اللقاء الأول:
نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمِعَ منَّا شيئًا فبلَّغَهُ كما سمعَ "فرُبَّ مبلِّغٍ أوعى من سامِعٍ" الراوي:عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي -
الصفحة أو الرقم: 2657خلاصة حكم المحدث: صحيح
عباد الله : ولقد ثبت عن النبي صلى الله
عليه وسلم في سنن الترمذي وغيره من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا
وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ
، ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ : إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ
، وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ ، فَإِنَّ الدَّعْوَةَ
تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ )) .
عباد الله: وتأملوا ملياً هذا الحديث العظيم ، تأملوا - عباد الله - هذه الدعوة المباركة الميمونة
التي دعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حفظ حديثه - عليه السلام - فوعاه وفهمه وأداه كما حفظه وفهمه ، دعوة ميمونة من
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، فإذا أردت أيها المؤمن أن تفوز بدعوة خير البشر
صلى الله عليه وسلم وأنت تعيش في القرن الرابع عشر فعليك بهذا الحديث ونظائره مما هو
مشتمل على دعواتٍ مستجابات لخير خلق الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
تأملات في حديث " نضر الله امرا
"
اللقاء الثاني
أيها المؤمن: ألست تطمع أن ينضِّر الله
لك وجهك ؟ ألست تطمع أيها المؤمن أن تكون ممن تصيبهم هذه الدعوة الكريمة من رسول الله
صلى الله عليه وسلم بقوله: ((نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي )) ؟
ومعنى
نضَّره الله: أي كسا وجهه بالنُّضرة والحسن والبهاء ، حسناً في ظاهره وحسنا في باطنه
؛ أما باطنه فقد زان وحسن بالسنة ولزومها وحفظها والمحافظة عليها والتذَّ قلبه بذلك
وأنِس غاية الأنس بهذا الأمر العظيم ، وأما جماله في باطنه فإنه أثر مبارك من آثار
استجابته لسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولزومه لهديه الكريم صلوات الله وسلامه عليه
.
ثم تأمل - أيها المؤمن - هذه الكلمات
((نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا
)) أربع كلمات فعليك بهن ينفعك الله تبارك وتعالى بهن نفعاً عظيما ((سَمِعَ مَقَالَتِي
فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا ))؛ ولهذا أخذ أهل العلم أن العناية بالسنة لها
رتب أربعة دل عليها هذا الحديث العظيم :
تأملات في حديث " نضر الله أمرا
"
اللقاء الثالث:
أما الرتبة الأولى:
فسماع حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وهذا يتطلب منك أيها المسلم أن تعطي السنة وقتاً من حياتك لتسمع أحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، ولا يليق بك أن تمر بك الأيام تلو الأيام والشهور تلو الشهور وليس للسنة من وقتك لسماعها والإفادة منها .
والمرتبة الثانية:
في قوله عليه الصلاة والسلام: ((فَوَعَاهَا )) ؛ فإذا سمعت الحديث فاحرص على فهمه ، واحرص على أن يعيه قلبك، وأن تفهم عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قوله .
فإذا سمعت وفهمت فاحفظ ذلك واستذكره دائما
وليكن منك على بال
ثم تأتي الرتبة الرابعة وهي:
إبلاغ هذا الخير إلى
الغير، ولهذا قال ((وَبَلَّغَهَا )) ، فتحفظ سنته وتعيها وتحافظ عليها وتبلّغها لعباد
الله فتفوز بهذه الدّعوة المباركة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . لا تقل إن أحاديث
النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة ولا سبيل لي إلى حفظها ، ولا سبيل لي إلى العناية بها
فإن هذا من تخذيل الشيطان ، وإنما الواجب عليك أن تتقي الله ما استطعت ، احفظ حديثا
أو حديثين أو ثلاثة أو زد إلى عشرة أو زد على ذلك مجاهداً نفسك على حفظ أحاديث الرسول
الكريم صلى الله عليه وسلم والعناية بها وأنت على خير ما دمت على ذلك , وإياك والتفريط
والإضاعة.
بإذن الله .....معلمتي أم محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق