الأسرة في رمضان(1)
تعليم الأطفال استقبال الشهر والصيام فيه
إن تعليم الأطفال صيامَ شهر رمضان من الأمور التي تَشغل عقولَ الآباء، وهو من الأمور الشاقَّة التي ينبغي أن يتحلى الأهل فيها بالصبر؛ لكي يبلغوا بها المرادَ المبتغى من هذا الشهر؛ فلذلك سنقوم بتوجيه الآباء إلى كيفية تعليم الأطفال الصيام والعبادة في هذا الشهر الكريم، من خلال توجيهات سريعة للآباء.
أولاً: استقبال شهر رمضان:
يجب على الأهل استِقبال الشهر بالابتهاج والفرحة، والتحدُّث مع أطفالهم عن هذا الشهرِ؛ ليُشعِروا أطفالَهم بعظمة هذا الشهر، وأننا نَنتظِر هذا الشهر كلَّ عام؛ لما فيه من خيرات، ومُضاعَفة الحسنات، وما في لياليه مِن خير، فبذلك نربِّي عند الطفل ما فعله السلف: (بعض السلف كانوا يدْعون الله ستة أشهر أن يبلِّغهم شهر رمضان، ثم يدْعون الله ستة أشهر أن يتقبَّله منهم)، وهكذا يتربَّى في نفس الطفل ما فعله السلفُ الصالح.
ثانيًا - الصيام:
والسنُّ التي يبدأ الآباء بتعليم أولادهم الصيامَ فيها هي سنُّ الإطاقة للصيام، وهي تختلف باختلاف بِنيَة الطفل، وقد حدَّده بعض العلماء بسنِّ العاشرة.
قال الخرقي: "وإذا كان للغلام عشْر سنين، وأطاق الصيام، أُخِذَ به".
وقال الأوزاعي: "إذا أطاق صوم ثلاثة أيام تباعًا لا يَخور فيهن ولا يَضعُف، حُمِّلَ صومَ شهر رمضان".
وقال إسحاق: "إذا بلغ ثِنتي عشرة أحبُّ أن يُكلَّف الصوم للعادة".
واعتباره بالعشر أَولى؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بالضرب على الصلاة عندها، واعتبار الصوم بالصلاة أحسن؛ لقرب إحداهما من الأخرى، واجتماعهما في أنهما عبادتان بدنيتان من أركان الإسلام، إلا أن الصوم أشقُّ؛ فاعتبرت له الطاقة؛ لأنه قد يُطيق الصلاة من لا يطيقه" .اهـ. "المغني" (4: 412).
وكان هدْي الصحابة - رضي الله عنهم - مع أولادهم، أنهم يأمرون مَن يُطيق بالصيام، فإذا بكى أحدهم من الجوع، دُفع إليه اللعب يتلهَّى بها، ولا يجوز الإصرار على الصيام إذا كان يضرُّهم أو يُسبِّب ضعفًا لهم.
يتبع بإذن الله
..بشرى لكل أم ولكل معلمة ولكل مربية قناة زاد الأسرة المسلمة
الأسرة في رمضان(2)
أخطاء الآباء مع أبنائهم:
هناك كلمة يقولها بعض الآباء: "ابني لم يَكبَر بعدُ"، "ما زالت سنُّه صغيرةً".
إن مثل هؤلاء من الآباء ممن تقاعسوا عن تعليم أبنائهم الصيامَ وغيره من العبادات بدافع الطفولة وصِغَر السنِّ - قد فوَّتوا على أبنائهم فرصًا ثمينةً وهم لا يشعرون، أتعْلَم لماذا؟! لأن من شبَّ على شيء، شابَ عليه.
فقد أثبتت التجرِبة أن الطفل الذي يَعتاد أمرًا ما من سنٍّ صَغيرة، تَنغرِس هذه العادة في شخصيته طوال عمره ولا تُفارقه أبدًا، ولو حاول أن يتركها ما استطاع ذلك.
فهذه الربيع بنت مُعوِّذ - رضي الله عنها - تحكي عن مجتمع الصحابة: "أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غَداة عاشوراء إلى قُرى الأنصار التي حول المدينة: ((من كان أصبَح صائمًا، فليُتمَّ صومه، ومن كان أصبح مُفطِرًا، فليُتمَّ بقيَّة يومه))، فكُنَّا بعد ذلك نَصُومه، ونُصوِّم صبيانَنا الصغار منهم - إن شاء الله - ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العِهْن، فإذا بكى أحدهم على الطعام، أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار"، والعِهْن: هو الصوف".(صحيح البخاري» كتاب الصوم » باب صوم الصبيان)الأسرة في رمضان(3)
تعليم الأبناء قراءة القرآن
من أفضل الأوقات على الإطلاق لتعليم الأبناء قراءة القرآن، هو شهر رمضان، قال الله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].
• ويكون ذلك عن طريق عمل حلقة يجتمع فيها أفراد الأسرة ويقرأ الأبناء ما تيسر ولو صفحة واحدة كورد يومي من القراءة حتى لا يمل وتنقطع هذه العادة فصفحة أو اثنان كفيلة أن تعوده قراءة القرآن والاستمرار على هذه العادة بعد رمضان، وهذا ينمي الارتباط بالقرآن ويجعل لدي الطفل ارتباط أن هذا الشهر بالقرآن وأنه نزل فيه.
وتحبيبًا للطفل إلى القرآن عن طريق ربط القرآن بالسنة النبوية وذلك بذكر أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - للطفل التي تحثه على الأجر من وراء هذه القراءة.فنقول له: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((القرآن و الصيام يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان))؛ رواه أحمد.
وهكذا من الأحاديث التي فيها ترغيب وحب لقراءة القرآن لما فيها من أجر.
• ويجب على الوالدين حتى في الوقت الذي لا يجتمعوا فيه يكون القرآن جليسهم في البيت عن طريق تشغيله في التلفاز أو عن طريق أجهزة الكمبيوتر.
• نربي داخل الطفل حب التقليد، نجلسه ونقرأ نحن فهذا ينمي عنده غريزة "حب التقليد" التي فطر الله الإنسان عليها فـ((كل مولود يولد على الفطرة...)).
• ولا تنسوا أن تهدوا طفلكم مصحف فهذا يربط الطفل بمصحفه الخاص الذي يقرأ فيه أو يقلبه متى شاء.
• ولا تنسوا أيضًا قصص القرآن وتربطوا الآيات بهذه القصة التي قمت بسردها على الطفل وذلك بقراءة الآيات في نهاية القصة.
• إثراء القاموس اللغوي عند الطفل عن طريق معرفة بعض معاني الكلمات وهو يقوم بالقراءة.
الأسرة في رمضان(4)
تعليم الأبناء الإنفاق في رمضان
إن تعليم الطفل الإنفاق منذ الصغر أمر يجعل الطفل كريم النفس، جواد اليد، يبذل الخير، وليس هناك فرصة أعظم من شهر رمضان المبارك، شهر الكرم والجود، الذي كان فيه (النبي – صلى الله عليه وسلم – أجود من الريح المرسلة).
فاستغلال الجو الإيماني في هذا الشهر فرصة في غرس حب الإنفاق عند الأبناء.
لأن هناك عبادات يجب أن يتعلمها الأبناء منذ صغرهم ليعتادوا عليها، فالمال له أثر في النفس والقلب، وإذا لم تجعل طفلك يعتاد حب البذل والإنفاق والخير على حب المال فلن تربى هذه العبادة في قلبه.فكما أعتدنا لابد أن يكون توجهينا للطفل توجيه تربوي صحيح عن طريق كتاب الله وسنة النبي – صلى الله عليه وسلم -.
يقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ [المؤمنون: 60]، ويقول: ﴿ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم ﴾ [المعارج: 24- 25]، ويقول الله تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ﴾ [الإنسان: 9].
ونجد الوعود النبوية عديدة للمنفق: ((كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس)) [صححه الألباني]، والصدقة تطفئ غضب الرب سبحانه وتعالى: ((صدقة السر؛ تُطفئ غضب الرب، وصلة الرحم؛ تزيد في العمر، وفعل المعروف؛ يقي مصارع السوء)) [صححه الألباني].
وغيرها من الأحاديث التي يمكن أن نوجه بها الأبناء ونحسهم ونرغبهم في ما عند الله سبحانه وتعالى من الخير.الأسرة في رمضان(5)
تعلم ابنك الإنفاق؟!
• ذكر الصدقة وما فيها عطف على الفقراء والمساكين، ولما فيها من الأجر العظيم عند الله تعالى يوم القيامة.
• الحديث عن أحوال المسلمين الفقراء والذي يعانون منه، وعقد مقارنة بين حاله وحال هؤلاء المساكين ليعمل ما هو فيه من فضل ونعم كثيرة.
• حثه على الدعاء للفقراء كل يوم عند الإفطار وأثناء الصلاة في السجود.
• اجعل له حصالة في - رمضان على وجه الخصوص - واجعله يضع فيها مبلغ من المال من مصروفه يوميًا؛ حتى إذا انقضى الأسبوع أخذه وأعطاه لأحد الفقراء أو المحتاجين.
• تجهيز وجبات في رمضان ومطالبة أبناءك بإيصالها لأحد الفقراء، ليرى بنفسه فرحة الفقير.
• اجعلهم يشاركون بالتبرع بـ(شنطة رمضان) للفقراء والأيتام.
• اطلب من أبناءك أن يتبرعوا في العيد ببعض ما لديهم من ملابس العيد الذي مضى.
• حينما يشتري شيء خاص به وعلى سبيل المثال علبة من الحلوى اجعله يضعها في طبق ثم يدعو إخوته ليأكلوا منها جميعًا.
الأسرة في رمضان(6)
تعليم الأبناء الصدق في رمضان
إن تعليم الأطفال الصدق وغرسه في نفوسهم يساعد على غرس الكثير من الأخلاق الطيبة.
الصدق بداية سلسلة الأخلاق الحسنة، والكذب بداية سلسلة الأخلاق السيئة، ونجد في رمضان واحة إيمانية لتعليم الأطفال.
ولابد من الاستناد في تعليم الأطفال الصدق إلى كتاب الله وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم.
فمن كتاب الله:
قال تعالى: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الزمر: 33 – 34]، وقال تعالى: ﴿ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾ [المائدة: 119].
ومن السنة:
عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا))؛ متفق عليه.
فتعليم الأبناء الصدق عن طريق التوجيه الرباني، والتوجيه النبوي هو من أهم الخطوات التربوية التي ينبغي البدء بها.
وذلك ببيان ما يتضمنه القرآن والسنة من معاني للصدق وتبسيطه وشرحه للطفل بطريقة عملية وتطبيق عملي.
ولابد أن يكون الآباء قدوة للأبناء في الصدق وهي أول طريق لتعليم الأطفال الصدق، فحينما يرى الطفل أبويه يتعاملان بصدق مع الناس ويظهر ذلك في الأفعال والمواقف المختلفة في مختلف الظروف.
تشجيع الطفل أن يقول الحقيقة، وحينما يصدق نقوم بشكره ومدحه والثناء عليه.
شرح عواقب الكذب للطفل وذلك عن طريق بعض قصص الأطفال التي تروى في هذا الأمر.
لا تتعصب على طفلك عندما تكتشف كذبه، ولكن معالجة الأمر بحلم كي لا تتفاقم الأمور عند الطفل ويزداد.
احترام شخصية الطفل وهو من الأشياء التي تنمي لدى الطفل الصدق، وذلك بإتاحة المجال له بالتعبير عما يجول بخاطره بحرية، وهناك خطأ يحدث بكبت الطفل أنه صغير غير قادر على الاستيعاب، وما يصاحب هذا الكبت من الانتقاص من الطفل والسخرية أمام الآخرين، مما ينعكس على الطفل بالسلوك العكسي وهو الكذب.
عدم استخدام الضرب في كل تصرف يصدر من الطفل، فهذا يجعل الطفل يلجأ إلى أساليب ملتوية منها الكذب.
تعويد الوالدين الطفل أن يحكي ما مر به من يومه فتأتيهم الشجاعة لقول الصدق وإن أخطئوا.
إجراء مسابقة بين الأبناء في حفظ بعض الأحاديث التي تحض على خلق الصدق.
الأسرة في رمضان(7)
كيف نعد أطفالنا لرمضان ؟
جلس الجد وسط أحفاده الثمانية ليحكي لهم كما يفعل كل يوم قصة ما قبل النوم، إلا أنه في هذا اليوم لم يجد في نفسه الرغبة في قصِّ القصص، نظر إلى أحفاده نظرة حب وعطف ثم قال:
- "أتحبون رمضان"؟
ورد الأطفال ردودًا شتى:
- "أنا أحب رمضان؛ لأننا نأكل فيه ما لذ وما طاب"
- "أنا أحبه؛ لأننا نصوم فيه".
- "أنا أحبه؛ لأننا نخرج مع أبي للصلاة".
تداخلت الأصوات وعلت وامتزجت، ولم يوقفها سوى إشارة الجد وقوله:
"أنا أحب رمضان لأمور كثيرة وعديدة، أتدرون ما هي؟!
رمضان شهر حلاوة الإيمان، شهر يستشعر فيه المسلم حلاوة الاستمساك بدين الله بحبل الله المتين، يتمسك بصلته بربه وبسمو وعلو إرادته الحرة أمام ما لذ وما طاب، أمام مغريات الحياة...".
وأخذ الجد يستطرد على مدار الأيام التالية في نفس الموعد في شرح معاني رمضان: صوم، عبادة، صلاة، ترتيل وذكر، تكافل، إحساس بالآخرين، دعاء وابتهال، قرب من الله، ونصر من عند الله.
هكذا أراد الجد أن يُعِدَّ أحفاده -جيل المستقبل- لاستقبال هذا الشهر الكريم.
والاستفادة من شهر رمضان على المستوى التربوي، لا بد أن يكون الشغل الشاغل لآباء وأمهات اليوم، فبجانب دروس العقيدة والتذكير بفضائل هذا الشهر، يمكن لبعض السلوكيات العملية البسيطة أن يكون لها بالغ الأثر في بناء وتشكيل الوعي.
وسيبقى رمضان دومًا فرصة ذهبية لتشكيل الوعي الديني للصغار.
الأسرة في رمضان(8)
حدثي صغيرك عن رمضان
نعم هو صغير.. ليس في سن التكليف.. لكنه يعيش ويكبر في كنف أسرة مسلمة.. ينتعش بأنفاسها.. ينعم في سكينة إيمانها، فدعيه يعش إحساسها بشهر رمضان..
أخبريه إن سألك لماذا تغيير موعد الغذاء، ولماذا نستيقظ ليلاً لنتناول العشاء، ولماذا لا تعدين وجبة الإفطار كما هي عادتك كل صباح..
وإن لم يسأل حدثيه أنت عن رمضان، من المهم أن تشكلي وعيه الديني في هذه السن الصغيرة.
ادخلي عالمه الصغير وأخبريه عن فرحك والأسرة بقدوم شهر تنتظره الأمة الإسلامية بفارغ الصبر لتغسل فيه ذنوبها وتتقرب فيه إلى الله .
حدثيه عن فضل هذا الشهر الكريم وأبواب الجنة التي تفتح للتائبين العابدين، وأنه فرصة ليزيد المؤمن حسناته.
أخبريه بلغته عن معاني رمضان* الصوم، العبادة، الصلاة، الترتيل، الذكر الإحساس بالآخرين، التكافل، الدعاء، التقرب من الله في كل ما نفعل.
أخبريه أن كل عمل من الأعمال الخيرية التي يقوم بها مبتغياً وجه الله تعالى دونما رياء أو كبر له أجره المضاعف.
اربطي صغيرك بخالقه، عرفيه بسير السلف بدءًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه التابعين، أخبريه، قصي له سيرهم، فالأطفال أكثر ما يتعلمون عن طريق القصص.
رغبيه في كتاب الله عز وجل تلاوة وحفظاً وتعلماً وتدبراً، رددي معه قراءة آيات صغيرة من القرآن الكريم كل يوم، لتجديه قد حفظها مع نهاية الشهر
الأسرة في رمضان(9)
حدثي صغيرك عن رمضان
عليك تدريب صغيرك على الطاعة منذ نعومة أظفاره، عوديه على الصيام بأن يصوم أول الأمر بعض النهار ويفطر بعضه، ثم يصوم بعض الأيام ويفطر أخرى على قدر تحمله.
ولنا في السلف الصالح أسوة، فعن الربيع بنت معوذ قالت: "ونصوم صبياننا الصغار منهم ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناهم إياه حتى يكون عند الإفطار
وقد ثبت أن رمضان هو أنسب الأوقات لتدريب الأطفال على أداء التكاليف الدينية في سن مبكرة، حيث دلت الدراسات والأبحاث الميدانية الحديثة التي أجريت على مجموعات من الأطفال الذين يصومون شهر رمضان أن نموهم النفسي والبدني أحسن بكثير من غيرهم، وأنهم أكثر قدرة على تحمل المسؤولية.
تدرجي معه في الصوم عدة ساعات من النهار وهكذا، كافئيه عن كل يوم يصومه، وعوديه من الآن أن يشارككم نظامكم في هذا الشهر، فيجلس معكم إلى مائدة الإفطار ليسمع الدعاء ويشارك الكبار فرحتهم.
فإن وجدته جائعاً أخبريه عن أطفال يجوعون ولا يفطرون وأنه على الأقل سيأتي الوقت الذي يفطر به ما لذ له وطاب ولكن ماذا عن هؤلاء الأطفال الذين لا يجدون لقمة تسد رمقهم.
حدثيه عن نعمة الأمان التي يعيشها وأخبريه عن أطفال فلسطين الذين يعانون الظلم والقسوة والجوع أيضاً، واطلبي منه الدعاء لهم.
الأسرة في رمضان(10)
شهر رمضان محضن تربوي عظيم لأطفالنا لأن الأجواء الإيمانية الجماعية فيه تغرس في نفوس أبنائنا الكثير من المعاني التربوية، لذا احرصي أن تعلميه فيه الكثير من المعاني والأخلاقيات الإسلامية* علميه معاني الصوم السامية لترسخ في نفسه أسس الرحمة والعطف على الضعيف والفقير، عرفيه بحقوق الوالدين وحقوق المسلم على أخيه وحقوق الأقارب والجيران والأصدقاء والمعلمين.
حببي إليه الصدق، العفو، الإحسان، البر، قضاء الحوائج، الإيثار، والكرم، وحذريه من الكذب، السرقة، العقوق، الظلم الحسد، والغيبة والنميمة.
علميه شيئاً من السنة والأذكار النبوية كأن يقول بسم الله قبل بدء الطعام، والحمد لله عند الانتهاء منه، ويردد مع الأذان ويقول الدعاء بعده، وكذلك أذكار النوم والاستيقاظ ودخول المنزل والخروج منه
حببيه بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ونشئيه على شريعته العطرة وأخلاقه الحسنة وعلميه الصلاة عليه كلما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم.
عرفيه أركان الإيمان الستة (الإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره).
وأركان الإسلام الخمسة (الشهادتان، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً).
لقني طفلك كلمة التوحيد (لا إله إلا الله،محمد رسول الله)، وأخبريه أن الله يراه ويسمعه، ويعلم كل تصرفاته.
أيقظيه ليلاً ليشارككم طعام السحور، وإن كان صبياً دعيه يرافق أباه إلى صلاة الفجر في المسجد.
دعيه يشاهدك وأنت تؤدين العبادات وأخبريه عنها، علميه بعض الأذكار وردديها معه.
ارفعي صوتك قليلاً وأنت تتلين القرآن ليسمع ما تقرئين، فالطفل في هذه السن يرغب بتقليد الكبار، فاجعلي نظامك كله في رمضان عبادة ليتشرب ذلك في فكره وعاداته وذاكرته.
لا تتركيه فريسة للتلفزيون وإن كان فاختاري له القنوات الدينية التي يمكن الثقة فيما تقدمه كقناة المجد للأطفال.
الأسرة في رمضان(11)
كيف ننظم أوقات أبنائنا في رمضان ؟
من المهم جدًّا أن يشعر أبناؤنا أن رمضان قد جاء ليقوِّي إرادتنا، ويشد عزيمتنا، ويحررنا من الضعف والوهن، وينفض عنا الخمول والكسل. ومن الخطأ أن يظن البعض أن الانشغال بالدراسة ومتابعة الشرح والمذاكرة يعطِّل عن القيام بحق الشهر الكريم؛ من تلاوة للقرآن أو تسبيح أو تحميد أو نحوه من الطاعات, فيصبح شهر رمضان شهر كسل في الأداء، وضعف في العطاء، وعزوف عن متابعة الدروس والمذاكرة وكتابة الواجبات بحجة الصيام!
ولتنظيم حياة أبنائنا في رمضان ما بين العبادة والاستذكار، ننصح الأم بعمل التالي:
1- أن تكون لك جلسة مع أولادك في بداية رمضان -ويفضَّل أن يحضرها الوالد- حَدِّثيهم عن فضل الشهر الكريم، وأبواب الجنة المفتوحة, وأنه فرصة لكل منهم أن يزيد حسناته ويتقرب إلى الله.
2 قولي لهم بأنك أنتِ أيضًا تريدين الاستفادة من رمضان,؛ لذلك مطلوب منهم مساعدتك في أعمال المنزل حتى تأخذي ثواب رمضان أنت أيضًا, وحددي لكل منهم أعمالاً واضحة يستطيع أداءها, وأهمها تنظيف غرفهم وملابسهم وكتبهم وكل ما يخصهم.
3 إذا كانوا صغارًا لا تنسي أن تشركيهم معك في العبادات ليعتادوا عليها، مثل الصلاة معك والجلوس بجانبك عند قراءة القرآن.
4 إذا كانوا كبارًا حاولي تعويدهم الصلاة في المسجد ، وكذلك صلاة التراويح .
5أشركي والدهم معك في ذلك, واجعلي له مسئوليات محدَّدة مثل متابعتهم دراسيًّا، ومساعداتهم في استذكار دروسهم.
6 التليفزيون في رمضان من أكثر الأشياء التي تضيع وقت الأولاد والأسرة كلها؛ لذلك مهم جدًّا تحديد واختيار برامج مناسبة لهم يتابعها الأطفال, وفيما عدا ذلك يغلق التلفزيون, وارفعي في بيتك شعار "رمضان شهر العبادة".
7 أخبري أولادك أن الصيام لا يعطِّل مسيرة الحياة, وإنما يدفعها نحو الإتقان والتحسين ومراقبة الله! وليس هناك فصل بين العبادة وطلب العلم, وأخبريهم أن طلب العلم فريضة كما قال النبي : "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع". وعرفيهم أيضًا أننا أُمَّة العلم, وأن أول كلمة نزلت في كتاب الله تعالى "اقرأ"، وأن الإسلام يعدّ طلب العلم عبادة من أعظم العبادات، وقُربة من أعظم القربات.
الأسرة في رمضان(12)
اغرسي حب الصيام في أولادك
رمضان هو شهر تغذية الروح بشكل قوي، من خلال قضاء أيامه الطويلة ولياليه بالصيام والصلاة. ومن المناسب فيه أن نضع لأنفسنا أهدافاً ونسعى من خلالها إلى إصلاح نفوسنا من الداخل. نحن نحاول أن نتنقل بين الكثير من الدعاء وتلاوة القرآن بقدر ما نستطيع.
وفي جهودنا لجعله شهراً روحياً مهماً بالنسبة لنا، يجب أن نتذكر أيضاً أنّ للأطفال حقاً فيه فإن لم يكن بالصيام فمن خلال زرع المفاهيم الصحيحة والتعاليم الإسلاميّة بأسلوب محبّب يجعلهم يألفون هذا الشهر العظيم فتعلق في أذهانهم الذكريات الجميلة ويتشوّقون لاستقباله. وهذه 8 طرق سهلة تحقق تلك الأهداف وتجعل من رمضان أكثر متعة للأطفال:
1 الصلاة معاً
إنّ الصلاة مع الأطفال كأسرة واحدة هو من الأمور المهمّة جدّاً التي تزرع فيهم حبّ هذه الفريضة الأساسيّة في حياتهم. ويمكن اصطحاب الأطفال الأكبر سنّا للمسجد وإشراكهم ولو لبضعة أيّام في صلاة التراويح كي يترسّخ في نفوسهم مفهوم الصلاة الجامعة ويشاهدون ما تدلّ عليها من نظام وتناسق.
2 المشاركة في اختيار الفطور
من الأمور التي يحبّها الأولاد أن تسمحي لهم اختيار طعامهم المفضّل كي يجلسوا على مائدة الإفطار ويتلذذوا به.
ويمكن للأم أن تستغل هذا الشغف لتزرع في أطفالها العادات الصحيّة في اختيار الطعام، فإذا كانوا يريدون الحلوى مثلاً قومي بإعطائهم خياراً من صنفين من الفواكه بدلاً من ذلك مثل الفراولة أو البطيخ.
بهذه الطريقة، يمكنهم أن يتعلموا اختيار الأطعمة الصحية في الإفطار، وفي نفس الوقت يشعرون بأنّهم قد أخذوا فرصة المساهمة في إعداد المائدة الرمضانيّة.
ومن الأمور التي ينبغي عدم الغفلة عنها توجيه الأهل رسائل سلبيّة ومتناقضة للطفل دون أن يقصدوا ذلك، ويحصل ذلك من خلال الإسراف في تحضير أصناف الطعام إلى درجة رمي ما يبقى منها في القمامة ثمّ القول للأطفال بانّ شهر رمضان هو للإحساس بالفقراء والتضامن مع جوعهم وعطشهم.
الأسرة في رمضان(13)
اغرسي حب الصيام في أولادك
3. تحديد الأهداف
من المفيد استغلال شهر رمضان لترسيخ مفهوم تحديد الأهداف وتطبيقها عند الأولاد. وتساعد طبيعة الشهر الكريم وانتظام أعماله- بسبب ارتباط أغلبها بأوقات محدّدة- في سهولة تطبيق هذا الأمر.
لذلك من المناسب للأطفال وضع أهداف صغيرة تناسب عمرهم ويمكنهم تحقيقها . على سبيل المثال، قراءة صفحة واحدة من القرآن الكريم كل يوم (أو ترداد ما يسمعون منك) بالإضافة إلى أنشطتهم الروتينيّة التي اعتادوا عليها.
ومن الأخطاء الفادحة التي تقع بها بعض الأمّهات ترك أطفالهم أمام التلفاز لساعات طويلة دون توجيه إلى ما ينفع أو رقابة والانغماس في اعمال الطبخ والتحضير.
إنّ فعل ذلك يتنافى مع روح الصيام التي ينبغي أن يدركوها وهي الإكثار من ذكر الله وأن معنى الصوم هو التغلب على هوى النفس ووسوسة الشيطان .
4. قصّة قبل النوم
الأطفال يحبون قراءة القصص أو الاستماع لها قبل النوم طوال العام. ويمكن استبدال هذه القصص بما يساعدهم على فهم الإسلام ومعرفة المزيد عن رمضان. وليس أجمل من الرجوع إلى السيرة النبويّة واختيار ما يناسب أعمار الأطفال خصوصاً مع توفّر العديد من المصادر الجذابة للطفل في وقتنا الحاضر. ومنها على سبيل المثال (السيرة النبويّة المصوّرة) و القصص القرآني .
الأسرة في رمضان(14)
اغرسي حب الصيام في أولادك
5. هدايا الفقراء والمساكين
من الأمور التي يحرص الإسلام على تعليمها الأطفال منذ نعومة أظافرهم مفهوم العطاء والتكافل دون مقابل. وإذا كان هذا مطلوباً من الأهل في جميع شهور السنة فهو أشدّ حاجة للطفل في شهر رمضان الذي من معانيه العظيمة الإحساس بالآخر ومساعدته.
وكما ذكر الصحابي الجليل ابن عبّاس رضي الله عنه: لقد كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ لذلك لا يجب أن يكون رمضان هو فقط شهر الحصول على الهدايا بالنسبة للأطفال، ولكن أيضاً تعويدهم على منحها للآخرين كذلك.
ويمكن تطبيق ذلك مثلاً بجعلهم يقدّمون هديّة رمزيّة للجيران المحتاجين ممّا جمعوا من حصّالاتهم طيلة العام. كما يمكنهم تزيين بطاقات منزليّة الصنع وبسيطة تحمل معاني رمضان ويقومون بإهدائها إلى أقاربهم وأصدقائهم. ويمكنهم كذلك التصدّق بدرهم أو ريال يوميّاً بعد الصلاة.
الأسرة في رمضان(15)
اغرسي حب الصيام في أولادك
6. توطيد العلاقات
تعاني مجتمعاتنا العربيّة في الزمن الصعب وتعقيدات الحياة الملهية تراجعاً واضحاً في العلاقات الأسريّة والاجتماعيّة خصوصاً بين الأقارب والأرحام. لذلك يعتبر شهر رمضان بمثابة فرصة ذهبيّة لتعويد الأطفال منذ الصغر على أهميّة هذه الروابط والعلاقات.
ويمكن تطبيق ذلك بالتخطيط المسبق مع جميع أفراد العائلة– وبمشاركة الأطفال– لتحديد عدّة للأشخاص المقرّبين من العائلة وخارجها (الأجداد، الأعمام، الأخوال والخالات..). كما يمكن اصطحاب الأطفال في زيارة تخصيص يوم أو اكثر لدعوة بعض أفراد العائلة أو الأصدقاء إلى مائدة الإفطار وجعل الأطفال هم من يقومون بالاتصال أو كتابة الدعوة وتزيينها.
إنّ تعليم أطفالك الحفاظ على هذه العلاقات قوية ينبغي أن يكون هدفاً رئيسياً طوال العام وفي رمضان خاصّة.
الأسرة في رمضان(15)
اغرسي حب الصيام في أولادك
قصة اطفال عن فوائد الصوم
عادَ الأبُ مع وَلَدَيْه من صلاةِ العصر، فوجدا أمَّ معاذٍ تجلسُ أمامَ المكتب، وقد وضعتْ كتباً كثيرة أمامَها.
قال الأب: لعلّك انتهيتِ من تدوين فضائل الصّوم يا أمّ معاذ؟
لقد عثرتُ على فوائدَ لم أكُن أعرفها من قبل، ولكني لم أنتهِ بعد... أرجو أن تساعدوني في إعدادِ طعام الإفطار؛ لأنني أمضيتُ بضعةَ ساعاتٍ في البحث عن فوائد الصّوم.
هيّا يا أبنائي، تعالوا نعدّ طعامَ الإفطارِ ريثما تنتهي أمُّكم من بحثها النّافع.
.. تناولَ الجميعُ طعامَ الإفطار، وحمِدوا اللهَ سبحانه وتعالى على نعمهِ الكثيرة.
قال مسعود: لقد تشوّقنا لمعرفة فوائد الصّوم يا أمي.
حسناً يا مسعود، أَنْصِتوا جيداً..
الصّوم يا أبنائي يقوّي إرادة الإنسان وعزيمته حيثُ يتحدّى الصّائم شهوةَ الطعام والشّراب امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى.
والصّوم يا أبنائي يبعثُ على الرحمة، فعندما يصومُ الأغنياءُ، ويشعرون بالجوعِ والعطش فإنّهم يتذكّرون الفقراءَ والمحتاجين فيبادرونَ إلى مواساتِهم والإحسانِ إليهم.
والصّوم يا أبنائي يعوّدُ الإنسان على الصّبر وتحمّلِ الشدائدِ.
معاذ: حقًّا ما تقولين يا أمي، ففي الأمس تذكّرتُ حارس البناية وظروفَ أبنائهِ الصّعبةَ ففتحتُ حصّالتي وأعطيتُه خمسين ريالاً منها ليشتري لأبنائه بعض الألعاب.
- الأم: شكراً لك يا بنيّ، بارك الله فيك.
- مسعود: وأنا سأفتحُ حصّالتي وأتبرّع بخمسين ريالاً لجمعيّة الأيتام، إن شاء الله.
- الأم: بارك الله فيك يا معاذ، وجزاك الله خيراً.
- الأب: أنا فخورٌ بحبّكما للخير يا أبنائي.
- الأم:
ومن فوائد الصّوم يا أبنائي أنّه صحّةٌ للجسم، حيث تذوبُ الفضلات السّامة، و ترتاحُ المعدة من كثرة الهضم، فضلاً عن كونه يخفّف من السُّمنة.
- الأب: اسمحي لي يا أمّ معاذ أن أُضيفَ شيئاً إلى ما ذكرتِهِ.
- الأم: تفضّل يا أبا معاذ.
- والصّوم يا أبنائي ليس صوماً عن الطعام والشّراب فحسْبُ، ولكنّ الصّائم ينبغي أن يضبطَ لسانه؛ فلا يغتابَ أحداً، ولا يتدخّل فيما لا يعنيه، وعليه أن يكفّ نظرَه عن المحرّمات وأذنَيهِ عن سماعِ الكلامِ الفاحش... وعلى الصّائم أن يُمضي وقته بالعمل والدراسة وقراءة القرآن والذّكر.
- الأم: بارك الله فيك يا أبا معاذ، إنّها إضافة رائعة...
- معاذ: أتمنّى أن تكون السنة كلّها رمضان؛ حتى أحصل على الأجرِ والثواب الكثير.
- مسعود: وأنا كذلك يا أبي.
- الأب: اقتضَتْ حكمة المولى عزّ وجلّ أن يأمرنا بصيام شهرٍ واحدٍ.
- الأم: ولا تنسَوا أنّ ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر؟!!
- الأب: أحسنتِ يا أمَّ معاذ، ففضل الله واسعٌ وعظيم.
الأسرة في رمضان(16)
ماذا أَفعلُ كَي يَصومَ أَطفالِي؟
سَنعرِضُ هنا بَعضَ الأَفكارِ التي تُساعِدُكُم على أنْ يحرصَ أطفالُكم على الصِّيَامِ.
• الحديثُ عَنْ رَمَضَان: مِن الأُمورِ التي تجعلُ الأطفالَ يتحمَّسونَ للصِّيامِ: الحديثُ عنْ رَمَضَانَ، وما فيهِ مِن ذكرياتٍ جميلةٍ، والأحداث التي تَعرَّضتُم لها أثناءَ الصَّيامِ. وإِشعَارُهم بالأجواءِ الرَّائعةِ لأيامِهِ ولياليهِ.
حدِّثُوهم كيفَ كُنتم تَصومونَ، وماذا كُنتم تَعملونَ في نَهارِ رَمَضَانَ، وَعن لحظاتِ انتظارِ مدفَعِ الإفطارِ، والاجتماعِ على المائدةِ، والأَجواءِ الجميلةِ لصَلاةِ التَّرَاوِيحِ والقِيَامِ آخِرَ الليلِ، ومَواقفَ السّحورِ،
بَلْ يُمكنكم تَشويقُهم
عندَما تَنبشُونَ في الذَّاكِرةِ ستجدونَ الكثيرَ. هذهِ الذِّكرياتُ مؤثِّرَةٌ، فلا تَستَهِينُوا بها!
• إيقَاظُ الطِّفلِ على السّحورِ: مما يُشجِّعُ الأطفالَ على الصِّيامِ إيقاظُهم لتناولِ السّحورِ، فهذا يُشعرُهم بأهميتِهم، ويُعزِّزُ حُبَّ الصِّيامِ في قلوبِهم. ولعلَّكُم تُلاحظونَ أنَّ الاستيقاظَ للسّحورِ يكونُ في أحيانٍ كثيرةٍ مجالاً للتَّنافُسِ بين الأطفالِ حتى وإنْ لم يَكونوا يَصومُون.
شَجِّعُوا هذا التَّنافُسَ –والتَّنَافُسُ يختلفُ عن المقارَنةِ-؛ لأنَّه تَدريبٌ لهم، وذكرياتٌ جميلةٌ تَبقى في أَذهانِهم. واحرصُوا أنْ يكونَ هذا الاستيقاظُ محبَّبًا إلى نفوسِهم.
الأسرة في رمضان(17)
ماذا أَفعلُ كَي يَصومَ أَطفالِي؟
• المُكَافأةُ: عندما نُعطِي الطفلَ مكافأةً على السُّلوكِ الإيجابيِّ فإنَّنا نعزِّزُ مِنْ هذا السُّلوكِ في نفسِهِ. والمكافأةُ لها مفعولُها الكبيرُ في نفوسِ الصِّغارِ والكِبارِ على حَدٍّ سَوَاءٍ.
فَالطِّفلُ الصَّائمُ عندما ينالُ مكافأةً على صِيامِهِ فإنَّه سيَحرصُ على مُواصَلَةِ الصِّيامِ.
والمكافأةُ ليسَ بالضَّرورةِ أنْ تكونَ مالاً، فرُبَّما تَكونُ هَدِيَّةً يَرغبُ الطِّفلُ في الحصولِ عليها، أو تكونُ مُصَاحَبَةَ الطِّفلِ لوالدِهِ عندَ الذهابِ إلى مكانٍ يرغبُ الطِّفلُ في الذهابِ إليه.
• الثَّنَاءُ: مَدْحُ الطِّفلِ يحقِّقُ لهُ جانبًا مُهِمًّا مِنْ حاجاتِه النَّفسِيَّة، وهو التَّقدِير. وأنتم تُلاحظونَ تَفاعلَ الأطفالِ وحماستَهم عندَ الثَّناءِ عليهم، حتى عندَ قِيامِهم بأشياء يَسيرةٍ.
عندَما يَشعرُ الطِّفلُ أنَّ صيامَه محلَّ اهتمامِ وتقديرِ الآخرينَ فهذا حافِزٌ مَعنويٌّ كبيرٌ بالنسبةِ لهُ. والمطلوبُ مِنَّا ألّا نَغفَلَ عن هذا.
والثَّناءُ قد يكونُ للطِّفلِ مَباشرةً، أو يكونُ أمامَ الآخرينَ والطِّفلُ يَسمعُ، وكذلكَ قد يُشارِكُ الآخرونَ في الثَّناءِ على الطِّفلِ. وأيضًا يكونُ الثَّناءُ على الطِّفلِ أمامَ أَقرانِه، لِيَشعُرَ بالفَخْرِ أمامَهم.
ورُبَّما يكونُ الثَّناءُ مَصحُوبًا بالدُّعاءِ، أَو بلَقَبٍ (بَطَل، صَبُور، قَوِيّ)، أو بعِبَارَاتٍ تُشجِّعُهُ على الصِّيامِ، مِثل: (فُلان صَامَ اليومَ، وسَيَصُومُ بَقِيَّةَ رَمضَان) وبالنِّسبَةِ للصِّغَارِ جِدًّا (فلانٌ صَامَ اليومَ إلى الظُّهْرِ، وسيَصُومُ مُستقبلاً إلى المغربِ)...
يتبع بإذن الله ...
الأسرة في رمضان(18)
ماذا أَفعلُ كَي يَصومَ أَطفالِي؟
• مُصاحبةُ الطِّفلِ إلى المَسجدِ: مِن الأجواءِ الرَّمَضَانيَّة الرائعةِ المكُوثُ في المسجدِ لقراءةِ القرآنِ الكريمِ أثناءَ النَّهارِ -في الأوقاتِ المتَاحَةِ، وغالبًا بَعْدَ صَلاةِ العصرِ- وهذا يُحقِّقُ عددًا من الفوائدِ:
منها: تَعلُّقُهُ بالمسجدِ، لأنَّ الطِّفلَ سيتعايشُ مع هذهِ اللحظاتِ التي يَقِلُّ فيها الناسُ، فيكونُ ذلك فُرصةً للتَّأمُّلِ، فيَشعرُ بالسَّكِينَةِ والطُّمأنينَةِ في المسجدِ، مما يدْعُوهُ للمحافظَةِ على الصَّلواتِ.
ومنها: أنَّه سيُمضِي جُزءًا مِن الوقتِ يَنسى معه الجوعَ والعَطَشَ.
ومنها: أنَّه سَيَقرأُ القرآنَ الكريمَ، ورُبَّما يكونُ قريبًا مِن والدِهِ، ويَطلَب مِن الدِهِ تَصحيحَ بَعضِ الأَخطاءِ.
ومنها: شُعورُ الطِّفْلِ بِعُمْقِ المحبَّةِ بينَهُ وبينَ والدِهِ.
وهذهِ الفوائدُ وغيرُها تجعلُ الطِّفلَ أكثرَ حُبًّا للصِّيَامِ وأكثرَ حِرْصًا عليه.
• مُشارَكَةُ الطِّفلِ في إِعدادِ الفُطورِ والسّحورِ: وليسَ المطلوبُ مِن الطِّفلِ أنْ يُمارِسَ الطَّبخَ، وإنَّما مجرد مُشاركاتِه في إعدادِ ما يستطيعُ يُكسِبُه الكثيرَ من المشاعِرِ الإيجابِيَّةِ، فهو يَشعرُ بقربهِ مِن والدتِهِ على وجهِ الخُصُوصِ، كما أنَّهُ يَتحمَّلُ مَسؤوليَّةَ بَعضِ الأعمالِ اليسيرةِ.
هذهِ المشارَكةُ مِن الطِّفلِ تَجعلُهُ يَشعرُ بالأهميَّةِ، وتَجعلُ الصَّومَ مُحبَّبًا إلى نفسِهِ، خَاصَّةً إذا كانتِ الأُمُّ أَثناءَ عَمَلِهما مَعًا تحدِّثُهُ عن الصِّيامِ، وتشجِّعُه عليهِ.
الأسرة في رمضان(19)
ماذا أَفعلُ كَي يَصومَ أَطفالِي؟
• وجودُ الطِّفلِ على مَائدةِ الإِفطارِ: اجتماعُ أفرادِ الأُسرةِ على المائدةِ -ومنهم الأطفال- هو أحدُ العواملِ المؤثِّرةِ في تحبيبِ الصِّيامِ للأطفالِ.
هذهِ اللحظاتُ عامرةٌ بمشَاعِرَ فيَّاضَةٍ خَاصَّةً إذا ارتَبطَ بها أدعيةٌ أو أذكارٌ أو استِماعٌ للقرآنِ الكريمِ، أو حديثٌ ودِّيٌّ حَانٍّ مِن الوَالِدينِ عن الصِّيام.
بلْ إنَّ مجردَ انتظارِ الأَذانِ، ثُمَّ الفَرحَ بِسَمَاعِه، وتَناولِ الرُّطَبِ أو التَّمرِ كُلُّ هذا يُعزِّزُ الجانبَ الإيمانيَّ، ويُقوِّي حُبَّ الصِّيامِ في نفوسِ الأطفالِ.
بعضُ النَّاسِ يُفوِّتُ على نفسِهِ وأطفالِه هذهِ الفُرصةَ بِإدْمَانِ مُشاهَدةِ التلفزيونِ وقتَ الإفطارِ. وهؤلاءِ -الآباءُ الكرامُ والأُمَّهاتُ الكَريماتُ- نَدعوهم إلى اغتنامِ دقائقَ معدودةٍ –وقتِ الإفطارِ- بدونِ تلفزيونٍ لتحقيقِ جَوانبَ تربويَّةٍ كبيرةٍ.
الأسرة في رمضان(20)
ماذا أَفعلُ كَي يَصومَ أَطفالِي؟
• تَسلِيَةُ الطِّفلِ، وإشغَالُ وقتِهِ: بعضُ المتحمِّسينَ يَنصحُ بأن يُمضي الطِّفلُ الوقتَ كُلَّهُ في قراءةِ القرآنِ الكريمِ والأذكارِ!، وبعضُهم يقترحُ أجواءَ فيها مِثَالِيَّةٌ زَائدةٌ.
أَيُّها الوالِدانِ :نحنُ نَتحدَّثُ عن طِفلٍ صغيرٍ يُريدُ ما يُشغِلُهُ عن الأكلِ والشُّربِ. وأنتم تُلاحظونَ أنَّ الأطفالَ أثناءَ لَعِبِهم لا يَهتمُّونَ للأكلِ، أمَّا عندَما يُطلبُ منهم أَداءُ واجبٍ مِن الواجباتِ فإنَّهم يتَمَلْمَلُونَ من الضِّيقِ والضَّجَرِ، وهذا يجعلُهم يَتحجَّجونَ بأنواعِ الحُجَجِ، فإذا اقتَرَنَ ذلكَ بالصِّيامِ، فسيكونُ موقفُهم من الصِّيامِ سَلبيًّا.
المطلوبُ أنْ نراعيَ طبيعةَ الطِّفلِ واحتياجاته، ويمكنُكم إيجادُ الكثيرِ من الأفكارِ –مثل المسابقاتِ والألعابِ المنزليَّةِ- التي تجعلُ الصِّيامَ للأطفالِ ممتعًا، دونَ جوعٍ أو عطشٍ.
أطفالُكم لا يجبُ عليهم الصِّيامُ. لكنَّكم تُدرِّبونهم، وهذا التَّدريبُ سيكونُ لهُ أَثَرُه مُستقبلاً إنْ شَاء اللهُ.
فأنتم قدْ نَجَحْتُم في تَدريبِهم!
لا تَقارِنوا أنفسَكم -ولا أطفالَكم- بالآخَرينَ، أنتم تحقِّقونَ النَّجاحَ بما يَتوافقُ مع طَبيعةِ تَربيتِكم لأطفالِكم.. فلا تَشعُروا بالحَرَجِ لأنَّ أطفالَكم لم يَصومُوا.
الأسرة في رمضان(21)
طفلي لا يَصومُ، هل أُعاقبُه؟!
مُعاقبةُ الطِّفلِ –حِسِّيًا أو معنويًّا- على عدمِ الصِّيامِ خَطَأٌ فَادِحٌ –من الناحيتينِ الشَّرعيَّة والتَّربويَّة-، والواجبُ على الوالِدَينِ عدمُ اللجُوءِ إلى مُعاقبةِ الطِّفلِ إذ لم يَصُمْ، لأنَّ العُقوبةَ تجعلُ مَوقفَهُ من الصِّيَامِ سَلبيًا، ويَرتبطُ الصِّيامُ في ذِهنِهِ بتجرُبةٍ مُؤلمةٍ. بينما المطلوبُ أنْ يكونَ الصِّيامُ مُرتَبطًا بتجاربَ ومواقفَ سَارَّةٍ.
وكذلكَ إذا اكتَشَفَ الوالِدَانِ أنَّ الطِّفلَ الصَّائمَ أَكَلَ خفيَةً، فلا يُعاقِبانِهِ، بل يَستخدمانِ معَهُ الأساليبَ التَّربويَّةَ، فيَقبَلانِ عُذْرَه، ويتلطَّفانِ معه، ويُشعِرَانِهِ بأنَّهما يَفرحانِ بصومِهِ، ويُحزِنُهما أنَّه لم يَستَطِعْ المواصَلةَ، ثُمَّ يُشجِّعَانِهِ، ويَعِدَانِهِ أنْ يُقدِّما لَهُ المساعَدةَ بتوفيرِ أَجواءٍ مُريحةٍ ومُمتعةٍ تُسهِّلُ عليهِ الصِّيامَ، مِن خِلالِ استخدامِ بعضِ الأفكارِ السَّابقةِ.
الأسرة في رمضان(22)
اخطاء نرتكبها مع اطفالنا فى رمضان”
نجبر الطفل على الصيام بشكل عنيف جدا .ونخبره ان كل الاسره ستصوم وهو يجب ان يصوم ايضا فالصيام لايجب ان يكون يجب , بل لابد ان يكون حبا وليس جبرا . فبهذا سنترك انطباع سئ لدى الطفل عن الصيام .
⌛️ثانيا: التجاهل
فبالرغم من ان الاجبار ليس من الامور الجيده الا ان التجاهل ايضا من الامور الغير جيده فلا يجب ان نترك الطفل حسب ارادته كل عام , لانه سيفضل الا يصوم . بل بعد عمر 10 سنوات يجب ان نسعى ان ندخل مفهوم الصوم فى ذهن اطفالنا بالتدريج .
⌛️ثالثا: المقارنه
قد يكون الطفل صغير على المكوث حوالى 15 ساعه بدون طعام . فلكى نحمسه نقارنه بأخوته الافضل منه فيستحمل الطفل معاناه الصيام حتى ينال اعجاب والديه مثل اخوته.
وهنا يجب الحذر لان قد يكون الطفل يعانى من هبوط فى الدورة الدمويه او فى القلب وكلماتنا ستؤثر سلبا على صحته . والمقارنه لا تصح فى اى حال من الاحوال فكل طفل له ظروفه الخاصه ولا يجوز التعميم .
الأسرة في رمضان(23)
اخطاء نرتكبها مع اطفالنا فى رمضان”
⌛️رابعا: التهديد
لا تهدد طفلك بأنه لن يحصل على مصروفه او لن يذهب للعب مع اصدقائه ان لم يصم. لان هذا خطأ كبير فهو ليس وسيله نعاقب بها الطفل .بل شجعه أبدأ بأن تحببه فى الصوم حتى يقلدك ويسعى من قلبه ان يصوم الشهر الكريم .
⌛️خامسا: كلمات السخريه
لا تسخر منه فى حال عدم قدرته على اكمال الصيام ولا تقول له ” كيف طفل كبير مثلك لا يقوى على الصيام الا لساعات قليله ” , او ” ان الله غاضب منك “فكلها تشويه لشهر رمضان ومحبه الله , والطفل الصغير غير مكلف بالصيام فلا تجبره او تكرهه بل شجعه .
الأسرة في رمضان(24)
التعامل مع الأطفال في رمضان
** اصطحبوهم معكم، الأطفال يتعلمون بالمشاهدة والممارسة
** في رمضان يتغير النشاط في البيت ويتغير نظام الطعام وغالبا النوم، اطلبوا من أطفالكم مشاركتكم وحددوا لهم واجباتهم،
** لتعليم الطفل في رمضان :
• حدد له التصرف المطلوب (دعاء مثلا)
• تعليمات واضحة
• ابتسامة ومكافأة عند التطبيق
• سؤاله عن حاله
• كن له قدوة حسنة
الأسرة في رمضان(25)
كلمات لتشجيع طفل في رمضان، قل له :
• انا فخور بصيامك
• ما شاء الله تقدر تصوم
• احب تحضر معي المسجد
• أنت قدوة لغيرك
• احبك واحب صيامك
** اتفق مع طفلك على وضع جدول لنشاطاتكم في رمضان .. مثلا
• زيارة أهل
• إفطار صائم
• قراءة قرآن
• تقديم صدقة
• زيارة مريض
• .. الخ
** الأطفال غير مكلفين بالصيام، لذلك لا يجب إكراههم أو إجبارهم على الصيام،
** يصوم الأطفال بسهولة بالترغيب والتقليد والتشجيع .
وفقنا الله واياكم
سبحانك اللهم و بحمد أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق