، وذلك في سنة سبع عشرة وكان عتبة بن غزوان يوم مات بن سبع وخمسين سنة.

 الطبقات  [٧ / ٥ ـ ٧] ، السير [١/ ٣٠٤ ـ ٣٠٦ ] ،صحيح مسلم ، كتاب الزهد والرقائق.

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
أسعد بن زرارة رضي الله عنه   
 أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ويكنى أبا أمامة. 

 وأمه سعاد ويقال الفريعة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر. 
وهو بن خالة سعد بن معاذ. 

وكان لأسعد بن زرارة من الولد حبيبة  وكبشة والفريعة وأمهن عميرة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة .

 خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة فسمعا برسول الله صلى الله عليه و سلم فأتياه فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن فأسلما ولم يقربا عتبة بن ربيعة ورجعا إلى المدينة فكانا أول من قدم بالإسلام المدينة.

 عن عمارة بن غزية قال أسعد بن زرارة أول من أسلم ثم لقيه الستة النفر هو سادسهم فكانت أول سنة والثانية لقيه بالعقبة الاثنا عشر رجلا من الأنصار فبايعوه والسنة الثالثة لقيه السبعون من الأنصار فبايعوه ليلة العقبة وأخذ منهم النقباء الاثني عشر فكان أسعد بن زرارة أحد النقباء. 

 أن أسعد بن زرارة رحمه الله أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني ليلة العقبة فقال يا أيها الناس هل تدرون على ما تبايعون محمدا إنكم تبايعونه على أن تحاربوا العرب والعجم والجن والإنس مجلبة فقالوا نحن حرب لمن حارب وسلم لمن سالم فقال أسعد بن زرارة يا رسول الله اشترط علي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تبايعوني على أن تشهدوا ألا إله إلا الله وأني رسول الله وتقيمون الصلاة وتؤتوا الزكاة والسمع والطاعة ولا تنازعوا الأمر أهله وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم قالوا نعم. 

 عن النوار ام زيد بن ثابت انها رأت أسعد بن زرارة قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة يصلي بالناس الصلوات الخمس ويجمع بهم في مسجد بناه في مربد سهل وسهيل ابني رافع بن أبي عمرو. 

 وكان أسعد بن زرارة وعمارة بن حزم وعوف بن عفراء لما أسلموا يكسرون أصنام بني مالك بن النجار.

 أصابه وجع الذبح في حلقه، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: " لابلغن أو لا بلين في أبي
أمامة عذرا " فكواه بيده فمات.
فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " ميتة سوء لليهود.
يقولون: هلا دفع عن صاحبه، ولا أملك له ولا لنفسي من الله شيئا ". 

 أوصى أسعد ببناته إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكن ثلاثا.
فكن في عيال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يدرن معه في بيوت نسائه.

 مات أسعد بن زرارة في شوال على رأس تسعة أشهر من الهجرة ومسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ يبنى وذلك قبل بدر،  ودفن في البقيع. 

 فجاءت بنو النجار إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا قد مات نقيبنا فنقب علينا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا نقيبكم.

الطبقات [٣ / ٦٠٨ ـ ٦١١] ـ السير [ ١/ ٢٩٩ ، ٣٠٣ ].

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
البراء بن معرور رضي الله عنه  
 البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة.

 وأمه الرباب بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الأوس.

 وكان للبراء من الولد بشر بن البراء شهد العقبة وبدرا وأمه خليدة بنت قيس بن ثابت بن خالد من أشجع ثم من بني دهمان .

 ومبشر وهند وسلافة والرباب وأمهم حميمة بنت صيفي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد من بني سلمة .

 وشهد البراء بن معرور العقبة وهو أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار.

 وكان البراء أول من تكلم من النقباء ليلة العقبة حين لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم السبعون من الأنصار فبايعوه وأخذ منهم النقباء .

 فقام البراء فحمد الله وأثنى عليه وقال الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد وحبانا به ، فكنا أول من أجاب وآخر من دعا فأجبنا الله ورسوله وسمعنا وأطعنا .

 يا معشر الأوس والخزرج قد أكرمكم الله بدينه فإن أخذتم السمع والطاعة والموازرة بالشكر فأطيعوا الله ورسوله ثم جلس.

 عن الزهري عن بن كعب بن مالك قال كان البراء بن معرور أول من استقبل القبلة حيا وميتا قبل أن يوجهها رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمره النبي صلى الله عليه و سلم أن يستقبل بيت المقدس والنبي عليه السلام يومئذ بمكة فأطاع البراء النبي عليه السلام.

 حتى إذا حضرته الوفاة أمر أهله أن يوجهوه إلى المسجد الحرام.

 فلما قدم النبي عليه السلام مهاجرا صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم صرفت القبلة نحو الكعبة.

 وكان البراء بن معرور الأنصاري أول من استقبل القبلة وكان أحد النقباء من السبعين.

 فقدم المدينة قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه و سلم فجعل يصلي نحو القبلة فلما حضرته الوفاة أوصى بثلث ماله لرسول الله صلى الله عليه و سلم يضعه حيث يشاء.

 وقال وجهوني في قبري نحو القبلة فقدم النبي صلى الله عليه و سلم بعدما مات فصلى عليه.

 وهو أول من أوصى بثلث ماله فأجازه رسول الله صلى الله عليه و سلم.

 كان موت البراء بن معرور في صفر قبل قدوم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة بشهر.

 عن ابي قتادة عن ابيه قال أول من صلى عليه النبي صلى الله عليه و سلم حين قدم المدينة البراء بن معرور انطلق بأصحابه فصف عليه وقال اللهم اغفر له وارحمه وارض عنه .

 الطبقات [ ٣/ ٦١٨ ـ ٦٢٠ ]ـ السير [١/ ٢٦٩].

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
سعد بن خيثمة الأوسي رضي الله عنهما
 سعد بن خيثمة ابن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم، ويكنى أبا عبد الله. 

 وأمه هند بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة بن مالك من الأوس. 

 وأخوه لأمه أبو ضياح النعمان بن ثابت. 

 وكان لسعد من الولد عبد الله، وقد صحب النبي، صلى الله عليه وسلم، وشهد معه الحديبية وأمه جميلة بنت أبي عامر وهو عبد عمرو بن صيفي بن النعمان من الأوس. 

 وقد كان له بقية فانقرض آخرهم في سنة مائتين فلم يبق له عقب.

 وقد شهد سعد بن خيثمة العقبة مع السبعين من الأنصار. 
 عن كعب بن مالك قال لما كانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها بمنى للبيعة اجتمعنا بالعقبة فأتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم واتبعه العباس وحده فقال اخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا فذكرهم وفيه وكان نقيب بني عمرو بن عوف سعد بن خيثمة. 

 وقال بن إسحاق في المغازي نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بقباء على كلثوم بن الهدم وكان إذا خرج منه جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة وكان يقال له بيت الغراب. 

 آخى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين سعد بن خيثمة وأبي سلمة بن عبد الأسد.

 ولما ندب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المسلمين إلى الخروج إلى عير قريش فأسرعوا. 

 قال خيثمة بن الحارث لابنه سعد: إنه لا بد لأحدنا من أن يقيم فآثرني بالخروج وأقم مع نسائك، فأبى سعد وقال: لو كان غير الجنة آثرتك به، إني أرجو الشهادة في وجهي هذا. فاستهما فخرج سهم سعد. 

 فخرج مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى بدر فقتل يومئذ، قتله عمرو بن عبد ود ويقال طعيمة بن عدي.
  واستشهد أبوه خيثمة يوم أحد.
 الطبقات [٣/ ٤٨١،  ٤٨٢ ] ـ الاصابة [٣/ ٥٥،  ٥٦ ] ـ السير [١ /٢٦٦ ].


صحابة لا نعرف عنهم الكثيرابو الهيثم بن التيهان رضي الله عنه  
  أبو الهيثم، مالك بن التيهان بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة الانصاري حليف بني عبد الاشهل.
وأمه ليلى بنت عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جثم بن الحارث بن الخزرج. 

  وكان أبو الهيثم يكره الأصنام في الجاهلية ويؤفف بها ويقول بالتوحيد هو وأسعد بن زرارة. 

  وكانا من أول من أسلم من الأنصار بمكة ويجعل في الثمانية النفر الذين آمنوا برسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة من الأنصار فأسلموا قبل قومهم. 

  ويجعل أبو الهيثم أيضا في الستة النفر الذين يروى أنهم أول من لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأنصار بمكة فأسلموا قبل قومهم وقدموا المدينة بذلك وأفشوا بها الإسلام. 

  قال محمد بن عمر وأمر الستة أثبت الأقاويل عندنا إنهم أول من لقي رسول الله عليه السلام من الأنصار فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا. 

  وقد شهد أبو الهيثم العقبة مع السبعين من الأنصار وهو أحد النقباء لاثني عشر أجمعوا على ذلك كلهم. 
وكان نقيب بني عبد الأشهل أسيد بن حضير وأبو الهيثم بن التيهان. 

 وآخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أبي الهيثم بن التيهان وعثمان بن مظعون. 

  وشهد أبو الهيثم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
  وبعثه رسول الله إلى خيبر خارصا فخرص * عليهم التمرة وذلك بعدما قتل عبد الله بن رواحة بمؤتة.

  قال كان أبو الهيثم بن التيهان يخرص على عهد رسول الله فلما توفي رسول الله عليه السلام بعثه أبو بكر رحمه الله فأبى فقال قد خرصت لرسول الله فقال إني كنت إذا خرصت لرسول الله فرجعت دعا الله لي قال فتركه.

  توفي أبو الهيثم بن التيهان في خلافة عمر بن الخطاب. 

  عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة قال سمعت شيوخ أهل الدار يعني بني عبد الأشهل يقولون مات أبو الهيثم سنة عشرين بالمدينة. 

قال محمد بن عمر وهذا أثبت عندنا ممن روى أن أبا الهيثم شهد صفين مع علي بن أبي طالب وقتل يومئذ ولم أر أحدا من أهل العلم قبلنا يعرف ذلك ولا يثبته والله أعلم.

 الطبقات [٣ / ٤٤٧،  ٤٤٨ ] ـ السير [١ / ١٨٩ ـ ١٩١ ] ـ الاصابة [٧ / ٤٤٩،  ٤٥٠ ]. 
ــــــــــــــــ
* الخرص: بفتح الخاء، وحكي بكسرها، وبسكون الراء، وهو: حزر ما على النخل من الرطب ثمرا، وهو تقدير بظن لا إحاطة.


صحابة لا نعرف عنهم الكثير
عبد الله بن عمرو بن حرام ابو جابر الانصاري رضي الله عنهما 
 عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ويكنى أبا جابر.

  وأمه الرباب بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة.

  وكان لعبد الله بن عمرو من الولد جابر شهد العقبة وأمه أنيسة بنت عنمة بن عدي بن سنان بن نابىء بن عمرو بن سواد.

 وشهد عبد الله بن عمرو العقبة مع السبعين من الأنصار وهو أحد النقباء الاثني عشر وشهد بدرا وأحدا وقتل يومئذ شهيدا في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة.

 وحين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم -  إلى أحد - في ألف رجل من أصحابه، حتى إذا كانوا بالشوط بين أحد والمدينة، انخزل عنهم عبدالله بن أبيّ ابن سلول بثلث الناس وقال: أطاعهم فخرج وعصاني! والله ما ندري علامَ نقتل أنفسنا ههنا أيها الناس!! فرجع بمن اتبعه من الناس من قومه من أهل النفاق وأهل الريْب .  

واتبعهم عبدالله بن عمرو بن حرام أخو بني سلمة يقول: يا قوم، أذكّركم الله أن تخذلوا نبيكم وقومكم عندما حضر من عدوّهم! .

 فقالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم، ولكنا لا نرى أن يكون قتال!.

 فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم، قال: أبعدَكم الله أعداء الله! فسيُغني الله عنكم! ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 عن جابر بن عبد الله قال لما قتل أبي يوم أحد أتيته وهو مسجى فجعلت أكشف عن وجهه وأقبله والنبي يراني فلم ينهني .

 وجعلت عمتي فاطمة بنت عمرو تبكي عليه فقال النبي صلى الله عليه و سلم بكيه أو لا تبكيه ما زالت الملائكة تظله حتى رفعتموه .

 وعن جابر بن عبد الله قال أصيب أبي وخالي يوم أحد فجاءت بهما أمي قد عرضتهما على ناقة أو قال على جمل فأقبلت بهما إلى المدينة فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه و سلم ادفنوا القتلى في مصارعهم قال فردا حتى دفنا في مصارعهما .

قال جابر وكفن أبي في نمرة واحدة وكان يقول صلى الله عليه و سلم أي هؤلاء كان أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير له إلى الرجل قال قدموه في اللحد قبل صاحبه قالوا.

  وكان عبد الله بن عمرو بن حرام أول قتيل قتل من المسلمين يوم أحد قتله سفيان بن عبد شمس أبو أبي الأعور السلمي .

 فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل الهزيمة وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ادفنوا عبد الله بن عمرو وعمرو بن الجموح في قبر واحد لما كان بينهما من الصفاء وقال ادفنوا هذين المتحابين في الدنيا في قبر واحد .

قال وكان عبد الله بن عمرو رجلا أحمر أصلع ليس بالطويل وكان عمرو بن الجموح رجلا طويلا فعرفا فدفنا في قبر واحد وكان قبرهما مما يلي المسل فدخله السيل فحفر عنهما وعليهما نمرتان وعبد الله قد أصابه جرح في وجهه فيده على جرحه فأميطت يده عن جرحه فانبعث الدم فردت يده إلى مكانها فسكن الدم.

 قال جابر فرأيت أبي في حفرته كأنه نائم وما تغير من حاله قليل ولا كثير .

 عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله أن أباه قال له إني أرجو أن أكون في أول من يصاب غدا فأوصيك ببنات عبد الله خيرا فأصيب فجعلنا الإثنين في قبر واحد فدفنته مع آخر في قبر فلبثنا ستة أشهر ثم إن نفسي لم تدعني حتى أدفنه وحده فاستخرجته من القبر فإذا الأرض لم تأكل شيئا منه إلا قليلا من شحمة أذنه .
 الطبقات [٣ / ٥٦١ ، ٥٦٣ ] ـ تفسير الطبري [٧ / ٣٧٨ ، ٣٧٩ ].
صحابة لا نعرف عنهم الكثير
 أسيد بن الحضير رضي الله عنه 
 أسيد بن الحضير ابن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، ويكنى أبا يحيى، وكان يكنى أيضا أبا الحضير. 

 وأمه في رواية محمد بن عمر أم أسيد بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، وفي رواية عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري أم أسيد بنت سكن بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل.

  وكان لأسيد من الولد يحيى وأمه من كندة توفي وليس له عقب. 

 وكان أبوه حضير الكتائب شريفا في الجاهلية، وكان رئيس الأوس يوم بعاث وهي آخر وقعة كانت بين الأوس والخزرج في الحروب التي كانت بينهم، وقتل يومئذ حضير الكتائب. 

 وكان أسيد بن الحضير بعد أبيه شريفا في قومه في الجاهلية وفي الإسلام يعد من عقلائهم وذوي رأيهم . 

وكان يكتب بالعربية في الجاهلية وكانت الكتابة في العرب قليلا، وكان يحسن العوم والرمي، وكان يسمى من كانت هذه الخصال فيه في الجاهلية الكامل وكانت قد اجتمعت في أسيد، وكان أبوه حضير الكتائب يعرف بذلك أيضا ويسمى به.

 كان إسلام أسيد بن الحضير وسعد بن معاذ على يدي مصعب بن عمير العبدري في يوم واحد، فقدم أسيد سعدا في الإسلام بساعة. 

 وشهد أسيد العقبة الآخرة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا، وكان أحد النقباء الاثني عشر. 

 وآخى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين أسيد بن الحضير وزيد بن حارثة.

 وله رواية أحاديث، روت عنه عائشة، وكعب بن مالك، و عبد الرحمن بن أبي ليلى، ولم يلحقه.

 ولم يشهد أسيد بدرا وتخلف هو وغيره من أكابر أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من النقباء وغيرهم عن بدر ولم يظنوا أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يلقى بها كيدا ولا قتالا وإنما خرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومن معه يعترضون لعير قريش حين رجعت من الشام. 

 ولقي أسيد بن الحضير رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين أقبل من بدر فقال: الحمد لله الذي أظفرك وأقر عينك، والله يا رسول الله ما كان تخلفي عن بدر وأنا أظن أنك تلقى عدوا ولكن ظننت أنها العير، ولو ظننت أنه عدو ما تخلفت. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: صدقت.

 وشهد أسيد أحدا وجرح يومئذ سبع جراحات، وثبت مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين انكشف الناس، وشهد الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان من علية أصحابه.

 عن أبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: نعم الرجل أسيد بن الحضير.

 وكان في أسيد مزاح وطيب أخلاق.

 توفي أسيد بن الحضير في شعبان سنة عشرين فحمله عمر بن الخطاب بين العمودين من بني عبد الأشهل حتى وضعه بالبقيع وصلى عليه بالبقيع.

 عن بن عمر قال: هلك أسيد بن الحضير وترك عليه أربعة آلاف درهم دينا، وكان ماله يغل كل عام ألفا فأرادوا بيعه فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فبعث إلى غرمائه فقال: هل لكم أن تقبضوا كل عام ألفا فتستوفوه في أربع سنين؟ قالوا: نعم يا أمير المؤمنين. فأخروا ذلك فكانوا يقبضون كل عام ألفا.

 عن محمد بن إبراهيم عن أسيد بن حضير قال بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوط عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكتت فقرأ فجالت الفرس. 
فسكت وسكتت الفرس ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن تصيبه فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها. 

 فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ يا ابن حضير اقرأ يا ابن حضير. 

قال فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا فرفعت رأسي فانصرفت إليه فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فخرجت حتى لا أراها. 
قال: وتدري ما ذاك . قال لا. 
قال: تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم.
 الطبقات [٣/ ٦٠٣،  ٦٠٦ ] ـ السير [١/ ٣٤٠،  ٣٤٢] ـ صحيح البخاري ، كتاب فضائل القرآن.
صحابة لا نعرف عنهم الكثير
سعد بن الربيع رضي الله عنه 
 سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج .

 وأمه هزيلة بنت عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج .

 وكان لسعد من الولد أم سعد واسمها جميلة وهي أم خارجة بن زيد بن ثابت بن الضحاك .

 وشهد سعد بن الربيع العقبة وهو أحد النقباء الاثني عشر.

 وكان سعد يكتب في الجاهلية وكانت الكتابة في العرب قليلة.

 عن أنس بن مالك قال لما قدم عبد الرحمن بن عوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بينه وبين سعد بن الربيع .

 قال فانطلق به سعد إلى منزله فدعا بطعام فأكلا وقال له لي امرأتان وأنت أخي في الله لا امرأة لك فأنزل عن إحداهما فتزوجها ، قال لا والله .

 قال هلم إلى حديقتي أشاطركها قال فقال لا ،
بارك الله لك في أهلك ومالك دلوني على السوق .

 وشهد سعد بن الربيع بدرا وأحدا وقتل يوم أحد شهيدا وقد شرعت فيه اثنا عشر سنانا.

 وليس له عقب وانقرض ولد عمرو بن أبي زهير بن مالك فلم يبق منهم أحد .


 ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع أفي الاحياء هو أم في الاموات ؟ فقال رجل من الانصار : أنا.

 فنظر فوجده جريحا في القتلى وبه رمق، قال: فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر أفي الاحياء أنت أم في الاموات .

 فقال: أنا في الاموات فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم سلامي وقل له: إن سعد بن الربيع يقول لك: جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته.

 وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم: إن سعد بن الربيع يقول لكم: إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف.
قال ثم لم أبرح حتى مات.

 وكان الرجل الذي التمس سعدا في القتلى محمد بن سلمة فيما ذكره محمد بن عمر .

 وقتل يومئذ خارجة بن زيد بن أبي زهير فدفنا جميعا في قبر واحد .

 فلما أجرى معاوية كظامه نادى مناديه بالمدينة من كان له قتيل بأحد فليشهد.

 فخرج الناس إلى قتلاهم فوجدوهم رطابا يتثنون.

 وكان قبر سعد بن الربيع وخارجة بن زيد معتزلا فترك وسوي عليه التراب .


 عن جابر بن عبد الله قال جاءت امرأة سعد بن الربيع بابنتيها من سعد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله هاتان ابنتا سعد قتل أبوهما يوم أحد شهيدا وإن عمهما أخذ مالهما فاستفاءه فلم يدع لهما مالا والله لا تنكحان إلا ولهما مال .

 فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقضي الله في ذلك فأنزل الله عليه آية الميراث فدعا عمهما فقال أعط ابنتي سعد الثلثين وأعط أمهما الثمن ولك ما بقي .
 الطبقات [٣/ ٥٢٢ ـ ٥٢٤ ] ـ البداية والنهاية [٤/ ٤٤ ].

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
 عبادة بن الصامت رضي الله عنه
 عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج ويكنى أبا الوليد .

 وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج.

 وكان لعبادة بن الصامت من الولد الوليد وأمه جميلة بنت أبي صعصعة وهو عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار.

 ومحمد وأمه أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار .

 وشهد عبادة العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وهو أحد النقباء الاثني عشر.

 وآخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بين عبادة بن الصامت وأبي مرثد الغنوي.

 وشهد عبادة بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان عبادة عقبيا نقيبا بدريا أنصاريا.

 حدث عنه أبو أمامة الباهلي، وأنس بن مالك، وأبو مسلم الخولاني الزاهد، وجبير بن نفير، وجناده بن أبي أمية، و عبدالرحمن بن عسيلة الصنابحي، ومحمود بن الربيع، وأبو إدريس الخولاني، وأبو الاشعث الصناعاني، وابنه الوليد بن عبادة.

 عن أبي الخير عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال: إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
وقال بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل النفس التي حرم الله، ولا ننتهب، ولا نعصي بالجنة إن فعلنا ذلك، فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله.

 قال محمد بن كعب القرظي: جمع القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة من الانصار: معاذ، وعبادة، وأبي، وأبو أيوب، وأبو الدرداء.

 شهد فتح مصر وكان أمير ربع المدد.
 وهو أول من ولي قضاء فلسطين.

 أبي إسحاق بن يسار عن عبادة بن الصامت قال لما حارب بنو قينقاع بسبب ما أمرهم عبد الله بن أبي وكانوا حلفاءه فمشى عبادة بن الصامت وكان له حلف مثل الذي لعبد الله بن أبي فخلعهم وتبرأ إلى الله ورسوله من حلفهم فنزلت يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى الآية .

 وكان يزيد بن أبي سفيان كتب إلى عمر أنه أحتاج أهل الشام إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم فأرسل معاذا وعبادة وأبا الدرداء فأقام عبادة بفلسطين.

 ولعبادة قصص متعددة مع معاوية وإنكاره عليه أشياء وفي بعضها رجوع معاوية له وفي بعضها شكواه إلى عثمان منه تدل على قوته في دين الله وقيامه في الأمر بالمعروف.

 كان عبادة بن الصامت رجلا طوالا جسيما جميلا ومات 
بالرملة من أرض الشام سنة أربع وثلاثين وهو بن اثنتين وسبعين سنة .
الطبقات [٣ / ٥٤٦ ] ـ الاصابة [٣/ ٦٢٤ ـ ٦٢٦ ] ـ صحيح البخاري ، كتاب مناقب الانصار

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
المنذر بن عمرو الساعدي رضي الله عنه    
 المنذر بن عمرو بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة.

 وأمه هند بنت المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة.

 وكان المنذر يكتب بالعربية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلا .

ثم أسلم فشهد العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وكان أحد النقباء الاثني عشر .

 وآخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بين المنذر بن عمرو وطليب بن عمير.

 وشهد المنذر بن عمر بدرا وأحدا وبعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم أميرا على أصحاب بئر معونة فقتل يومئذ شهيدا في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة.

 وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعنق المنذر ليموت يقول مشى إلى الموت وهو يعرفه وليس للمنذر عقب.

 قال يونس عن ابن إسحاق فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني بعد أحد بقية شوال وذا القعدة وذا الحجة والمحرم ثم بعث أصحاب بئر معونة في صفر على رأس أربعة أشهر من أحد .

 قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الاسنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فعرض عليه الاسلام، ودعاه إليه، فلم يسلم ولم يبعد وقال: يا محمد لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد فدعوهم إلى أمرك، رجوت أن يستجيبوا لك.

 فقال صلى الله عليه وسلم إني أخشى عليهم أهل نجد ، فقال أبو براء أنا لهم جار.

 فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو أخا بني ساعدة المعنق ليموت في أربعين رجلا من أصحابه من خيار المسلمين فيهم: الحارث بن الصمة وحرام بن ملحان أخو بني عدي بن النجار، وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر في رجال من خيار المسلمين.

 فساروا حتى نزلوا بئر معونة وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم.

 فلما نزلوا بعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عامر بن الطفيل، فلما أتاه لم ينظر في الكتاب حتى عدا على الرجل فقتله، ثم استصرخ عليهم بني عامر، فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم وقالوا: لن نحفر أبا براء وقد عقد لهم عقدا وجوارا.

 فاستصرخ عليهم قبائل من بني سليم - عصية ورعلا وذكوان والقارة - فأجابوا إلى ذلك فخرجوا حتى غشوا القوم، فأحاطوا بهم في رحالهم فلما رأوهم أخذوا أسيافهم، ثم قاتلوا القوم حتى قتلوا عن آخرهم.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحا يدعو على رعل وذكوان ولحيان وعصية عصت الله ورسوله.

 قال أنس أنزل الله عز وجل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآنا قرأناه حتى نسخ بعد أن بلغوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه.
 الطبقات [٣/ ٥٥٥ ] ـ البداية والنهاية [٤ / ٨٣ ، ٨٤ ] ـ صحيح البخاري ، كتاب الجهاد والسير ـ صحيح مسلم ، كتاب المساجد.

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
عبد الله بن رواحة رضي الله عنه
 عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج .

 وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك الأغر.

  كان يكنى ابا محمد وقيل ابا رواحة وليس له عقب ، وهو خال النعمان بن بشير .

 وكان عبد الله بن رواحة يكتب في الجاهلية وكانت الكتابة في العرب قليلة .

 وشهد عبد الله العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا وهو أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار .

 وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر وعمرة القضية .

 وقدمه رسول الله صلى الله عليه و سلم من بدر يبشر أهل العالية بما فتح الله عليه والعالية بنو عمرو بن عوف وخطمة ووائل.

 واستخلفه رسول الله صلى الله عليه و سلم على المدينة حين خرج إلى غزوة بدر الموعد.

 وبعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية في ثلاثين راكبا إلى أسير بن رزام اليهودي بخيبر فقتله.

  وبعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر خارصا فلم يزل يخرص عليهم إلى أن قتل بمؤتة.

 قال أبو الدرداء: إن كنا لنكون مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في السفر في اليوم الحار ما في القوم أحد صائم إلا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، و عبد الله بن رواحة .

 وكان عبد الله بن رواحة قد أغمي عليه، فأتاه النبي، فقال: اللهم إن كان حضر أجله، فيسر عليه، وإلا فاشفه ، فوجد خفة.

 لما نزلت والشعراء يتبعهم الغاوون قال عبد الله بن رواحة قد علم الله أني منهم فأنزل الله إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات حتى ختم الآية .

 عن أنس قال: دخل النبي، صلى الله عليه وسلم، مكة في عمرة القضاء، وابن رواحة بين يديه يقول: خلوا بني الكفار عن سبيله ..... اليوم نضربكم على تنزيله ....ضربا يزيل الهام عن مقيله .... ويذهل الخليل عن خليله ....فقال عمر: يا ابن رواحة ! في حرم الله وبين يدي رسول الله تقول الشعر ؟ فقال النبي، صلى الله عليه وسلم:  خل يا عمر، فهو أسرع فيهم من نضح النبل .

 لما جهز النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى مؤتة الامراء الثلاثة، فقال: الامير زيد، فإن أصيب فجعفر، فإن أصيب، فابن رواحة.

 فلما قتلا، كره ابن رواحة الاقدام فقال: أقسمت يا نفس لتنزلنه ... طائعة أو لا لتكر هنه.... فطالما قد كنت مطمئنه.... ما لي أراك تكرهين الجنه .... فقاتل حتى قتل.

 عن عروة بن الزبير: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: " فإن أصيب ابن رواحة، فليرتض المسلمون رجلا " ثم ساروا حتى نزلوا بمعان، فبلغهم أن هرقل قد نزل بمآب في مئة ألف من الروم، ومئة ألف من المستعربة، فشجع الناس ابن رواحة، وقال: يا قوم ! والله إن الذي تكرهون للتي خرجتم لها: الشهادة وكانوا ثلاثة الاف ، وكانت مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة
 الطبقات [٣ / ٥٢٥ ـ ٥٢٩ ] ـ السير [١/ ٢٣٣ ـ ٢٤٠] ـ صحيح البخاري ، كتاب الصوم ـ كتاب المغازي.



صحابة لا نعرف عنهم الكثير
سعد بن عبادة رضي الله عنه
 سعد بن عبادة ابن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، ويكنى أبا ثابت. 

وأمه عمرة وهي الثالثة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار بن الخزرج. 

وهو ابن خالة سعد بن زيد الأشهلي من أهل بدر. 

 وكان لسعد بن عبادة من الولد سعيد ومحمد وعبد الرحمن وأمهم غزية بنت سعد بن خليفة بن الأشرف بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة. 

 وقيس وأمامة وسدوس وأمهم فكيهة بنت عبيد بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة. 

 وكان سعد في الجاهلية يكتب بالعربية، وكانت الكتابة في العرب قليلا، وكان يحسن العوم والرمي وكان من أحسن ذلك يسمى الكامل. 

 وكان سعد بن عبادة وعدة آباء له قبله في الجاهلية ينادي على أطمهم: من أحب الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة.

 عن هشام بن عروة عن أبيه أن سعد بن عبادة كان يدعو: اللهم هب لي حمدا وهب لي مجدا، لا مجد إلا بفعال ولا فعال إلا بمال، اللهم لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه.

 وكان سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو وأبو دجانة لما أسلموا يكسرون أصنام بني ساعدة. 

 وشهد سعد العقبة مع السبعين من الأنصار وكان أحد النقباء الاثني عشر. 

 وكان سيدا جوادا ولم يشهد بدرا، وكان يتهيأ للخروج إلى بدر ويأتي دور الأنصار يحضهم على الخروج فنهش قبل أن يخرج فأقام، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لئن كان سعد لم يشهدها لقد كان عليها حريصا.

 ولكنه قد شهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم. 

 وكان سعد لما قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يبعث إليه كل يوم جفنة فيها ثريد بلحم أو ثريد بلبن أو ثريد بخل وزيت أو بسمن، وأكثر ذلك اللحم، فكانت جفنة سعد تدور مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في بيوت أزواجه. 

 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن سعد بن عبادة رضي الله عنه توفيت أمه وهو غائب عنها، فقال يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها، أينفعها شيء إن تصدقت به عنها قال: نعم . قال فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها. 

 وكانت راية الأنصار ـ يوم فتح مكة ـ مع سعد بن عبادة، فلما مرَّ بأبي سفيان قال له: «اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشاً».

 فقال الرسولُ محمد صلى الله عليه وسلم : «بل اليوم يوم تعظم فيه الكعبة، اليوم يوم أعز الله فيه قريشاً»، ثم أرسل إلى سعد فنزع منه اللواء، ودفعه إلى ابنه قيس بن سعد بن عبادة، وقيل أن اللواء لم يخرج عن سعد، وقيل: بل دفعه إلى الزبير.

 عن بن عباس عن عمر بن الخطاب أن الأنصار حين توفى الله نبيه، صلى الله عليه وسلم، اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ومعهم سعد بن عبادة فتشاوروا في البيعة له. 

 وبلغ الخبر أبا بكر وعمر، رضي الله عنهما، فخرجا حتى أتياهم ومعهما ناس من المهاجرين، فجرى بينهم وبين الأنصار كلام ومحاورة في بيعة سعد بن عبادة، فقام خطيب الأنصار فقال: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش. فكثر اللغط وارتفعت الأصوات. 

 فقال عمر: فقلت لأبي بكر ابسط يدك، فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون وبايعه الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة وكان مزملا بين ظهرانيهم فقلت: ما له؟ فقالوا: وجع. 

 قال قائل منهم: قتلتم سعدا، فقلت: قتل الله سعدا، إنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمرنا أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا بعدنا فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى وإما أن نخالفهم فيكون فسادا.

 توفي سعد بن عبادة بحوران من أرض الشام لسنتين ونصف من خلافة عمر.

 قال محمد بن عمر: كأنه مات سنة خمس عشرة ✫

 وقال يحيى بن بكير وابن عائشة وغيرهما: مات بحوران سنة ست عشرة.

 الطبقات [٣/ ٦١٣ ـ ٦١٧ ] ـ السير [١/ ٢٧٠ ـ ٢٧٨ ] ـ زاد المعاد [٣/ ٣٣٢٠ ] ـ صحيح البخاري ، كتاب الوصايا،  كتاب فضائل الصحابة.
ــــــــــــــــــــ
روى ابن سعد وغيره ان سعد بن عبادة قتلته الجن ولكن هذه الرواية مرسلة من ثلاث طرق والله اعلم.
صحابة لا نعرف عنهم الكثير
عباد بن بشر رضي الله عنه        
 عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل قال محمد بن عمر كان يكنى أبا بشر وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري كان يكنى أبا الربيع. 

 وأمه فاطمة بنت بشر بن عدي بن أبي بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج حلفاء بني عبد الأشهل. 

 وكان لعباد بن بشر من الولد ابنة لم يكن له ولد غيرها فانقرضت فلم يبق له عقب. 

 وأسلم عباد بالمدينة على يد مصعب بن عمير وذلك قبل إسلام أسيد بن الحضير وسعد بن معاذ. 

 وآخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بين عباد بن بشر وبين أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة. 

 وشهد عباد بن بشر بدرا وكان فيمن قتل كعب بن الأشرف وشهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم. 

 وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يوم الحديبية ـ عباد بن بشر أمامه طليعة في عشرين فرسا من خيل المسلمين وفيهم رجال من المهاجرين والأنصار.

 وبعثه رسول الله عليه السلام إلى بني سليم ومزينة يصدقهم فأقام عندهم عشرا وانصرف إلى بني المصطلق من خزاعة بعد الوليد بن عقبة بن أبي معيط يصدقهم فأقام عندهم عشرا وانصرف راضيا. 

 وجعله رسول الله صلى الله عليه و سلم على مقاسم حنين واستعمله على حرسه بتبوك من يوم قدم إلى أن حل وكان أقام بها عشرين يوما. 

 عن أنس رضي الله عنه أن رجلين خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة، وإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا، فتفرق النور معهما.
  قال حماد أخبرنا ثابت عن أنس كان أسيد بن حضير وعباد بن بشر عند النبي صلى الله عليه وسلم.

 عن عائشة رضي الله عنها قالت : تهجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي ، فسمع صوت عباد بن بشر ، فقال : يا عائشة ، هذا صوت عباد بن بشر ؟ قلت : نعم . قال : اللهم اغفر له .

 وعنها رضي الله عنها قالت:  ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا ، كلهم من بني عبد الأشهل : سعد بن معاذ ، وعباد بن بشر ، وأسيد بن حضير.

 وشهد يوم اليمامة وكان له يومئذ بلاء ومباشرة للقتال وطلب للشهادة حتى قتل يومئذ شهيدا سنة اثنتي عشرة وهو يومئذ بن خمس وأربعين سنة.

 وعن ابي سعيد الخدري قال جعلت أنظر إليه يوم اليمامة وإنه ليصيح بالأنصار احطموا جفون السيوف وتميزوا من الناس. 

 وجعل يقول أخلصونا أخلصونا فأخلصوا أربعمائة رجل من الأنصار ما يخالطهم أحد يقدمهم عباد بن بشر وأبو دجانة والبراء بن مالك حتى انتهوا إلى باب الحديقة فقاتلوا أشد القتال. 

 وقتل عباد بن بشر رحمه الله فرأيت بوجهه ضربا كثيرا ما عرفته إلا بعلامة كانت في جسده.
 الطبقات [٢ / ٩٥ ] ـ [ ٣/ ٤٤٠] ـ السير [١/ ٣٣٧ ـ ٣٤٠] ـ صحيح البخاري ، كتاب مناقب الانصار.

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
 محمد بن مسلمة رضي الله عنه 
 محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، وهو النبيت، ابن مالك من الأوس. 

 وأمه أم سهم، واسمها خليدة بنت أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب من الخزرج.

 وكان لمحمد بن مسلمة من الولد عشرة نفر وست بنات وكان يكنى ابا عبد الرحمن.

 أسلم محمد بن مسلمة بالمدينة على يد مصعب بن عمير وذلك قبل إسلام أسيد بن الحضير وسعد بن معاذ.

 وآخى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين محمد بن مسلمة وأبي عبيدة بن الجراح. 

 وشهد محمد بدرا وأحدا. وكان فيمن ثبت مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يومئذ حين ولى الناس. وشهد الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ما خلا تبوك فإن رسول الله استخلفه على المدينة حين خرج إلى تبوك. 

 وكان محمد فيمن قتل كعب بن الأشرف.

 عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 
من لكعب بن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
 فقال محمد بن مسلمة أنا. 

فأتاه فقال أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين.

 فقال ارهنوني نساءكم. قالوا كيف نرهنك نساءنا، وأنت أجمل العرب قال فارهنوني أبناءكم.
 قالوا كيف نرهن أبناءنا فيسب أحدهم، فيقال رهن بوسق أو وسقين هذا عار علينا ولكنا نرهنك اللأمة- قال سفيان يعني السلاح-. 
فوعده أن يأتيه فقتلوه، ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه.

  وبعثه رسول الله إلى القرطاء، وهم من بني أبي بكر بن كلاب، سرية في ثلاثين راكبا من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسلم وغنم، وبعثه أيضا إلى ذي القصة سرية في عشرة نفر.

 ولما خرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى عمرة القضية فانتهى إلى ذي الحليفة قدم الخيل أمامه وهي مائة فرس واستعمل عليها محمد بن مسلمة.

 وعن محمد بن عمر قال: حدثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال: كان محمد بن مسلمة يقول: يا بني سلوني عن مشاهد النبي، عليه السلام، ومواطنه فإني لم أتخلف عنه في غزوة قط إلا واحدة في تبوك خلفني على المدينة، وسلوني عن سراياه، صلى الله عليه وسلم، فإنه ليس منها سرية تخفى علي إما أن أكون فيها أو أن أعلمها حين خرجت.

 عن إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أبي حيان التيمي عن عباية بن رفاعة بن رافع في حديث رواه محمد بن مسلمة وكان رجلا أسود طويلا، عظيما، قال وزادنا محمد بن عمر في صفته فقال: كان معتدلا أصلع.

وكان رضي الله عنه ممن اعتزل الفتنة ، ولا حضر الجمل، ولا صفين ; بل اتخذ سيفا من خشب، وتحول إلى الربذة، فأقام بها مديدة.

 واستعمله عمر على زكاة جهينة ، وقد كان عمر إذا شكي إليه عامل، نفذ محمدا إليهم ليكشف أمره.

 عن أبي بردة، قال: مررنا بالربذة، فإذا فسطاط محمد بن مسلمة، فقلت: لو خرجت إلى الناس، فأمرت ونهيت ؟ فقال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " يا محمد، ستكون فرقة وفتنة واختلاف، فاكسر سيفك، واقطع وترك، واجلس في بيتك ".
ففعلت ما أمرني. 

 مات محمد بن مسلمة بالمدينة في صفر سنة ست وأربعين وهو يومئذ بن سبع وسبعين سنة، وصلى عليه مروان بن الحكم.

 الطبقات [٣/ ٤٤٣ ـ ٤٤٥ ] ـ السير [٢/ ٣٦٩ ـ ٣٧٣ ] ـ صحيح البخاري ، كتاب الجهاد ، كتاب المغازي.


صحابة لا نعرف عنهم الكثير
أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه
 اسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبه بن عبد عمرو بن عوف بن غنم ابن مالك بن النجار بن ثعلبة بن الخزرج.

 وأمه زهراء بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك من بلحارث بن الخزرج. 

 وكان لأبي أيوب من الولد عبد الرحمن وأمه أم حسن بنت زيد بن ثابت بن الضحاك من بني مالك بن النجار.

 وشهد أبو أيوب العقبة مع السبعين من الأنصار ، وآخى رسول الله، عليه السلام، بين أبي أيوب ومصعب بن عمير . 

 حدث عنه: جابر بن سمة، والبراء بن عازب ، والمقدام بن معد يكرب، وعبد الله بن يزيد الخطمي، وجبير بن نفير، وسعيد بن المسيب، وموسى بن طلحة وآخرون ، وله أحاديث في البخاري ومسلم.

 ونزل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على أبي أيوب حين رحل من قباء إلى المدينة.
عن ابن عمر، قال: قال أهل المدينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ادخل المدينة راشد مهديا.
فدخلها، وخرج الناس ينظرون إليه، كلما مر على قوم، قالوا: يا رسول الله، ها هنا.
فقال: " دعوها، فإنها مأمورة " يعني الناقة حتى بركت على باب أبي أيوب .

 عن جبير بن نفير، عن أبي أيوب، قال: أقرعت الانصار أيهم يؤوي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرعهم أبو أيوب.
فكان إذا أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعام، أهدي لابي أيوب.

 عن أبي رهم: أن أبا أيوب حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل في بيتنا الاسفل، وكنت في الغرفة، فأهريق ماء في الغرفة، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتتبع الماء، ونزلت فقلت: يا رسول الله، لا ينبغي أن نكون فوقك، انتقل إلى الغرفة.

 فأمر بمتاعه فنقل ومتاعه قليل قلت: يا رسول الله، كنت ترسل بالطعام فأنظر، فإذا رأيت أثر أصابعك، وضعت فيه يدي.

 وشهد أبو أيوب بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

 وفي سيره ابن عباس: أنه كان أميرا على البصرة لعلي.

 عن شعبة قال: قلت للحكم ما شهد أبو أيوب من حرب علي، رضي الله عنه؟ قال: شهد معه حروراء.

 عن ايوب عن محمد قال شهد أبو أيوب بدرا ثم لم يتخلف عن غزاة للمسلمين إلا هو في أخرى إلا عاما واحدا فإنه استعمل على الجيش رجل شاب فقعد ذلك العام، فجعل بعد ذاك العام يتلهف ويقول: ما علي من استعمل علي، وما علي من استعمل علي، وما علي من استعمل علي .

 فمرض وعلى الجيش يزيد بن معاوية فأتاه يعوده فقال: حاجتك، قال: نعم حاجتي إذا أنا مت فاركب بي ثم سغ بي في أرض العدو ما وجدت مساغا فإذا لم تجد مساغا فادفني ثم ارجع فلما مات ركب به ثم سار به في أرض العدو وما وجد مساغا، ثم دفنه ثم رجع.

   وكان أبو أيوب، رحمة الله عليه، يقول: قال الله تعالى انفروا خفافا وثقالا، لا أجدني إلا خفيفا وثقيلا.

 قال محمد بن عمر: وتوفي أبو أيوب عام غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية في خلافة أبيه معاوية بن أبي سفيان سنة اثنتين وخمسين، وصلى عليه يزيد بن معاوية وقبره بأصل حصن القسطنطينية بأرض الروم .

 الطبقات [٣/ ٤٨٤ ، ٤٨٥] ـ السير [٢/ ٤٠٢ ـ ٤٠٦ ].

صحابة لا نعرف عنهم الكثير
 أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه         
 زيد بن سهل بن الاسود بن حرام بن عمرو بن زيد بن سهل بن الاسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي ابن عمرو بن مالك بن النجار. 

 وأمه عبادة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. 

 وكان لابي طلحة من الولد عبد الله وابو عمير مأمهما أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن النجار ، وهي أم أنس بن مالك.

 عن ثابت ، عن أنس ، قال : خطب أبو طلحة أم سليم ؟ فقالت : أما إني فيك لراغبة ، وما مثلك يرد ، ولكنك كافر ، فإن تسلم فذلك مهري ، لا أسألك غيره ، فأسلم ، وتزوجها.

 قال ثابت : فما سمعنا بمهر كان قط أكرم من مهر أم سليم : الإسلام.

 وكان ابو طلحة يقول
انا أبو طلحة واسمي زيد ** وكل يومي في سلاحي صيد. 

 وشهد ابو طلحة العقبة مع السبعين من الانصار،  وشهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين الارقم بن ابي الارقم 

 عن أنس بن مالك ، قال : قال أبو طلحة : كنت ممن أنزل عليه النعاس يوم أحد حتى سقط سيفي من يدي مرارا.

 عن جابر ، أو عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل. 

 قال محمد بن عمر : وكان أبو طلحة رضي الله عنه صيتا ، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين :  من قتل قتيلا فله سلبه ، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا فأخذ أسلابهم .

 وعنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم في حجته لما حلق بدأ بشقه الأيمن ، قال هكذا ، فوزعه بين الناس فأصابهم الشعرة والشعرتان وأقل من ذلك وأكثر ، ثم قال بشقه الآخر هكذا ، فقال :  أين أبو طلحة ؟ ، قال : فدفعه إليه. 

 وعنه ايضا ، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أبي طلحة فرأى ابنا له يكنى أبا عمير حزينا ، قال : وكان إذا رآه مازحه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فقال :  ما لي أرى أبا عمير حزينا ؟  قالوا : مات يا رسول الله نغره الذي كان يلعب به ، قال : فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أبا عمير ، ما فعل النغير ؟  .

وعنه  : أن أبا طلحة كان يكثر الصوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما أفطر بعده إلا في مرض أو في سفر حتى لقي الله .

 وكان يرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، والنبي صلى الله عليه وسلم خلفه يتترس به ، وكان راميا ، فكان إذا ما رفع رأسه ينظر أين وقع سهمه ، فيرفع أبو طلحة رأسه ويقول :  هكذا بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لا يصيبك سهم ، نحري دون نحرك. 

 وكان أبو طلحة يشور نفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول :  إني جلد يا رسول الله ، فوجهني في حوائجك ، ومرني بما شئت. 

 عن عمرو بن سعيد، عن أبي طلحة، قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر. 

 قال محمد بن عمر : وكان أبو طلحة رجلا آدم ، مربوعا ، لا يغير شيبه ، ومات بالمدينة سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وهو يومئذ ابن سبعين سنة ، وأهل البصرة يروون أنه ركب البحر فمات فيه فدفنوه في جزيرة .

عن أنس بن مالك ، أن أبا طلحة قرأ هذه الآية : انفروا خفافا وثقالا، فقال :  أرى ربي يستنفرنا شيوخنا وشباننا ، جهزوني أي بني ، جهزوني. 

قال بنوه : قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ونحن نغزو عنك ، فقال :  جهزوني  ، فركب البحر فمات ، فلم يجدوا له جزيرة إلا بعد سبعة أيام فدفنوه فيها ولم يتغير. 

 قال محمد بن عمر ، وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري : ولأبي طلحة عقب بالمدينة ، والبصرة.

 الطبقات [٣ / ٥٠٤ ـ ٥٠٧ ] ـ السير [٢ / ٢٧ ـ ٣٤ ] ـ الاصابة [٢ / ٦٠٧،  ٦٠٨].


صحابة لا نعرف عنهم الكثير
ابو دجانة الأنصاري رضي الله عنه
 اسمه سماك بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة.

 وأمه حزمة بنت حرملة من بني زعب من بني سليم بن منصور .

 وكان لأبي دجانة من الولد خالد وأمه آمنة بنت عمرو بن الأجش من بني بهز من بني سليم بن منصور .

  وآخى رسول الله بين دحانة ، وعتبة بن غزوان ، وشهد أبو دجانة بدرا ، وكانت عليه يوم بدر عصابة حمراء.

 كان أبو دجانة يعلم في الزحوف بعصابة حمراء ، وكانت عليه يوم بدر  .

 قال محمد بن عمر : وشهد أيضا أبو دجانة أحدا وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعه على الموت .

 عن الزبير بن العوام انه عرض النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد سيفا فقال من يأخذ هذا السيف بحقه فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال أنا فما حقه قال لا تقتل به مسلما ولا تفر به من كافر .

 عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم أخذ سيفا يوم أحد فقال من يأخذ هذا السيف بحقه فأخذه أبو دجانة ففلق به هام المشركين.

 عن زيد بن أسلم ، أن أبا دجانة حين  أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم سيفه يوم أحد على أن يعطيه حقه ارتجز يقول : 
أنا الذي عاهدني خليلي ** بالشعب ذي السفح لدى النخيل**  ألا أكون آخر الأفول** اضرب بسيف الله والرسول .

 فلما كان قبل الهزيمة يوم أحد خرج بسيفه مصلتا وهو يتبختر، ما عليه إلا قميص وعمامة حمراء قد عصب بها رأسه، وإنه ليرتجز .

 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  إنها لمشية يبغضها الله ورسوله إلا في مثل  هذا الموطن.

 وأسند بن إسحاق من طريق يزيد بن السكن أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما التحم القتال ذب عنه مصعب بن عمير يعني يوم أحد حتى قتل وأبو دجانة سماك بن خرشة حتى كثرت فيه الجراحة .

 عن ميمون بن مهران ، قال : لما انصرفوا يوم أحد ، قال علي لفاطمة : خذي السيف غير ذميم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كنت أحسنت القتال فقد أحسنه الحارث بن الصمة وأبو دجانة ، وذلك يوم أحد .

 عن زيد بن أسلم ، قال : دخل على أبي دجانة وهو مريض ، وكان وجهه يتهلل ، فقيل له : ما لوجهك يتهلل ؟ فقال :  ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين : أما إحداهما فكنت لا أتكلم فيما لا يعنيني ، وأما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما .

  قال محمد بن عمر : وشهد أبو دجانة اليمامة وهو فيمن شرك في قتل مسيلمة الكذاب .

 وقتل أبو دجانة يومئذ شهيدا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق ، ولأبي دجانة عقب اليوم بالمدينة وبغداد .

 عن أنس بن مالك قال: رمى أبو دجانة بنفسه يوم اليمامة إلى داخل
الحديقة، فانكسرت رجله، فقاتل وهو مكسور الرجل حتى قتل رضي الله عنه.
 الطبقات [ ٣ / ٥٥٦ ‍، ٥٥٧ ] ـ السير [ ١/ ٢٤٣ ـ ٢٤٥ ] ـ الاصابة [٧ / ١١٩].
يتبع بإذن الله....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق