سورة آل عمران تدبرا
اللقاء السادس و
العشرون
إن هذا القرآن يهدي
للتي هي أقوم
آل عمران لتعميق
التوحيد في قلبك وإزالة أثر الشبهات والشهوات منه اقرأ بتدبر واستحضار أوائل سورة
آل عمران إلى آية ١٨/محمد الربيعة
سورة آل عمران،سورة الثبات كأنها نازلة فيكم فتدبروها { واعتصموا بحبل الله جميعا
ولا تفرقوا }
(بسم الله الرحمن الرحيم)
"الم (1"اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ" (2" "نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا
بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ" (3"مِنْ
قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ" (4" "إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا
فِي السَّمَاءِ" (5"هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا
إِلَهَ"(6 "إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 6هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا
تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ
تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا
بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ" (7"
1- (والراسخون في العلم) حرف الجر (في) يجعل (العلم) هو : المادة الصلبة التي كلما انغمس فيها اﻹنسان أمن السقوط
2- تتبع المتشابه وترك
المحكم سبيل ذوي الزيغ لتمرير فسادهم وتبريره(فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة
وابتغاء تأويله)
"زُيِّنَ
لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ
الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ
وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ
عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ" (14" "قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ
اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ
اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ" (15"
1- ( خالدين فيها ) حينما تتحدث عن منزلك الباقي ، لا بد أن تحسن القواعد له وتقيم
صرحاً مشيداً عالياً من الأعمال الصالحة ، حتى تنعم أكثر فأكثر !!
{زين للناس حب الشهوات من النساء}
3- "بدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد" ابن كثيرأما إن كن زوجات صالحات فهن خير متاع(وخير متاعها المرأة الصالحة)
الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا
وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" (16" "الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ
وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ" (17" "شَهِدَ
اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ
قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (18"
1-(قائما بالقسط) (قائما) العدل
يحتاج : لقيام ورؤية كاملة وتعب ، فﻻ قعود مع العدل
2-ماقرأت آية شرف الله
فيها المقربين عنده بالشهادة له مثل هذه الآيةآل{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط…}
"إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ
اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ
بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ
اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ" (19" "فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ وَمَنْ
اتَّبَعَنِي وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ
فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ
الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ" (20" "إِنَّ
الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ
حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ
فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" (21" "أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ" (22" "أَلَمْ
تَرَى إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ
اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ
مُعْرِضُونَ" (23" "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ
أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ"
(24) "فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ
وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ" (25" "قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ
تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ
مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (26"
*( تؤتي المُلك من تشاء و
تنزع المُلك ممن تشاء ... )[ تنزع
] لن يتخلى أرباب المُلك عن مُلكهِ طواعيةو
بسهولة
قُلْ إِنْ
كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (31"
يردد أفراد ومجتمعات
عدم مساومتهم على دينهم،في حين إن بعض أفعالهم تكذب ما رددوه!(قل إن كنتم
تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)
اللقاء السابع و
العشرون:
إن هذا القرآن يهدي
للتي هي أقوم
"فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً
وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ
وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" (37"
1- زكريا موقنٌ بقدرة الله
ولم يسأل ربه الولد إلا حين سمع مريم (هو من عند الله إن الله يرزق...) فبعض ماتسمعه من كلام مرسلٌ لك من ربك لليقظة (كُلما دخلَ عليها زكريا
المحراب) (وهو قائمٌ يُصلي في المحراب) سر توفيق هذه الأسرة المباركة ، وقوفها في
المحراب طويلا!!
2- النبت الحسن للأبناء
يأتي بزرع الدعوات الصادقة قبل ولادتهم وبعدهاتأمل ثمرة دعوة امرأة عمران لابنتها
مريم{ وأنبتها نباتا حسنا }
3- الطموح العالي في
تنشيئة الأبناء أن تسأل ربك بأن يستخدمهم في خدمة دينه تأمل قولها(إني نذرت) (لك)مافي بطني (محررا)أي عتيقا لخدمة بيت المقدس
"إِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ
بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ" (45"
1- وقوع البلاء والألم
يصاحب البشرى ( يمريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح ) فسمت الملائكة ما يقع لها بشرى ، مع ما
وقع لها من ألم !!
2- ( وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ
)فهلا اقتفت المرأة المسلمة هدي من اصطفاها الله على
نساءالعالمين في كتاب الله لتنال كمالا وفضلا.
إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ" (51"
*[ وإن اللـه ربـي وربـكم ] الله هو
العز لمن يبحث عنه وهو العدللمن ذاق مرارة الظلم والنكران..فتمسك بحباله إن لم تطيق لنفسك الهوان
"وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ
وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا
دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي
الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (75"
*اﻷمانة هي
اﻷمانة ولو في دينار واحد(ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن
تأمنه بدينار ﻻ يؤده إليك إﻻ ما دمت عليه قائما)
اللقاء الثامن و
العشرون :
إن هذا القرآن يهدي
للتي هي أقوم
"مَا كَانَ
لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ
يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا
رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ
تَدْرُسُونَ" (79"
1-تعليم الكتاب وتدارسه
طريق لتحقيق الربانية {ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}
2-التدارس لكتاب الله هو
سبيل الربانية{ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}
لَنْ
تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ
شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" (92"
**أنفق مما تحب ولو كان
شيئا يسيرا{ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء
فإن الله به عليم}
"فِيهِ
آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ
عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ
فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ" (97"
**من لم يحج الفريضة وهو
قادر فقد كفر بنعمة الله عليه { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن
العالمين}
"وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ
بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ
فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ" (103"
1- كل الدول المسلمة التي
مكن لها كان قد اجتمع فيها أمران: أحدهما: وحدة مصدرها. وثانيهما: اجتماع أفرادها. (واعتصموا بحبل
الله جميعا وﻻ تفرقوا)
2- (وكنتم على شفا حفرة من
النار فأنقذكم منها) (شفا حفرة) رحمة الله تدرك من (جزمنا بهلاكه)
3- (ولا تفرَّقوا) التفرق
شديد في الأثر وشديد في اللفظ (ولهذا جاءت في لفظه الشدة)
4- لم يذكر الله سببا يمكن
أن تجتمع اﻷمة عليه إلا حبله المتين،ولم يذكر سببا تفترق به اﻷمة إلا ترك هذا
الحبل(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)
5- ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً
.. ) كلُّ الحبال الّتي تمتدُّ إليك قد تنقطعُ عنك
، إلّا حبلَ الله !!
6- أعظم مايجمع الأمة هو
القرآن { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}
7- (توحيد الكلمة) على (كلمة التوحيد) أوجب
وأعظم وأحفظ للدول من توحيدها على مال أو أرض أو سياسة (واعتصموا بحبل الله جميعاً) وحبل الله
التوحيد
اللقاء التاسع و
العشرون :
إن هذا القرآن يهدي
للتي هي أقوم
" وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ "(104"
**لا تفلح أمة ليس فيها
مصلحون (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك
هم المفلحون) عبد العزيز الطريفي
"وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (105)
(ولا تكونوا كالذين
تفرقوا واختلفوا) قدم التفرق على الاختلاف ، لأن اختلاف (الأقوال) يسبقه (تفرق) القلوب
" يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ
وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا
كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ" (106"
**( لاتعتذروا قد كفرتم بعد
إيمانكم .. )قيلت لمن كان متعلقا بخطام ناقة رسول اللهفكيف بمن يستهزئ بأحاديث الرسول
" كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ
الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ
الْفَاسِقُونَ" (110"
1-خيريةاﻷمة في إيمانها
بربها وإقامة الحسبة،وبتفريطها بهما يتودع منها(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون
بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله). /سعود الشريم
2-من ناصر جهاز الحسبة
فهو من خير الناس وأصدقهم إيمانا {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}
"لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ
اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ" (113"
1-{ يتلون آيات الله آناء
الليل وهم يسجدون } قيام الليل لقراءة العلم المبتغى به وجه الله داخل في هذه
الآية . ابن عطية/محمد الربيعة
2-وصف أثنى الله عليه {..أمة قائمة
يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون}جعلنا الله منهم
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا
يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ
أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ
إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ" (118"
1- يدهش المرء من غيظ ذوي
النفاق،وحدة ألسنتهم على أهل اﻹيمان حتى يقول في نفسه أهذا ظاهر غيظهم؟فماذا يقول
إذا قرأ قول الله(وما تخفي صدورهم أكبر)! سعود الشريم
2- أكثر ضلال المنافق في
لسانه، لأنه لا يجسر على الأفعال فيُقدم الأقوال ليرقب ردود الأفعال (قد بدت البغضاء
من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) عبد العزيز الطريفي
3- لخصوم الحق ألسنة حداد
يسلقون بها الناصحين الصادقين،وما ذاك إلا بعض ما يحملونه من بغض لا كله(قد بدت البغضاء من أفواههم
وما تخفي صدورهم أكبر)!
اللقاء الثلاثون :
إن هذا القرآن يهدي
للتي هي أقوم
"هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ
بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا
عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ
عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ" (119"
1- (قل موتوا بغيظكم) تربي على
إحياء (إغاظة العدو) حتى الموت / عقيل الشمري
2- الاستهزاء خصلة دنيئة
تكشف الباطن البغيض،وهو آخر أسلحة العاجز وأفجرها،فلا يملك بعده إلا(إذا خلوا عضوا عليكم اﻷنامل
من الغيظ قل موتوا بغيظكم).
"إِنْ
تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا
وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ
بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ" (120"
**"إن تصبك حسنة تسؤهم" يحترقون
إذا دُعمت الهيئة .. ويموتون إذا عزز من شأن القضاء .. ويتميزون غيظاً إذا صرفت
مكافآت لمعلمي القرآن
"وَمَا
جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا
النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" (126"
1- مهما ملكت من أسباب
القوة فإنك لن تعدو قدرك مالم ينصرك الله،فاختصر الطريق والتمسه ممن هو بيده(وما النصر إلا من عند الله إن
الله عزيز حكيم). / سعود الشريم
2- (إن تصبروا وتتقوا..وما
النصر إلا من عند الله)(تستغيثون ربكم..وما النصر إلا من عند الله) بتقوى
القلوب وصبر الأبدان واستغاثة اللسان ينزل النصر
3-( وما النصر إلا من عند الله
) فلن ينفع الطغاة قوة أهل الارض جميعاً،فإن
القوة لله جميعاً والنصر من عندهفا بشروا ياأمة محمد !!
"وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا
السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" (133"
1- (وجنة عرضها السموات
والأرض) الجنة تستوعب اﻷعمال الصالحة ، فﻻ تبطل عمل غيرك طمعا بالجنة!
2- تفريط منك أن تدخل
مجلسا فسيحا ثم لا تجد لك فيه موضع جلوس!!فكيف بجنة كعرض السماء واﻷرض(وسارعوا إلى مغفرة من ربكم
وجنة عرضها السماوات واﻷرض). / سعود الشريم
اللقاء الواحد و
الثلاثون :
إن هذا القرآن يهدي
للتي هي أقوم
"الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ
الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (134"
1- ما أجمل الإحسان
للآخرين ، بالكلمة ، بالمال ، بالابتسامة ، حتى تنال محبة الله لك ، ( والله يُحب
المحسنين )
2- (والكاظمين الغيظ) إنهم ليسوا جمادات لا
تشعر ولا تحس بل يشعرون بالغيظ والحنق والألم ولكنهم يحبسونه ولا ينتقمون
"وَالَّذِينَ
إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ
فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ
يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (135"
1- ليست الغرابة في سقوطك
يوما ما،لكن الغرابة ألا تستطيع النهوض بعد سقوطك(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا
لذنوبهم). / سعود الشريم
2- ( والذين إذا فعلوا فاحشة أوظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ) أخطر من
فعل الحرام ، أن تُحرم نعمة الإحساس بمرارة الآثام !!
"أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ" (136"
**( خالدين فيها ) حينما
تتحدث عن منزلك الباقي ، لا بد أن تحسن القواعد له وتقيم صرحاً مشيداً عالياً من
الأعمال الصالحة ، حتى تنعم أكثر فأكثر
"هَذَا
بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ" (138" "وَلا
تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (139" "إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ
مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ
الظَّالِمِينَ" (140"
1- (وتلك الأيام نداولها
بين الناس) إذا حل (التداول) وجب (الاستسلام) إذا حل (التداول) تعطلت (الأسباب)
2- (وتلك الأيام نداولها
بين الناس) (نداولها) من المخدوع الذي يتوهم قدرته على (إمساك) أيامه ولياليه?
3- لا تحقرن أحدا ممن
تراهم وأنت سائر في طريقك فربما احتجت إلى أحدهم أثناء رجوعك!!؛فإنما الحياة غدو
ورواح(وتلك اﻷيام نداولها بين الناس).
4- { هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين
}البيان يعم كل من فقهه ، والهدى والموعظة للمتقين . ابن
تيمية
5- لم يأت الحزن في القرآن
إلا منهياً عنه كقوله(ولا تهنوا ولا تحزنوا)أومنفياً(فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)وسر ذلك أن الحزن لا مصلحة فيه للقلب
الدرس الثاني و
الثلاثون
أن هذا
القرآن يهدي للتي هي أقوم
"وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى
إِذَا فَشِلْتُمْ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ
وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ
الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ
لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ" (152"
1-شؤم المعصية يكسر شوكة
اﻷمة حتى وإن كانوا في ساحة الجهاد في سبيل الله!؛ﻷن الله قال عن هزيمة المؤمنين
في أحد(وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون) / سعود الشريم
2-{ سنلقي في قلوب الذين
كفروا الرعب}تخويف الكفار والمنافقين وإرعابهم هو من الله نصرة للمؤمنين . ابن تيميه
"إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي
أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا
فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" (153"
1- ( فأثابكم غمَّاً بغمّ لكي لاتحزنوا
... ) كثرة الجروح تُنسيك الألم !!
"ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى
طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ
بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنْ
الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي
أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنْ الأَمْرِ
شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ
الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ
اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
بِذَاتِ الصُّدُورِ" (154"
1- يحل بالعباد الابتلاء
ليختبر الله مافي صدورهم من حسن الظن به أو عدمه،ويمحص مافي قلوبهم من أدران(وليبتلي الله مافي صدوركم
وليمحص مافي قلوبكم).
2- إذا احتدم الصراع بين
الحق والباطل كشف الله ضعاف النفوس الذين لا يطيقون مواصلة الحق(وطائفة قد أهمتهم أنفسهم
يظنون بالله غيرالحق ظن الجاهلية).
3- { ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا}النعاس والنوم أمنة من الحزن بإذن الله ولذلك كثيرا ماينسى الإنسان حزنه بعد
نومه.
4-ثم أنزل عليكم من بعد (الغم) أمنة قد
يحاول اﻵخرون مساعدتنا من الخارج لكن الذي يخلق الراحة والفرج في دواخلنا هو الله
وحده. قل يارب
"فَبِمَا
رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ
لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ
فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُتَوَكِّلِينَ" (159"
1- (ولو كنت فظا غليظ القلب
ﻻنفضوا من حولك) من (تفرق) عنه الناس فليراجع (تعامله وفظاظته)
2- عزيمة المرء الموفقة هي
تلك التي توسطت أمرين هما الاستشارة والتوكل،فلن يندم من استشار فعزم فتوكل(وشاورهم في اﻷمر فإذا عزمت
فتوكل على الله).
3- (ولو كنت فظا غليظ القلب
ﻻنفضوا من حولك) في القلب عين يرى من خلالها شعور من حوله (غلظة القلب تحجب الرؤية)
4- (كنت فظا غليظ القلب
ﻻنفضوا من حولك) من لوازمها ان : القلب (الرقيق) هو الذي ﻻ يطرد ويبعد (الصديق)
5- (كنت فظا غليظ القلب
ﻻنفضوا ) قرن بين الفضاضة في القول والغلظة في القلب. لمعرفة حجم قلبك :
استمع للفظك
6- لطف الناصح للناس أعظم
نفعا من قوة حجته،فالنبيﷺأقوى الناس حجة،وقد قال له ربه(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوامن
حولك) /سعود الشريم
7- للقائد الناجح خمس صفات
وهي:عفوه عن تابعيه،ودعاؤه لهم،ومشورتهم،وعزيمته،وتوكله(فاعف عنهم واستغفرلهم وشاورهم في اﻷمر فإذا عزمت فتوكل على
الله) / سعود الشريم
8- لا تكن فظا فيهجرك
بعضهم(ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)ولا تكن ضعيفا فيزدريك آخرون"المؤمن القوي خير وأحب
إلى الله من المؤمن الضعيف". / سعود الشريم
9- { وشاورهم في الأمر }إشعار بمنزلة الصحابة وأنهم كلهم أهل اجتهاد وأن باطنهم مرضي عند الله تعالى.
10- ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك
)مهما أوتيت علماً وُفهماً و حفظاً وفقهاًإن لم تكن
مصحوُبہ بحسن الخلق فلن يتعدى علمك عتبة بابك
الدرس الثلث و الثلاثون
إن هذا القرآن يهدي للتي
هي أقوم
"أَوَلَمَّا
أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ
هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (165"
1-(قل هو من عند
أنفسكم) أول خلاصك : التفتيش بذاتك
2-( قل هو
من عند أنفسكم ..)لا يوجد في الدنيا ما يُسمّى بالحظ السيء ،بل يوجد ذنباً سآء الحال بسببه !!
"وَلِيَعْلَمَ
الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أَوْ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ
يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ
فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ" (167"
**إذا أراد ذو شبهة أو شهوة تمرير مبتغاه أتبعه بعبارة(وفق الشريعة)ليحظى بقبول دون إنكار(يقولون بأفواههم ماليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون).
"وَلا
تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ
عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (169"
1- (بل أحياءٌ
عند ربهم يرزقون) قدَّم (الرب) على (الرزق) لأن جوار الله أعظم رزقٍ
2- (ولا تحسبن
الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) كل مانراه بأعيننا فهو (عين اليقين) إلا
الشهداء فهم (فوق اليقين)
3- أي منزلة
وحياة هذه{بل أحياء عند ربهم يرزقون} {عند ربهم}
يقتضي قربهم من ربهم {يرزقون}من أنواع النعيم{فرحين}مغتبطين اللهم ارزقنا الشهادة
"فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ" (170"
**الشهداء (يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم) أغرب اﻷشواق : شوق الموتى لﻷ
"يَسْتَبْشِرُونَ
بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ
الْمُؤْمِنِينَ" (171" "الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا
أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ" (172"
(الذين استجابوا
لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح) فترة الاصابة بالقرح والقتل والجراح تضعف العزيمة ، فكانت
استجابتهم لله (من بعد ما أصابهم)
"الَّذِينَ
قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" (173"
1- (وقالوا
حسبنا الله ونعم الوكيل) (حسبنا) ﻻ تعترض من ليس له ناصر إﻻ (ربه)
2- (الذين قال
لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم) (فاخشوهم) حتى مشاعرك يريد البعض أن (يمليها عليك)!
3- التوكل
ليس ثقة بأن الله يعطيك ماتريد بل قبل هذا الرضا بما آتاك ( ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله
ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله )
"فَانْقَلَبُوا
بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ
اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ" (174"
**يا لها من كلمة غيرت حياتهم وذهبت بآلام جراحهم وتهديد أعدائهم وأورثتهم
النعمة
"إِنَّمَا
ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (175"
**(إنما ذلكم
الشيطان يخوف أولياءه) أي : يخوفكم أولياءه بأن لهم بأس وشدة وأنهم لا يغلبون ، ولم يقل (يخوفكم)لأن تخويفه لا يستقر في
قلوب الموقنين .
الدرس الرابع و
الثلاثون
إن هذا القرآن يهدي
للتي هي أقوم
"وَلا
يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا
اللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ
وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (176"
**يتأذى المؤمن ممن يسعى
لتهميش اﻹسلام؛فيسلو بآية(ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا
يريد الله ألا يجعل لهم حظا في اﻵخرة)
"وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ
إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ" (178"
**من الخطأ تصور أن عدم
إهلاك العدو هو انتصار له "ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي
لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين"
"مَا كَانَ
اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ
الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ
وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ" (179"
1- يكثر سواد المسلمين
فيرسل الله المحن فتتمايز صفوفهم؛لئلا يغتر صادق بكاذب(ماكان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من
الطيب).
"كل نَفْسٍ
ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ" (185"
1- (فمن زحزح عن النار) الزحزحة
تكون بعمل يسير صغير ، فرب (تكبيرة) زحزحت ، فالله أكبر كبيرا
2- الزحزحة للأمر الثقيل المستقر
.لو كان الأمر بأعمالنا لكنا مستقرين في النار لكن الله هو الذي يزحزحنا
3- لن تنجو إلا بفضله ولن
تدخل إلا برحمته (زحزح ) ( أدخل )
4- ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز
) بين الجنة والنار مقدار ( زحزحة )أنقذ نفسك ولو بقدرها
"الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا
بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" (191"
1-عبادتان تكونان مع
الإنسان على كل حال وفي كل زمان (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات
والأرض)
2- إذا أردت أن تفكر في
أمر مهم فاسبقه بالذكر ليصفي العقل ويصقله تأمل تقديم الذكر على الفكر في قوله{الذين يذكرون الله...} ثم قال{ ويتفكرون..}
3- العقل لا يتبصر ويهتدي
مالم يتنور بنور ذكر الله تأمل تقديم الذكر على التفكر في قوله "ْالذين
يذكرون الله.." ثم قال {ويتفكرون...}
"يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (200)
الدرس الخامس و الثلاثون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
سورة النساء
من الأسباب المعينة على تدبر القرآن معرفة مقصد السورة، أي موضوعها الأكبر الذي عاجلته فمثلا : سورة النساء تحدثت عن حقوق الضعفة كالأيتام والنساء والمستضعفين في الأرض وفي أول سورة النساء قال تعالى :( وخلق منها زوجها ) وفسرها الحديث الصحيح :( إن المرأة خلقت من ضلع ) وهو ضلع الصدر وفيه إشارة إلى طبيعة التكامل بين الرجل والمرأة
فالمرأة خلقت من الرجل ومن ضلعه تحديدا لا لضيق عليها ، بل ليعطف عليها بجناحيه حبا وحماية لها كما يفعل بأضلاع صدره وهي تبقى مكانها،فإن نشوز عظم الصدر مؤلم ، بل ترقية تلين
الدرس السادس و الثلاثون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
(ولا تؤتوا السفهاء أموالكم )
*إن أمة تنفق مئات الملايين في الشهر على اللهو والدخان، وتنفق مثلها على المحرمات، وتنفق مثلها على البدع المحرمة وتنفق أمثال ذلك كله على الكماليات التي تنقص الحياة، ولاتزيد فيها،ثم تدعي الفقر إذا دعاها الداعي لما يحيها:لأمة كاذبة على الله، سفيهة في تصرفاتها
(وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا )
*يؤخذ من هذا المعنى، أن كل من تطلع وتشوف إلى ما حضر بين يدي الإنسان ينبغي له أن يعطيه منه ما تيسرابن سعدي
*قال ابن كثير رحمه الله:استنبط بعض الأذكياء من قوله تعالى:(يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين)
أنه تعالى أرحم بخلقه من الوالد بولده، حيث أوصى الوالدين بأولادهم، فعلم أنه
أرحم بهم منهم، كما جاء في الحديث الصحيح
فنسأل الله أن يشملنا بواسع رحمته
الدرس السابع و الثلاثون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
وخلق الإنسان ضعيفا""(28
*سئل سفيان الثوري عن قوله تعالى : ( وخلق الإنسان ضعيفا ) ما ضعفه ؟
قال:المرأة تمر بالرجل ، فلا يملك نفسه عن النظر إليها، ولا هو ينتفع بها؛ فأي شئ أضعف من هذا ؟
*بيان ضعف الإنسان ، وفيه إشارة له إلا يغرر بنفسه فيلقى بها في مواطن الشهوات ، ثقة بعلمه ودينه ، فمن حامد حول الحمى أوشك أن يقع فيه
(ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبواوللناس نصيب مما اكتسبن....)
**فإذا كان هذا النهي -بنص القرآن - عن مجرد التمني ، فكيف بمن ينكر الفوارق الشرعيةبين الرجل والمرأة ، وينادي بإلغائها ويطالب بالمساواة ويدعو إليها باسم المساواة بين الرجل والمرأة *بكر أبو زيد / حراسة الفضيلة ص22
الدرس الثامن و الثلاثون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
( فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )
*أي ينبغي -أيها الأزواج - أن تمسكوا زوجاتكم ولو مع الكراهة ، فإن في ذلك خيرا كثيرا ، من ذلك : امتثال أمر الله ، وقبول وصيته التي فيها سعادة الدنيا والآخرة
إن إجباره نفسه - مع عدم محبته لها - فيه مجاهدة النفس ، والتخلق بالأخلاق الجميلة
وربما أن الكراهة تزول وتخلفها المحبة ، كما هو الواقع في ذلك
وربما رزق منها ولدا صالحا نفع والديه في الدنيا والآخرة ،وهذا كله مع الإمكان في الإمساك وعدم المحذور.
لما ذكر الله قوامة الرجل على المرأة،وحق الزوج في تأديب امرأته الناشر ،ختم الآية بقوله : (إن الله كان عليا كبيرا) فذكر بعلوه وكبريائه جل جلاله ترهيبا للرجال ، لئلا يعتدوا على النساء ويتعدوا حدود الله التي أمر بها.
الدرس التاسع و الثلاثون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
*ذكر الله المأمورين بالأحسان إليهم ،وقال :( والصاحب بالجبن )
وهذا يعم كل مصاحب ، وفسره طائفة بالرفيق في السفر، ولم يريدوا إخراج الصاحب الملازم في الحضر ،وإنما أرادوا أن مجرد صحبة السفر -على قصرها- تكفي، فالصحبة، الدائمة في الحضر أولى ابن رجب - جامع العلوم والحكم
*مر كعب الأحبار -قبل أن يسلم - بقارئ يقرأ قراءة حزينة قول الله تعالى :( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فردا على أدبارهاأو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا )
فقال كعب : يارب ... أسلمت ،مخافة أن تصيبه الآية ، ثم رجع فأتى أهله باليمن ثم جاء بهم مسلمين ( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) نعمة عظيمة من وجهين
أنه يقتضي كل ميت على ذنب دون الشرك لا تقطع له بألعاب وإن كان مصرا أن تعليقه بالمشيئة فيه نفع للمسلمين وهو أن يكونوا على خوف وطمع
الدرس الأربعون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)
*تدرج من القلة إلى الكثرة ، ومن الأفضل إلى الفاضل ؛إذ قدم ذكر الله على الرسول ؛ورتب السعداء من الخلق بحسب تفاضلهم ، كما تدرج من القلة إلى الكثرة ،فبدأ بالنبين وهم قليل ثم الصديقين وهم أكثر فكل صنف أكثر من الذي قبله ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) :
كثير من الناس حين يستعيذ بالله من الشيطان ، يستعيذ وفي قلبه نوع من الرهبة من الشيطان وهذه الحال لا تليق أبدا بصاحب القرآن ، الذي يستشعر أنه يلوح ويتم ويلتجد برب العالمين ، وأن هذا الشيطان في قبضة الله تعالى وان الله بيده مقاليد السموات والأرض
الدرس الواحد و الأربعون
إن هذا القر’ن يهدي للتي هي أقوم
*وكل شئ في القرآن تظن فيه التناقض -فيما يبدو لك - فتدبره حتى يتبين لك ، لقوله تعالى : (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثير ا )
*فإن لم يتبين لك فعليك بطريق الراسخين في العلم الذين يقولون :( آمنا به كل من عند ربنا) وأعلم أن القصور في فهمك وعلمك
ابن عثيمين /مجموع الفتاوى 3/317
(وإن منكم ليبطئن فإن أصابت مصيبة قال قد أنعم الله على إذ لم أكن معهم شهيدا ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينهم مودة ياليت كنت معهم فأفوز فوزا عظيما )
*فهؤلاء المبطئون لم يحبوا لإخوانهم المؤمنين ما يحبون لأنفسهم ، بل إن أصابتهم مصيبة فرحوا باختصاصهم ،وإن أصابتهم نعمة لم يفرحوا بها، فهم لا يفرحون إلا بدنيا تحصل لهم ، أو شر دنيوي ينصرف عنهم ،ومن لم يسره ما يسر المؤمنين ،ويسوءه ما يسوء المؤمنين ،فليس منهم ابن تيمية الفتاوى 10/ 128
الدرس الثاني و الأربعون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
قال تعالى (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم )
*فيه تربية عظيمة وهي أن يستشعر الإنسان -عن مؤاخذته غيره - أحوال كان هو عليها تساوي أحوال من يؤاخذه ، كمؤاخذة المعلم التلميذ بسوء إذا قصر ، وهي عظة لمن يمتحنون طلبة العلم فيعتادون التشديد عليهم وطلب عثراتهم
*الاستغفار بعد الفراغ من العبادة هو شأن الصالحين ،فالخليل وابنه قالا -بعد بناء البيت وتب علينا وأمرنا به عند الانتهاء من الصلاة(فإذا قضيت الصلاة فاذكروا الله )
*وبينت السنة أن البدء بالاستغفار ،وكذا أمرنا به بعد الإفادة من عرفات
فما أحوجنا إلى تذكر منة الله علينا بالتوفيق للعبادة ، واستشعار تقصيرنا الذي يدفعنا للاستغفار
الدرس الثالث و الأربعون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
حتى الأنبياء لم يسلموا من محاولات الإغواء والإضلال (ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك)
*فمن يأمن البلاء بعد نبينا محمدصلى الله عليه وسلم ؟ ومن الذي يظن أنه بمعزل عن الفتنة؟
نسأل الله الثبات على الحق
*كل ظالم معاقب في العاجل على ظلمه قبل الآجل ، وكذلك كل مذنب أذنبوهو معنى قوله تعالى : (من يعمل سوءا يجز به )
وربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله ، فظن أن لا عقوبة ، وغفلته عما عوقب به عقوبة !!
الدرس الرابع و الأربعون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
(فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة )
*في هذه الآية إشارة إلى المبادرة في الحسم وإصلاح الشأن : إما بالوفاق أو الفراق بعد أن تتخذ الوسائل المشروعة ، ولعل ذلك لا يقف عند مسألة الزوجية ،بل يتعداه إلى أمور كثيرة من شأنها أن تعقد المشكلات أو تنشئها إن لم تكن موجودة ،فاللائق-في الأحوال التي لا يسوغ فيها التروي -أن تحسم الأمور ولا تظل معلقة ، ليعرف كل طرف ماله وما عليه ، ولا يبقى في النفوس أثر يزداد مع الأيام سوءا.
[لا يستوي القاعدون من المؤمنين أولي الضرر ]
**فيه مخرج لذوي الأعذار :( أن في المدينة أقوام ما رستم مسيرا ،ولا قطعتم واديا ،إلا كانوا معكم ، حبسهم العذر )
بشرى يا راحلين إلى البيت العتيق لقد سرتم جسوما وسرنا نحن أرواح إنا أقمنا على عذر وعن قرد ومن أقام على عذر كمن راحا
الدرس الخامس و الأربعون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
(لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) تدبر هذه الآية **نلحظ أن الأصل في هذه الثلاثة الإخفاء فذلك أقوى أثرا وأعظم أجرا وأرجى في تحقيق المراد وأما العلانية فيها إن كان هناك سبب معتبر
انتهى -لله الحمد والمنة- وقفات تدبرية مع سورة النساء
الدرس السادس و الأربعون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
سورة المائدة
(يا أيها الذين آمنوا أفول بالعقود أحلى لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد )
**تأمل أيها المؤمن في سطرين فقط وفي آية واحدة نداء وتنبيه ،أمر ونهي ، تحليل وتحريم وإطلاق وتقييد ،تعميم واستثناء ،وثناء وخير ،فسبحان من هذا كلامه
( وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) قال جمهور الأئمة : لا يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم : لا لحما ولا ثوبا ، ولا يعارضون دابة ولا يعاونون على شئ من دينهم لأن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم ،وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك . ابن تيمية /مجموع الفتاوى (25/ 332)
الدرس السابع و الأربعون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
في مثل اليوم -يوم عرفة - نزل قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دين)
*وهذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث أكمل لهم دينهم ،فلا يحتاجون إلى دين غيره ولا إلى نبي غير نبيهم ، ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء ،
فلا حلال إلا ما أحله،ولا حرام إلا ما حرمه ولا دين إلا ما شرعه
الدرس الثامن و الأربعون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
**ما أحسن العبد -وهو ذاهب إلى نسكه- أن يستشعر هذه الآية : ( ءآمين البيت الحرام يبغون فضلا من ربهم ورضوانا) لعل ذلك يحدوه إلى امتثالها ودعاء الله بتحقيقها
🍒قال رجل من اليهود لعمر : يا أمير المؤمنين ،لو أن علينا نزلت هذه الآية :( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) لأتخذنا ذلك اليوم عيدا ، فقال عمر : (إني لأعلم أي يوم نزلت هذه الآية : نزلت يوم عرفة ،في يوم جمعة )
*السؤال :كم هم المسلمون الذين يعرفون من قيمة هذه الآية ما عرفه هذا اليهودي ؟!
( تعلمونهن مما علمكم الله )
فيه دليل على أن كل آخذ علما عليه ألا يأخذه إلا من أتقن أهله علما * وأنهم دراية * وأغوصهم على لطائفه وحقائقه،وإن أحتاج أن يضرب له أكباد الأبل ،فكم من آخذ من غير متقن قد ضيع أيامه
الدرس التاسع و الأربعون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
في قوله تعالى في ختام آية الوضوء :( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم )
* دلالة على أنه يعفى عن كل ما يشق التحرز منه من مبطلات الوضوء ، وموانع كمال الطهارة
وسئل سفيان بن عيينه : أيسلب العبد العلم بالذنب يصيبه ؟ قال: ألم تسمع قوله تعالى ؛( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به )
وهو كتاب الله وهو أعظم العلم وهو حظهم الأكبر الذي صار لهم واختصوا به وصار حجة عليهم
الدرس الخمسون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
*ذكر ابن كثير أن بعض الشيوخ قال لصاحبه : أين تجد في القرآن أن الحبيب لا يعذب حبيبه؟ فلم يجب !!
*فلا الشيخ :( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذب بذنوبكم)
علق ابن كثير قائلا : وهذا الذي قاله حسن
دلت آية الوضوء :( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة .....)
على 7 أصول :
طهارتان: الوضوء والغسل
مطهران : الماء والتراب
حكمان : الغسل والمسح
موجبان : الحدث والجنابة
مبيحان : المرض والسفر
كنايتان: الغائط والملامسة
كرامتان : تطهير الذنوب وإتمام النعمة
الدرس الواحد و الخمسون
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم
(فقتله فأصبح من الخاسرين )(فعقروها فأصبحوا نادمين )
*لم يكن بين قوة الدافع لارتكاب الجريمة والانتقام ، وطغيان الشعور بالزهو والانتصار ، وبين الندم والخسران والبؤس والكآبة : سوى لحظات فعل الجريمة وتنفيذها ،فيا طول حسرة المتعجلين القلب لا يدخله حقائق الإيمان إذا كان فيه ما ينجسه من الكبر والحسد ،قال تعالى :( أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم)
سمعت الشيخ ابن باز يبكي لما قرئ عليه قوله وتعالى - عن أهل الكتاب ( وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا)
*ويقول : نعوذ بالله من الخذلان ! بدلا من أن يزيدهم القرآن هدى وتقى ، زادهم طغيانا وكفرا
وهذا بسبب إعراضهم وعنادهم وكبرهم فاحذر يا عبدالله من ذلك حتى لا يصيبه ما أصابهم
تم بحمد الله ومنه وجوده الانتهاء من سورة آل عمران
معلمتي أم المنتصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق