العين تتبع القلب، فإذا رق القلب دمعت
العين، وإذا قسى قحطت
قال ابن القيّم - رحمه الله – في كتاب " بدائع الفوائد
" ( 3 / 743 ) -: " ومتى أقحطت العين من البكاء من خشية الله تعالى فاعلم
أن قحطها من قسوة القلب"
أبعد القلوب من الله:
القلب القاسي
" وكان كثير من السلف يحب أن يكون من البكائين ، ويفضلونه على بعض من الطاعات،
كما قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: " لأن أدمع من خشية الله أحب إليَّ
من أن أتصدق بألف دينار "
ولقسوة القلوب أسبابها، ولرقتها أسبابها
- كذلك - فمن أسباب قسوة القلوب:
1. كثرة الكلام
2. نقض العهد مع الله تعالى بفعل المعاصي وترك الواجبات
كثرة الضحك
" كثرة الضحك تميت القلب
"
مرَّ الحسن البصري بشاب وهو مستغرق في ضحكه، وهو جالس مع قوم في مجلس .
فقال له الحسن: يا فتى هل مررت بالصراط
؟!
قال: لا !
قال: فهل تدري إلى الجنة تصير أم إلا النار
؟!
قال: لا !
قال: فما هذا الضحك ؟!
فما رؤُي الفتى بعدها ضاحكاً
وكان الحسن يقول: يحق لمن يعلم: أن الموتَ
موردُه، وأن الساعةَ موعدُه، والقيام بين يدي الله تعالى مشهدُه: يحق له أن يطول
حزنُه
كثرة الأكل
قال بشر بن الحارث: خصلتان تقسيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل
كثرة الذنوب
قال تعالى:{ كلا بل ران على قلوبهم ما
كانوا يكسبون } [ المطففين / 14 ]
وقال صلى الله عليه وسلم: " إن المؤمن إذا
أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صُقل قلبه، وإن زاد زادت حتى
يعلو قلبه، فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه:{ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا
يكسبون }[ المطففين / 14 ] رواه أحمد ( 7892 ) والترمذي ( 3334 ) وابن ماجه( 4244 ) وحسنه الشيخ الألباني في" صحيح ابن ماجه "
وقال بعض السلف: البدن إذا عُرِّي رقَّ، وكذلك القلب إذا قلت خطاياه أسرعت دمعته .
عن عقبة بن عامر قال: قلت يا رسول الله
: ما النجاة ؟ ما النجاة ؟ قال: " أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على
خطيئتك " أخرجه الترمذي (2406)، وقال: حديث حسن، وصححه الألباني في " صحيح
الترغيب " ( 2741 )
صحبة السوء
وقد شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بنافخ
الكير
بل حتى كثرة المخالطة تقسِّي القلب، قال
بعض السلف: وقسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة: الأكل، والنوم، والكلام، والمخالط .
وقد قيل " الصاحب ساحب "،و
" الطبع يسرق من الطبع "، فمن جالس أهل الغفلة والجرأة على المعاصي سرى
إلى نفسه هذا الداء: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي
اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً
خَلِيلاً . لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ
لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً }
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل
قال ابن حبان - رحمه الله
-:
العاقل لا يصاحب الأشرار لأن صحبة السوء
قطعة من النار، تُعقب الضغائن، لا يستقيم ودُّه، ولا يفي بعهدِه.
وقال ابن القيم:
ومتى رأيت نفسك تهرب من الأنس به إلى الأنس
بالخلق ومن الخلوة مع الله إلى الخلوة مع الأغيار فاعلم أنك لا تصلح له.
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله :
وبالجملة: فمصاحبة الأشرار مُضرة من جميع
الوجوه على مَن صاحبهم وشرٌّ على من خالطهم، فكم هلك بسببهم أقوام ، وكم أقادوا أصحابهم
إلى المهالك من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون "
وقال أبو الأسود الدؤلي - رحمه الله -: " ما خلق الله خلقاً أضر من الصاحب السوء "
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله الا
أنت أستغفرك وأتوب إليك