الاثنين، 24 أبريل 2017

هل بدأت ؟



 هل بدأت ؟ 
-١-
يقول الله تعالى{ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً }
إنه امتحانٌ من امتحانات الصدق في القرآن، فالصادقُ فينا الذي يريد أن يفوز في رمضان هو الذي يعد العدة ويستعد ..
*" فالإمدادُ على قدْرِ الإستعداد "*

بعض الناس ينتظر رمضان لكي  يبدأ بالتغيير  ويصلح من قلبه وعبادته وصلاته وتلاوته وتعامله مع القرآن، وهذا من أكبر الأخطاء التي نقع فيها ..!



بل إن أكبر شرَك ومصيدة للشيطان أنه يمُد حبل الأماني للإنسان ..

تأمل في حال كعب بن مالك رضي الله عنه في غزوة تبوك، لم يخرج مع الجيش، 
تراخى..
تأخر..
كان يقول لنفسه ألحقهم متى شئت، فهم جيش كبير، حركتهم بطيئة، وأنا شاب ومعي فرس وسألحق بهم ..
ثم ماذا؟
يمضي اليوم الأول والثاني والثالث والرابع ...
وهو يقول لنفسه غداً سأخرج غداً سأخرج .. ومضى الجيش وابتعد الجيش، وتخلّف كعب ..!!

لا تتباطئ، لا تؤجل، لا تتراخى .. فقد يحول الله بينك وبين عزيمتك
وبينك وبين إرادتك،
وبينك وبين العمل ..{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } 



 هل بدأت ؟ 
-٢-

• *رجب شهر البذْر،* والمقصود كل ما تريد أن تجنيه وتظفر به في رمضان فأبذر بذوره من الآن ..

• تريد صلاةً خاشعةً في رمضان تتلذذ فيها وتتفتح لها أبواب السماء 
فأول ما تبدأ به الفرائض، اعزم أمرك واحبس قلبك في صلاة الفريضة وخاصة عند قراءة الفاتحة، كن حارساً يقِظاً على قلبك.

أطل في قراءتك، في ركوعك، في سجودك في دعائك شيئاً فشيئاً .. الزم نفسك بأن تسبح عشراً في الركوع وفي السجود ..

اخرج من دائرة التخفيف فالتخفيف لا نهاية له ومن تعود عليه فلن يصل للخشوع.

اعزم على نفسك وجاهدها أن لاتقوم حتى تنتهي من أذكارك بعد الصلاة وتتبعها بالسنة الراتبة.

صلى رجل بجانب عبدالله ابن المبارك ولما انتهت الصلاة قام الرجل مسرعاً فجذبه ابن المبارك من ثوبه وقال له: أما لك إلى ربك حاجة.

*وكم لنا إلى ربنا من حاجات..!*


• اجعل من ضمن برنامجك للاعتناء بصلاتك أن تنتهي من قراءة شرح أذكار الصلاة كاملة من كتاب (شرح الأذكار والأدعية) للدكتور عبدالرزاق البدر،
أو سماع شرحها من دروس فضيلة الشيخ خالد السبت.


ثم اجمع الفوائد وانشرها لتنفع نفسك وتعين غيرك، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ..

أعانني الله وإياكم على طاعته ،،،


 هل بدأت ؟ 
-٣-

القرآن هو مادة العمل الكبرى وتاج الأعمال في رمضان، صفقة القرآن في الميزان ثقيلة، والمحروم من حُرم غُنمها.

فإن أردت فتحاً في القرآن في رمضان فاشتغل به من الآن وكثف الإشتغال، فالقرآن *عزيز* لا يفتح أبوابه إلا لمن أقبل عليه ..!

اجعل لك ورداً يومياً من تلاوته لا تُنقصه أبداً، ولاتكن همتك ضعيفة فتكتفي بأقل القليل فكلما أكثرت زاد الفتح.

اجعل لك حظاً من سماعه في أوقات الصفاء من نفسك فإنَّ في سماع القرآن سِراً ...
ابحث عن التلاوات المؤثرة، القديمة، النادرة التي تنفع قلبك وتأخذك من نفسك .

• اجعل لك حظاً من تدبر وفهم القرآن، وأقترح عليك أن تعيد قراءة  سلسلة *( كيف يفتح لك القرآن كنوزه)* التي أرسلناها لكم سابقا.

ثم حدد لك جزءاً تقف مع آياته بقراءة تفسيرها وسماعه من طلبة العلم المهتمين بالتدبر ..

مثلا: استمع لتفسير الشيخ أحمد خضر حسنين لقصار المفصّل، ستجده سهلا ميسراً نافعاً ..

أو تفسير الشيخ إبراهيم الحسن، أو الشيخ عبدالعزيز السدحان، أو الشيخ محمد الخضيري لجزء عم .. ستجد فيها خيراً وعلماً وتربيةً وإصلاحاً لقلبك ...

استمع لدورة كاملة من دورات مفاتيح التدبر للقرآن ستجدها في موقع البث الاسلامي .

أنصحك بقراءة ثلاث كتب قبل رمضان ستنقلك إلى عالمٍ سماوي عجيب، ربما من لذته ستعيد قراءة الكتاب أكثر من مرة:

° الطريق إلى القرآن / إبراهيم السكران 
° لأنك الله / علي الفيفي 
° رحلة تدبر / مشعل الفلاحي 

دروس تفسير قصار المفصل:

كتاب لأنك الله:

كتاب الطريق إلى القرآن:


 هل بدأت ؟ 
-٤-

قال ابن القيم رحمه الله: " إن العبد إذا أقبل على طاعة الله، بعث الله له صوارف ليتبين صدقه فإذا جاهد وصبر وثبت عادت هذه الصوارف في حقه معاونات على الطاعة ".

وأنت في حملة الإستعداد لرمضان تحتاج أن تضع كلام ابن القيم بين عينيك، وتكرره على نفسك حتى تثبت .

*اعزم على نفسك* مثلا بأن لا تكلم أحداً ولا تفتح جوالا ولا رسالةً بعد صلاة الفجر والعصر حتى تنتهي من كل الأذكار، والتسبيح مئة تسبيحة، والتهليل مئة تهليلة ..

*اعزم على نفسك* أن لا تترك الوتر أبداً إلى أن يأتي شهر رمضان، وأن تلتزم بإحدى عشرة ركعةً يومياً ولو أن تقرأ فيها بسورة الإخلاص .. المهم أن تتم ركعات القيام كلها.

*اعزم على نفسك* أن لا تترك السنن الرواتب ولو أن تتدرج فيها شيئاً فشيئاً حتى تستتم لك.

حبب النوافل إلى قلبك بالقراءة في أجورها، تأمل مثلا هذا الحديث : ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه ) ..

أجرٌ هائل..!!
يكاد العقل أن لا يتصوره مقابل ماذا ؟
ركعتين فقط تحاول أن تجمع قلبك فيها وتخشع.

ستأتيك الصوارف والشواغل والقواطع من هنا وهناك ولكن إن تحاملت على نفسك وصبرت وصابرت *سيفتح الله في وجهك بعدها أبواب الرحمة ..*
*وستجني الثمار في رمضان ..*

[ اصبر، فالغُنمُ بالغُرم ..!]

اللهم إنا نستعينك فأعنا ،،،


 هل بدأت ؟ 
-٥-

إذا أردت أن تُرزق قلباً أواهاً مخبتاً منيباً في رمضان، فأبدأ *بقانون الترك* من الآن، فهو من الأعمال التي ترفع الإيمان وتقفز به عالياً ..
من الأعمال التي تندّي القلب وتليّنه وتسقيه.

فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وعلى مقدار الترك يكون العِوض من الله ..!

فتش في يومك وليلتك ستجد  الشهوات تحيط بك ..
تُزاحمك،
تُشغلك،
تقيدك،
تحجبك،
تشوش عليك ..

خلص قلبك منها،
جاهد نفسك على تركها شيئاً فشيئاً ليصفو لك قلبك، وتصفو لك عبادتك، ويكثر دمعك ..
[فمن صفّى صُفّيَ له ومن كدّرَ كُدّر عليه،،]

اعزم على ترك الخيانات و ذنوب الخلوات فهي إغلاقٌ وإطباق،:وهي أكنّةٌ وأغشية، وهي البلاء الذي يضيع قلبك، ويلوثه ويسقطه ..

تفقد تعلقات قلبك ..
فأكثر ما أتعبك وأرهقك وشتتك وبعثرك أن سلّمتَ قلبك لمخلوق مثلك، فصحح وجهتك ليسترد قلبك عافيته قبل رمضان.


 هل بدأت ؟ 
-٦-

 *قلبك والضجر* 
تأمل لو أن ابنك خدمك وقام بما تريده منه ولكن بمشاعر الضجر، وكأن خدمته لك همٌ وواجبٌ يريد أن يؤديه ويتخلص منه ويرتاح
هل سيرضيك هذا ؟
هل ستعتبره باراً ؟
هل سيكون مؤدياً لحقك؟

الجواب .. لا
لأن الضجر لا يناسب البر ، لا يناسب الإحسان، لن تكون محسناً وأنت تؤدي العمل وتدفعه دفع المتضجر الذي يريد الخلاص، لن يكون وصفك محسناً باراً بل ستوصف بأنك
 أسأت الأدب ..!

• إذا كان المخلوق لا يقبل منك هذا فكيف بالله العظيم الجليل رب العالمين..؟!

إياك أن تقف بين يديه وهو ينظر إلى قلبك ويراه متضجراً متململا يريد الخلاص، *فأجرك على قدر إحسانك*، فكلما كان إحسانك تاماً كان أجرك تاماً وإذا نقص إحسانك نقص أجرك ..

فاجعل من ضمن استعدادك لرمضان أن تتعلم الإحسان وكيف تحققه وتصل إليه.

وأن تراقب قلبك، و تتفقد مشاعره  وتفاصيله وما يدور فيه فتبدأ بتهذيبه وإصلاحه حتى تجني شهده في رمضان ..

وأنصحك بسماع محاضرات عن الإحسان في العبادة .
رزقني الله وإياك الإحسان ،،،

 جاء عن بعض السلف قولهم:
رجب شهر البذر،و شعبان شهر السُقيا، ورمضان شهر الحصاد ..

 حول هذا المعنى، ومن باب الإستعداد لرمضان -بلغنا الله وإياكم هو ونحن في عافية وزيادة إيمان- ستكون سلسلتنا الجديدة ..


نسأل الله أن ينفعنا بها جميعا ،،،


 هل بدأت ؟ 
-٧-
 ● *الفضول ورمضان*
فضول الكلام
   فضول النظر 
   فضول المخالطة
   فضول النوم والأكل
    
يُضعف القلب، يُصيبه بالثقل والكسل والتراخي والفتور،
فالنفس إذا شبعت تثبطت إلى الأرض و قل حماسها، وقل نشاطها وتراخى سيرها ..

فتراه لا يجد في نفسه نشاطاً لا لصلاة ولا لقرآن ولا لعلمٍ ولا لذكر، بل تمر عليه الساعات ولسانه معقود عن الذكر وماهذا إلا للثقل الذي أصاب قلبه ..!

فمن كثُر نومه لم يجد في عمره بركة، ومن كثُر كلامه كثُرت سقطاته وذنوبه، ومن كف لسانه سلم ونجا.

ومن أكثر الخُلطة والمجالس الفارغة انفرط وقته وضاع حظه من ربه، وربما لم يخرج من مجلسه إلا وقد انطمس نور التقوى في قلبه ..!!

ومن أكثر من أكله وشرابه استغلق عليه قلبه وقلّ دمعه.

• *فترك الفضول* 
من أعظم الاحتياطات  التي تؤدي لحراسة القلب قبل رمضان .

يارب أعنا على أنفسنا ورضنا باليسير من الطعام والشراب والخلطة والنوم ،،،




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق