الرسالة الأولى
1 السُّحور
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال
النبي صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة».
رواه البخاري (1923)
عن سلمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :“البركة في ثلاثة في الجماعة و الثريد و السحور”
أخرجه الطبراني في الكبير(6127)
وحسنه الألباني
في السلسلة الصحيحة الصحيحة (1045)
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهـ قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من
ماء فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين
أخرجه أحمد (13/12و44)
وحسنه الألباني في
صحيح الترغيب والترهيب (1070)
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال
:دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال هلم إلى الغذاء المبارك
أخرجه أحمد (17143)
وقال الألباني صحيح لغيره
في صحيح الترغيب والترهيب( 1067)
عن عبد الله بن الحارث عن رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحر فقال:إنها بركة أعطاكم الله إياها فلا تدعوه.
رواه النسائي(2162)
وصححه الألباني في صحيح
الترغيب والترهيب (1065)
2 معنى في السحور بركة
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
- رحمه الله تعالى -: ما المراد ببركة السحور المذكورة في الحديث؟
فأجاب بقوله: بركة السحور المراد بها البركة
الشرعية، والبركة البدنية، أما البركة الشرعية فمنها امتثال أمر الرسول والاقتداء به
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما البركة البدنية فمنها تغذية البدن وقوته على
الصوم.
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (19/362)
3 التَّسحُّر بالتَّمر أو الماء
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نعم سحور المؤمن التمر»
رواه أبوداود(2345)
وصححه الألباني في صحيح الترغيب والرهيب (1042)
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسحروا ولو بجرعة من ماء
رواه ابن حبان (3476)
وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب( 1063)
4 تأخير السُّحور
عن ابن عباس قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنا معشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا و تأخير سحورنا و أن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة.
رواه الطبراني في المعجم الكبير(11485)
وصححه الألباني في الروض النضير( 503)
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال الدين ظاهرا ما عجّل الناس الفطر، لأن اليهود، والنصارى يؤخرون»
رواه أو داود (2353)
وحسَّنه الألباني صحيح الترغيب و الترهيب(1075)
5 السحور ليس شرطا في صحة الصيام
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : إنسان نام قبل السحور في رمضان وهو على نية السحور حتى الصباح، هل صيامه صحيح أم لا؟
فأجاب بقوله: صيامه صحيح؛ لأن السحور ليس شرطا في صحة الصيام، وإنما هو مستحب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة » متفق عليه.
مجموع فتاوى ابن باز (15/321)
الرسالة الثالثة
6 تعجيل الفطر
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنا معشر الأنبياء أُمرنا بتعجيل فطرنا و تأخير سحورنا و أن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة.
رواه الطبراني في المعجم الكبير(11485)
وصححه الألباني رحمه الله في الروض النضير( 503)
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال الدّين ظاهرا ما عجّل الناس الفطر، لأن اليهود، والنصارى يؤخّرون»
رواه أو داود (2353)
وحسَّنه الألباني رحمه الله صحيح الترغيب و الترهيب(1075)
7 الشيخ بن عثيمين: إذا لم يعجلوا الفطر فليسوا في خير
كما قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: قال تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة:187] وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إذا أقبل الليل من هاهنا وأشار إلى المشرق وأدبر النهار من هاهنا وأشار إلى المغرب وغربت الشمس فقد أفطر الصائم) بادر بالفطر ( إذا غربت الشمس) قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر) انظر لا يزالون بخير ما عجّلوا الفطر، معناه: إذا لم يعجّلوا الفطر فليسوا في خير، هذا مفهوم الحديث.
لقاء الباب المفتوح للعثيمين (223/5)
8 تقديم الفطر على الصلاة ولو على شربة ماء
(تنبيه: يأكل أو يشرب لسد الجوع فقط حتى لا يُؤَثّر الجوع على خشوعه في الصلاة ولتعجيل الفطر، ولا يجلس يأكل أو يشرب حتى ((يشبع)) وتضيع عليه تكبيرة الإحرام!)
عن أنس-رضي الله عنه- ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط صلَّى صلاة المغرب حتى يفطر و لو على شربة ماء
رواه الطبراني في الأوسط (1 / 100 / 2)
وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(1076)
الرسالة الرابعة
9 التعبّد لله بالإفطار
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:أولاً: في الليل، يبدأ الإنسان ليله بالتقرب إلى الله تعالى بأكل الفطور، الإنسان يبتدئ ليله بالتقرب إلى الله تعالى بأكل الفطور، أكل الفطور هو مما يلائم الطبيعة، لأن الإنسان يشتهي الأكل.
ومع ذلك هو عبادة تتقرب بها إلى الله.
إذاً: نبتدئ ليلنا بالتقرب إلى الله تعالى بأكل الفطور، وأنا أقول لكم ذلك من أجل أن ينوي الإنسان عند فطره أنه يفطر طاعة لله ورسوله واتّباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
هل منكم أحد يدرك هذه النيّة؟ أو إذا أذَّن وإذا هو يشتهي التمر والماء أكله تشهياً لا تعبّداً، أكثر الناس هكذا، ونحن منهم نسأل الله أن يتوب علينا إلاّ أن يمُنّ الله علينا بالتذكّر، لابد أن يتذكّر الإنسان.
(جلسات رمضانية للعثيمين(1/4)
12 من السنّة الدعاء عند الإفطار
عن ابن عمر –رضي الله عنهما-قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال“ذهب الظمأ و ابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله”.
رواه أبو داود(2357)
وحسَّنه الألباني في المشكاة( 1993)
13 متى يكون الدعاء عند الإفطار ؟
قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله: وقوله: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله) يعني أنه كان إذا أفطر قال هذا الكلام.
شرح سنن أبي داود( 272 – 19)
الرسالة الخامسة
16 دعاء المسلم لمن فطَّره
عن أنس- رضي الله عنه-أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أكل خبز و زيت عند سعد بن عبادة ثُمَّ قال:“أفطر عندكم الصَّائمون و أكل طعامكم الأبرار و صلَّت عليكم الملائكة ”
رواه أبو داود(3854)
وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3263)
17 الإكثار من تفطير الصائمين
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من فطّر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء.
رواه الترمذي(807)
وصححه الألباني في صحيح الترغيب (1078)
18 حديث: «من فطر صائما » . . .هل يعم الغني والفقير؟
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : حديث: «من فطّر صائما كان له مثل أجره دون أن ينقص » . . . هل المقصود بالصائم الفقير؟ أو يدخل في هذا الأقارب والأصدقاء؟ وهل صيام التطوع فيه نفس الأجر إذا فطر صائما؟ .
فأجاب بقوله: الحديث عام يعم الغني والفقير، والفرض والنفل، وفضل الله واسع سبحانه وتعالى.
مجموع فتاوى ابن باز (25/207)
19 «من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً» ؟ فهل يكفي في ذلك تقديم الماء والتمر فقط؟
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ورد في الحديث: «من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً» ؟ فهل يكفي في ذلك تقديم الماء والتمر فقط؟
فأجاب بقوله: اختلف العلماء رحمهم الله في ذلك. فقيل: المراد من فطره على أدنى ما يفطر به الصائم ولو بتمرة.
وقال بعض العلماء: المراد أن يشبعه، لأن هذا هو الذي ينفع الصائم في ليلته، وربما يستغني به عن السحور.
ولكن ظاهر الحديث أنه إذا فطر صائماً ولو بتمرة واحدة فإن له مثل أجره، ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على تفطير الصوام بقدر المستطاع، لاسيما مع حاجتهم وفقرهم.
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (20/93)
الرسالة السادسة
25 عندك أطباق حلوى وماء ماذا تُقدّم ؟
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:وعند الإفطار اختر أن تفطر على رطب، والرطب الآن -بحمد لله- موجودة في الثلاجات، وإن لم تجد فعلى تمر، وإن لم تجد فعلى ماء، وهنا السؤال ليس عندك تمر ولكن عندك أطباق حلوى وكأس ماء، فأيّها تفطر به: أطباق الحلوى أم الماء؟ تفطر بالماء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فإن لم يجد فعلى ماء) ، ولم يقل: فعلى حلو، فالماء أفضل من أطباق الحلوى، ثم إذا شربت كل ما شئت.
اللقاء الشهري(61/8)
26 إذا سابَّك شخص فقل إني امرؤ صائم
١٩٠٤ - عن أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ "
رواه البخاري(1904)
27 صيام يوم الإثنين والخميس
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الاثنين والخميس فقيل يا رسول الله إنك تصوم الإثنين والخميس فقال إن يوم الإثنين والخميس يغفر الله فيهما لكل مسلم إلاّ مُهتجرين يقول دعهما حتى يصطلحا.
(صححه الألباني رحمه الله في سنن ابن ماجة)
28- فضل الصوم
لماذا خصّ الله سبحانه وتعالى الصيام بقوله (الصوم لي وأنا أجزي به) ؟
فأجاب بن عثيمين رحمه الله تعالى: هذا الحديث حديث قدسي رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه قال الله فيه (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلاّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)
وخصّه الله تعالى بنفسه لأن الصوم سر بين العبد وبين ربه لا يطّلع عليه إلاّ الله فإن العبادات نوعان نوع يكون ظاهراً لكونه قولياً أو فعلياً ونوع يكون خفيّاً لكونه تركاً فإنّ الترك لا يطلع عليه أحد إلاّ الله عزّ وَجَل
فهذا الصائم يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل الله عز وجل في مكان لا يطّلع عليه إلاّ ربّه فاختصّ الله تعالى الصيام لنفسه لظهور الإخلاص التام فيه بما أشرنا إليه
وقد اختلف العلماء في معنى هذه الإضافة فقال بعضهم إن معناها تشريف الصوم وبيان فضله وأنه ليس فيه مقاصّة أي أن الإنسان إذا كان قد ظَلَمَ أحداً فإنّ هذا المظلوم يأخذ من حسناته يوم القيامة إلاّ الصوم فإنّ الله تعالى قد اختصّ به لنفسه فيتحمّل الله عنه أي عن الظالم ما بقي من مظلمته ويبقى ثواب الصوم خالصاً له.
المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [153]
الرسالة السابعة
( تنبيه : الجواب طويل لكنّه مهم جدا فلذلك لم أختصره)
س١: ما هي المفطرات التي تُفَطّر الصائم؟
فأجاب الشيخ بن عثيمين رحمه الله:
المفطرات في القرآن ثلاثة: الأكل، الشرب، الجماع، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة: ١٨٧]
فبالنسبة للأكل والشرب سواء كان حلالاً أم حراماً، وسواء كان نافعاً أم ضاراً أو لا نافعاً ولا ضاراً، وسواء كان قليلاً أم كثيراً، وعلى هذا فشُرب الدخان مفطر، ولو كان ضاراً حراماً.
حتى إن العلماء قالوا: لو أن رجلاً بلع خرزة لأفطر. والخرزة لا تنفع البدن ومع ذلك تعتبر من المفطرات. ولو أكل عجيناً عجن بنجس لأفطر مع أنه ضار.
الثالث: الجماع.. وهو أغلظ أنواع المفطرات. لوجوب الكفارة فيه، والكفارة هي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.
الرابع: إنزال المني بلذة، فإذا أخرجه الإنسان بلذة فسد صومه، ولكن ليس فيه كفارة، لأن الكفارة تكون في الجماع خاصة.
الخامس: الإبر التي يُستغنى بها عن الطعام والشراب، وهي المغذية، أما الإبر غير المغذية فلا تُفسد الصيام سواء أخذها الإنسان بالوريد، أو بالعضلات، لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا بمعنى الأكل والشرب.
السادس: القيء عمداً، فإذا تقيأ الإنسان عمداً فسد صومه، وإن غلبه القيء فليس عليه شيء.
السابع: خروج دم الحيض أو النفاس، فإذا خرج من المرأة دم الحيض أو النفاس ولو قبل الغروب بلحظة فسد الصوم.
وإن خرج دم النفاس أو الحيض بعد الغروب بلحظة واحدة صحَّ صومها.
الثامن: إخراج الدم بالحجامة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلّم: «أفطر الحاجم والمحجوم»
( صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع)،
فإذا احتجم الرجل وظهر منه دم فسد صومه، وفسد صوم من حجمه إذا كانت بالطريقة المعروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم، وهي أن الحاجم يمص قارورة الدم، أما إذا حجم بواسطة الآلات المنفصلة عن الحاجم، فإن المحجوم يُفطر، والحاجم لا يُفطر، وإذا وقعت هذه المفطرات في نهار رمضان من صائم يجب عليه الصوم، ترتب على ذلك
أربعة أمور:
١ـ الإثم. ٢ـ فساد الصوم. ٣ـ وجوب الإمساك بقية ذلك اليوم. ٤ـ وجوب القضاء.
وإن كان الفطر بالجماع ترتب على ذلك أمر خامس وهو الكفارة.
ولكن يجب أن نعلم أن هذه المفطرات لا تُفسد الصوم إلاّ بشروط ثلاثة:
١ـ العلم. ٢ـ الذِّكر. ٣ـ الإرادة.
فإذا تناول الصائم شيئاً من هذه المفطرات جاهلاً، فصيامه صحيح، سواء كان جاهلاً بالوقت، أو كان جاهلاً بالحكم، مثال الجاهل بالوقت: أن يقوم الرجل في آخر الليل، ويظن أن الفجر لم يطلع، فيأكل ويشرب ويتبيَّن أن الفجر قد طلع، فهذا صومه صحيح؛ لأنه جاهل بالوقت.
ومثال الجاهل بالحكم: أن يحتجم الصائم وهو لا يعلم أن الحجامة مفطرة، فيُقال له صومك صحيح. والدليل على ذلك قوله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: ٢٨٦] هذا من القرآن.
ومن السنة: حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما الذي رواه البخاري في صحيحه (١) ، قالت: أفطرنا يوم غيم على عهد النبي صلى الله عليه وسلّم، ثم طلعت الشمس فصار إفطارهم في النهار، ولكنهم لا يعلمون بل ظنوا أن الشمس قد غربت ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلّم بالقضاء، ولو كان القضاء واجباً لأمرهم به، ولو أمرهم به لنُقل إلينا. ولكن لو أفطر ظانًّا غروب الشمس وظهر أنها لم تغرب وجب عليه الإمساك حتى تغرب وصومه صحيح.
الشرط الثاني: أن يكون ذاكراً، وضد الذكر النسيان، فلو نسيَ الصائم فأكل أو شرب فصومه صحيح؛ لقوله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: ٢٨٦] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلّم فيما رواه أبوهريرة رضي الله عنه: «مَن نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه»
(رواه بخاري ومسلم) .
الشرط الثالث: الإرادة، فلو فعل الصائم شيئاً من هذه المفطرات بغير إرادة منه واختيار، فصومه صحيح، ولو أنه تمضمض ونزل الماء إلى بطنه بدون إرادة فصومه صحيح.
ولو أَكْرَه الرجلُ امرأته على الجماع ولم تتمكن من دفعه، فصومها صحيح؛ لأنها غير مريدة، ودليل ذلك قوله تعالى فيمن كفر مكرهاً: {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} الآية [النحل: ١٠٦] .
فإذا أُكْرِه الصائم على الفطر أو فعل مُفطراً بدون إرادة، فلا شيء عليه وصومه صحيح.
( من كتاب ٤٨ سؤال في الصيام للشيخ بن عثيمين رحمه الله ج١ ص٨)
الرسالة الثامنة
السؤال الثاني: هل لقيام رمضان عدد معين أم لا؟
فأجاب الشيخ بن عثيمين رحمه الله:
ليس لقيام رمضان عدد معين على سبيل الوجوب، فلو أن الإنسان قام الليل كله فلا حرج، ولو قام بعشرين ركعة أو خمسين ركعة فلا حرج،
ولكن العدد الأفضل ما كان النبي صلى الله عليه وسلّم يفعله، وهو إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، فإن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سُئِلت: كيف كان النبي يصلي في رمضان؟ فقالت: لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة (رواه بخاري ومسلم) ،
ولكن يجب أن تكون هذه الركعات على الوجه المشروع، وينبغي أن يطيل فيها القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين،
خلاف ما يفعله بعض الناس اليوم، يصليها بسرعة تمنع المأمومين أن يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه، والإمامة ولاية، والوالي يجب عليه أن يفعل ما هو أنفع وأصلح.
وكون الإمام لا يهتم إلاّ أن يخرج مبكراً هذا خطأ، بل الذي ينبغي أن يفعل ما كان النبي صلى الله عليه وسلّم يفعله من إطالة القيام والركوع والسجود والقعود حسب الوارد، ونكثر من الدعاء والقراءة والتسبيح وغير ذلك.
( من ٤٨ سؤال في الصيام للشيخ بن عثيمين رحمه الله ج١ ص١٠-١١)
الرسالة التاسعة
السؤال الثالث: إذا صلى الإنسان خلف إمام يزيد على إحدى عشرة ركعة، فهل يوافق الإمام أم ينصرف إذا أتم إحدى عشرة؟
فأجاب الشيخ بن عثيمين رحمه الله :
السُّنَّة أن يوافق الإمام؛ لأنه إذا انصرف قبل تمام الإمام لم يحصل له أجر قيام الليل. والرسول صلى الله عليه وسلّم قال:
«إنّه مَن قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيام ليلة»
(صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع) .
من أجل أن يحثنا على المحافظة على البقاء مع الإمام حتى ينصرف.
فإنّ الصحابة رضي الله عنهم وافقوا إمامهم في أمر زائد عن المشروع في صلاة واحدة، وذلك مع أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه حين أتّم الصلاة في مِنى في الحج، أي صلاَّها أربع ركعات، مع أن النبي صلى الله عليه وسلّم وأبابكر وعمر وعثمان في أول خلافته، حتى مضى ثماني سنوات، كانوا يصلون ركعتين،
ثم صلى أربعاً، وأنكر الصحابة عليه ذلك، ومع هذا كانوا يتبعونه يصلون معه أربعاً،
فإذا كان هذا هدي الصحابة وهو الحرص على متابعة الإمام، فما بال بعض الناس إذا رأى الإمام زائداً عن العدد الذي كان النبي صلى الله عليه وسلّم لا يزيد عليه وهو إحدى عشرة ركعة، انصرفوا في أثناء الصلاة، كما نشاهد بعض الناس في المسجد الحرام ينصرفون قبل الإمام بحُجّة أن المشروع إحدى عشرة ركعة.
( من كتاب ٤٨ سؤال في الصيام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ج١ ص١١-١٢)
الرسالة العاشرة
السؤال الرابع: كثير من الناس في رمضان أصبح همّهم الوحيد هو جلب الطعام والنوم، فأصبح رمضان شهر كسل وخمول، كما أن بعضهم يلعب في الليل وينام في النهار، فما توجيهكم لهؤلاء؟
فأجاب الشيخ بن عثيمين رحمه الله:
أرى أن هذا في الحقيقة يتضمن إضاعة الوقت وإضاعة المال، إذا كان الناس ليس لهم هَمٌّ إلا تنويع الطعام، والنوم في النهار والسهر على أمور لا تنفعهم في الليل، فإن هذا لا شك إضاعة فرصة ثمينة ربما لا تعود إلى الإنسان في حياته،
فالرجل الحازم هو الذي يتمشى في رمضان على ما ينبغي من النوم في أول الليل، والقيام في التراويح، والقيام آخر الليل إذا تيسر، وكذلك لا يسرف في المآكل والمشارب،
وينبغي لمَن عنده القدرة أن يحرص على تفطير الصُوّام إمّا في المساجد، أو في أماكن أخرى؛ لأن مَن فطَّر صائماً له مثل أجره، فإذا فطَّر الإنسان إخوانه الصائمين، فإن له مثل أجورهم، فينبغي أن ينتهز الفرصة مَن أغناه الله تعالى حتى ينال أجراً كثيراً.
( من كتاب ٤٨ سؤال في الصيام ج١ ص ١٣)
السؤال الثاني: هل لقيام رمضان عدد معين أم لا؟
فأجاب الشيخ بن عثيمين رحمه الله:
ليس لقيام رمضان عدد معين على سبيل الوجوب، فلو أن الإنسان قام الليل كله فلا حرج، ولو قام بعشرين ركعة أو خمسين ركعة فلا حرج،
ولكن العدد الأفضل ما كان النبي صلى الله عليه وسلّم يفعله، وهو إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، فإن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سُئِلت: كيف كان النبي يصلي في رمضان؟ فقالت: لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة (رواه بخاري ومسلم) ،
ولكن يجب أن تكون هذه الركعات على الوجه المشروع، وينبغي أن يطيل فيها القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين،
خلاف ما يفعله بعض الناس اليوم، يصليها بسرعة تمنع المأمومين أن يفعلوا ما ينبغي أن يفعلوه، والإمامة ولاية، والوالي يجب عليه أن يفعل ما هو أنفع وأصلح.
وكون الإمام لا يهتم إلاّ أن يخرج مبكراً هذا خطأ، بل الذي ينبغي أن يفعل ما كان النبي صلى الله عليه وسلّم يفعله من إطالة القيام والركوع والسجود والقعود حسب الوارد، ونكثر من الدعاء والقراءة والتسبيح وغير ذلك.
( من ٤٨ سؤال في الصيام للشيخ بن عثيمين رحمه الله ج١ ص١٠-١١)
السؤال الثالث: إذا صلى الإنسان خلف إمام يزيد على إحدى عشرة ركعة، فهل يوافق الإمام أم ينصرف إذا أتم إحدى عشرة؟
فأجاب الشيخ بن عثيمين رحمه الله :
السُّنَّة أن يوافق الإمام؛ لأنه إذا انصرف قبل تمام الإمام لم يحصل له أجر قيام الليل. والرسول صلى الله عليه وسلّم قال:
«إنّه مَن قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيام ليلة»
(صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع) .
من أجل أن يحثنا على المحافظة على البقاء مع الإمام حتى ينصرف.
فإنّ الصحابة رضي الله عنهم وافقوا إمامهم في أمر زائد عن المشروع في صلاة واحدة، وذلك مع أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه حين أتّم الصلاة في مِنى في الحج، أي صلاَّها أربع ركعات، مع أن النبي صلى الله عليه وسلّم وأبابكر وعمر وعثمان في أول خلافته، حتى مضى ثماني سنوات، كانوا يصلون ركعتين،
ثم صلى أربعاً، وأنكر الصحابة عليه ذلك، ومع هذا كانوا يتبعونه يصلون معه أربعاً،
فإذا كان هذا هدي الصحابة وهو الحرص على متابعة الإمام، فما بال بعض الناس إذا رأى الإمام زائداً عن العدد الذي كان النبي صلى الله عليه وسلّم لا يزيد عليه وهو إحدى عشرة ركعة، انصرفوا في أثناء الصلاة، كما نشاهد بعض الناس في المسجد الحرام ينصرفون قبل الإمام بحُجّة أن المشروع إحدى عشرة ركعة.
( من كتاب ٤٨ سؤال في الصيام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ج١ ص١١-١٢)
السؤال الرابع: كثير من الناس في رمضان أصبح همّهم الوحيد هو جلب الطعام والنوم، فأصبح رمضان شهر كسل وخمول، كما أن بعضهم يلعب في الليل وينام في النهار، فما توجيهكم لهؤلاء؟
فأجاب الشيخ بن عثيمين رحمه الله:
أرى أن هذا في الحقيقة يتضمن إضاعة الوقت وإضاعة المال، إذا كان الناس ليس لهم هَمٌّ إلا تنويع الطعام، والنوم في النهار والسهر على أمور لا تنفعهم في الليل، فإن هذا لا شك إضاعة فرصة ثمينة ربما لا تعود إلى الإنسان في حياته،
فالرجل الحازم هو الذي يتمشى في رمضان على ما ينبغي من النوم في أول الليل، والقيام في التراويح، والقيام آخر الليل إذا تيسر، وكذلك لا يسرف في المآكل والمشارب،
وينبغي لمَن عنده القدرة أن يحرص على تفطير الصُوّام إمّا في المساجد، أو في أماكن أخرى؛ لأن مَن فطَّر صائماً له مثل أجره، فإذا فطَّر الإنسان إخوانه الصائمين، فإن له مثل أجورهم، فينبغي أن ينتهز الفرصة مَن أغناه الله تعالى حتى ينال أجراً كثيراً.
( من كتاب ٤٨ سؤال في الصيام ج١ ص ١٣)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق