النية من أعظم ما ورد في الشريعة، وعليها
مدار الأحكام إسلاماً وكفراً، وإيماناً ونفاقاً، وصحة وفساداً، وأجراً وفضلاً.
النية يبلغ بها المسلم منازل الأبرار أو
دركات الفجار، فرب عمل صغير تعظّمه النية، ورب عمل كبير تحقّره النية.
كان الرعيل الأول على قدر عال من استحضار
النية لفهمهم الشامل لتحقيق معنى العبودية لله: (قل إن صلاتي ونُسُكِي ومَحْيَاي ومَمَاتِي
لله رب العالمين).
تحويل العادات إلى عبادات وجمع النيات في
عمل واحد باب شريف عظيم عزيز لا يدخله إلا حاذق، وهي تجارة العلماء، يقول معاذ رضي
الله عنه:(إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي).
لنجعل من نومنا وجلوسنا مع الوالدين والأسرة
والنزهة بهم عبادة.
لنجعل من ذهابنا إلى أعمالنا وتجارتنا وزياراتنا
عبادة بنية تحقيق مصالح الخلق، وقضاء حاجات الناس، وردع الظالم، ونصرة المظلوم،
وإدخال السرور عليهم، وأحب الناس إلى الله أنفعهم للخلق.
لنجعل نفقاتنا على أنفسنا وبيوتنا وأسرنا
من الطاعات والعبادات حتى يستحضر الواحد منا قيمة وقود السيارة عوناً على كل خير وطاعة
قال ﷺ:(أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه
على عياله)، وقال ﷺ:(وما أطعمت نفسك فهو لك صدقة).
لتجعل المرأة المسلمة وقوفها وجلوسها وتعبها
ونصبها في خدمة زوجها وأولادها طاعة لله.
لنعلم أولادنا النية الصالحة ونربيهم عليها
ونذكرهم بها دوماً.
بالنية الصالحة: ينال المسلم التوفيق والسداد
والفلاح والنجاح والطمأنينة والسكينة، ويلهم الصبر،
وينال عظيم الأجر، ويجعل حياته
وأنفاسه كلها طاعة لله، والموفق من وفقه الله، والمحروم من حرمه الله.
اللهم ألهمنا صلاح النية، واجعلها لوجهك
خالصة، ونصراً وعزاً لجنودنا والمسلمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق