الاثنين، 10 أغسطس 2015

مفاتيح " تربى بأحسن القصص " قصة بني إسرائيل مع البقرة



 المفتاح(14) " تربى بأحسن القصص " 
= ما هي القصة التي سوف نتعلم منها ؟
قصة بني إسرائيل مع البقرة 
وقفة:
طبق الصحابة رضوان الله عليهم ذلك مع النبى محمد صلى الله عليه و سلم فعن ابن عباس رضى الله عنه قال:" ما رأيت قوما خيرا من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض - صلى الله عليه وسلم - كلها في القرآ : 
ويسألونك عن المحيض [ البقرة : 222 ] .
ويسألونك عن اليتامى [ البقرة : 220 ] .
يسألونك عن الشهر الحرام [ البقرة : 217.
ما كانوا يسألون إلا عما ينفعهم .

= كيف نتربى بهذه القصة ؟
جاءت هذه القصة بأسلوب يأخذ بمجامع القلوب، ويحرك الفكر في النظر إليها تحريكاً، ويهز النفس للاعتبار بها هزاً،
هذا يبين أهمية الاسلوب القصصي بالتربية .
 67- (و اذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة )
1- أن الضعف الإيماني المتمثل في التأخير عن تطبيق الأوامر قد ينتهي بصاحبه الى مرحلة أخطر وهي الابتعاد كليا عن الايمان ، وذلك في الآيات التالية .
فعلى العبد المؤمن أن يعجل لأمر الله تعالى ولا يتأخر .
2- أن العقل لا يحق له أن يعترض على الوحي الآتي من السماء ، ويوم يبدأ بالاعتراض والتشكيك يبدأ
 العبد في الإهمال في طاعة الله . وتزداد وساوس الشيطان عليه .
3ً- أن على المسلم أن يتلقى الأوامر باستسلام ، وأن يسلم وجهه طوعا لله ،.
4- فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث لم يتعنتوا كما تعنت بنو إسرائيل ،كما سبق .
5- انه لا تعايش بين المسلمين، وبين هؤلاء الأنجاس ، مهما كان الأمر؛ لأننا نختلف عنهم في جميع أمورنا .
6- من فوائد القصة، كما ذكر الإمام احمد، أن البقرة تذبح ولا تنحر .
وقد استشهد الإمام بهذه الآية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} (البقرة: من الآية 67) ولم يقل : تنحروا .
وهذا من اللطائف .


 المفتاح (15)" تربى بأحسن القصص " .
 "قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِين " سورة البقرة 67
= كم عدد آيات قصة البقرة ؟
 لله سجلها لنا، وأعلم بها نبيه صلى الله عليه وسلم في أوائل ما أعلمه به، وهي قليلة في آياتها فآياتها ثمان آيات، ولم ترد في القرآن إلا مرة واحدة، ولعظم دلالات هذه القصة حملت السورة التي تبلغ آياتها مائتين وستا وثمانين آية اسم هذه القصة إذن هي في سورة البقرة، إحدى الزهراوين وقد قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم \" اقرؤا الزهراوين \" البقرة وآل عمران .
= كيف نتربى و بهذه القصة ؟
1 - سوء أدبهم مع نبي الله عليه السلام
بهذا يواجهون نبيهم، نبي يأمرهم بأمر يقولون: أتهزأ بنا؟ أتسخر منا؟ هل هذا خطاب يليق بنبي؟ هل هذا أدب ينبغي للنبي؟
2 - وفي قول موسى: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [البقرة:67] فائدة بديعة في دفاع الداعية عن نفسه إذا اتهم بشيءٍ باطل، وهذا الهزأ في أثناء تبليغ أمر الله تعالى جهلٌ وسفه نفاه موسى عن نفسه، وأكد أنه جاد غاية التأكيد، وقال: أعوذ بالله، ألتجئ وأعتصم به أن أكون من الجاهلين الذين يتقدمون في الأمور بغير علم، فرموا موسى بالسفه والجهالة، ودافع موسى عليه السلام عن نفسه، وقال: ألتجئ إلى الله وأعتصم بتأديبه إياي من الجهالة والهزأ بالناس.
= وما أدراك ما موسى عليه السلام ؟

نبي من أولي العزم من الرسل عالج من بني إسرائيل الشيء الكثير، قال النبي صلى الله عليه وسلم \" رحم الله أخي موسى لقد أوذي بأكثر من ذلك فصبر \"


المفتاح (16) " تربى بأحسن القصص "
فقوله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً [البقرة:67]
من المسائل المهمة التي نسعى لأن نتربى عليها:
1 – العبد قد يستعجل شيء , وقد يعاقب بالحرمان منه.
فصاحب قصة البقرة أصلها, أن رجل يريد أن يرث قريبة فقتله. فعوقب بالقتل.
2 – لابد من التسليم لقضاء الله وقدره, فلله حكم عظيمة" والله يعلم وأنتم لا تعلمون"
3-  وجاء عن ابن عباس بإسنادٍ صحيح أنه قال: [لو ذبحوا أي بقرة أرادوا لأجزأت منهم، لكنهم شددوا على أنفسهم، فشدد الله عليهم]
4- فائدة تربوية مهمة: 
وهي أن الإفراط في المزاح وعدم الجدية من الجهل.
وأن الشخص المزاح اللعوب الذي يكثر السخرية والاستهزاء إنسانٌ جاهل، وبذلك نعلم أيضاً من هذه الآية خطورة الاستهزاء والطرف التي يرويها بعض الناس التي يسمونها نكتاً في قضايا عقدية أو شرعية، وأن هذا أمرٌ خطير يؤدي إلى الكفر والخروج عن الملة، كما ينسب بعضهم الجنة والنار ويعملون (نكت) وطرائف على بعض أحكام الشريعة.
 5- سوء أدبهم مع الله تعالى،
بين الفرق بينهم وبين الصحابة في الأدب مع الله، فإن صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم قالوا: (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )

الواجب على جميع المكلفين هو التأدّب مع الله، وذلك بإخلاص العبادة له، وترك عبادة ما سواه، والإيـمان به، وبكل ما أخبر به سبحانه في كتابه العظيم، على لسان رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، عن أسمائه وصفاته وعن الآخرة، والجنة والنار، والحساب والجزاء وغير ذلك، يجب على كل مكلّف أن يؤمن بالله، وأن يخصّه بالعبادة، وألاَّ يشرك به شيئاً سبحانه وتعالى، فأعظم الأدب توحيد الله، والإخلاص له، وأعظم سوء الأدب، الشرك بالله وصرف بعض العبادة لغيره سبحانه وتعالى، يقول الله جل وعلا:"وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاه"

اضغط على الرابط:
http://www.binbaz.org.sa/node/8776


 المفتاح (17)" تربى بأحسن القصص "
= ماذا أيضا نستنبط من الفوائد ؟
= ماذا نستفيد من تكرار كلمة " ربك " ؟
 السياق القرآني يورد ذلك عن طريق تكرارهم لكلمة "ربك" التي يخاطبون بها موسى.
وكان الأولى بهم أن يقولوا لموسى، تأدبا، لو كان لا بد أن يقولوا:(ادْعُ لَنَا رَبَّكَ) ادع لنا ربنا. فكأنهم يقصرون ربوبية الله تعالى على موسى. ويخرجون أنفسهم من شرف العبودية لله. انظر إلى الآيات كيف توحي بهذا كله.
= وماذا نستفيد من (الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) ؟
 تأمل سخرية السياق منهم لمجرد إيراده لقولهم:(الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) بعد أن أرهقوا نبيهم ذهابا وجيئة بينهم وبين الله عز وجل، بعد أن أرهقوا نبيهم بسؤاله عن صفة البقرة ولونها وسنها وعلاماتها المميزة، بعد تعنتهم وتشديد الله عليهم، يقولون لنبيهم حين جاءهم بما يندر وجوده ويندر العثور عليه في البقر عادة.
= قولهم:( وإنّا إن شاء الله لمهتدون )؛
قال المفسِّرون: لو لم يقولوا إن شاء الله لم يجدوها أبداً
= هل هناك فوائد أصول الفقه ؟

فائدة أصولية في باب الأمر
وفي قوله: فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ [البقرة:68] دليلٌ لما ذهب إليه أهل العلم من أن الأمر يقتضي الوجوب، أي أمر في القرآن والسنة يقتضي الوجوب إلا أن يصرفه صارف عن الوجوب إلى الاستحباب، وهذا هو الصحيح في أصول الفقه.
وكذلك من هذه الآية يستدل أيضاً على قاعدة أصولية أخرى تتعلق بالأمر، وهي: الأمر على الفور لا على التراخي، فإذا أمرنا بشيء يجب أن ننفذ فوراً، وهذه حجة من ذهب من العلماء إلى أن الواجب الحج فوراً: (إن الله كتب عليكم الحج فحجوا) أول ما تتمكن تحج، لا يجوز لك التأخير بدون عذر، فإذاً الأمر يفيد الوجوب، والأمر على الفور لا على التراخي، وهذا مذهب أكثر الفقهاء 


 المفتاح (18) " تربى بأحسن القصص " 
ما زلنا نغرف من قصة بقرة بني إسرائيل, العديد من الآداب والأخلاق التي نسعى للعمل بها .
 1- المبادرة للتنفيذ هي المقصود من أمرهم بالذبح
ومعلوم أنه ليس المقصود الآن مجرد الذبح، المقصود الأساسي المبادرة للتنفيذ، فالله عز وجل أمرنا بذبح الضحايا والهدايا
2- التشويق في القصة, وذلك في قوله تعالى:ولذلك قال:"وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ" [البقرة:72]  والله تعالى يريد فضح سر القاتل والعارفين به . 
3- بيان كيف يحيى الله الموتى بدليلٍ عجيب وآيةٍ باهرة ومعجزة ربانية:
= إنسان ميت لا روح فيه ولا حراك، وبقرة عجماء بكماء،
= ذبحتم أنتم البقرة وتحولت إلى جسدٍ أيضاً لا روح فيه ولا حراك،
= وأخذتم أنتم جزءاً ميتاً من أجزاء البقرة الميتة
= وضربتم به جسد الإنسان الميت،
= وفوجئتم بالمفاجأة المدهشة كيف دبت الحياة في هذا الإنسان الميت من تلك الضربة،
= وتحرك حركة الأحياء وتكلم كلام الأحياء.
فذبح البقرة إذاً كان فيه فوائد منها:
= الكشف عن القاتل الحقيقي،
= وتعريف اليهود عليه،
= وإقامة الدليل العملي على قدرة الله على إحياء الموتى،
= وتقديم آية من آيات الله ومعجزة من معجزاته ،
= وتعريفنا على طبيعة اليهود من خلال نظرتهم لأوامر الله وتحذير المؤمنين من أخلاقهم.
4- حرمان ميراث المقتول
روى أبو أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة السلماني أن رجلا من بني إسرائيل كان له ذو قرابة وهو وارثه فقتله ليرثه ثم ذهب فألقاه على باب قوم آخرين وذكر قصة البقرة وذكر بعدها فلم يورث بعدها قاتل .

وبهذا نكون قد انتهينا من ببعض الفوائد التي اشتملت عليها هذه القصة .

ونكمل غدا إن شاء الله .
معلمتي أم محمد

هناك تعليق واحد: